المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تَجْعَلْ قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِّفِنْجَةِ


كيف حالك ؟

ابومعاذ السلفي العراقي
04-14-2009, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تَجْعَلْ قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِّفِنْجَةِ !

قال الإمام ابن قيم الجوزية :
(( وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه -وقد جعلت أُورد عليه إيرادًا بعد إيراد- :
" لا تَجْعَلْ قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِّفِنْجَةِ، فيتشرَّبَها، فلا ينضحَ إلاَّ بها، ولكنِ اجعله كالزّجاجةِ الْمُصْمَتَةِ تَمُرُّ الشُّبُهاتُ بظاهرها، ولا تستقرُّ فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشْرَبْتَ قلبَكَ كلَّ شبهةٍ تمرُّ عليها صار مَقَرًّا للشُّبُهاتِ " أو كما قال.
فما أعلم أنِّي انتفعت بوصيَّة في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
وإنَّما سُمِّيَتِ الشُّبْهةُ شُبهةً لاشتباه الحقِّ بالباطل فيها؛ فإنَّها تلبس ثوبَ الحق على جسم الباطل، وأكثرُ الناسِ أصحاب حُسْنِ ظاهرٍ، فينظرُ الناظرُ فيما أُلْبِسَتْهُ منَ اللِّباس فيعتقدُ صحَّتَها.
وأما صاحب العلم واليقين؛ فإنه لا يغترُّ بذلك، بل يجاوز نظره إلى باطنها وما تحتَ لباسها، فينكشفُ له حقيقتُها، ومثالُ هذا: الدرهم الزائفِ؛ فإنه يغترُّ به الجاهل بالنقد نظرًا إلى ما عليه من لباس الفضَّة، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك فيطَّلعُ على زيفه.
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدِّرهم الزائف، والمعنى كالنحاس الذي تحته.
وكم قَدْ قَتَلَ هذا الاغترارُ مِن خَلْقٍ لا يحصيهم إلا اللهُ!
وإذا تأمَّل العاقلُ الفَطِنُ هذا القدر وتدبَّره رأى أكثرَ النَّاسِ يقبل المذهَبَ والمقالة بلفظٍ، ويردُّها بعينها بلفظٍ آخر.
وقد رأيتُ أنا من هذا في كُتُبِ النَّاس ما شاء الله!! )) .
(( مفتاح دار السعادة )) المجلد الأول / الصحفة ( 443 )
----------------

ابنكم

ابومعاذ السلفي العراقي

ابواحمد السلفى
04-14-2009, 10:45 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أبا معاذ طمنا عنكم وعن أوضاع الإخوة هناك إن شاءالله أتحسن الوضع عن أول ..
وجزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب الذي يحتاج منا إلى طول نظر وعميق تدبر لما فيه من محاكاة لواقع كثير من الشباب اليوم وخصوصا قول ابن القيم : " وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب و المقالة بلفظ، ويردها بعينها بلفظ آخر " .
فأسأل الله لي ولك الثبات حتى الممات وأن يرزقني وإياك علما وعملا ثم يبارك لنا فيه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين .

البلوشي
04-18-2009, 05:02 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم ابو معاذ العراقي

12d8c7a34f47c2e9d3==