المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما جاء في الكهان ونحوهم


كيف حالك ؟

البلوشي
10-16-2008, 08:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ما جاء في الكهان ونحوهم

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب ما جاء في الكهان ونحوهم روى مسلم في صحيحه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتىعرَّافاً فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود.
وللأربعة، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، عن (أبي هريرة من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفاً.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً: "ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى.." الخ.
قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل: هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
وقال ابن عباس –في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم -: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.

قال الشيخ العلامة الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله
أي من كل من يدعي علم الغيب بأي طريق من الطرق وذلك أن الله تعالى هو المنفرد بعلم الغيب فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك بكهانة أو عرافة أو غيرها أو صدق من ادعى ذلك فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه وقد كذب الله ورسوله . وكثير من الكهانة المتعلقة بالشياطين لا تخلو من الشرك والتقرب إلى الوسائط التي تستعين بها على دعوى العلوم الغيبية , فهو شرك من جهة دعوى مشاركة الله في علمه الذي اختص به , ومن جهة التقرب إلى غير الله , وفيه إبعاد الشارع للخلق عن الخرافات المفسدة للأديان والعقول .

قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
فقد دلت هذه الأحاديث على مسائل:

المسألة الأولى : بطلان الكهانة ومشتقاتها من العرافة وغير ذلك من دعاوى علم الغيب، وأن هذا كله باطل؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى- قال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول الله عنه: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ فالرسول لا يعلم الغيب إلا ما علمه الله، كما قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا فقد يطلع الله أنبياءه على شيء من الغيب من أجل إقامة الحجة على الخلق، وتكون معجزة لهذا الرسول .

المسألة الثانية : في الحديث دليل على وجوب تكذيب الكهان ونحوهم وأن لا يقع في نفس الإنسان أدنى شك في كذبهم، فمن صدقهم أو شك في كذبهم أو توقف، فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه يجب الجزم بكذبهم .

المسألة الثالثة : فيها دليل على تحريم الذهاب إلى الكهان ولو لم يصدقهم، وأنه إذا فعل ذلك لم تقبل له صلاة أربعين يوما .

المسألة الرابعة : فيه دليل على أن تصديق خبر الكهان كفر بما أنزل الله على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- والذي أنزل الله على رسوله هو الكتاب والسنة .

المسألة الخامسة : تدل هذه الأحاديث على وجوب معاقبة الكهان ومن يذهب إليهم من قبل ولاة الأمور لأجل إراحة المسلمين من شرهم، ووقاية المجتمع من خطرهم؛ لأن خطر الكهان في المجتمع خطر شديد يقضي على عقيدة التوحيد، وينشر الخوف والرعب بين الناس؛ لأن هؤلاء الكهان يرهبون الناس بما يقولون لهم من الكذب والوعيد والترهيب حتى يخيفوهم، كما قال تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا يعني: خوفا .

فهؤلاء وجودهم في المجتمع يسبب الإرهاب، ويسبب التشويش على عقول الناس والخوف، ويروجون الكذب والشر حتى يصبح الناس في خوف وقلق بسبب الكهان يأتونهم ويقولون لأحدهم: إن فلانا عمل لك سحرا، أو ربطك، أو ربط فيك الجن، أو غير ذلك من أكاذيبهم وإرجافاتهم .

12d8c7a34f47c2e9d3==