المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألسنة ماهي؟


كيف حالك ؟

salimone1
01-07-2004, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والصلاة و سلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه .
قال أبو بكر بن أبي عاصم رحمه الله : سألت عن السنة ما هي ؟ والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة القول بإثبات القدر، وإن الاستطاعة مع الفعل للفعل والإيمان بالقدر خيره و شره حلوه و مره وكل طاعة من مطيع فبتوفيق الله ، وكل معصية من عاص فبخذلان الله السابق منه و له، و السعيد من سبقت له السعادة ، والشقي من سبقت له الشقاوة . والأشياء غير خارجة من مشيئة الله و إرادته، وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم، و القرءان كلام الله تبارك وتعالى تكلم الله به ليس بمخلوق و من قال مخلوق ممن قامت عليه الحجة فكافر بالله العظيم ، ومن قال من قبل أن تقوم عليه الحجة فلا شئ عليه،و الإيمان قول وعمل يزيد و ينقص و إثبات رؤية الله عز وجل يراه أولياؤه في الآخرة نظر عيان كما جاءت الأخبار ، و أبو بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و أفضلهم وأزهدهم و أشجعهم و أسخاهم.
و من الدليل على ذلك قوله في أهل الردة و قد نازله أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) على أن يقبل منهم بعضا فأبى إلا كل ما أو جب الله عليهم أو يقاتلهم ورأى أن الكفر ببعض التنزيل يحل دماءهم فعزم على قتالهم فعلم انه الحق . و من شجاعته كونه مع النبي عليه السلام في الغار وهجرته معرضا نفسه لقريش و سائر العرب مع قصد المشركين و طلبهم له و ما بذلوا فيه من الرغائب، ثم ما ظهر في رأيه و نبله و سخائه أن كان ماله في الجاهلية أربعين ألف أوقية ففرق كله في الإسلام . و من زهده أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ندب إلى الصدقة فجاء أبو بكر بجميع ماله إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال النبي (صلى الله عليه و سلم) : ما أبقيت لأهلك؟ قال : الله و رسوله .
ولم يفعل هذا أحد منهم، وقال في قصة الكتاب الذي أراد النبي (صلى الله عليه و سلم)أن يكتب لهم : يأبى الله و يدفع بالمؤمنين و سماه الله من السماء الصديق و بويع و اتفق المسلمون على بيعته، وعلموا أن الصلاح فيها فسموه خليفة رسول الله و خاطبوه بها . ثم عمر بن الخطاب رحمة الله عليه على مثل سبيل أبي بكر، و ما وصفنا به مع شدته و استقامته و سياسته . و من ذلك قوله لعيينة و الأقرع : إنما كان النبي (صلى الله عليه و سلم ) يتألفكما و الإسلام قليل، وقد أغنى الله عنكما، و ذكر سير عمر و سياسته كثر. ثم عثمان بن عفان من أعلمهم و أشجعهم و أسخاهم و أجودهم جودا و من علمه أن عليا و عبد الرحمن رحمة الله عليهما أشارا في إقامة الحد على أمة حاطب فرأى عمر ذلك معهم . قال : يا أبا عمر و ما تقول ؟ قال : لا أرى عليها حدا لأنها تستحل به وإنما الحد على من عمله . فقال عمر بعد أن فهم ذلك : صدقت و الله إنما الحد على من عمله .و تزوج ابنتي النبي (صلى الله عليه و سلم ) ولم يجتمع ذلك لأحد قط، ثم أذهنهم ذهنا و أظهرهم عبادة حفظ القرآن على كبر سنه في قلة مدة فكان يقوم به في ليلة واحدة . ومن سخائه أن النبي (صلى الله عليه و سلم) ندب إلى جيش العسرة فجاء بألف دينار ثم ألف ثم ألف ثم جهز جيش العسرة بأجمع جهازهم .
ثم علي رحمة الله عليه مثل ذلك في كماله و زهده وعلمه و سخائه. ومن زهده أنه اشتغل في سنة أربعين ألف دينار ففرقها وقميص كرابيس سنبلاني . قال محمد بن كعب القرظي : سمعت عليا يقول : بلغت صدقة مالي أربعين ألف دينار . ومن فضائله التي أبانه الله بها تزويجه بفاطمة و ولده الحسن والحسين رحمة الله عليهما و حمله باب خيبر وقتله مرحبا و أشياء يكثر ذكرها .
ومما قد ينسب إلى السنة و ذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر . و منكر و نكير و الشفاعة ، و الحوض، و الميزان . و حب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ومعرفة فضائلهم و ترك سبهم و الطعن عليهم و ولايتهم و الصلاة على من مات من أهل التوحيد، والترحم على من أصاب ذنبا والرجاء للمذنبين، و ترك الوعيد و رد العباد إلى مشيئة الله و الخروج من النار يخرج الله من يشاء منها برحمته، والصلاة خلف كل أمير جائر، والصلاة في جماعة و الغزو مع كل أمير، و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون.
(كتاب السنة لابن عاصم).

12d8c7a34f47c2e9d3==