المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإخوان المسلمون


كيف حالك ؟

salah alsalafy
01-12-2004, 12:05 PM
الإخـــوان المسلمــون



مسائل الاعتقاد عند جماعة الإخوان المسلمين غير مبنية على عقيدة السلف





مما سبق يظهر جلياً أن مسائل الاعتقاد عند جماعة الإخوان المسلمين غير مبنية على عقيدة السلف أهل الحديث... إذن فما هي عناصر هذه المسألة عندهم.

أ- التصوف:

علمت مما سبق أن التصوف داء عضال، وسم قتال يجب على المسلم أن يُغيّره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، أما أن نُمجده وندعو إلى إقامة ديننا عليه، فهذا لا يقبله مسلم استضاء قلبه بهدي الوحيين، فضلاً عن جماعة تُمني نفسها بإعادة مجد الإسلام التليد، واستعادة حكم الله المغصوب، حيث اتخذت التصوف صبغة ومنهاجاً.

لقد كان الأستاذ حسن البنا صوفياً: نشأ عليه وأنشأ جماعته على ذلك وبقي محافظاً عليه حتى آخر أيامه.

لقد تحدث الأستاذ البنا عن نشأته الصوفية فقال: «الطريقة الحصافية: وفي المسجد الصغير رأيت «الإخوان الحصافية» يذكرون الله -تعالى- عقب صلاة العشاء من كل ليلة، وكنت مواظباً على حضور درس الشيخ زهران -رحمه الله- بين المغرب والعشاء، فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة، وسماحة هؤلاء الذاكرين من شيوخ فضلاء وشباب صالحين، وتواضعهم لهؤلاء الصبية الصغار الذين اقتحموا عليهم مجلسهم؛ ليشاركوهم ذكر الله تبارك وتعالى، فواظبت عليها هي الأخرى.

وتوطدت الصلات بيني وبين شباب هؤلاء الإخوان الحصافية ومن بينهم الثلاثة المقدمون: الشيخ شلبي الرجال والشيخ محمد أبو شوشة والشيخ سيد عثمان، والشبان الصالحون الذين كانوا أقرب الذاكرين إلينا في السن: محمد أفندي الدمياطي وصاوي أفندي الصاوي وعبد المتعال أفندي سنكل، وأضرابهم .

وفي هذه الحلقة المباركة التقيت لأول مرة بالأستاذ أحمد السكري -وكيل الإخوان المسلمين- فكان لهذا اللقاء أثره البالغ في حياة كل منا . ومنذ ذلك الحين أخذ اسم الشيخ الحصافي يتردد على الأذن فيكون له أجمل وقع في أعماق القلب وأخذ الشوق والحنين إلى رؤية الشيخ والجلوس إليه والأخذ عنه يتجدد حيناً بعد حين، وأخذت أواظب على الوظيفة الرزوقية صباحاً ومساء، وزادني بها إعجاباً أن الوالد قد وضع عليها تعليقاً لطيفاً جاء فيه بأدلة صيغها جميعاً تقريباً من الأحاديث الصحيحة وسمى هذه الرسالة «تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الرزوقية»([1]).

وتعلق حسن البنا بالتصوف حتى أصبح يرى الشيخ الحصافي في منامه: «وزادني تعلقاً بالشيخ الجليل -رحمه الله- أنني رأيت في هذه الأثناء، وعلى إثر تكراري للقراءة في المنهل، فيما يرى النائم: إنني ذهبت إلى مقبرة البلد فرأيت قبراً ضخماً يهتز ويتحرك، ثم زاد اهتزازه واضطرابه حتى انشق فخرجت منه نار عالية امتدت إلى عنان السماء وتشكلت فصارت رجلاً هائل الطول والمنظر، واجتمع عليه الناس من كل مكان فصاح فيهم بصوت واضح مسموع، وقال لهم: أيها الناس: إن الله قد أباح لكم ما حرم عليكم، فافعلوا ما شئتم . فانبريت له من وسط هذا الجمع وصحت في وجهه «كذبت» والتفت إلي الناس وقلت لهم: أيها الناس هذا إبليس اللعين وقد جاء يفتنكم عن دينكم ويوسوس فلا تصغوا إلى قوله ولا تستمعوا إلى كلامه، فغضب وقال: لا بد من أن نتسابق أمام هؤلاء الناس فإن سبقتني ورجعت إليهم ولم أقبض عليك فأنت صادق.

فقبلت شرطه وعدوت أمامه بأقصى سرعتي، وأين خطوي الصغير من خطوة الجبار، وقبل أن يدركني ظهر الشيخ -رحمه الله- من طريق معترض وتلقاني في صدره واحتجزني بيساره ورفع يمناه مشيراً بها إلى هذا الشبح صائحاً في وجهه: إخسأ يا لعين، فولى الأدبار واختفى، وانطلق الشيخ بعد ذلك، فعدت إلى الناس وقلت لهم: أرأيتم كيف أن هذا اللعين يضلكم عن أوامر الله؟

واستيقظت وكلي شوق وتقدير وترقب لحضور السيد عبد الوهاب الحصافي نجل الشيخ -رحمه الله- لأراه وأتلقى عنه الطريق ولكنه لم يحضر في هذه الفترة»([2]).

