المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نكون أمة سلفية /العلامة الفقيه الإمام ابن العثيمين يرحمه الله


كيف حالك ؟

هادي بن علي
03-17-2010, 01:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

كنا نستهونه في أيام طلبنا ، كما كنا نستهون كتاب الجهاد ، فكنا نتساءل : أين الجهاد ؟ وما حاجتنا في أن نبحث في الجهاد ، ومتى يكون واجباً على العين وعلى الكفاية ، وما حكم ما يلزم الجيش وما يلزم الإمام ؟! وسبب ذلك أنه لا يوجد جهاد ، ثم لما حصل الجهاد في الوقت الأخير عرفنا إننا مفرطون ، وأنه كان ينبغي أن نعرف أحكام الجهاد تماماً!!

وفي مسألة الإمامة كنا نقول : ليس لنا حاجة في أن نبحث في الإمامة ، فنحن والحمد لله إمامنا ابن سعود ، ولكل بلد إمامه ، والأمور مستقرة على ذلك ، لكن الآن تبين لنا أنه لابد أن نعرف الحكم ، فلابد أن نعرف من هو الإمام ، ومن يستحق الإمامة ، ولابد أن نعرف ما حق الإمام على رعيته ، وما حق الرعية على الإمام .

وذلك لأنه كثر القيل والقال ، وخاض في ذلك من هم من الجاهلين ، فصاروا يتخبطون خبط عشواء فيما يلزم الإمام وفيما يلزم الرعية ، وغالبهم يميل إلى تحميل الإمام ما لا يلزمه حمله ، وتبرئة الشعب مما يلزمهم القيام به ، هذا حال غالبهم ، وذلك لأن بعض الناس مشغوف 0 والعياذ بالله - بنشر المساوئ من ولاة الأمور ، وكتم المحاسن ، فيكون معه جور في الحكم ، وسوء في التصرف .

إذاً لابد الآن أن نعرف من هو الإمام ، وبم تثبت الإمامة ، وما حق الإمام على الرعية ، وما حق الرعية على الإمام ، وما طريق السلف في معاملة الأئمة الظلمة والمنحرفين ، حتى نمشي على طريقهم ، ونكون أمة سلفية ، وحتى لا نبرئ أنفسنا نحن من النقص ، بل نحن ناقصون ؛ إذا قارنت بين أعمالنا وعقائدنا وبين ما كان عليه الصحابة ، وجدت أن الفرق بيننا وبينهم كالفرق بين زماننا وزمانهم ، وأن الفرق كبير .

وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف نريد أن يكن لنا ولاة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟! فهذا ظلم ، وهذا تأباه حكمة الله عز وجل ، ولهذا جاء في الأثر : كما تكونون يولى عليم ، فكيف نريد أن يكون خلفاء الأمة الإسلامية الآن كخلفاء الأمة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين ونحن على هذه الحال ؛ كذب وغش وظلم وسوء عقيدة وغير ذلك؟!

ويذكر أن عبد الملك بن مروان شعر بأن الناس قد ملوه أو عندهم شيء من التمرد عليه ، فجمع وجهاء القوم وأعيانهم وتكلم فيهم وقال لهم : أتريدون أن نكون لكم كأبي بكر وعمر ؟ قالوا: نعم . قال : إن كنتم تريدون ذلك فكونوا لنا كالذين كانوا لأبي بكر وعمر ، فأقام عليهم الحجة .

وكذلك أيضاً ينقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلاً خارجياً قال له : يا علي، كيف دان الناس لأبي بكر وعمر ولم يدينوا لك ؟قال : لأن أبا بكر وعمر كان رجالهم أنا وأمثالي ، وكان رجالي أنت وأمثالك . فأقام عليه الحجة.

فالمهم أنه لا يمكن أن نطمع في أن يكون ولاة أمورنا كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ونحن على الحال التي تشاهد ؛ ولا شك في أن البيت الذي فيه ثلاثة نفر يكون فيه أربعة آراء ! فأين الوفاق فينا ؟ وأين الصلاح فينا كي يكون في ولاتنا ؟!

فالمهم أن هذا الباب - باب مهم ، يجب أن يعتنى به .

والإمامة نوعان : إمامة في الدين ، وإمامة في التدبير والتنظيم ، فمن إمامة الدين الإمامة في الصلاة ، فإن الإمام في الصلاة إمامته إمامة دين ، ومع ذلك فله نوع من التدبير ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمتابعته ، ونهى عن سبقه والتخلف عنه ، فهذا نوع تدبير ؛ لأنه مثلاً إذا كبر كبرنا ، وإذا ركع ركعنا ، وإذا سجد سجدنا .وهكذا .

وأما إمامة التدبير فتشمل الإمام الأعظم ومن دونه ، والإمام الأعظم هو الذي له الكلمة العليا في البلاد ؛ كالملوك ورؤساء الجمهوريات و ما أشبه ذلك ، ومن دونه كالوزراء والأمراء و ما أشبه ذلك ، والأمة الإسلامية بشر كغيرها من البشر ، والبشر كائن من الأحياء ، وكل حي فلابد له من رئيس .

بل حتى البهائم ، وكذلك الطيور في الجو ، لها رئيس تتبعه ، ولهذا كان الصيادون إذا مرت بهم جحافل من الطيور أو الظباء أو ما أشبه ذلك ذلك يصيدون أول ما يصيدون قائدهم ، فإذا صادوا القائد ارتبك المجموع فسهل صيده ؛ لأن كل كائن سواء من البشر أو غيرهم لابد له من قائد يقوده .

ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام والمسافرين إذا كانوا ثلاثة ، يعني فأكثر ، أن يؤمروا واحدا منهم ، يعني أنه لابد من أمير وإلا لاضطربت الأحوال ، وصار كل إنسان يقول : أنا أمير نفسي ، وحينئذٍ يتزعزع الأمن ويحل الخوف .


شرح العقيدة السفارينية

بو زيد الأثري
03-17-2010, 10:24 PM
رحم الله العلامة ابن عثيمين

12d8c7a34f47c2e9d3==