المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الدكتور المدخلي الدجال التكفيري : محدث حقا كما يدعي المداخلة ?


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
10-06-2008, 02:50 PM
هل الدكتور المدخلي الدجال التكفيري : محدث حقا كما يدعي المداخلة ?
أقول : لقد مر منا إطلاق غلمان المدخلي وبعض جنوده لقب المحدث على قائدهم الدجال المرجئ فهل هو محدث حقا ؟


يقول صاحب كتاب ( الجامع في الرد على المدخلي من خلال أشرطته ) ما نصه :

1 - فصل في علم الشيخ ربيع
رأيت البدء بهذا الفصل لأهميته، كالمقدمة لما بعده، لأنه يبين مكانة الشيخ ربيع في العلم، ويضعه في منزلته التي تناسبه، وليتسنى للقارئ تفسير أخطائه التي سيأتي نقدها في الفصول الآتية.
فمن خلال استماعي لأشرطة الشيخ ترجح لدي أنه لا يحضر لمادتها التحضير الكافي، ولا يستعد لها الاستعداد المطلوب، لدرجة أنه يغلط كثيراً في قراءة الآيات القرآنية، ويتعجل في إصدار الأحكام، مما يوقعه في الاضطراب والتناقض، ثم إنه يطرح أفكاره وآراءه المتشددة في عدد من المسائل الاجتهادية الكبيرة والخطيرة بطريقة مرتجلة غير علمية، ويجنح في ذلك إلى التعميم وعدم التفصيل، والقطع الجازم وليس الترجيح، ولا يذكر أدلة علمية مقنعة واضحة، ثم يبني عليها مواقفه المتشنجة المتصلبة، ويهمل في المقابل أدلة المخالفين ويستخف بهم ويشكك في نواياهم وربما إذا سئل عن مسألة لم يجب عليها بوضوح وتحدث عن موضوع آخر، ويتحدث كثيراً بالعامية.

** أولا: القرآن الكريم:
ولعل أول ما نبدأ به في أشرطة الشيخ هو القرآن الكريم، فقد لحظت أن الشيخ فاحش الغلط في قراءة الآيات القرآنية وسبب ذلك عدم حفظه القرآن، وكان الأولى به أن يكتب الآيات التي يريد الاستشهاد بها في محاضراته، ولكنه لا يحضر لها، وإليك أخي القارئ بعض النماذج من أخطائه في أشرطته:

