المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاصمة من الشيخ زيد المدخلي للمرجئة في دعواهم الخلاف في العذر بالجهل بتوحيد الله


كيف حالك ؟

عبد المنّان
11-25-2009, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


(السؤال :سائل من ليبيا يقول هل يعذر الشخص بالجهل و خصوصا في أمور العقيدة و هل هناك إختلاف بين أهل العلم في هذه المسألة ؟

الجواب :
العذر بالجهل لمن لم تبلغه رسالة محمد صلى الله عليه و سلم ما بلغه القرآن و لا بلغته السنة و لا بلغه أحد و هذا من أندر النادر هذا عذر ، أما من بلغه أن الله أنزل كتابا و أرسل رسولا فلا عذر له لأنه قصر التعلم و التفقه و السؤال عن الأمر الذي خلقه الله من أجله. )

و قال الشيخ أيضا في ( التعليقات المباركات على كشف الشبهات ) :

(...إذن: نسبة الولد إلى الله الَّتِي اقترفها اليهود والنصارى والكفار العرب الذين قالوا: الملائكة بنات الله كفر مستقل،

والغلو في الصالحين سواء كانوا ملائكة أو أنبياء أو عبادًا صالحين أو صورًا على صورهم هذا أيضًا كفر مستقل وشرك أكبر يخرج من الملة من وقع فيه وهو يدَّعي الإسلام،

وجمهور أهل العلم لا يرون لأحد عذرًا في جهل الشرك لَم؟

لأن الله عز وجل خلق العباد ليعرفوه ويعبدوه ويوحدوه ولا يشركوا به شيئًا، فما الذي صرفهم عن الأمر الذي خلقهم الله من أجله ليعرفوه ويعملوا به، وفي مقدمة ذلك توحيد الله وعدم الإشراك به؛ لذا فإن كل من قامت عليه الحجة الرسالية فإنه لا يعذر بالجهل بتوحيد الله الذي خلقه الله من أجل تحقيقه والعمل بحقوقه ولوازمه.
وحقًّا إن التوحيد لا يتحقق إلا إذا تبرأ الموحد من الشرك وأهله إذ لا ولاء إلا ببراء
وعلى هذا فإن أصحاب الغلو في الصالحين في أي زمن من الأزمان لا عذر لهم، وقد جاءهم من بينَّ لهم طريق التوحيد المستقيمة وأمرهم بسلوكها، وبينَّ لهم سبل الشرك المعوجة وحذرهم من الوقوع فيها، كما فعل هذا الإمام المجدد مع قومه في عصره الذي فشا فيه الشرك واختفت معالم التوحيد وسميت الأشياء بغير اسمها سفهًا وجهلاً.

نعم: إن الذي يعذر بالجهل هو الذي ما قامت عليه الحجة الرسالية؛

بِمعنَى أنه لَم يعرف أن الله أنزل كتابًا ولَم يعرف أن الله أرسل رسولاً، أما من عرف أن الله أنزل كتابه الفرقان على سيد ولد عدنان محمد ج ومثله معه، ولكن جهل ما جاء في القرآن من الأمر بتوحيد الله والتحذير من الإشراك بالله وبما جاء به محمدٌ ج في دعوته بسبب إعراضه، فهذا لا يعذر بجهله والحجة هي حجة الرسالة؛ لأن الذي يعرض عن الرسالة والكتاب والسنة هو الذي ظلم نفسه ووقع في ضروب الشرك: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ [هود: من الآية101].

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.)

12d8c7a34f47c2e9d3==