ويخبر حسن البنا أنه ظل متعلقاً بالشيخ حتى رآه وبايعه ولقنه الأوراد: «وظللت معلق القلب بالشيخ -رحمه الله- حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيه مدفن الشيخ وضريحه وقواعد مسجده الذي لم يكن حينذاك، وتم بعد ذلك، فكنت مواظباً على زيارته كل يوم تقريباً وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مُقدّم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقي الشيخ بسيوني العبد التاجر، فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل ووعدني بأنه سيقدمني للسيد عبد الوهاب عند حضوره، ولم أكن إلى هذا الوقت قد بايعت أحداً في الطريق بيعة رسمية، وإنما كنت محباً وفق اصطلاحهم .

وحضر السيد عبد الوهاب نفع الله به إلى دمنهور وأخطرني الإخوان بذلك فكنت شديد الفرح بهذا النبأ، وذهبت إلى الوالد الشيخ بسيوني ورجوته أن يقدمني للشيخ ففعل، وكان ذلك عقب صلاة العصر من يوم (4 رمضان سنة 1341هـ) وإذا لم تخني الذاكرة، فقد كان يوم الأحد حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها»([3]).

قال جابر رزق:

وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة حتى انتقل من مرتبة المحب الى مرتبة التابع المبايع

ومما نقله جابر رزق حديث عبد الرحمن البنا عن أخيه حسن البنا:

وعقب صلاة العشاء في المسجد يجلس أخي إلى الذاكرين من جماعة الاخوان الحصافية، وقد أشرق قلبه بنور الله، فأجلس إلى جواره، نذكر الله مع الذاكرين، وقد خلا المسجد إلا من أهل الذكر، وخبا الضوء إلا ذبالة من سراج وسكن الليل إلا همسات من دعاء أو ومضات من ضياء، وشمل المكان نور سماوي، ولفه جلال رباني، وذابت الأجسام وهامت الأرواح، وتلاشى كل ما في الوجود وانمحى، وانساب صوت المنشد في حلاوة وتطريب:

قل الله وذر الوجود وما حوى


إن كنت مرتادا بلوغ كمال



فالكل دون الله إن حققتــــــه


عدم على التفصيل والإجمال([4])




ثم قال عبد الرحمن البنا:

وما أحلاها من أنغام كنا نترنم
بها!
وما أعذبها من قصائد كنا ننشدها!



مـا لذة العيش إلا صحبة الفقــرا


هم السلاطين والسادات والأمرا



فاصحبهـم وتأدب في مجالسهــم


وخل حظـك مهمـا قدمـوك ورا



ولازم الصمت إلا إن سئلت فقل


لا علم عندي وكن بالجهل مستترا



ولا ترى العيب إلا فيك مـعتقدا


عيـباً بـدا بيننـا لـكـنه استــــترا



وراقب الشيخ في أحواله فـعسى


يــرى عليك استحسـانه أثرا([5])




وشارك حسن البنا في انشاء جمعية صوفية؛ فقال:

«وفي هذه الاثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي «جمعية الحصافية الخيرية» واختير أحمد أفندي السكري التاجر بالمحمودية رئيساً لها وانتخبت سكرتير لها، وزاولت الجمعية عملها في ميدانين مهمين:

الميدان الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات الفاشية كالخمر والقمار وبدع المآتم.

والميدان الثاني: مقاومة الإرسالية الإنجليزية التبشيرية التي هبطت إلى البلد واستقرت فيها، وكان قوامها ثلاث فتيات رأسهن مسز (ويت)، وأخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات، وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية «الإخوان المسلمين» بعد ذلك([6]).

واستمرت صلتنا على أحسن حال بشيخنا السيد عبد الوهاب حتى أنشأت جمعيات اإلإخوان المسلمين وانتشرت»([7]).

ثم استغرق حسن البنا في التصوف فقال: «كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستغراق في عاطفة التصوف والعبادة، ويقولون إن حياة الإنسان تنقسم إلى فترات، منها هذه الفترة التي صادفت السنوات التي أعقبت الثورة المصرية مباشرة من سنة 1920م إلى سنة (1923م ).

وكانت سني إذ ذاك من الرابعة عشرة إلا أشهراً إلى السابعة عشرة إلا أشهراً كذلك، فكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف، ولم تخل من مشاركة فعلية في الواجبات الوطنية التي ألقيت على كواهل الطلاب.

