المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو حكم التمثيليات والمسرحيات الإسلامية ؟


كيف حالك ؟

محب السلفية
01-06-2004, 07:23 PM
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:

القيام بالتمثيليات اختلف فيه علماء عصرنا ... فمنهم من يقول أنه لا يجوز القيام بالتمثيليات إطلاقا وعللوا قولهم بأن التمثيلية كذب .. لأن الرجل يقوم بدور فلان مثلا ليس هو فلانا .. وحينئذ يكون كاذبا في دعواه لأن الكذب ما كان خلاف الحقيقة .

وقال بعض أهل العلم :
إنه لا بأس بالتمثيليات ، وإنه ليس فيها الكذب وذلك لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الحقيقة والواقع .. وهذا الرجل ممثل .. وهو لا يقول إنني فلان نفسه .. ولكنه يقول أنا أمثل فلانا .. أي أفعل فعلا يشبه فعل فلان .. وهذا واقع وحقيقة ..
والحاضرون يعلمون هذا كلهم أنه هذا هو المراد بالتمثيلية .. بخلاف من جاء إليك في بيتك ودق الباب وقال أنا فلان وهو يكذب .. فهـــــذا هـــو الكـــذب، أما الرجل يقوم بدور إنسان آخر فإنه لم يكذب وليس يدعي أنه هو نفسه فبناء على هذا لا تـــــكــــــون المســــألة كـــذب ..
ولكن إذا اشتملت المسرحية على شيء محرم كأن يستلزم تنقص ذوي الفضل فإنها لا تجوز .. وعلى هذا فأرى أن الصحابة رضي الله عنهم لا يمثلون ولا سيما الخلفاء الراشدون منهم.

كذلك إذا تضمنت شيئا محرما كما لو قام فيها الرجل بدور المرأة ، أو المرأة بدور الرجل .. لأن هذا من باب التشبه وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهين من النساء بالرجال .

كذلك إذا اشتملت على محاكاة البهائم والحيوان، فإن هذا لم يرد في القرآن والسنة إلا في مقام الذم : قال الله تعالى : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب " سورة الأعراف .. فالمقام هنا مقام ذم

وكقوله تعالى : " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " ..

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه " ..

فإذا اشتملت التمثيلية على محرم صارت حراما من هذا الوجه ... لا لأنهـا كذب !

والله أعلم

الكاسر
01-06-2004, 07:35 PM
المجلد الأول سؤال رقم: فضيلة الشيخ ما حكم المسرحيات والتمثيليات إذا صارت للدعوة والترفيه ؟

الجواب : إذا كانت هذه التمثيليات لا تتضمن محرماً فلا أرى فيها بأسا ، ومعنى لا تتضمن محرما يعني ليس فيها تمثيل للرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا الأئمة ، وليس فيها الكذب ، ولا قيام رجل بدور امرأة أو العكس ، ولا تمثيل الكفار وذوي الفسوق والنفاق ، وإنما هي ضربُ مَـثــَل فلا بأس بها ، ولا يُعد هذا من الأشياء المحرمة ، فإن الإنسان لا يريد أن يتحدث بالشيء على أنه واقع ولكن يُريد أن يضرب مثلا لصورة معينة وكل واحد من الناس يعلم أن هذا الرجل ليس هو الممثــَّل به حتى نقول إنه كذب في قوله إنه فلان بن فلان ، وليس هو الرجل الذي طلق امرأته بغضب أو ضرب أولاده ضربا مبرحا أو ما أشبه ذلك .

