المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليق مهم على ما كتبه أحد المبتدعة في الساحات !!


كيف حالك ؟

علي رضا
01-10-2004, 08:16 PM
نعم أيها الطالب لمزيد من اليقين بشأن مذهب المتقدمين والمتأخرين


: سوف أسعفك بكلام يزيد من يقينك بفساد مذهبكم في التفريق بين


منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ؛ لكن قبل أن أرفع من يقينك بإذن

الله تعالى يجب أن تعلم أن الحديث المعلل أو المعل إنما هو قسمان

: ما أعل بعلة قادحة ؛ فهذا هو الذي نريده ونسعى لكشفه ومعرفته ؛

لأن فيه معرفة الحديث الضعيف أو المنكر أو الموضوع أو 000


والآخر : هو ما أعل بعلة لا تقدح أو غير قادحة : كما هو الشأن في



بعض الأحاديث التي انتقدها الدارقطني رحمه الله على الشيخين في


الصحيحين ؛ فإن منها ما هو علة غير قادحة في السند أو المتن 0

لكن !!


صحيح نحن نسينا أننا نتكلم مع المليبارية الذين لا يرون في عمل


الحفاظ المتأخرين وجهدهم شيئا يستحق الذكر ؛ فلهذا فقد أخطأ كل


من عرف الحديث الصحيح بأنه : ما رواه عدل ضابط 000 ولا


يكون معللاً بعلة قادحة !!




نعم أخطأ المتأخرون ؛ لأن العلل عند المليباريين كلها قادحة !!


فهذا الذي يرد علي : لو كان رجلاً شجاعاً جريئاً في الحق لصرح


لنا باسمه ولما تخفى كما تتخفى النساء !!


لكن ما ذا نفعل :


لقد جمع هؤلاء بدعة الحزبية والخروج إلى بدعتهم الأصلية ؛ فهم


يسيرون على خطى الحزبيين في التستر والهمز واللمز والغمز


بأسماء غير حقيقية ؛



بل بعضها كأسماء العفاريت والجن ( حرموش ) !!





أما ما سيثلج صدرك ويشرحه جداً فهو شكر وثناء شيخنا مقبل


الوادعي على ( علي رضا ) !!





نعم ذلك الشكر والثناء الذي لو حصل بعضه لهؤلاء الحاقدين



الحاسدين الجهلة ؛ لطاروا به أيما مطار !!




فإليكم ما سيفرحكم ، ويبرد قلوبكم :




(( هل صح أن الصلاة في بيت المقدس بألف صلاة ، وأن من


أهدى له زيتاً يسرج فيه كان كمن أتاه ؟ ))







روى ابن ماجة في ( السنن ) برقم ( 1407 ) حديثاً في فضل


الصلاة ببيت المقدس ، فقال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي ،


حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة




، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله



عليه وآله وسلم قالت : قلت : يا رسول الله ! أفتنا في بيت المقدس ؟


قال :




( أرض المحشر والمنشر 0 ائتوه فصلوا فيه ؛ فإن صلاة فيه كألف



صلاة في غيره 0




قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه ؟




قال : فتهدي له زيتاً يسرج فيه ، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه ) 0





هذا الحديث صححه شيخنا مقبل بن هادي الوادعي في ( الصحيح




المسند مما ليس في الصحيحين ) 2 / 519 ؟






لقد وقع شيخنا رحمه الله في تصحيح هذا الحديث ؛ بناءً على ظاهر



الصحة في إسناده ؛ فالبحث الأولي في رجاله قد يجعل الحكم




صحيحاً على السند ، وحينذاك فالحديث صحيح على ما يظهر 0






هنا سؤال يطرح نفسه - كما يقال - : هل نجاري أولئك الجهلة




الذين يطعنون في تحقيقات ( علي رضا ) لأن الشيخ مقبلاً الوادعي



رحمه الله طعن فيها ؟





الحقيقة لا تخفى على المحققين في هذا العلم الشريف بحمد الله تعالى



؛ فطعن الشيخ رحمه الله كان بدافع الرد المحض الذي لم يأت فيه



بجديد من العلم ، أو تحرير للمسألة ؛ بدليل أنه رحمه الله تعالى كان



من أوائل المعتذرين عن طعنه في تحقيقات ( علي رضا ) بعد أن



قرأت عليه تحرير القول في هذا الحديث الذي أورده هو في




( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ) ! فشكر ذلك جداً ،



ووعد بتصحيح الخطأ ، عازياً الفضل - بعد الله - لعلي رضا 0




ولست بصدد التشنيع على شيخنا رحمه الله ؛ فإن ذلك من دأب أهل



الحسد والهوى ، ولكن الله تعالى يحب الإنصاف والعدل ، فردي عن




الطعن حق مشروع ، مع غاية الاحترام لشيخنا مقبل رحمه الله


رحمة واسعة 0






فما هي علة هذا الحديث الذي فيه رد على المليباري وأذنابه من


المُحدِثين - من الإحداث لا من التحديث ! - الذين ظنوا - والظن

أكذب الحديث - أن الألباني من أولئك الذين يغترون بظواهر


الأسانيد ، فيصححون حسب التشهي والهوى ؟



الواقع أن هناك إعلالاً للسند من جهة الانقطاع ، ومن جهة الكلام


في اثنين من رواته هما : زياد بن أبي سودة ، وأخوه عثمان بن أبي


سودة 0



قال الحافظ الذهبي في ( الميزان ) 2 / 90 : ( زياد بن أبي سودة ،


عن أخيه عثمان ، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم


: ابعثوا بزيت يسرج في قناديله - يعني بيت المقدس 0



هذا حديث منكر جداً ؛ رواه سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد ، عنها



