المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب المشي إلى الصلاة


كيف حالك ؟

قاسم علي
12-31-2008, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المسلم إنك بحاجة ماسة إلى معرفة الآداب المشروعة التي تسبق الصلاة استعدادا لها ؛ لأن الصلاة عبادة عظيمة ينبغي أن يسبقها استعداد وتهيؤ مناسب ؛ ليدخل المسلم في هذه العبادة على أحسن الهيئات :

فإذا مشيت إلى المسجد لتؤدي الصلاة مع جماعة المسلمين فليكن ذلك بسكينة ووقار ، والسكينة : هي الطمأنينة والتأني في المشي ، والوقار : الرزانة والحلم وغض البصر وخفض الصوت وقلة الالتفات .

وقد ورد في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أتيتم الصلاة - وفي لفظ : إذا سمعتم الإقامة - فامشوا وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا ، وروى الإمام مسلم قال : إن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة .

وليكن خروجك أيها المسلم إلى المسجد مبكرا ؛ لتدرك تكبيرة الإحرام ، وتحضر الصلاة مع الجماعة من أولها ، وقارب بين خطاك في مشيك إلى الصلاة ؛ لتكثر حسناتك ، ففي " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة ، وحطت عنه بها خطيئة .

فإذا وصلت باب المسجد فقدم رجلك اليمنى عند الدخول ، وقل : بسم الله ، أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، اللهم صل على محمد ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، وإذا أردت الخروج قدم رجلك اليسرى ، وقل الدعاء الذي قلته عند الدخول ، وتقول بدل : " وافتح لي أبواب رحمتك " : " وافتح لي أبواب فضلك " ، وذلك لأن المسجد محل الرحمة ، وخارج المسجد محل الرزق ، وهو فضل من الله .

فإذا دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصلي ركعتين تحية المسجد ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين .

ثم تجلس تنتظر الصلاة ، ولتكن حال جلوسك في المسجد لانتظار الصلاة مشتغلا بذكر الله ، وتلاوة القرآن ، وتجنب العبث كتشبيك الأصابع وغيره ، فقد ورد النهي عنه في حق منتظر الصلاة ، قال صلى الله عليه وسلم : إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن ، فإن التشبيك من الشيطان ، أما من كان في المسجد لغير انتظار الصلاة فلا يمنع من تشبيك الأصابع ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم شبك أصابعه في المسجد بعدما سلم من الصلاة .

وفي حال انتظارك الصلاة في المسجد لا تخض في أحاديث الدنيا ؛ لأنه ورد في الحديث أن ذلك يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وقد ورد في الحديث الأخر أن العبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة ، والملائكة تستغفر له فلا تفرط أيها المسلم في هذا الثواب ، وتضيعه بالعبث والاشتغال بالقيل والقال .

وإذا أقيمت الصلاة فقم إليها عند قول المؤذن : " قد قامت الصلاة " ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ، وإن قمت عند بدء الإقامة فلا بأس بذلك ، هذا إذا كان المأموم يرى الإمام ، فإن كان لا يراه حال الإقامة فالأفضل أن لا يقوم حتى يراه .

أيها المسلم احرص أن تكون في الصف الأول ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لا يجدون إلا أن يستهموا عليه ، لاستهموا ، متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : خير صفوف الرجال أولها ، واحرص على القرب من الإمام ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ، هذا بالنسبة للرجل ، وأما بالنسبة للمرأة ، فالصف الأخير من صفوف النساء أفضل لها لقوله صلى الله عليه وسلم : وخير صفوف النساء آخرها ؛ لأن ذلك أبعد لها عن رؤية الرجال .

ويتأكد في حق الإمام والمصلين الاهتمام بتسوية الصفوف ، قال صلى الله عليه وسلم : سووا صفوفكم ، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة ، متفق عليه ، وفي الحديث الآخر : لتسوون صفوفكم ، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ، وتسوية الصفوف هي تعديلها بمحاذاة المناكب والأكعب .

ويتأكد في حق المصلين سد الفرج والتراص في الصفوف لقوله صلى الله عليه وسلم : سووا صفوفكم وتراصوا ، رواه البخاري ، ومعناه : لاصقوا الصفوف حتى لا يكون بينكم فرج ، فالمراصة : التصاق بعض المأمومين ببعض ليتصل ما بينهم ، وينسد الخلل ، فلا تبقى فرجات للشيطان .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بتسوية الصفوف وتراص المأمومين فيها اهتماما بالغا ، مما يدل على أهمية ذلك وفائدته ، وليس معنى رص الصفوف ما يفعله بعض الجهال اليوم من فحج رجليه حتى يضايق من بجانبه ؛ لأن هذا العمل يوجد فرجا في الصفوف ويؤذي المصلين ، ولا أصل له في الشرع ، فينبغي للمسلمين الاهتمام بذلك ، والحرص عليه ، اقتداء بنبيهم ، وإتماما لصلاتهم ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

منقول من كتاب الملخص الفقهي للعلامة صالح الفوزان

12d8c7a34f47c2e9d3==