المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما جاء في الرياء من الآيات والاحاديث


كيف حالك ؟

البلوشي
07-31-2009, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ما جاء في الرياء من الآيات والاحاديث

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) (93) الآية.
عن أبي هريرة مرفوعاً: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه). رواه مسلم.
وعن أبي سعيد مرفوعاً: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قالوا: بلى يا رسول الله! قال: (الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل). رواه أحمد.

قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله
من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا اعلم أن الإخلاص لله أساس الدين وروح التوحيد والعبادة وهو أن يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله فيقوم بأصول الإيمان الستة وشرائع الإسلام الخمس وحقائق الإيمان التي هي الإحسان وبحقوق الله وحقوق عباده مكملا لها قاصدا بها وجه الله والدار الآخرة , لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رياسة ولا دنيا وبذلك يتم إيمانه وتوحيده .
ومن أعظم ما ينافي هذا مراءاة الناس والعمل لأجل مدحهم وتعظيمهم أو العمل لأجل الدنيا , فهذا يقدح في الإخلاص والتوحيد .
واعلم أن الرياء فيه تفصيل : فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس واستمر على هذا القصد الفاسد فعمله حابط وهو مشرك أصغر ويخشى أن يتذرع به إلى الشرك الأكبر , وإن كان الحامل على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس ولم يقلع عن الرياء بعمله فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل .
وإن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ولكن عرض له الرياء في أثناء عمله فإن دفعه وخلص إخلاصه لله لم يضره , وإن ساكنه واطمأن إليه نقص العمل وحصل لصاحبه من ضعف الإيمان والإخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرياء وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء , والرياء آفة عظيمة ويحتاج إلى علاج شديد وتمرين النفس على الإخلاص ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والأغراض الضارة والاستعانة بالله على دفعها لعل الله يخلص إيمان العبد ويحقق توحيده .


قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
فهذه النصوص - الآية والحديثان - يدلان على مسائل عظيمة:

المسألة الأولى: الآية تدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشر، ليس له من الربوبية والألوهية شيء، ففيه: الرد على الذين يغلون في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون فيه شيئا من صفات الربوبية، ويتعلقون به -صلى الله عليه وسلم- من دون الله بالدعاء والاستغاثة وطلب الحاجات، وتفريج الكربات، وهذا شرك أكبر .

المسألة الثانية: يستفاد من الآية مسألة عظيمة وهي: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعث بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك بالله عز وجل، كمهمة غيره من الأنبياء والمرسلين . وهذه هي المهمة العظمى، وهي قضية القضايا .

المسألة الثالثة: تدل الآية الكريمة على وجوب الإخلاص في العمل لله عز وجل وهذا محل الشاهد منها للباب .

المسألة الرابعة: في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الله -سبحانه وتعالى- غني عن عبادة الخلق، ولو أشرك الناس كلهم، أو كفروا كلهم، لم ينقص ذلك من ملكه شيئا .

المسألة الخامسة: في حديث أبي هريرة : التحذير من الشرك في العمل، وأنه سبب لرده وعدم قبوله سواء كان شركا أكبر أو شركا أصغر، ومنه الرياء .

المسألة السادسة: فيه إثبات أن الله جل وعلا يتكلم كما يشاء سبحانه وتعالى، والكلام ثابت له سبحانه، صفة فعلية كسائر صفاته الفعلية تليق بجلاله، ليس مثل كلام المخلوقين، بل هو كلام يليق بجلاله سبحانه وتعالى .

المسألة السابعة: في حديث أبي سعيد رضي الله عنه: التحذير من الرياء، وبيان تفسيره فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسره في قوله: يقوم الرجل فيصلي صلاته لما يرى من نظر رجل إليه .

المسألة الثامنة: في حديث أبي سعيد : أن الشرك ينقسم إلى شرك ظاهر وشرك خفي، حيث قال صلى الله عليه وسلم: الشرك الخفي فهذا دليل على أن هناك شركا ظاهرا، وهو الشرك في الأعمال الظاهرة: كالركوع والسجود والدعاء والذبح والنذر . فإذا صرفت هذه العبادات لغير الله صار شركا ظاهرا .

أما الرياء فإنه شرك خفي يكون في القلوب والمقاصد، ولهذا جاء في الحديث: الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وكفارته أن يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم .

وكان الصحابة يخافون من هذا الشرك .

وهكذا كلما قوي إيمان العبد قوي خوفه من الرياء، وخوفه من جميع الشرك .

12d8c7a34f47c2e9d3==