الكاسر
01-06-2004, 07:41 PM
السؤال 43 : وقد سئل فضيلة الشيخ احمد بن يحيى النجمي ؛ حفظه الله بما يحفظ به عباده الصالحين سؤالاً شبيهاً بالسؤال السابق ثم عن حكم التمثيليات الإسلامية , ومشاهدتها , فقال السائل في سؤاله جزاه الله خيراً :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نحمد إليكم الله والذي لا إله إلا هو , وندعوه أن يمدكم بعونه وتوفيقه , ويهبكم القدرة على خدمة الإسلام , ونفع المسلمين وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم وبعد :
فيعلم فضيلتكم ؛ ما انتشر في هذا الزمان من المشاهد التمثيلية, والأناشيد بين طبقة من الشباب ولا سيما في المراكز الصيفية , وغيرها من المناسبات , ويجعلون الإسلام ستاراً لها , فيقولون : إن المشاهد التمثيلية ؛ تعالج كثيراً من المشكلات ؛ التي عجز عنها الدعاة , والمصلحون , وحجتهم على ذلك : أن المشاهد لهذه التمثيليات ؛ ترسم في عقله الصورة , والصوت , فيكون ذلك دواءً شافياً لما يصيبه من أمراض اجتماعية , وغيرها , ولذلك نراهم يسمونها بالتمثيليات الدينية , والأناشيد الإسلامية , وقد دفعنا ما نسمع من أصحاب هذه الأقوال الزائفة إلى الكتابة إلى فضيلتكم ؛ راجين من الله ثم من فضيلتكم بيان حكم الله ورسوله في هذه التمثيليات , والأناشيد ؛ لتعم الفائدة ويبين الحق سائلين الله تعالى لكم العون , والتوفيق والسداد إنه ولي ذلك , والقادر عليه ؟
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , ومن الله استمد منه العون , والتوفيق , والسداد :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه , وبعد :
أولاً : التمثيل : فالذي يظهر لي فيه التحريم ؛ لأنه ينبني على أمور محرمة , وهي كالتالي :
1 – الكذب : لأن التمثيل لا يقوم إلا على الكذب , ولا ينبني إلا عليه , ولا يتم إلا به , والكذب حرام لا يشك مسلم في تحريمه , فقد ذمه الله تعالى في كتابه العزيز , وذم فاعليه ؛ بل لعنهم , فقال جل وعلا : { ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } [ آل عمران : 61] وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار )) الحديث .
2 – التزوير والإدعاء بالباطل : وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من ادعى ما ليس له فليس منا )) الحديث .
3 – التصنع : فإن الممثل يتصنع البكاء أو الضحك أو الحزن أو الفرح أو الغضب أو الرضى , وهو كاذب .
4 – تقمص الشخصية : فقد يتقمص المسلم شخصية الكافر , وقد يتقمص الكافر أو الفاسق شخصيه مؤمنة من كبار الشخصيات في الإسلام ؛ إما أن يكون صحابياً أو عالماً جليلاً أو ملكاً عادلاً , وهذه جريمة عظمى .
5 – استحلال الممثلين لهذه الأمور المحرمة : علماً بأن حكاية إنسان لإنسان في هيئته أو مشيته أو كلامه غيبة , والغيبة محرمة , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما أحب أني حكيت أحداً وأن لي كذا وكذا )) الحديث .
6 – أنها تعلم الخيانات , والفجور : وأن دعوى الإصلاح تسبقها أو تكذبها المفاسد ؛ التي وقعت بسب مشاهد التمثليات الفاسدة .
7 – أن الممثلين ممن ينتمون إلى الإسلام ؛ خدموا المستشرقين ؛ أعداء الإسلام ؛ أعظم خدمة : فهم يأخذون روايات مدسوسة على قادة الإسلام , ورجال الإسلام ؛ والمقصود منها الحط من أقدارهم فيأخذها هؤلاء الممثلون , وينشرونها , فإما أن يفطنوا لها , ويعجبهم ذلك , وإما لا يفطنوا لها , وإما أن يظنوا صحتها , ويكونون بذلك قد خدموا المستشرقين , ووضعوا من شأن الإسلام , ورجاله , وهذا غاية الإساءة إلى الإسلام , وأهل الإسلام ؛ بل قد يصل بفاعله إلى الكفر .
8 – أن الصحابة ومن بعدهم قد تاثروا بسماع القرآن , والسنة , والمواعظ , ولم يحتاجوا إلى التمثيل .
ثانياً : الأناشيد : فنحن نقول : إن الشعر غير المبتذل , والذي يكون فيه تشجيع على الجهاد , وإغراء بالفضائل , وإشادة بالفضلاء أو منع من الرذائل , وتنقص لأصحابها , والذي لا ينتهك فيه عرض المسلم بغير حق , ولا يكون فيه إطراء بغير حق ؛ هذا النوع من الشعر كان يقال عند النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعه وقد سمعه في مسجده ؛ لذلك , فنحن نقول : إذا كان شعر الأناشيد من هذا القبيل , وغناه شخص واحد , وكان ذلك في بعض المناسبات غير مستكثر منه , ولا منشغل به عما هو أهم , فلا مانع أما إن اتخذ ديدنا , ولحنه ملحن , وتابعه فرقة , فقالوا بصوت جماعي , فهذا فيه ثلاث بدع :
الأولى : بدعة التلحين : وهو تكسير الصوت على نغمة موسيقية .
الثانية : بدعة الاجتماع على إنشاده ؛ لأن السلف لم يكن عندهم هذا .
الثالثة : أننا لا نعلم أحداً يدين الله بالغناء إلا الصوفية , وإني أخشى إن طال الزمان بعد ذلك أن يتخذوا الغناء عبادة , وقد بدأ الصوفية الغناء بتلحين أشعار الزهد , والتشويق إلى الجنة ثم أضافوا إليه الطقطقة قال الشافعي رحمه الله تعالى : ( خلفت بالعراق شيئاً أحدثته الزنادقة ؛ يسمونه التغيير يشغلون به الناس عن القرآن ) انتهى .
قال ابن الجوزي بعد أن نقل عن الشافعي ما سبق : ( وقد ذكر أبو منصور الأزهري المغيرة , وهم قوم يغيرون بذكر الله بدعاء , وتضرع , وقد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله عز وجل تغييراً ) انتهى .
وقال الزجاج : ( سموا مغيرين بتزهيدهم الناس في الفاني وترغيبهم في الآخرة ) انتهى .
وروى أبو الحارث عن الإمام أحمد أنه قال : ( التغيير بدعة ) فقيل له : إنه يرقق القلب , فقال : ( إنه بدعة ) انتهى....
إذا علم هذا , فإني أخشى إن طال بالناس الزمان أن ينقلهم الشيطان إلى اتخاذه عبادة , وان يخلطه لهم بغيره من المحرمات ؛ كالضرب , والرقص كما فعل ذلك مع الصوفية ؛ أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به وصلى الله على سيدنا محمد , وعلى آله وصحبه .


