المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنن الراتبة مع الفرائض و التطوع المطلق


كيف حالك ؟

قاسم علي
03-15-2009, 09:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السنن الراتبة مع الفرائض

اعلموا أيها الأخوان أن السنن الراتبة يتأكد فعلها ويكره تركها، ومن داوم على تركها؛ سقطت عدالته عند بعض الأئمة، وأثم بسبب ذلك؛ لأن المداومة على تركها تدل على قلة دينه، وعدم مبالاته . وجملة السنن الرواتب عشر ركعات، وبيانها كالتالي :

- ركعتان قبل الظهر، وعند جمع من العلماء أربع ركعات قبل الظهر؛ فعليه تكون جملة السنن الرواتب اثنتي عشرة ركعة .

- وركعتان بعد الظهر .

- وركعتان بعد المغرب .

- وركعتان بعد العشاء .

- وركعتان قبل صلاة الفجر بعد طلوع الفجر .

والدليل على هذه الرواتب بهذا التفصيل المذكور هو حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح، كانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أحد، حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر، صلى ركعتين متفق عليه .

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها : كان يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين .

فيؤخذ من هذا أن فعل الراتبة في البيت أفضل من فعلها في المسجد؛ وذلك لمصالح تترتب على ذلك؛ منها : البعد عن الرياء والإعجاب ولإخفاء العمل عن الناس. ومنها : أن ذلك سبب لتمام الخشوع والإخلاص. ومنها : عمارة البيت بذكر الله والصلاة التي بسببها تنزل الرحمة على أهل البيت ويبتعد عنه الشيطان، وقد قال عليه الصلاة والسلام : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها قبورا .

وآكد هذه الرواتب ركعتا الفجر؛ لقول عائشة رضي الله عنها : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم : ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليهما وعلى الوتر في الحضر والسفر . .

وأما ما عدا ركعتي الفجر والوتر من الرواتب؛ فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى راتبة في السفر غير سنة الفجر والوتر .

وقال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن سنة الظهر في السفر؛ قال : لو كنت مسبحا؛ لأتممت .

وقال ابن القيم رحمه الله : "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في سفره الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها، إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر " .

والسنة تخفيف ركعتي الفجر؛ لما في "الصحيحين " وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح ويقرأ في الركعة الأولى من سنة الفجر بعد الفاتحة قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ وفي الثانية قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أو يقرأ في الأولى منهما قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا الآية التي في سورة البقرة، ويقرأ في الركعة الثانية قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا الآية التي في سورة آل عمران .

- وكذلك يقرأ في الركعتين بعد المغرب بالكافرون والإخلاص؛ لما روى البيهقي والترمذي وغيرهما عن ابن مسعود ، قال قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )

وإذا فاتك شيء من هذه السنن الرواتب، فإنه يسن لك قضاؤه، وكذا إذا فاتك الوتر من الليل، فإنه يسن لك قضاؤه في النهار؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قضى ركعتي الفجر مع الفجر حين نام عنهما، وقضى الركعتين اللتين قبل الظهر بعد العصر، ويقاس الباقي من الرواتب في مشروعية قضائه إذا فات على ما فيه النص، وقال صلى الله عليه وسلم : من نام عن الوتر أو نسيه، فليصله إذا أصبح أو ذكر رواه الترمذي وأبو داود .

ويقضى الوتر مع شفعه؛ لما في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع؛ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة أيها المسلم ! حافظ على هذه السنن الرواتب؛ لأن في ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وفي المحافظة على هذه السنن الرواتب أيضا جبر لما يحصل في صلاة الفريضة من النقص والخلل، والإنسان معرض للنقص والخلل، وهو بحاجة إلى ما يجبر به نقصه؛ فلا تفرط بهذه الرواتب أيها المسلم، فإنها من زيادة الخير الذي تجده عند ربك، وهكذا كل فريضة يشرع إلى جانبها نافلة من جنسها؛ كفريضة الصلاة، وفريضة الصيام، وفريضة الزكاة، وفريضة الحج، كل من هذه الفرائض يشرع إلى جانبها نافلة من جنسها؛ تجبر نقصها وتُصلح خللها، وهذا من فضل الله على عباده، حيث نَوَّعَ لهم الطاعات ليرفع لهم الدرجات، ويحط عنهم الخطايا .


