المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهدي الرافضة


كيف حالك ؟

هادي بن علي
01-13-2010, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مهدي الرافضة الذي ينتظرونه ، فإنهم ينتظرون مهدياً يخرج من سرداب سامراء ، يدعون أنه اختفى عن الحروف والفتن التي حصلت في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما بعدها ، فاختفى في هذا السرداب ، وأنه ما دام مغلوباً لا يستطيع أن ينفذ ما أراد فإنه مختف ، ولهذا تجدهم في أدعيتهم يقولون : فرج الله كربته وأزال غربته ، كربته : لأنه مكروب بهذا السرداب ، غربته : لأنه غريب في هذا السرداب.

ويقال : إنهم كلما طلعت الشمس أرسلوا فارساً على فرس معه خبز وماء وعسل ولبن ، يقف عند باب هذا السرداب يدعو مولاه المهدي لعله يخرج فيفطر على هذا الخبز والعسل والماء ، فإذا أفطر فالفرس مهيأ معه السيف ومعه الرمح يعتم ويركب وتفتح له الدنيا بَاباً بَاباً ، حتى يملك مشارق الأرض ومغاربها

هم ينتظرون ذلك ، ولكن هذا ليس بصحيح ، وكيف يمكن لشخص أن يبقى في هذا السرداب لا يعلم عنه ؟ ! لا يأتيه أكل ولا شرب ولا شيء ! كيف يبقى هذه المدة ؟! ويعللون لذلك بقولهم : إن الله على كل شيء قدير ، وهذا الرجل وليٌ مجاب الدعوة ، ما في الكون حبة ولا ذَرة تتحرك أو تسكن إلا بعد علمه ، وهو يعلم ما كان وما يكون وما سيكون لو كان كيف يكون ، يعلم كل شيء وتعرض عليه جميع المقدرات اليومية.

وإن المتأمل في ذلك يجد أن هذه العقول عقول لا قيمة لها ، وهذا داخل في قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) (الكهف:103)(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:104)(أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) (الكهف:105).

أما المهدي الذي يتكلم عليه أهل السنة ، فليس هو مهدي الرافضة الذي ينتظرونه ، بل هذا المهدي خليفة يبعثه الله عز وجل في آخر الزمان ، وهو ليس مختفياً بل يخلق في وقته ، فيخرج ويملأ الأرض عدلاً بعد أن كانت ملئت ظلماً وجوراً .

منقول من شرح العقيدة السفارينية

للشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله

12d8c7a34f47c2e9d3==