المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذي يتعصب لرأيه فإن هذا على خطر عظيم /العلامة ابن عثيمين


كيف حالك ؟

ابو عمار اليافعي
11-09-2009, 08:13 PM
قال النبي صل الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) رواه البخاري كتاب العلم باب من يرد الله به خيراً , ومسلم كتاب الزكاة باب النهي عن المسألة
والفقه في الدين يقتضي قبول الدين لأن كل من فقه في دين الله وعرفه قبله وأحبه

قال تعالى (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) النساء 65
فهذا إقسام مؤكد ب ( لا ) وإقسام بأخص ربوبية من الله عز وجل لعباده وهي ربوبية الله للرسول صلى الله عليه وسلم على نفي الإيمان عمن لم يقم بهذه الأمور
الأول تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله حتى يحكموك يعني الرسول صلى الله عليه وسلم فمن طلب التحاكم إلى غير الله ورسوله فإنه ليس بمؤمن فإما كافر كفراً مخرجاً عن الملة وإما كافر كفراً دون ذلك
الثاني إنشراح الصدر بحكمه بحيث لايجدون في أنفسهم حرجاً مما قضى, بل يجدون القبول والإنشراح لما قضاه النبي صلى الله عليه وسلم
الثالث أن يسلموا تسليماً وأكد التسليم بمصدر, يعني : تسليماً كاملاً

فاحذر أيها المسلم أن ينتفي عنك الإيمان
ولنضرب لهذا مثلاً تجادل رجلان في حكم مسألة شرعية , فاستدل أحدهما بالسنة فوجد الثاني في ذلك حرجاً وضيقاً , كيف يريد أن يخرج عن متبوعه إلى اتباع هذه السنة ؟ فهذا الرجل ناقص بلا شك في إيمانه لأن المؤمن حقاً هو الذي إذا ظفر بالنص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكأنما ظفر بأكبر غنيمة يفرح بها , ويقول : الحمد لله الذي هداني لهذا
وفلان الذي يتعصب لرأيه ويحاول أن يلوي أعناق النصوص حتى تتجه الى ما يريده هو لا ما يريده الله ورسوله فإن هذا على خطر عظيم


المصدر : شرح العقيدة الواسطية للشيخ إبن عثيمين ص 182

12d8c7a34f47c2e9d3==