المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الروض الندي في جهالات وسرقات علي الحلبي) بقلم الشمري


كيف حالك ؟

عامي
01-30-2010, 01:43 PM
(الروض الندي في جهالات وسرقات علي الحلبي)


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون) .
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) .
أما بعد :


فإن الغاية من العلم طاعة الله وطاعة رسوله والعلم الذي لا يكسب المرء التقوى والخوف من الله ليس بعلم لذا كان سلفنا الصالح أول ما يعتنون به تصحيح النية وجعل هذا العلم خالصا لوجهه تعالى وقد ورد عنهم الشيء الكثير في ذلك وكان من ثمار إخلاصهم أنهم يحبون أن ينتشر العلم دون أن تذكر أسماؤهم كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ( وددت أن الناس كلهم تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه شيء) .
ولا يشك من تأمل هذا النص عن الإمام أن لصوص الكتب والمقدمين على هذا الفعل الشنيع أبعد عن الإخلاص لأنهم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ويحبون أن ينسب إليهم ما لم يقولوه أو يتعبوا فيه بل لا يحبون أن تذكر فائدة حسنة أو تصدر نكتة بديعة من غيرهم لذا ما أن يروها حتى يسرقوها ويدبجوها مصنفاتهم على أنها من بنات أفكارهم وعصارة علمهم قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( فأما حب التفرد بفعل ديني أو دنيوي فهو مذموم قال الله تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) . وقد قال علي وغيره : هو أن لا يحب أن يكون نعله خيرا من نعل غيره ولا ثوبه خيرا من ثوبه ) .
أقول : ولذلك جاءت نصوص العلماء وأهل المروءة في النهي عن السرقة وتوبيخ السارقين ومن ذلك :
قال رسول الله  : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) متفق عليه .
وقال طرفة بن العبد :
ولا أغير على الأشعار أسرقها غنيت بها وشر الناس من سرقا
وإني لأعجب حينما أسمع هذا البيت الذي قاله جاهلي فأجد عنده من الخلق الرفيع ومن المروءة بحيث يأبى أن يدعي شعرا لم يقله في الوقت الذي أجد فيه محدثا وطالب علم ـ من أبعد الناس عن هذا الخلق الرفيع فينتحل ماليس له وينسب لنفسه مالم يقله أو يتعب في تحصليه .
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع : ( والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدبا وأشد الخلق تواضعا وأعظمهم نزاهة وتدينا وأقلهم طيشا وغضبا لدوام أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله  وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه وطرائق المحدثين ومآثر الماضين فيأخذوا بأجملها وأحسنها ويصدفوا عن أرذلها وأدونها ) .
وقال الحريري في مقاماته : ( واستراق الشعر عند الشعراء أفظع من سرقة البيضاء والصفراء وغيرتهم على بنات الأفكار كغيرتهم على البنات الأبكار ) .
وقال ابن الرومي :
حي يغير على الموتى فيسلبهم حــر الكـــلام بجـيش غير ذي لجب
ما إن تزال تراه لابسا حلـــــلا أسلاب قوم مضوا في سالف الحقب
وقال العلامة الألباني في الصحيحية (1/928/القسم الثاني) : ( لأنه ثبت عندي يقينا أن بعض المخرجين يسرقون العزو من بعض كتبي يجدونه لقمة سائغة والأمثلة على ذلك كثيرة وأظهرما يتجلى ذلك حينما يكون في عزوي شيء من الخطأ الذي لا يخلو منه بشر وقد يكون خطأ مطبعيا فينقله السارق فينفضح ) .
ولمزيد من البحث حول السارقين وذمهم انظر مقامة السيوطي ( الفارق بين المصنف والسارق ) و( قواعد التحديث ) للقاسمي (40) وكتاب ( المتنبي ) لمحمود شاكر (113) حيث فضح السارقين وذكر شيئا من فنونهم في السرقة فانظره فإنه ماتع .
أخي القارئ إن هذا العام 1419 هـ قد ظهرت فيه السرقات العلمية وكشفت فيه أقنعة الكثيرين من أدعياء العلم لذا حق لأهل العلم أن يدعوه عام السرقات .
والغريب أخي القارئ أن هؤلاء السارقين بدل أن يتواروا من القوم من سوء ما فعلوا أو يذوبوا خجلا أخذوا يتبجحون ويدافعون عن سرقاتهم بل ويتهمون من قبلهم من الأئمة زورا وكذبا وسوء ظن على حد قول القائل :