هذه فتوه منتقاة من كتاب الاخ حسن بن محمد بن منصور الدغريري وكتابه يحتوي على مجموع من فتاوى الشيخ احمد النجمي وقد اقتطفت لك فتوى بنفس محور الموضوع

الكاسر
01-06-2004, 07:48 PM
***شبه حول الأناشيد ***


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن الحمد لله، نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و آله و صحبة و سلم.

أما بعد :

فقد انشرت بدعة أصبحت ديدن الشباب في هذه الأيام التي قل فيها أهل الحق أهل السنه و كثر فيها أهل الضلال و البدع أهل الباطل و العياذ بالله، فترى الشاب أصبح شغلة الشاغل الأناشيد و الأهازيج التي لا تمت السنه بصلة، فإليكم معشر الموحدين بعض الشبهات التي يستدل بها أهل البدع لتحقيق مآربهم، ولكن و لله الحمد و لله المنه أن لنا علماء يبينون لنا الحق من الباطل فهم ورثة الأنبياء، وهي مأخوذه من كتاب (القول المفيد في حكم الأناشيد).


الشبهة الأولى:

قال الشيخ صالح بن الفوزان الفوزان- حفظه الله-: و قد يستدل من يروج هذه الأناشيد أن النبي صلى الله عليه و سلم كانت تنشد عنده الأشعار و يستمع إليها و يقرها.

و الجواب عن ذلك:

أن الأشعار التي كانت تنشد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني و لا تسمى (أناشيد إسلامية) إنما هي أشعار عربية، تشتمل على الحكم و الأمثال، و وصف الشجاعة و الكرم، و كان الصحابة ينشدونها أفرادا لأجل ما فيها من هذه المعاني، و ينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء و السير في الليل و السفر، فيدل هذة على إباحة هذا النوع من الإنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة لا على أن يتخذ فننا من فنون التربية و الدعوة، كما هو الواقع الأن حيث يلقن الطلاب هذة الأناشيد و يقال عنها (أناشيد إسلامية) أو دينية و هذا ابتداع في الدين، و هو من دين الصوفية المبتدعة، فهم الذين عرف عنهم اتخاذ الأناشيد ديناً. فالواجب التنبيه لهذه الدسائس و منع بيع هذه الأشرطة، لأن الشر يبدأ يسيراً ثم يتطور و يكثر إذا لم يبادر بإزالته عند حدوثها(1).



1. الخطب المنبرية (185-184\3) ط 1414هـ بواسطة الأجوبة المفيدة للحارثي ص 30 .

الشبهة الثانية:

يقولون ( إن كثيراً من الشباب الذين كانت حياتهم مليئة بالفجور، و سماع الغناء عند سماعهم للأناشيد حصلت لهم توبه و انابة و اهتدى خلق منهم فهذه الطريقة التي تنكرونها علينا).
و أدع الجواب هنا أيضا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد سئل عن مثل هذا فأجاب جواباً طويلاً اختصره لك هنا بعد إيراد السؤال:

سئل عن جماعة يجتمعون على قصد الكبائر: من القتل و قطع الطريق، و السرقة ، و شرب الخمر، و غير ذلك، ثم ان شيخاً من المشايخ المعروفين بالخير و اتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك، فلم يمكنه الا ان يقيم لهم سماعاً يجتمعون فيه بهذه النية، و هو بدف بلا صلاصل و غناء المغنى بشعر مباح بغير شبابه. فلما فعل هذا تاب منهم جماعة و أصبح من لا يصلي و يسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات و يؤدي المفروضات. و اجتنب المحرمات، فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ، على هذا الوجه لما يترتب عليه من المصالح! مع انه لا يمكنه دعوتهم الا بهذا!
فأجاب رحمه الله تعالى بجواب جاء فيه:

الحمدلله رب العالمين.

