قاسم علي
04-06-2009, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقبل الله من ذي بدعة صلاةولا صياما/الشيخ عبد الرحمن الحجي
حدثنا أسد، عن أبي إسحاق الحذاء، عن الأوزاعي قال: كان بعض أهلالعلم يقول: لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة ولا صياما، ولا صدقة ولا جهادا، ولا حجاولا عمرة، ولا صرفا ولا عدلا.
***********************************************
نعم. هذا يا إخواني من الكلام أيضا المتشابه، يحتاج إلى معرفة معناه، ذكر الأوزاعي الإمام عن بعض أهل العلم أن الله لا يقبل من صاحب بدعة صلاة ولا صياما،ولا صدقة ولا جهادا، ولا حجا ولا عمرة، ولا صرفا ولا عدلا، فمعناه إما أن يكون صاحب البدعة بدعته مكفرة، أن يكون صاحب البدعة بدعته مكفرة؛ كبدعة الجهمية وبدعة الرافضة الذين ليسوا الشيعة عند السلف، الرافضة وغلاة في كثير من أهل البدع، هؤلاء خرجوا من الإسلام، وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًمَنْثُورًا ولو كانوا يظهرون الإسلام، مثل المنافقين في عهد النبي صلى الله عليهوسلم.
أو يكون - المعنى الآخر الحسن - أو يكون معنى كلامه أنه ابتدع بنفس .. هذا يعني تعرفون شروط قبول العمل: الإخلاص والمتابعة، يكون نية صحيحة وأن يكون على الطريق، على السنة، فلو فعل صلاة على غير السنة، أو حجا على غير السنة، أو صدقة على غيرالسنة، فإن الله لا يقبلها، فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًاوَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
أما أن يُؤخذ على ظاهره أن كل من ابتدع فإن الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا، لا، ولذلك حتى أهل السنة في حديث الافتراق اللي قاله النبي صلى الله عليه وسلم: كلهم في النار قالوا: كلها موعودة بالنار، بمعنى أن هذا من نصوص الوعيد، أن الله توعدهم بالنار، لكن قد يعفو؛ لأنه لما سئل عبد الله بن المبارك: هل الجهمية من هؤلاء الفرق الثلاث والسبعين؟ قال: لا، الجهمية ليست من هذه الأمة أصلا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ستفترق أمتي فمعناه أن هذه الفرق إن بعضها في النار موعود من ... فيعفو الله عز وجل، أما الجهمية كماذكر ابن القيم وغيره أنهم كفرهم خمسمائة عالم، ذكر بعضهم البخاري في ...:
ولقـد تقلد كفرهم خمسون في
عشر من العلماء في بلدانهم
يعني خمسون في عشر خمسمائة، نعم، هذا أقول لكم: لما عرض هذا الكتاب على الراسخين في العلم، قيدت الفوائد، يعني فيه متشابه، لو شخص مثلا يقرأ بعض كلام السلف السابق ويأخذه على ظاهره، قد يعني يخطئ في الفهم نعم.
كل محب للسنة يشمئز قلبه من البدعة
وكانت أسلافكم تشتد ألسنتهم عليهم، وتشمئز منه قلوبهم، ويحذرون الناس بدعتهم.
****************************************
نعم. هذا صحيح، كانت أسلافكم والله تشتد ألسنتهم عليهم، وإن كانوا لايحقدون عليهم كما قال عبد الله بن المبارك وغيره، قالوا: والله نحن أرحم بهم من أصحابهم ومن آبائهم وأمهاتهم، نحن نردهم عن رأي سيئ يهلكهم ويهلك الناس بسبيلهم، فهو إن كان اشتد بلسانه إلا أن قصده الرحمة، وخاصة - سيأتي الآن كلام الأوزاعي، وهذا العالم نقل عنه الأوزاعي - خاصة بعض أهل البدع الذين تميزوا بشيء زائد، كانت تشتد ألسنتهم عليهم وتشمئز منهم قلوبهم. ما في شك كل محب للسنة يشمئز قلبه من البدعة، وإن صغرت، سيأتينا أن قوما قاتلوا المسلمين واستحلوا دماءهم، وكان أول بدعتهم أنهم كانوا يسبحون على الطريقة الغير صحيحة، ثم قال عمرو بن سلمة: رأيت عامة أولئك الحِلَق يقاتلون يوم النهروان مع الخوارج.
