المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم


كيف حالك ؟

البلوشي
10-20-2008, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة الكرام فإن من أهم الأمور أن يعرف الإنسان سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن في معرفة سيرته زيادة في الإيمان به وزيادة في محبته وزيادة في التأسي به ومن أحسن الكتب المؤلفة في ذلك كتاب البداية والنهاية لأبن كثير والسيرة لأبن هشام وغيرهما لذلك أحثكم أيها الإخوة الكرام على قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإن من المصالح والمنافع في قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف الإنسان أن هذا الدين الإسلامي لم يظهر على فراش من الورود ولكنه ظهر بعد الجهاد والمشقة حيث كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم غزوات كثيرة في قتال أعداء المسلمين وفى هذا الشهر شهر شوال من السنة الخامسة من الهجرة كانت غزوة الأحزاب التي تحزب فيها أعداء الإسلام من كفار العرب ومن ناصرهم من اليهود ليقضوا على دين الإسلام ليقضوا على حياة النبي صلى الله عليه وسلم ليمحوا الدين من البسيطة ليجعلوا كلمتهم الباطلة هي العليا فأثار بعضهم بعضا فتجهزت قريش وتجهزت قطفان وبنو مرة وبنو أشجع وبنو سليم وبنو أسد حتى بلغ ما اجتمع من هؤلاء القبائل عشرة آلاف مقاتل فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة وكان هذا من عادته صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر ربه عز وجل حيث أمره أن يشاور أصحابه في الأمر فاستشار أصحابه في هذا الأمر المدلهم أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة ؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يحفر خندقا حول المدينة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه بحفره فحفر هذا الخندق شمالي المدينة ما بين الحرتين الشرقية والغربية وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لكل عشرة من أصحابه أربعين ذراعا يحفرونها فكانوا يحفرون وينقلون التراب على متونهم والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معهم قال البراء بن عازب رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينقل من تراب الخندق حتى غطى التراب جلدة بطنه وسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة وهو ينقل التراب فيقول صلى الله عليه وسلم ( اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأولى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا ) قال البراء ثم يمد صوته بآخرها وإن ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتجز بهذا الرجز لأن الرجز في مثل الأعمال الشاقة يهون العمل على الإنسان أما الصحابة رضي الله عنهم فكانوا يرتجزون ايضا يقولون نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجر ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا على شدة من النصب وقلة من العيش كانوا على شدة من النصب أي التعب وقلة من العيش قال جابر رضي الله عنه إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هذه كدية عرضت في الخندق فقال صلى الله عليه وسلم أنا نازل أي إليها فقام صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر يعني من الجوع ولبثنا ثلاث ليال لا نذوق ذواق هذا مع أعمالهم الشاقة رضي الله عنهم وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعادت كثيبا أهيل أي كالرمل وفي حديث البراء بن عازب عند أحمد والنسائي بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المعول فقال بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله لأني أبصر قصر المدائن أبيض ثم ضرب الثالثة وقال بسم الله فقطع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن والله لأني أبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة قال جابر رضي الله عنه فقلت يا رسول الله إذن لي إلى البيت فدخل جابر بيته وقال لامرأته رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر فهل عندك شيء قالت شعير وعناق أي بهمة صغيرة من الغنم فذبحت العناق وطحنت الشعير وقطعت اللحم في البرمة في القدر ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاع من شعير كان عندنا فقم أنت ورجل أو رجلان معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم يا أهل الخندق فقام المهاجرون والأنصار حتى وصلوا بيت جابر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادخلوا ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويغطي البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه فأكلوا حتى شبعوا وهم ألف رجل قال جابر رضي الله عنه فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وإن برمتنا لتقط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو وكانت حال المؤمنين مع أعدائهم وإني أقول تعليق على هذا الخبر في هذا دليل على شفقة الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه دليل وآيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه دليل على تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان هو الذي يقدم الطعام إلى أصحابه فجزاه الله عنهم وعنا وعن أمته جميعا أفضل ما جزى نبيا عن أمته وأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يحشرون في زمرته إنه على كل شيء قدير وكانت حال المؤمنين مع أعدائهم كما قال الله تعالى في وصفها (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) ولكن ماذا كان قول المؤمنين حينذاك يقول الله عز وجل ( وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) أما المنافقون والذين في قلوبهم مرض فرأوا في ذلك فرصة لما تكنه صدورهم من الشك والريب والتكذيب فقالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا فانظروا أيها الإخوة انظروا الفرق العظيم بين المؤمنين والمنافقين المؤمنون زادتهم هذه الشدة زادتهم تصديقا وإيمانا وتسليما أما المنافقون فأخذوها فرصة من أجل التشكيك والتضليل وقالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وفي أثناء ذلك في أثناء ذلك بلغ المسلمين أن يهود بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم من فوره نحو ثلاثمائة رجل إلى المدينة لحراستها خوفا على النساء والذرية وأرسل الزبير بن العوام إلى اليهود لينظر خبرهم فوجدهم أي وجد الزبير اليهود على وجوههم علائم الشر والقدر وأسمعوه سب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم رجع الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ولكن ولكن وفي هذه الحال الشديدة حين اشتد الأمر على المؤمنين وبقوا في الحصار قريبا من الشهر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الواثق بوعد ربه كان يبشرهم ويعدهم النصر ويدعو ربه ويستنصره وكان من دعائه حين ذاك اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم فأجاب الله دعاءه فزلزل قلوبهم بالرعب و الفزع وزلزل أبدانهم بالريح الشديدة الباردة فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح آنيتهم وتقض خيامهم فتفرقوا خائبين ولله الحمد ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفي الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وحينئذ قال النبي صلى الله عليه وسلم الواثق بوعد الله المستنصر بنصر الله قال ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ) أما بنو قريظة الذين نقضوا العهد فقد قالت عائشة رضي الله عنها لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل فقال له وضعت السلاح يستفهم والله ما وضعناه فاخرج إليهم وأشار أي أشار جبريل إلى بني قريظة وهم آخر قبائل اليهود في المدينة الذين نقضوا العهد فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فحاصرهم نحو عشرين ليلة حتى نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ حكم فيهم صلى الله عليه وسلم سيد حلفائهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم سعد رضي الله أن يقتل المقاتلون منهم وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قضيت فيهم بحكم الله فقتل المقاتلون وكانوا نحو سبعمائة رجل وسبيت النساء والذرية وقسمت الأموال بين المسلمين وفى هذا يقول الله عز وجل (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) أيها المسلمون إننا نحثكم وأنفسنا على مطالعة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخها وعلى غزواته حتى يتبين لكم ماذا حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ويزداد المؤمن إيمانا ويظهر به فضل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الجهاد والدفاع عن هذا الدين ويتبين أيضا أن العاقبة والنصر للمؤمنين مهما كثر الأعداء وتكالبوا عليهم إذا هم نصروا الله عز وجل كما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ والذين كفروا فتعسا لهم وأضل الله أعمالهم )

خطبة للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله

المنتصر بالله
10-20-2008, 09:06 PM
جزاك الله خيرا

البلوشي
11-03-2008, 05:28 PM
وياك أخي الكريم

12d8c7a34f47c2e9d3==