أصل جواب هذه المسأله و ما اشبهها: ان يعلم ان الله بعث محمداً صلى الله عليه و سلم بالهدى، و دين الحق، ليظهره على الدين كله، و كفى بالله شهيداً، و انه اكمل له و لإمته الدين و بشر بالسعادة لمن اطاعه و الشقاوة لمن عصاه. و أمر الخلق ان يردوا ما تنازعو فيه من دينهم الى ما بعثه به كما قال تعالى:{فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الرسول}.

و شواهد هذا الاصل العظيم الجامع كثيرة و ترجم عليه اهل العلم في الكتاب(كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة) و كان السلف كمالك و غيره يقولون: (السنة كسفينه نوح. من ركبها نجى، و من تخلف عنها غرق). و قال الزهري: (كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة).

اذا عرف هذا فمعلوم ان ما يهدي الله به الضالين و يرشد به الغاوين و يتوب به على العاصين، و لابد ان يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب و السنة، و إلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه و سلم لا يكفي في ذلك لكان دين الرسول ناقصاً محتاجا تتمه…
و العمل اذا اشتمل على مصلحة و مفسدة فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرع، و إن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه، بل نهى عنه.
وهذا ما يراه الناس من الاعمال مقربا الى الله، و لم يشرعه الله و رسوله: فإنه لابد ان يكون ضرره اعظم من نفعه و الا فلو كان نفعه اعظم غالباً على ضرره لم يهمله الشارع.
فإنه صلى الله عليه و سلم حكيم، لا يهمل مصالح الدين، ولايفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين.
اذا تبين هذا فنقول للسائل: إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعون عن الكبائر. فلم يمكنه ذلك الا بما ذكر من الطريق البدعي يدل على أن الشيخ جاهل بالطريقة الشرعية التي بها يتوب العصاة أو عاجر عنها، فإن الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين كانو يدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر و الفسوق و العصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية.
فلا يجوز ان يقال: ( ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة فإنه قد علم بالاضطرار و النقل المتواتر فإنه قد تاب من الكفر و الفسوق و العصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية، التي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع البدعي، بل السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار، و الذين اتبعوهم بإحسان- و هم خير أولياء الله المتقين من هذه الامة- تابوا الى الله تعالى بالطرق الشرعية، لا بهذه الطرق البدعية وأمصار المسلمين و قراهم قديماً و حديثاً مملوءة ممن تاب الى الله و اتقاه، و فعل ما يحبه الله و يرضاه بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية...الى آخر ما ذكره رحمه الله تعالى و يحسن مراجعته فإنه مهم جداً، الفتاوي(11\625-620).

تابع الشبهة السابقة:

قول بعضهم : إننا ندعوا للأناشيد و نروجها لنصطاد بها الشباب التائه الذي أدمن سماع الغناء الماجن، فيتخذ هذه بلاً عن تلك.

هذه الشبهة كثيراً ما نسمعها من هؤلاء المروجين لأشرطة الأناشيد و وسوس لهم بها الهوى و زينتها النفس الأمارة. و ما ذاك إلا لإشغال النفوس المريضة و تزهيدها في كتاب الله تعالى ، و قد سئل شيخ اللإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن سؤال مشابه في الغناء الصوفي المبتدع فقال رحمه الله تعالى:

( أما قول القائل : هذه شبكة يصطاد بها العوام فقد صدق. فإن أكثرهم إنما يتخذون ذلك شبكة لأجل الطعام و التوانس على الطعام كما قال تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا إن كثيراً من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله ) ومن فعل هذا فهو من أئمة الضلال و أما الصادقون منهم: فهم يتخذونه شبكة ، لكن هي شبكة مخرقة، يخرج منها الصيد إذا دخل فيها كما هو الواقع كثيرا فإن الذين دخلوا في السماع المبتدع في الطريق، و لم يكن معهم أصل شرعي شرعه الله و رسوله، أورثتهم أحوالاً فاسدة).اهـ الفتاوي (601\11).

فانظر – رحمك الله – إلى و جه المشابهة في الشبهة و تأمل فقه الجواب.

**********************
قلت: إذاً الغاية لا تبرر الوسيلة فالغايه هي دعوة العباد إلى دين الله الخالص و الرجوع الى صراط الله المستقيم، و الوسيلة يجب أن تكون غير منافيه لشريعة الله دون استحداث في طريقة الدعوة.. فعرف مما سبق أن الطريقة التي نهجها رسولنا الكريم صلوات ربي و تسليماته عليه كافية و وافيه....

12d8c7a34f47c2e9d3==