فالإنسان إذا كان في قلبه مبدأ الاقتراح على الله، أو أن الدين ما كمل، أو أنه لا بد من هذا الشيء، هذا أمر شديد، فلذلك تشمئز قلوبهم منهم ويحذرون الناس بدعتهم،البدعة، أما صاحب البدعة سيأتي إلى التفصيل. نعم.
تأول وأخطأ ولكنه مستتر ببدعته ما ينشرها
قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا، ولا يظهر منهم عورةً اللهُ أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليهم.
نعم. ولو كانوا مستترين ببدعتهم، لو كان شخص تأول وأخطأ، ولكنه مستتر ببدعته ما ينشرها، ولا يتكلم، اجتهد وأخطأ، فإن هذا ما قال .. لو كانوا هكذا ما كان لأحد أن يهتك عليهم سترا، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليهم، وقد حصل من علماء المسلمين من لا يسلم من بدعة، ابن حزم لم يسلم من البدعة، ابن عبد البر إمام من الأئمة لم يسلم من البدع، ابن حجر، لكن هؤلاء كانوا معظمين للنصوص، معظمين للنصوص، وجدنا كلامهم أنهم يحبون النص ويعظمونه، لكنه أراد التأول فأخطأ، هذا يقال: هذا خطأ.
أما الشخص الذي أولا لا يعظم النص، مثل أئمة البدع؛ بشر المريسي وأمثاله وعمرو بن عبيدة، ما يعظم النص ولا يحبه أصلا، هذا لا يمكن أن يكون مثل هذا، بعض الناس يقول: ليش تنكرون على هؤلاء وتتركون هؤلاء وعندهم بدع؟ لا، هناك فرق، إذن الفرق الجوهري تعظيم النصوص، إذا وجد شخص يعظم النص ويحبه، ولكنه أخطأ في تأويله، فإنه يبين الخطأ، ولكن صاحبه معذور.
ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بين أن حتى مجتهد قاعدة الاجتهاد والخطأ مجتهد، حتى في الأصول، لكن بهذا الشرط، وانظروا في تفصيل كلامه في منهاج السنة في المجلد الخامس، بيَّن أن حتى الذي يخطئ في المسائل العقدية أنه قد وهناك فرق بين الإثم والخطأ، يقال: هذا خطأ، لكن بينه وبين الله قد يعفو الله عز وجل عنه.
إذن الفرق الأول تعظيم النص، الفرق الثاني مسألة الاستتار والمجاهرة، فيه فرق بين المستور والمجاهر، شخص بينه وبين نفسه يعني يظن أن هذا حق، وشخص لأ مجاهر، هذا فرق.
وفرق ثالث بين الداعي إلى بدعته وغير الداعي.
فإذا عرفت مثل هذه الفروق التي نقلها أهل العلم يتبين لك لماذا يشددون على أناس ويتساهلون مع أناس، وهذا نص عليه حتى عبد الله بن المبارك، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، لماذا تجرب على قوم؟ لماذا تترك أناسا، وفلان - سموه - تشدد عليه؟ قال: ألم تره رأسا؟ قال عبد الله بن المبارك: ألم تره رأسا. رأس تسنم هذا الأمر، فأصبحنا بين أمرين؛ إما مصلحة الإسلام العامة، والذب عن دين الله وتصفيته ونفي القذر عنه، وإما مصلحة الشخص هذا وعرضه. تتقدم مصلحة الإسلام العامة. نعم.
