المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : : أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون:


كيف حالك ؟

البلوشي
05-15-2009, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون:

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب قول الله تعالى: (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) وقوله: (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ).

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر، فقال: ( الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله ).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله) رواه عبد الرزاق.

قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله

قول الله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ) مقصود الترجمة أنه يجب على العبد أن يكون خائفا من الله , راجيا له , راغبا راهبا : إن نظر إلى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه , خشي ربه وخافه , وإن نظر إلى فضله العام والخاص وعفوه الشامل رجا وطمع , إن وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها , وخاف من ردها بتقصيره في حقها . وإن ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب أن يعاقب عليها , وعند النعم والمسار يرجو الله دوامها والزيادة منها والتوفيق لشكرها , ويخشى بإخلاله بالشكر من سلبها , وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها , وينتظر الفرج بحلها , وبرجو أيضا أن يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر , ويخشى من اجتماع المصيبتين : فوات الأجر المحبوب وحصول الأمر المكروه إذا لم يوفق للقيام بالصبر الواجب , فالمؤمن الموحد في كل أحواله ملازم للخوف والرجاء , وهذا هو الواجب وهو النافع وبه تحصل السعادة , ويخشى على العبد من خلقين رذيلين ( أحدهما ) أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه . الثاني أن يتجاري به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته , فمتى بلغت به الحال إلى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء اللذين هما من أكبر أصول التوحيد , وواجبات الإيمان .
وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محذوران ( أحدهما ) أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم فيصر عليها ويصمم على الإقامة على المعصية ويقطع طمعه من رحمة الله لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة فلا يزال كذلك حتى يصبر له هذا وصفا وخلقا لازما , وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد , ومتى وصل إلى هذا الحد لم يرج له خير إلا بتوبة نصوح وإقلاع قوي ( الثاني ) أن يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب , وتضعف إرادته , فييأس من الرحمة , وهذا من المحاذير الضارة الناشئ من ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق , ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها - فلو عرف هذا ربه ولم يخلد إلى الكسل : لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه وإلى رحمته وجوده وكرمه . وللأمن من مكر الله أيضا سببان مهلكان ( أحدهما ) إعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وما له من الحقوق , وتهاونه بذلك فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات , منهمكا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء : لأن الإيمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والأخروى .
السبب الثاني أن يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله , فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه ويرى أن له عند الله المقامات العالية فيصير آمنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة , ومن ههنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق , إذ هو الذي جنى على نفسه , فبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الأمور للتوحيد .

قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

هذا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء يقول: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ مهما كانت الحال من الشدة ومن الضيق ومن الحرج؛ فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله؛ لأن الله قادر على كل شيء، لا يعجزه شيء، وهو أرحم الراحمين .

ففي هذه الآية: أن الذي يقنط من رحمة ربه يكون من الضالين، والضلال ضد الهدى .

وفي هاتين الآيتين: مشروعية الجمع بين الخوف والرجاء ؛ فالخوف في قوله:

أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ وفي الآية الثانية: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ففيهما وجوب الرجاء وعدم القنوط من رحمة الله؛ فيجب الجمع بينهما، بأن يكون خائفا راجيا، لا يكون خائفا فقط؛ لأن هذا يقنطه من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولا يكون راجيا فقط، لأن هذا يؤمنه من مكر الله ؛ فإذا خاف الإنسان وقنط من رحمة الله لم يتب، وإذا أمن من مكر الله فإنه لا يترك المعاصي بل يزيد منها .

ولهذا يقول العلماء: من عبد الله بالخوف فقط فهو حروري ، يعني: من الخوارج؛ لأن الخوارج وعيدية يأخذون بآيات الوعيد -والعياذ بالله- ويخرجون العاصي من الإسلام، ويخلدونه في النار، وهذا يأس من رحمة الله، نسأل الله العافية .

ومن عبد ربه بالرجاء فقط فهو مرجئ لأن المرجئة هم الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فطريقة الخوارج فيها يأس من رحمة الله، وطريقة المرجئة فيها أمن من مكر الله .