التطوع المطلق

روى أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؛ قال : الصلاة في جوف الليل .

وقال صلى الله عليه وسلم : إن في الليل ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة؛ إلا أعطاه إياه .

وقال صلى الله عليه وسلم : وعليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم رواه الحاكم .

وقد مدح الله القائمين من الليل : قال تعالى إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

وقال تعالى تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

والنصوص في ذلك كثيرة تدل على فضل قيام الليل، فالتطوع المطلق أفضله قيام الليل؛ لأنه أبلغ في الإسرار، وأقرب إلى الإخلاص؛ ولأنه وقت غفلة الناس، ولما فيه من إيثار الطاعة على النوم والراحة .

ويستحب التنفل بالصلاة في جميع الأوقات؛ غير أوقات النهي، وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار، لما سبق، وأفضل صلاة الليل الصلاة في ثلث الليل بعد نصفه؛ لما في " الصحيح " مرفوعا : أفضل الصلاة صلاة داود ، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه فكان يريح نفسه بنوم أول الليل، ثم يقوم في الوقت الذي ينادي الله فيه، فيقول : هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ ثم ينام بقية الليل في السدس الأخير، ليأخذ راحته، حتى يستقبل صلاة الفجر بنشاط، هذا هو الأفضل، وإلا؛ فالليل كله محل القيام .

قال الإمام أحمد رحمه الله : " قيام الليل من المغرب إلى طلوع الفجر " .

وعليه؛ فالنافلة بين العشاءين من قيام الليل، لكن تأخير القيام إلى آخر الليل أفضل كما سبق، قال تعالى إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا والناشئة هي القيام بعد النوم، والتهجد إنما يكون بعد النوم

فينبغي للمسلم أن يجعل له حظا من قيام الليل، يداوم عليه، وإن قل .

- وينبغي أن ينوي قيام الليل .

- فإذا استيقظ؛ استاك، وذكر الله، وقال : " لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله " ، ويقول : " الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور، الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره " .

- ويستحب أن يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين؛ لحديث أبي هريرة : إذا قام أحدكم من الليل؛ فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين رواه مسلم وغيره .

- ويسلم في صلاة الليل من كل ركعتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى رواه الجماعة، ومعنى : " مثنى مثنى " ؛ أي : ركعتان ركعتان، بتشهد وتسليمتين، فهي ثنائية لا رباعية .

- وينبغي إطالة القيام والركوع والسجود .

- وينبغي أن يكون تهجده في بيته؛ فقد اتفق أهل العلم على أن صلاة التطوع في البيت أفضل، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي في بيته، وقال عليه الصلاة والسلام : صلوا في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته؛ إلا المكتوبة رواه مسلم ؛ ولأنه أقرب إلى الإخلاص .

- وصلاة النافلة قائما أفضل من الصلاة قاعدا بلا عذر، لقوله صلى الله عليه وسلم : من صلى قائما؛ فهو أفضل، ومن صلى قاعدا؛ فله نصف أجر صلاة القائم متفق عليه .

- وأما من صلى النافلة قاعدا لعذر؛ فأجره كأجر القائم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم وجواز التطوع جالسا مع القدرة على القيام مجمع عليه .

- ويختم صلاته بالوتر؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل آخر صلاته بالليل وترا، وأمر بذلك في أحاديث كثيرة .

ومن فاته تهجده من الليل؛ استحب له قضاؤه قبل الظهر؛ لحديث : من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه، فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر؛ كتب له، كأنما قرأه من الليل .

أيها المسلم ! لا تحرم نفسك من المشاركة في قيام الليل، ولو بشيء قليل تداوم عليه؛ لتنال من ثواب القائمين المستغفرين بالأسحار، وربما يدفع بك القليل إلى الكثير، والله لا يضيع أجر المحسنين .


منقول من كتاب الملخص الفقهي للشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

ابواحمد السلفى
03-17-2009, 11:15 PM
جزاك الله خيرا وبارك في وقتك وعمرك وعملك ..

ابو صالح اليماني
03-18-2009, 11:46 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

سلفي الامارات
03-19-2009, 12:32 AM
بارك الله فيك وجزاك خيرا

أبو علي السلفي
03-19-2009, 11:56 PM
جزاك الله خير

بو زيد الأثري
03-21-2009, 07:26 PM
جزاك الله خيرا

قاسم علي
03-29-2009, 02:22 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==