المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام البربهاري


كيف حالك ؟

salah alsalafy
01-11-2004, 02:56 PM
"اسمه وكنيته ونسبه :
هو الإمام، القدوة، المجاهد، شيخ الحنابلة وكبيرهم في عصرة، أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري . و ( بربهار ) هي الأدوية التي تُجلب من الهند .

موطنة ونشأته :
لم تذكر المصادر المتوفرة بين أيدينا شيئاً عن مولده ونشأته، لكن الذي يبدو أنه بغدادي المولد والنشأة، وذلك لذيع صيته وشهرته فيها بين عامة الناس فضلاً عن خاصتهم، وقد صحب البربهاري جماعة من أصحاب إمام أهل السُنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله، وأخذ العِلم عنهم، وجُلُّهم بغداديون، وهذا مما يدل على أنه نشأ في وسط علمي سُني، مما كان له كبير الأثر على شخصيته .

شيوخه وطلبه للعلم :
لقد كان البربهاري رحمه الله، ومُبرزاً في طلبه للعلم، وحريصاً على تحصيله، حيث تلقى العِلم على جماعة من كبار أصحاب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، لكن مما يؤسف أن المصادر التي ترجمت له لم تذكر لنا أسمائهم عدا أثنين منهم .. وهما :
1- أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز أبو بكر المروزي، الإمام، القدوة، الفقيه، المُحَدث، نزيل بغداد، صاحب الإمام أحمد بن حنبل، توفى لستة خلون من جمادى الأولى سنة خمسين وسبعين ومئتين .
2- سهل بن عبد الله بن يونس التستري أبو محمد، الإمام العابد، الزاهد ، له مواعظ وأحوال، توفى في المحرم من سنة ثلاث وثمانين ومئتين، عن نحوٍ من ثمانين سنة .

مكانته العلمية :
لقد كان الإمام البربهاري - رحمه الله- إماماً مُهيباً، قوالاً بالحق، داعية للسُنة واتباع الأثر، له صيت عند السُلطان وجلالة، وكان مجلسه عامراً بحِلَق الحديث والأثر والفقه، يحضره الكثير من أئمة الحديث والفقه.

قال أبو عبد الله الفقيه :(( إذا رأيت البغدادي يحب أبا الحسن ابن بشار، وأبو محمد البربهاري، فعلم أنه صاحب سُنه )) .

ومما يدل على علوا مكانته:
ما قاله تلميذة ابن بطة رحمه الله تعالى : (( سمعته – أي البربهاري – لما أخذ الحجاجُّ يقول : يا قوم !! إن كان يحتاج إلى معاونة بمائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، خمس مرات، عاونته )) .
قال ابن بطة : (( لو أرادها حصلها من الناس )) .

زهده وورعه :
لقد عُرف الإمام البربهاري بالزهد والورع، ومما يدل على هذا ما ذكره أبو الحسن بن بشار، قال : (( تنزه البربهاري من ميراث أبيه عن سبعين ألف درهم )) .
وقال بن أبي يعلى : (( كان للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة )) .

موقفه من أهل البدع :
لقد كان الإمام البربهاري - رحمه الله- شديداً على أهل البدع والأهواء، منابذاً لهم باليد واللسان، وهو في هذا كله مُتبع لمسلك أهل السُنة والجماعة في معاملة أهل البدع والأهواء، فقد كان الإمام البربهاري حريصاً على صفاء هذا الدين، وإبعاد كل ما علق بهِ من البدع والأهواء، من التجهّم، والاعتزال، والتمشعُر، والتصوّف، والتشيّع، والترفُض ... الخ .

تلاميذ الإمام البربهارى :
لقد أخذ العِلم عن هذا الإمام عدد كبير من الطلاب، واستفادوا منه، فقد كان رحمه الله قدوة في حاله ومقاله .
ومن هؤلاء التلاميذ :
1- الإمام القدوة الفقيه أبو عبد الله بن عبيد الله بن محمد العُكْبَري، الشهير بابن بطة .
2- الإمام القدوة الناطق بالحكمة محمد بن احمد بن إسماعيل البغدادي أبو الحسين بن سَمْعون .
3- أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة أبو بكر .
4- محمد بن محمد بن عثمان أبو بكر ، الذي قال عنه الخطيب : (( وكان فيما بلغني يُظهر التقشف، وحُسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل )) .