أما أهل السنة والجماعة إنهم يجمعون بين الخوف من عذاب الله، مع رجاء رحمة الله؛ فالخوف يمنعهم من المعاصي، ورجاء رحمة الله يحملهم على التوبة والاستغفار والندم على ما حصل منهم؛ هذه طريقة أهل السنة والجماعة، وكما قال الله تعالى في الأنبياء: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ، ( رَغَبًا وَرَهَبًا ) الرغب : هو الرجاء ، والرهب : هو الخوف يعني: يجمعون بين الخوف والرجاء، وكما في قوله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ، ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) : يجمعون بين الأمرين بين الخوف والرجاء .

قال أهل العلم: فيجب على المؤمن أن يكون معتدلا بين الخوف والرجاء، لا يرجو فقط حتى يأمن من مكر الله، ولا يخاف فقط حتى ييأس من رحمة الله، بل يكون معتدلا .

ويقولون: الخوف والرجاء للمؤمن كجناحي الطائر، إذا اعتدلا استطاع الطيران في الجو، وإذا اختل واحد منهما سقط فلا يستطيع الطيران، كذلك المؤمن، إذا تعادل فيه الخوف والرجاء استطاع السير إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا اختل أحد الركنين اختل إيمانه .

فهذه النصوص في هذا الباب يستفاد منها الأحكام التالية:

أولا: تحريم الأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله وأنهما ينقصان كمال التوحيد وقد ينافيان التوحيد .

ثانيا: أنه يجب على المسلم أن يجمع بين الخوف والرجاء فلا يخاف فقط ولا يرجو فقط، وإنما يكون خائفا راجيا دائما وأبدا، هذا هو التوحيد، وهو صفة أولياء الله .

ثالثا: في هذه النصوص أن المعلم والداعية يبدأ بالأهم فالأهم ؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يعلم أصحابه الكبائر بدأ بأهمها، وهو الشرك بالله عز وجل؛ لأن الشرك أكبر الكبائر فبدأ به، ثم ذكر بعده الأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله .

رابعا: في الحديثين: أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد عرف العلماء الكبيرة بأنها: ما رتب عليها حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة، أو ختم بغضب، أو لعنة، أو نار، أو تبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- من صاحبها، بأن قال: ليس منا من فعل كذا ، أو نفى عنه الإيمان، كقوله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن هذه ضوابط الكبيرة .

أما الصغائر فهي ما ليس كذلك مما حرمه الله ونهى عنه، ولم يصل إلى حد الكبيرة .

ولكن لا يحمل هذا الإنسان على أنه يتساهل بالصغائر، لأن الصغائر إذا تسوهل بها جرت إلى الكبائر ؛ والصغيرة تعظم حتى تكون كبيرة مع الإصرار، فلا يتساهل فيها؛ لكن: ليست الذنوب على حد سواء، بل هي فيها صغائر وفيها كبائر، تسمى اللمم، كما قال الله سبحانه وتعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ .

والصغائر تكفر بالأعمال الصالحة، كما قال الله سبحانه وتعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ يعني: الصغائر .

وقال صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .

فالصغائر تكفر بالأعمال الصالحة، أما الكبائر فإنها لا تكفر إلا بالتوبة، إلا إذا شاء الله أن يعفو عن صاحبها وهي دون الشرك، فإنها قابلة للعفو من الله سبحانه وتعالى؛ فهي تكفر إما بعفو الله، وإما بالتوبة، بخلاف الشرك فإنه لا يكفر إلا بالتوبة إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .

البلوشي
05-20-2009, 05:41 PM
قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

في كتاب التوحيد لأن الأمن من مكر الله والقنوط من رحمته ينقصان التوحيد وينافيان كماله ، وهذا الكتاب كله في موضوع التوحيد ومكملاته، وبيان مناقضاته ومنقصاته .