نزلت دمنهور مشبعاً بالفكرة الحصافية، ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأول، وفيها نخبة صالحة من الأتباع الكبار للشيخ، فكان طبيعياً أن أندمج في هذا الوسط، وأن أستغرق في هذا الاتجاه. وضاعف في هذا الاستغراق أن أستاذنا الحاج حلمي سليمان -والذي لا يزال إلى الآن مدرساً بدمنهور- كان مثالاً من أمثلة التعبد والصلاح والتقوى والتأدب بأدب الطريق، وكانت بيني وبينه رابطة روحية خاصة لهذا السبب، وأن زميله وصديقه الأستاذ الشيخ حسن خزبك -رحمه الله- وقد كان مدرساً بدمنهور أيضاً- كان يعقد كثيراً من الاجتماعات العلمية الوعظية في بيته، وكان يدرس «الإحياء»([8]) قبل صلاة الفجر من رمضان في مسجد الجيش، وكان الحاج حلمي يصحبني معه إلى تلك الاجتماعات، فأجد نفسي وأنا الطالب الصغير مع رجال كبار فيهم الأساتذة الذين يدرسون لي في المدرسة، وغيرهم من العلماء والفضلاء، وكلهم يشجعونني ويشجعون أمثالي من الشباب على السير في هذه الطريق، طريق طاعة الله، فكانت هذه كلها عوامل للتشجيع والثبات على هذه الخطة التعبدية الصوفية»([9]).

ثم مارس حسن البنا شعائر التصوف كشد الرحال للقبور والأضرحة والصمت عن الكلام فقال:

«الزيارات والصلات»: وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور، فكنا أحياناً نزور «دسوق» فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلومتراً، ونزور([10]) ونصلي الجمعة، ونستريح بعد الغداء، ونصلي العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً.

وكنا أحياناً نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم ونقضي هناك يوماً كاملاً ثم نعود.

أيام الصمت والعزلة: وكانت لنا أيام ننذر فيها الصمت والبعد عن الناس، فلا يتكلم أحدنا إلا بذكر أو قرآن، وكان الطلبة على عادتهم ينتهزونها فرصة للمعاكسة، فيتقدمون إلى الناظر أو الأساتذة مبلغين أن فلاناً الطالب قد أصيب في لسانه، ويأتي الأستاذ ليستوضح الأمر، فكنا نجيبه بآية من القرآن فينصرف. وأذكر بالخير أستاذنا الشيخ فرحات سليم -رحمه الله-، الذي كان يحترم هذه الحالة فينا ويزجر الطلاب، ويوصي بقية الأساتذة ألا يحرجوننا بالأسئلة في فترة صمتنا،وكانوا يعلمون حقاً أن ذلك ليس هرباً من إجابة تخلصنا من امتحان، إذ كنا متقدمين دائماً في الدروس مجيدين لها إجادة تامة، وما كنا نعرف الحكم الشرعي في هذا([11])ولكننا كنا نفعل، هذا الصمت تأديباً للنفس وفراراً من اللغو وتقوية للإرادة حتى يتحكم الإنسان في نفسه ولا تتحكم فيه.

ولقد كانت هذه الحالة تتطور في بعض الأحيان حتى تصل إلى نفور من الناس يدعو إلى العزلة وقطع العلائق. حتى أنني أذكر أن خطابات بعض الأصدقاء كانت تأتيني إلى المدرسة فلا أحاول أن أقرأها أو أفتحها، ولكن أرفضها كما هي حتى لا يكون فيها تعلق بشيء جديد والصوفي متخفف يجب عليه أن يقطع علائقه بكل ما سوى الله، وأن يجاهد في هذه السبيل ما أمكنه من ذلك»([12]).

وبالجملة فقد نشأ الأستاذ البنا نشأة صوفية لاشية فيها، ومارس التصوف كما يراه أهله، ومذكراته شاهدة على ذلك، وأقر بذلك كبراء جماعته: «ثم إن حركة الإخوان المسلمين نفسها أنشأها صوفي وأخذت حقيقة التصوف دون سلبياته»([13]).

وقد أنشأ جماعته على أسس صوفية بحتة كما صرح بذلك: «ونظام الدعوة في هذا الطور صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية»([14]).

أبوعبدالعزيز
01-12-2004, 01:16 PM
جزاك الله خيراً أخي / صالح السلفي
هذه بعض عناوين الصفحات الموجدة في الأنترنت عن جماعة الإخـــوان المسلمــون وفيها كل ماتريد , أسأل الله أن ينفع بها :
1- جماعة الإخوان المسلمين منهجهم وفتاوي العلماء فيهم
http://www.sahab.ws/884
2- المجموع الثمين في حقيقة فكر الإخوان المسلمين
http://www.geocities.com/salafyana
وفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه

salah alsalafy
01-14-2004, 11:41 AM
وانت كذلك وجزاك الله خيرا اخي عبد العزيز وجعلك الله داعية لهذا المنهج المبارك ونحن ننتظر منكم اكثر والسلام عليكم

12d8c7a34f47c2e9d3==