رمتني بدائها ونسلت .
وليت الأمر اقتصر على ذلك بل أخذوا يتهمون الكاشف لسرقاتهم ويطالبون بهجره وتبديعه باعتباره عدوا للسنة والدعوة السلفية كما تراه بكل صفاقة في كتاب ( الكوكب الدري ) لسليم الهلالي ونسى هذا الكاتب وعصابته ممن كشف أمر سرقاتهم أننا نطعن في أفعالهم الذميمة التي جاءت السنة بذمها ومحاربتها فضلا عن كونها ليست من شيم الرجال .
ثم لا أدري هل توصل الكاتب وعصابته إلى تكفير الكاشف لسرقاتهم باعتباره عدوا للسنة وطاعنا فيها والطعن فيها كفر .
بل تراهم يرددون عبارة الطعن فينا طعن في الدعوة السلفية وشيوخها ويقولون : إن الكاشفين لسرقاتنا غايتهم أن يجرحوا شهودنا فالجرح بهم أولى مع أن السنة والدعوة السلفية شهودها أمناء صادقون لا سارقين مخادعين غشاشين ثم إظهار الغشاشين واجب شرعي ولو كانوا من أهل السنة لأن العدل يقتضي ذلك قال الإمام ابن حبان في كتاب المجروحين : ( كان رحمه الله من أصلب زمانه في السنة وأنصرهم لها وأذبهم لحريمها وأقمعهم لمن خالفها وكان مع ذلك يضع الحديث ويقلبه فلم يمنعنا ما علمنا من صلابته في السنة ونصرته لها أن نسكت عنه إذ الدين لا يوجب إلا إظهار مثله فيمن وجد ولو جئنا إلى شيء يكذب فسترناه عليه لصلابته في السنة فإن ذلك ذريعة إلى أن يوثق مثله من أهل الرأي والدين لا يوجب إلا قول الحق فيمن يجب سواء كان سنيا أو انتحل مذهبا غير السنة ) .
هذا ما أحببت أبينه والله أسأل أن يوفقنا وسائر إخواننا إلى ما يحب ويرضى .
************
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه وخليله وصفيه محمد بن عبد الله وآله وأصحابه وبعد :
فهذه رسالة علمية تعقبتُ فيها بعض المنتسبين للعلم ألا وهو علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري الأردني مبيِّنا فيها حجمه ومنزلته العلمية التي ينبغي أن يوضع فيها ومنبِّها على خُلُق ذميم يفعله وهو السرقة العلميَّة مبتغياً فيما أكتب وجه الله ـ علم وشهد ـ وناصحاً للشباب المساكين الذين فُتنوا به وتركوا العلماء المخلصين في المملكة مغترِّين بكونه ينتسب إلى المحدث العلامة ناصر الدين الألباني ، غافلين عن حقيقة أن مجرد كون الرجل من تلاميذ الألباني لا يعني نجابةً ولا رفعةً في المنزلة ، بل ربما يوجد من يفوقه ، وكذا لا يعني تزكية له ولا عدالة ، إذ ربما التصق به لهدف أو غاية الله أعلم بها ، والواجب على أهل العلم وطلاب الحق أن يعرفوا تزكيته وعلمه ومنزلته من كتاباته ومجالساته ومحاضراته وسيرة حياته لا من كونه تلميذاً لفلان أو يحضر دروس فلان وهذا واضح ولله الحمد على أن المردود عليه أخبر أهلُ بلده والعارفون به كصديقه ورفيقه في الطلب حسَّان عبد المنان في كتاب معلن غير خفي ـ ولم يتعقبه الحلبي بتاتاً ـ أن الألباني لما تكلم في علي حسن من أجل سرقته كتاب عبد الرحمن عبد الخالق ( كلمات إلى الأخت المسلمة ) جُنَّ جنون علي حسن وأخذ يقول : من هو الألباني حتى يتكلم في ؟ وقد جمعت له حتى الآن أربعين خطئاً .
أقول وتجد تفصيل ذلك كله في كتاب حسان عبد المنان وأنا شخصيّاً أصدِّق حساناً فيما قال ، وقد اتضح لي ذلك جليّاً عند نظري في كتبه فهو يتلون ويتغير حسب المصلحة فلمَّا كان يعمل عند شعيب الأرنؤوط كان يمدح عبد الفتاح أبا غدة المعروف بعدائه للسلفيين ، ولما أراد أن يتقرب من الألباني نزع ألقاب المدح ، ومثل هذا الشيء ينزع الثقة بالشخص ، ومن الأمثلة على ذلك ما قاله في تعليقه على كتاب " الحطة " لصديق حسن خان قال (14) : ( وقد نمى إلي أن الشيخ الفاضل عبد الفتاح أبا غدة .. ) وقال (109) : ( علق عليها الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة حفظه الله . ) بل في الكتاب يقول (274) : ( فمن الذين كتبوا في هذا الأستاذ علوي مالكي ) وكلنا يعلم من علوي مالكي وموقفه من دعاة التوحيد ، وسيأتي مزيد بحث هذه النقطة في رسالة أخرى إن شاء الله .
*******
تابع الرسالة بتحميل الملف

12d8c7a34f47c2e9d3==