-----------------------------------------
شرح كتاب "التحذير من البدع" لابن الوضاح
منقول
يقبل الله من ذي بدعة صلاةولا صياما/الشيخ عبد الرحمن الحجي
حدثنا أسد، عن أبي إسحاق الحذاء، عن الأوزاعي قال: كان بعض أهلالعلم يقول: لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة ولا صياما، ولا صدقة ولا جهادا، ولا حجاولا عمرة، ولا صرفا ولا عدلا.
***********************************************
نعم. هذا يا إخواني من الكلام أيضا المتشابه، يحتاج إلى معرفة معناه، ذكر الأوزاعي الإمام عن بعض أهل العلم أن الله لا يقبل من صاحب بدعة صلاة ولا صياما،ولا صدقة ولا جهادا، ولا حجا ولا عمرة، ولا صرفا ولا عدلا، فمعناه إما أن يكون صاحب البدعة بدعته مكفرة، أن يكون صاحب البدعة بدعته مكفرة؛ كبدعة الجهمية وبدعة الرافضة الذين ليسوا الشيعة عند السلف، الرافضة وغلاة في كثير من أهل البدع، هؤلاء خرجوا من الإسلام، وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًمَنْثُورًا ولو كانوا يظهرون الإسلام، مثل المنافقين في عهد النبي صلى الله عليهوسلم.
أو يكون - المعنى الآخر الحسن - أو يكون معنى كلامه أنه ابتدع بنفس .. هذا يعني تعرفون شروط قبول العمل: الإخلاص والمتابعة، يكون نية صحيحة وأن يكون على الطريق، على السنة، فلو فعل صلاة على غير السنة، أو حجا على غير السنة، أو صدقة على غيرالسنة، فإن الله لا يقبلها، فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًاوَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
أما أن يُؤخذ على ظاهره أن كل من ابتدع فإن الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا، لا، ولذلك حتى أهل السنة في حديث الافتراق اللي قاله النبي صلى الله عليه وسلم: كلهم في النار قالوا: كلها موعودة بالنار، بمعنى أن هذا من نصوص الوعيد، أن الله توعدهم بالنار، لكن قد يعفو؛ لأنه لما سئل عبد الله بن المبارك: هل الجهمية من هؤلاء الفرق الثلاث والسبعين؟ قال: لا، الجهمية ليست من هذه الأمة أصلا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ستفترق أمتي فمعناه أن هذه الفرق إن بعضها في النار موعود من ... فيعفو الله عز وجل، أما الجهمية كماذكر ابن القيم وغيره أنهم كفرهم خمسمائة عالم، ذكر بعضهم البخاري في ...:
ولقـد تقلد كفرهم خمسون في
عشر من العلماء في بلدانهم
يعني خمسون في عشر خمسمائة، نعم، هذا أقول لكم: لما عرض هذا الكتاب على الراسخين في العلم، قيدت الفوائد، يعني فيه متشابه، لو شخص مثلا يقرأ بعض كلام السلف السابق ويأخذه على ظاهره، قد يعني يخطئ في الفهم نعم.
كل محب للسنة يشمئز قلبه من البدعة
وكانت أسلافكم تشتد ألسنتهم عليهم، وتشمئز منه قلوبهم، ويحذرون الناس بدعتهم.
****************************************
نعم. هذا صحيح، كانت أسلافكم والله تشتد ألسنتهم عليهم، وإن كانوا لايحقدون عليهم كما قال عبد الله بن المبارك وغيره، قالوا: والله نحن أرحم بهم من أصحابهم ومن آبائهم وأمهاتهم، نحن نردهم عن رأي سيئ يهلكهم ويهلك الناس بسبيلهم، فهو إن كان اشتد بلسانه إلا أن قصده الرحمة، وخاصة - سيأتي الآن كلام الأوزاعي، وهذا العالم نقل عنه الأوزاعي - خاصة بعض أهل البدع الذين تميزوا بشيء زائد، كانت تشتد ألسنتهم عليهم وتشمئز منهم قلوبهم. ما في شك كل محب للسنة يشمئز قلبه من البدعة، وإن صغرت، سيأتينا أن قوما قاتلوا المسلمين واستحلوا دماءهم، وكان أول بدعتهم أنهم كانوا يسبحون على الطريقة الغير صحيحة، ثم قال عمرو بن سلمة: رأيت عامة أولئك الحِلَق يقاتلون يوم النهروان مع الخوارج.
