المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله


كيف حالك ؟

البلوشي
07-03-2009, 06:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله وقول الله تعالى: (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)
قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت).
ولهما عن ابن مسعود مرفوعاً: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط) حسنه الترمذي.

قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله

أما الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته فهو ظاهر لكل أحد أنهما من الإيمان , بل هما أساسه وأصله وفرعه فإن الإيمان كله صبر على ما يحبه الله وبرضاه ويقرب إليه وصبر عن محارم الله .
فإن الدين يدور على ثلاثة أصول : تصديق خبر الله ورسوله وامتثال أمر الله ورسوله , واجتناب نهيهما , فالصبر على أقدار الله المؤلمة داخل في هذا العموم ولكن خص بالذكر لشدة الحاجة إلى معرفته والعمل به , فإن العبد متى علم أن المصيبة بإذن الله وأن لله أتم الحكمة في تقديرها وله النعمة السابغة في تقديرها على العبد , رضي بقضاء الله وسلم لأمره وصبر على المكاره تقربا إلى الله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه واغتناما لأفضل الأخلاق , فاطمأن قلبه وقوي إيمانه وتوحيده .


قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

فيستفاد من هذه النصوص فوائد كثيرة:

الفائدة الأولى: أن جميع المصائب بقضاء الله وقدره مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ .

الثانية: أن الرضى بقضاء الله وقدره من الإيمان: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يعني: يرضى ويصبر، سمى ذلك إيمانا .

الثالثة: أن الإيمان له خصال، منها: الرضى بقضاء الله وقدره، وكما قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان .

الرابعة: أن الرضى بقضاء الله وقدره يسبب هداية القلوب : وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ .

الخامسة: يستفاد من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الطعن في الأنساب والنياحة على الميت من خصال الجاهلية .

السادسة: أنه ليس كل من اتصف بشيء من أمور الجاهلية يكون كافرا الكفر الأكبر .

السابعة: أن الكفر أنواع : كفر أكبر يخرج من الملة، وكفر أصغر لا يخرج من الملة .

الثامنة: يستفاد من حديث ابن مسعود : أن شق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية أنها كبائر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تبرأ ممن فعلها .

التاسعة: فيه أنه يجب على المسلم الابتعاد عن خصال الجاهلية وأن كل ما كان من أمور الجاهلية فهو مذموم .

العاشرة: في حديث أنس -رضي الله عنه- وصف الله -سبحانه وتعالى- بالرضى والسخط؛ وهما صفتان من صفاته -سبحانه وتعالى- تليقان بجلاله، ليس كرضى المخلوق ولا كسخط المخلوق .

الحادية عشرة: في حديث أنس الأول: أن من علامة إرادة الخير بالمؤمن: أن يصاب في بدنه أو في ماله أو في قريبه، وأن من علامة إرادة الشر به: أن يمسك عنه فلا تقع به مصيبة حتى يوافي بذنوبه؛ ومن هنا يؤخذ الرد على هؤلاء الذين يقولون: المسلمون لا يزالون متخلفين وفيهم تأخر، وفيهم . ، وفيهم . ، وفيهم المصائب، وأما الكفار فإنهم عندهم تقدم وحضارة ورقي وأسلحة، وإلى آخره، فهذا الحديث يبين أنه ليست السلامة من المصائب والسلامة من النكبات دليل على رضى الله سبحانه وتعالى، وإنما هذا من باب الاستدراج لهم: إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وأما المسلمون فإنهم يصابون بهذه الأمور ليكفر الله بها عنهم، ومن أجل أن يحاسبوا أنفسهم ويرجعوا عن أخطائهم .

ابو عمار اليافعي
07-05-2009, 06:21 PM
جزا الله علمائنا خير الجزاء
وبارك الله فيك

البلوشي
07-31-2009, 06:11 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==