المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من زعم أنه مؤمن ومصدق، ولا يعمل، فليس بمؤمن- للعلامة الراجحي


كيف حالك ؟

أبو عبد الكريم الأثري
04-22-2010, 02:34 AM
س: هل العمل شرط في صحة الإيمان أو في كماله ؟ :
العمل انقياد بالجوارح، لا بد منه في الإيمان من زعم أنه مؤمن ومصدق، ولا يعمل، فليس بمؤمن؛ لأنه إذا لم يعمل، ولم ينقد بجوارحه صار إيمانه كإيمان فرعون إيمان فرعون مؤمن مصدق، فلا بد للإيمان من عمل، وانقياد بالجوارح يتحقق به هذا الإيمان، كما إن الإسلام حينما يعمل الإنسان بجوارحه لا بد له من إيمان يصح به إسلامه وإلا صار كإسلام المنافقين. فالمنافقون يعملون بجوارحهم عندهم عمل، لكن ما عندهم إيمان باطن يصح به هذا الإسلام، عندهم إسلام في الظاهر، لكن ما عندهم إيمان يصححون به إسلامهم، كما أن فرعون عنده تصديق في الباطن، واعتراف لكن ما عنده عمل يتحقق به هذا الإيمان، فلا بد للإيمان من عمل يتحقق به هذا الإيمان، ولا بد للإسلام، والعمل من إيمان يصح به هذا الإسلام، فمن زعم أنه مصدق، ولم يعمل فليس بمؤمن؛ لأن إيمانه كإيمان فرعون ومن عمل بجوارحه، ولكنه لم يصدق في الباطن؛ لأن إسلامه ليس معه إيمان يصححه.


س2 : هل الأعمال شرط في صحة الإيمان أم شرط في كماله أم في المسألة تفصيل ؟ وهل القول بأن كل الأعمال شرط كمال يترتب عليه محذور ؟

الجواب : الأعمال عند أهل السنة والجماعة جزء من الإيمان ، لأن مسمى الإيمان عند جماهير أهل السنة والجماعة تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ولهم على ذلك عبارات منها قولهم : الإيمان عمل ونية ، ومنها قولهم الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، فلا يقال: إن العمل شرط صحة أو شرط كمال في الإيمان ، لأن الشرط غير المشروط فهو يوافق قول المرجئة الذين يقولون : الأعمال ثمرة الإيمان أو دليل الإيمان أو هي مقتضى الإيمان ، بل الصواب أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فهي جزء منه ، كما دلت على ذلك النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكما قرره أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة والعلماء وجماهير أهل السنة والله الموفق .
من موقع الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد اله الراجحي

12d8c7a34f47c2e9d3==