المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب وليلة النصف من شعبان فتوى الامام ابن باز


كيف حالك ؟

بو زيد الأثري
07-12-2009, 08:29 PM
حكم الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب وليلة النصف من شعبان

فتوى سماحة الامام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -

س: بالنسبة لليلة السابع والعشرين من رجب ، من كل عام وليلة النصف من شعبان ، تعود المسلمون الاحتفال بهما ، وعمل الأكلات الدسمة ، وما أشبه ذلك فما رأيكم في هذا ؟

ج : هاتان بدعتان : الاحتفال بالنصف من شعبان ، والاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب ، كلتاهما بدعة ليس عليهما دليل ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، أن ليلة السابع والعشرين من رجب ، هي ليلة الإسراء والمعراج ، وما جاء فيها من بعض الأحاديث غير صحيح ، عند أهل العلم ولو ثبت أنها ليلة المعراج ، لم يجز الاحتفال بها ، حتى لو ثبتت لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يحتفل بها ولا أصحابه ، وهم قدوة ، والله سبحانه يقول : سورة الممتحنة الآية 6 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ . يعني في الفعل والترك ، فما ترك نترك ، وإذا فعل فعلنا ، عليه الصلاة والسلام ، فالاحتفال بليلة النصف من شعبان ، أو بليلة سبع وعشرين من رجب ، لأنها ليلة الإسراء والمعراج ، أو بالمولد النبوي في اثني عشر ربيع الأول ، أو بالموالد الأخرى ، للبدوي أو للحسين أو لعبد القادر الجيلاني ، أو لفلان أو فلان ، كله لا يجوز ، وكله تشبه باليهود والنصارى ، في أعيادهم ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم ، وقال : أخرجه الإمام أحمد في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، برقم 5093 . من تشبه بقوم فهو منهم فلا يليق بالمسلمين أن يتشبهوا بأعداء الله ، في هذه الأمور ولا في غيرها ، ولو كان الاحتفال بليلة النصف من شعبان أمرا مشروعا ، لبادر إليه سيد ولد آدم ، وأفضل خلق الله ، وخاتم رسل الله عليه الصلاة والسلام ، ولشرعه لأمته وعلمهم إياه ، لأنه أنصح الناس ، وهو الناصح الأمين عليه الصلاة والسلام ، ما ترك من خير إلا دل عليه ، وما ترك من شر إلا نبه عليه ، وحذر منه كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أخرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء ، برقم 1844 . ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه ، أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، ونبينا أكملهم وأفضلهم وخاتمهم ، ليس بعده نبي ، فهو أولى بهذا الوصف ، فما ترك من خير إلا دلنا عليه ، وما ترك من شر إلا حذرنا منه ، فلو كان الاحتفال بليلة النصف من شعبان أو بالمولد النبوي أو بليلة سبع وعشرين من رجب أمرا مشروعا لبادر إليه عليه الصلاة والسلام ، قولا وفعلا ولعلمه أمته عليه الصلاة والسلام ، ولو فعل لنقله الصحابة رضي الله عنهم ، فإنهم الأمناء وهم خير الناس بعد الأنبياء وهم الذين نقلوا لنا القرآن ، ونقلوا لنا السنة الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام ، فهم الأئمة والقدوة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فلا يجوز أن نخالفهم ونحدث شيئا لم يفعلوه من القربات والطاعات ، ثم التابعون لهم بإحسان لم يفعلوا ذلك فلو كان الصحابة فعلوا لفعله التابعون ، ثم أتباع التابعين فلما لم يفعلوا ذلك ومرت القرون الثلاثة المفضلة ، لم يقع فيها احتفال بمولد ، ولا ليلة النصف من شعبان ، ولا في ليلة السابع والعشرين من رجب ، علم أن ذلك من البدع التي أحدثها الناس ، ثم لو أحدث بعض الناس شيئا من البدع في القرن الثاني أو الثالث ، لم يكن حجة لأن الحجة فيما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، لكن هذه البدعة - بدعة المولد - لم تفعل لا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، ولا في عهد القرن الأول ، ولا في عهد القرن الثاني ولا الثالث ، إنما جاءت في القرن الرابع ، وهكذا القول في جميع البدع ، الواجب تركها والحذر منها ، ومن جملتها ما تقدم ، بدعة المعراج بدعة السابع والعشرين من رجب ، بدعة الاحتفال بها ، كذلك بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، كذلك بدعة يقال لها صلاة الرغائب ، يسمونها صلاة الرغائب يفعلها بعض الناس ، في أول جمعة من رجب ، وهي بدعة أيضا ، والبدع كثيرة عند الناس ، نسأل الله أن يعافي المسلمين منها ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يوفقهم للتمسك بالسنة ، والاكتفاء بها والحذر من البدعة .

بو زيد الأثري
06-04-2013, 04:33 PM
* يرفع للتذكير *

12d8c7a34f47c2e9d3==