؛ فهذا منقطع 0 ورواه ثور بن يزيد ، عن زياد متصلاً 0


قال عبد الحق : ليس هذا الحديث بقوي 0 وقال ابن القطان : زياد

وعثمان ممن يجب التوقف عن روايتهما ) 0 ثم ذكر الذهبي لميمونة


بنت سعد ، ويقال : بنت سعيد : أربعة أحاديث قال بأنها منكرة كلها


، وأحدها هذا الحديث 0




أما ابن التركماني ، فقد أعله بالاختلاف في إسناده كما في ( الجوهر

النقي ) بحاشية ( السنن الكبرى ) للبيهقي 2 / 441 0



قلت : نعم ؛ الاختلاف وجه من وجوه إعلال السند ؛ لأنه يدل على


عدم ضبط الرواة له ، بل هناك اختلاف في متن الحديث أيضاً ؛ فقد


رواه أبو داود في ( السنن ) برقم ( 457 ) ، والبيهقي في ( السنن


الكبرى ) 2 / 441 من طريق سعيد بن عبد العزيز المنقطعة التي


أشار إليها الذهبي ، وفيه : ( قلت : كيف والروم إذ ذاك فيه ؟ قال :


فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله ) 0



والرواية المتصلة من طريق ثور بن يزيد تقدم أنها في ( ابن ماجة )


، وهي كذلك في ( المسند ) من رواية أحمد ، ومن رواية ابنه في





( زوائد المسند ) 6 / 463 ، وكذا أخرجه أبو يعلى في ( المسند ) 12 / 523 برقم ( 7088 )




لكن فيه أن الحديث لميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم !

وهذا الخلاف في صحابي الحديث لا يؤثر لو سلم الحديث من

التضعيف بغير ذلك ؛ وهيهات !



وقد ذكر الخلاف في هذا الحافظ ابن حجر في ( الإصابة ) 4 / 413


، وأشار إليه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) 4 / 6 - 7 0


ورواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) 25 / 32 من طريق معاوية

بن صالح متصلاً ؛ لكن في الطريق إليه عبد الله بن صالح ، وهو


كاتب الليث بن سعد : ضعيف من أجل كثرة غلطه ، والراوي عنه :


بكر بن سهل الدمياطي ، قال النسائي : ضعيف 0 وتكلم فيه غيره


لروايته المنكرات ، واستظهر شيخنا الألباني رحمه الله أن حديثه


الذي انفرد به : ( أعروا النساء يلزمن الحجال ) : ضعيف جداً ،


وذلك في تحقيق لم أر أحداً سبقه إليه في ( الضعيفة ) برقم ( 2827) 0





ورواه البيهقي في ( شعب الإيمان ) 3 / 495 برقم ( 4176 ) من


الطريق المنقطعة بإسناد مظلم 0



هذا ما تيسر لي حول الكلام على سند الحديث ، أما المتن : فمنكر

جداً لأمور :




1- مخالفته لما صح من أن هذا الفضل في الصلاة ، وأنها بألف



صلاة فيما سواه : إنما هو لمسجده عليه الصلاة والسلام 0

2- مخالفته لما هو معلوم من سنته عليه الصلاة والسلام القولية


والفعلية ( السنة التركية ) في الأمر بإيقاد السرج في

مسجده




؛ فلا يعرف هذا في حديث صحيح ، بمعنى أنه لم يأمرهم



بقوله ، ولم يفعله هو بنفسه ، عليه الصلاة والسلام 0


3- تقدم القول بنكارة متنه عن الذهبي ؛ بل أفصح عنه غاية

الإفصاح والبيان في ( مهذب البيهقي ) 1 / 80 / 2 , ونقله

عنه شيخنا رحمه الله في ( تحقيق أبي داود ) - غراس للنشر

والتوزيع - ( 9 / 158 - 161 ) فقال الذهبي : ( وهذا خبر

منكر ، وكيف يسوغ أن يبعث بزيت ليسرجه النصارى على


التماثيل والصلبان ؟ وأيضاً : فالزيت منبعه من الأرض المقدسة


، فكيف يأمرهم أن يبعثوا به من الحجاز ؛ محل عدمه إلى معدنه



؟! ثم إنه عليه السلام لم يأمرهم بوقود ، ولا بقناديل في مسجده ،


ولا فعله ، وميمونة لا يدرى من هي ، ولا يعرف لعثمان سماع


منها ) 0


والخلاصة هي كون الحديث منكراً كما جزم شيخنا الألباني في


( ضعيف ابن ماجة ) برقم ( 298 ) 0






اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0

12d8c7a34f47c2e9d3==