المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزاك الله كل خير امير سلطان طيب ولد الطيبين


كيف حالك ؟

سيف المسلول
10-12-2008, 01:18 PM
ارقت المريضة ''ب. فتيحة'' من وهران الحياة بعد مرض رئوي حاد، وهي تحتفظ بذكريات جميلة أنستها المعاناة والبيروقراطية التي عاشتها طيلة أيام عمرها. إذ كان يكفي أن تنشر ''الخبر'' نداء استغاثتها لتنفرج محنتها، بعد أن تكفل الأمير سلطان، ولي العهد السعودي، بتكاليف علاجها في أرقى المستشفيات العالمية ولمدة زمنية تجاوزت السنة، استهلكت أغلفة مالية ضخمة، إلى أن تغمدتها العناية الإلهية.
بدأت نقطة التحول العجيبة في قصة فتيحة مع المرض، عندما قررت، بداية رمضان ما قبل الماضي، الذهاب إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة رفقة أخيها محمد. وذلك لختم حياتها التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الموت بعمل صالح. وتقول رفيقة دربها وزوجة شقيقها في رحلة المرض السيدة ''أم سلطان'' بأنها ''يئست من كل المحاولات التي قامت بها مع السلطات المحلية والمركزية للتكفل بحالتها المستعصية، خاصة أمام الوضع الاجتماعي الرديء للأسرة، ممّا جعلها تقرر أداء مناسك العمرة، كآخر أمنية لها دون أن تكون على علم بأنها على موعد مع حياة من نوع آخر وتكفل لم يسبق وأن حظيت به طيلة عمرها. وعلى متن الطائرة، في طريقها إلى جدة، تعرضت لأزمة تنفسية حادة، فعمد أخوها إلى نقلها، على جناح السرعة، إلى أقرب مركز صحي ثم تحويلها استعجاليا إلى مستشفى الملك فيصل المتخصص أين خضعت للعلاج لعدة أيام مقابل كل الأموال التي كانت بحوزتهما''.
تسارعت الأحداث فيما بعد، حيث اضطر أخوها محمد إلى تركها في المستشفى والعودة إلى أرض الوطن، بعد أن تلقى مكالمة تُخبره بتدهور الوضع الصحي للوالد الذي فارق الحياة لاحقا.
وبعد مرور أسبوع، أخطر مسؤولو المستشفى السعودي فتيحة بأنه سيتم ترحيلها إلى الجزائر، لا سيما أن وضعها الصحي معقد. ولا تملك أي مال لتسديد نفقات إقامتها للعلاج. وهو ما جعل أسرتها تبادر إلى نشر نداء استغاثة في ''الخبر'' تجاوب معه الديوان الملكي السعودي بسرعة. تقول محدثنا: ''في اليوم الموالي من صدور النداء، أخذت الجريدة وتوجهت إلى السفارة السعودية بالعاصمة وطلبت لقاء المكلف بالإعلام في السفارة، الذي أطلعني، دقائق فقط بعد إجرائه الاتصالات مع سلطات بلده، بالبشرى. فقد قرر الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، التكفل بالمريضة الجزائرية في أي بقعة في العالم ومهما كانت التكاليف. الأمر الذي تجسد في الواقع، حيث تغيرت الأمور في جدة بعد أن وصل نبأ تكفل الأمير بفتيحة. وهكذا بعد أن كانت في طريق إعادتها من حيث أتت، أصبحت محل اهتمام ورعاية مُنقطعة النظير بتوصيات يومية من الديوان الملكي.
اللافت للانتباه في القصة، التي بدأت بنداء في ''الخبر'' وانتهت بالعلاج في أرقى مستشفيات العالم، هو العناية المتميزة التي أولاها الأمير سلطان بمريضة من جنسية غير سعودية. إذ أعطى تعليمات لمتابعة الوضع الصحي لفتيحة إلى غاية تهيئة الظروف اللازمة لإجراء العملية الجراحية المطلوبة. ذلك أن خلاصها من المرض يكمن في إجراء عملية زرع رئة.
وبالنظر للاتصالات التي قام بها الديوان مع أرقى المستشفيات، بقيت فتيحة تخضع للعلاج في مستشفى الملك فيصل منذ تاريخ تنقلها إلى جدة لأداء العمرة في سبتمبر 2006 وإلى 12 جويلية 2007، تاريخ نقلها في على متن طائرة خاصة، وعلى نفقة الأمير، مُجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية نحو مستشفى ''فوش'' بفرنسا أين خضعت لعملية زرع رئة على يد البروفيسور ''ألان بيسون''. إلا أن جسمها، المنهك بفعل تراكمات سنين المرض، لم يتقبل الكلية الجديدة. فوافتها المنية عشرة أيام بعد إجراء العملية وبالتحديد يوم 3 ديسمبر الماضي، أي قبل يوم فقط من عيد ميلادها. و رحلت قبل أن تحتفل بإطفاء شمعتها الثامنة والعشرين.
ولم تجد أسرة المرحومة فتيحة من هدية ترد بها على إنسانية ولي العهد السعودي، سوى أن تطلق اسم أمير سلطان على ابنها الذي وُلد في مكة المكرمة. .تقول الوالدة ''توجهت إلى البقاع المقدسة وأنا في شهري التاسع من الحمل لأداء فريضة الحج وتفقد أحوال فتيحة التي كانت آنذاك في مستشفى جدة، وبقدرة قادر وضعت ابني أمير سلطان في أقدس بقعة بعد أداء كل المناسك دون أن أعاني من متاعب ولا تعقيدات''

المصدر جريدة الخبرhttp://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=126547&idc=36

12d8c7a34f47c2e9d3==