ومكر الله -سبحانه وتعالى- هو: إيصال العقوبة إلى من يستحقها من حيث لا يشعر، وهو عدل منه سبحانه وتعالى، والله تعالى يقول: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وقال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ؛ فالمكر في حق الله -سبحانه وتعالى - عدل وجزاء يحمد عليه .

أما المكر من المخلوقين فهو مذموم لأنه بغير حق .

والمكر من الله نظير الاستهزاء: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ونظير السخرية: فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ونظير الكيد: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا ونظير النسيان في مثل قوله: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ .

فهذه أمور تنسب إلى الله جل وعلا لأنها من باب المقابلة والجزاء، فهي عدل منه سبحانه وتعالى؛ حيث إنه ينزلها فيمن يستحقها، فهي عدل منه سبحانه؛ بخلاف هذه الصفات من المخلوقين فإنها مذمومة لأنها في غير محلها ولأنها ظلم للمخلوقين .

قوله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ هذه الآية في سياق ما ذكره الله عن الأمم الكافرة التي أحل الله بها عقوباته من قوم نوح ، وقوم هود ، وقوم صالح ، وقوم لوط ، وقوم شعيب ، الذين ذكرهم الله في سورة الأعراف، ثم قال: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ، ( بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) الشدائد من الجوع والخوف والقحط وغلاء الأسعار، يفعل الله ذلك بهم لعلهم يدعونه، ولعلهم يرجعون إلى الله ويتوبون، ويعلمون أن ما أصابهم بسبب ذنوبهم؛ لكنهم لم يرجعوا .

ثم إن الله سبحانه استدرجهم بالنعم، لما لم يرجعوا عند النقم استدرجهم بالنعم قال تعالى: ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ أي: بدل الشدة والجوع والخوف، بـ الْحَسَنَةَ وهي: الغناء والسعة والثروة؛ استدراجا من الله سبحانه لهم .

حَتَّى عَفَوْا يعني حتى كثروا وزادت قوتهم ونموا وصار لهم قوة واغتروا بهذه النعمة؛ فهم لم يتوبوا عند النقمة ولم يشكروا عند النعمة .

وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ قالوا: هذه الأمور تجري عادة ، مرة رخاء ومرة شدة، لم يرجعوا الأمر إلى الله -سبحانه وتعالى- ويعلموا أن ما أصابهم من العقوبات بسبب ذنوبهم وأن ما أصابهم من النعمة فهو فضل من الله؛ بل نسبوا هذا إلى العادة .

فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ هذا هو المكر، وهو: أن الله أخذهم في مأمنهم حيث لم يتوقعوا العقوبة .

وفي هذا تحذير لنا من الله -سبحانه وتعالى- أننا لا نغتر بهذه النعم، وهذه الثروات، وهذه السعة؛ فنغفل عن شكر الله عز وجل، ولا نعمل بطاعة الله، ولا نخاف من العقوبة ومن زوال هذه النعم .

ثم قال سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ؛ فالنعم إذا كانت مع المعاصي فهي استدراج، وإذا كانت مع الطاعات فإنها نعمة من الله تعالى وعون على طاعته .

ثم قال تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ هذا استنكار من الله -سبحانه وتعالى- على من يغتر بالنعم وينسى العقوبة أن يأخذهم على غرة، وهم آمنون منعمون، ثم ينقلهم من النعمة إلى النقمة، ومن الصحة إلى الألم والمرض، ومن الوجود إلى العدم .

فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ أي: لا يأمن عقوبة الله التي تنزل على خفية ومن غير تأهب ومن غير توقع لها .

إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ الذين حقت عليهم الخسارة التي لا ربح معها أبدا ولا نجاة منها أبدا .

والشاهد في قوله: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فهو استفهام إنكار على من يقع منه مثل ذلك .

فالأمن من مكر الله يستلزم عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى، كما يستلزم الاستمرار في المعاصي والزيادة منها، ويستلزم ترك التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، وهذه حالة الأشقياء من الخلق .

والأمن من مكر الله ينافي التوحيد؛ لأنه يدل على عدم الخوف من الله عز وجل .

12d8c7a34f47c2e9d3==