محنته ووفاته :
لما كان الإمام البربهاري- رحمه الله- له من الصيت والهيبة عند العامة والخاصة، وله من الحضوة عند السلطان قدراً كبيراً، ما فتئ أهل الأهواء والبدع المعادين له يُألبونَ السلطان ويُغيضون قلبه عليه، حتى أمر الخليفة القاهر وزيرة ابن مقلة في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة بالقبض على البربهاري وأصحابه، فاستتر البربهاري، وقُبض على جماعة من كبار أصحابه، وحُملوا إلى البصرة، وعاقب الله تعالى بن مقلة على فعله ذلك، بأن سخط عليه القاهر، وهرب ابن مقله وعزله القاهر عن وزارته، وطرح في داره النار، وقُبض على القاهر بالله يوم الأربعاء لست من شهر جمادى الآخرة سنة أثنين وعشرين وثلاثمائة، وحُبس وخُلع وسُملت عيناه في هذا اليوم حتى سالتا جميعا فعُمي .

ثم تفضل الله تعالى وأعاد البربهاري إلى حشمته، وعلت كلمته، وظهر أصحابه وانتشروا في الإنكار على المبتدعة، حتى أن البربهاري لما اجتاز بالجانب الغربي، فعطس، فشمته أصحابه، فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشنه، فسأل عن الأمر فأُخبر بها فاستهولها !!

ولم تزل المبتدعة ينقلون قلب الخليفة الراضي على البربهاري، فتقدم الراضي إلى بدر الحرسي صاحب الشرطة بالركوب والنداء ببغداد : أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان !!

فاستتر وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محوّل، فانتقل إلى الجانب الشرقي مستتراً، فتوفي في الاستتار في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة .

قال ابن أبي يعلى : (( حدثني محمد بن الحسن المقري، قال : حكى لي جدي وجدتي قالا : كان أبو محمد البربهاري قد اختبأ عند أخت توزون بالجانب الشرقي في درب الحمام، في شارع درب السلسلة، فبقي نحواً من شهر، فلحقه قيام الدم، فقالت أخت توزون لخادمها لما مات البربهاري عندها مستتراً : انظر من يغسله، فجاء بالغاسل فغسله، وغلّق الباب حتى لا يعلم أحد، ووقف يُصلي عليه وحده، فطالعت صاحبة المنزل، فرأت الدار امتلأت رجالاً عليهم ثياب بيض وخضر، فلما سّلم لم ترَ أحداً، فاستدعت الخادم وقالت : يا حجام أهلكتني مع أخي !
فقال : يا ستَّي رأيتِ ما رأيتُ ؟!!
فقالت : نعم .
فقال : هذه مفاتيح الباب، وهو مغلق، فقالت : ادفنوه في بيتي، فإذا مِتّ فادفنوني عنده )) .

من شعر الإمام البربهاري رحمه الله :
من قنعت نفسهُ ببُلغَتِها 0000 أضحى غنياً وَظَلَّ مُتبِعَا
لله دَرُّ القناعةِ مِن خُلُقٍ 0000 كم من وضيعِ بهِ ارتفعــا
تضيقُ نفسُ الفتى إذا افتقرت 0000 ولو تعَزَّى بِربهِ اتسعا

ومن أقواله :

قال رحمه الله : (( الناس في خداع متصل ))

قال بن بطة سمعت أبا محمد البربهاري يقول : (( المجالسة للمناصحة .. فتح باب الفائدة ، والمجالسة للمناظرة .. غلق باب الفائدة )) .

وقال رحمه الله : (( واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً )) .

رحم الله الإمام البربهاري، وأجزل مثوبته، فقد كان إماماً قدوة، عارفاً بالله، سنّياً، سيفاً مُصلتاً على أهل البدع والزندقة "
نقلا عن بعض الافاضل

salimone1
01-14-2004, 11:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا ألأخ صلاح السلفي على ما قدمه من نبذة عن حياة هذا الإمام ألعظيم ، و لو تفضل الأخ صلاح
بمراجعة الإخوة الذين نقل عنهم عن مراجعهم لهذه المعلومات لكان أفضل ، لأ ننا ننسخ بعض المواضع من المنتدى و نرجو أن تكون موثقة.
و جزاكم الله خيرا.

12d8c7a34f47c2e9d3==