فالإنسان إذا كان في قلبه مبدأ الاقتراح على الله، أو أن الدين ما كمل، أو أنه لا بد من هذا الشيء، هذا أمر شديد، فلذلك تشمئز قلوبهم منهم ويحذرون الناس بدعتهم،البدعة، أما صاحب البدعة سيأتي إلى التفصيل. نعم.
تأول وأخطأ ولكنه مستتر ببدعته ما ينشرها
قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا، ولا يظهر منهم عورةً اللهُ أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليهم.
نعم. ولو كانوا مستترين ببدعتهم، لو كان شخص تأول وأخطأ، ولكنه مستتر ببدعته ما ينشرها، ولا يتكلم، اجتهد وأخطأ، فإن هذا ما قال .. لو كانوا هكذا ما كان لأحد أن يهتك عليهم سترا، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليهم، وقد حصل من علماء المسلمين من لا يسلم من بدعة، ابن حزم لم يسلم من البدعة، ابن عبد البر إمام من الأئمة لم يسلم من البدع، ابن حجر، لكن هؤلاء كانوا معظمين للنصوص، معظمين للنصوص، وجدنا كلامهم أنهم يحبون النص ويعظمونه، لكنه أراد التأول فأخطأ، هذا يقال: هذا خطأ.
أما الشخص الذي أولا لا يعظم النص، مثل أئمة البدع؛ بشر المريسي وأمثاله وعمرو بن عبيدة، ما يعظم النص ولا يحبه أصلا، هذا لا يمكن أن يكون مثل هذا، بعض الناس يقول: ليش تنكرون على هؤلاء وتتركون هؤلاء وعندهم بدع؟ لا، هناك فرق، إذن الفرق الجوهري تعظيم النصوص، إذا وجد شخص يعظم النص ويحبه، ولكنه أخطأ في تأويله، فإنه يبين الخطأ، ولكن صاحبه معذور.
ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بين أن حتى مجتهد قاعدة الاجتهاد والخطأ مجتهد، حتى في الأصول، لكن بهذا الشرط، وانظروا في تفصيل كلامه في منهاج السنة في المجلد الخامس، بيَّن أن حتى الذي يخطئ في المسائل العقدية أنه قد وهناك فرق بين الإثم والخطأ، يقال: هذا خطأ، لكن بينه وبين الله قد يعفو الله عز وجل عنه.
إذن الفرق الأول تعظيم النص، الفرق الثاني مسألة الاستتار والمجاهرة، فيه فرق بين المستور والمجاهر، شخص بينه وبين نفسه يعني يظن أن هذا حق، وشخص لأ مجاهر، هذا فرق.
وفرق ثالث بين الداعي إلى بدعته وغير الداعي.
فإذا عرفت مثل هذه الفروق التي نقلها أهل العلم يتبين لك لماذا يشددون على أناس ويتساهلون مع أناس، وهذا نص عليه حتى عبد الله بن المبارك، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، لماذا تجرب على قوم؟ لماذا تترك أناسا، وفلان - سموه - تشدد عليه؟ قال: ألم تره رأسا؟ قال عبد الله بن المبارك: ألم تره رأسا. رأس تسنم هذا الأمر، فأصبحنا بين أمرين؛ إما مصلحة الإسلام العامة، والذب عن دين الله وتصفيته ونفي القذر عنه، وإما مصلحة الشخص هذا وعرضه. تتقدم مصلحة الإسلام العامة. نعم.
-----------------------------------------
شرح كتاب "التحذير من البدع" لابن الوضاح
منقول