نماذج من أخطائه في قراءة الآيات القرآنية
شريط (أهمية التوحيد-1): قرأ: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ * إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة:132] والصواب: {... ويعقوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ...}.
شريط (لقاء طلبة العلم في الرس): قرأ: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال * والثمرات} [البقرة: 155]، والصواب: {من الأموال والأنفس والثمرات}.
شريط (ندوة عن الجهاد مع ابن جبرين): قرأ: {أنزل عليك الكتاب … -إلى قوله-... وما يتذكر إلا أولوا الألباب} [آل عمران: 7]، والصواب: {يذّكر}.
شريط(المخرج من الفتن - 1): قرأ:{ما كان لبشر أن يَأتيه [بفتح أوله] الله الكتاب والحكمة * ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله...} [آل عمران: 80 ]، والصواب: {... أن يُؤتيه [بالضم] الله الكتاب والحكم والنبوة...}.
شريط(المخرج من الفتن - 1): قرأ:{... ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تتلون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [آل عمران: 80 ]، والصواب: {... بما كنتم تُعلِّمون الكتاب...}.
شريط (المخرج من الفتن - 1): قرأ:{ولا يأمُرُكم [بضم الراء] أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا...} [آل عمران: 81 ]، والصواب: {ولا يأمُرَكم [بفتح الراء]...}.
شريط (صفات الأبرار -1): قرأ:{فاستجاب لهم ربهم إِني [بكسر الهمزة] لا أضيع عمل عامل منكم...} [آل عمران: 195]، والصواب: {... أَني...} بفتح الهمزة.
شريط (صفات الأبرار-1): قرأ:{لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار * نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار} [آل عمران: 198]، والصواب: {... خالدين فيها نزلا من عند الله}.
شريط (الشباب ومشكلاته): قرأ:{وإذا جاءهم أمر من * الخوف أذاعوا به}[النساء: 83]، والصواب:{.. أمر من الأمن أو الخوف..}.
شريط (الشباب ومشكلاته): قرأ:{وإذا جاءهم أمر من الأمن -إلى قوله- ولو ردوه إلى الله والرسول} [النساء: 83]، والصواب: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم..}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة)، وتكرر في شريط (وجوب الاتباع لا الابتداع)، وشريط (ندوة عن الجهاد مع ابن جبرين - 1): قرأ: {ومن يشاقّ الرسول من بعد ما تبين له الهدى...}[النساء: 115]، والصواب: {يشاقق}.
شريط (لقاء مفتوح في جدة - أ): قرأ: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالحق ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما} [النساء: 135]، والصواب: {... قوامين بالقسط شهداء لله...}.
شريط(منهج الأنبياء في الدعوة): قرأ:{وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم * نرفع درجات من نشاء}[الأنعام: 83]، والصواب:{إبراهيم على قومه}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {المص.كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج مما أنزل إليك} [الأعراف: 1-2]، والصواب: {فلا يكن في صدرك حرج منه}.
شريط (أهمية التوحيد-1): قرأ: {وليأتينهم من بين أيديهم * وعن شمائلهم، ثم لا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: 17]، والصواب: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي * وأن تشركوا بالله ما} [الأعراف: 33]، والصواب: {والبغي بغير الحق وأن..}.
شريط (منهج الأنبياء في الدعوة): قرأ: {أتجادلونني في أسماءَ سميتموها} [الأعراف: 71]. قرأ {أسماء} بفتح الهمزة الأخيرة، والصواب بالكسر منونة.
شريط (لقاء طلبة العلم في الرس): قرأ: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا * ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} [الأعراف: 188] والصواب: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ}.
شريط (غربة التوحيد والسنة): قرأ: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون}[التوبة: 33، والصف: 9]، والصواب: {المشركون}.
شريط (أهمية التوحيد-1): قرأ: {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ * فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس: 31]، والصواب: {وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {واتبع ما يوحى إليك * حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين} [يونس: 109]، والصواب: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله...}.
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {إني اتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق...} [يوسف: 38]، والصواب: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب...}.
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {ءأرباب متفرقون * أم الله الواحد القهار...} [يوسف: 40]، والصواب: {ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
شريط (منهج الأنبياء في الدعوة): قرأ: {يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دون الله إلا...} [يوسف: 39-40]، والصواب: {من دونه}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ:{ما تعبدون من دون الله إلا أسماء سميتموها * ما أنزل الله بها من سلطان}[يوسف: 40]، والصواب:{ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ:{إن الحكم إلا لله أمر ألاّ تعبدوا إلا الله}[يوسف: 40]، والصواب:{.. أمر ألا تعبدوا إلا إياه}.
شريط(أهمية التوحيد): قرأ:{فيصيب بها من يشاء من عباده وهم يجادلون في الله}[الرعد: 13]، والصواب:{.. من يشاء وهم يجادلون..}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {ألا بذكر الله تلين القلوب} [الرعد: 28]، والصواب: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
شريط (فضل العلم وأهميته): قرأ: {ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمأنة يأتيها رزقها * من كل مكان} [النحل: 112]، والصواب: {... رزقها رغداً...}.
شريط (لقاء مع فضيلته في جدة): قرأ: {إن الزنا كان فاحشة وساء سبيلا} [الإسراء: 32]، والصواب: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة...}.
شريط(منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ:{واذكر في الكتاب إبراهيم إنه * صديقاً نبياً}[مريم: 41]، والصواب:{إنه كان صديقا نبيا}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ: {فإن لم تنته يا إبراهيم لأرجمنك واهجرني مليا} [مريم: 46]، والصواب: {قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا}.
شريط(وجوب الاتباع لا الابتداع)، وتكرر في شريط (الرد على جماعة التبليغ): قرأ:{تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الجبال هداً}[مريم: 90]، والصواب:{وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا}.
شريط(أهمية التوحيد-1): قرأ:{وَمَا أَرْسَلْنَا * مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25]، والصواب:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ...}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتهوي به الريح أو تخطفه الطير} [الحج: 31]، والصواب: {... فتخطفه الطير أو تهوي به الريح}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ: {... قال هل ينفعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون} [الشعراء: 69-73]، والصواب:{..هل يسمعونكم إذ تدعون..}.
شريط (أهمية التوحيد-1)، وشريط (من القلب إلى القلب-1): قرأ: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ * فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [الزمر: 2]، والصواب: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}.
شريط (من القلب إلى القلب-1): قرأ الآيات: {وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر: 12و14]، وأسقط الآية بينهما: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الزمر: 13].
شريط (توجيهات عامة): قرأ: {ولا تتبعوا أهواء الذين لا يعلمون} [الجاثية: 18]، والصواب: {ولا تتبع أهواء...}.
شريط(غربة التوحيد والسنة): قرأ:{يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون} [الصف: 8]، والصواب: {الكافرون}.
شريط (العقيدة أولاً): قرأ: {لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} [الممتحنة: 4]، والصواب: {قد كانت لكم}.
شريط (لقاء طلبة العلم في الرس): قرأ: {قل * لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}[الجن: 21]، والصواب:{قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} .
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {وهل أتاك حديث موسى. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى...} [النازعات: 15-16]، والصواب: {هل أتاك حديث موسى...}.
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {اذهب إلى فرعون فإنه طغى...} [النازعات: 17]، والصواب: {اذهب إلى فرعون إنه طغى...}.
فهذا شأن الشيخ مع القرآن الكريم، وأخطاؤه فيه كثيرة كما ترى، ويلحظ أنه يكرر الغلط نفسه في أكثر من محاضرة، وأحيانا يفتح عليه بعض الحضور فيغلط في إعادة القراءة، وأحيانا يقرأ الآية على وجهها الصحيح ثم يعيد قراءتها فيغلط فيها ([7])، مما يدل على ضعف عنايته بالقرآن الكريم.

** ثانيا: الحديث:
أما الحديث -الذي هو تخصصه- فقد صرح الشيخ بأن حفظ الحديث أسهل عليه من حفظ القرآن، وأنه مع ذلك لا يحفظ شيئا! فتأمل تناقضه! قال:
(أنا يسهل عليّ حفظ الحديث أكثر من القرآن، ولله الحمد، وإن كنت لست بحافظ، ما أحفظ شيء، لكن ما أعطيها عناية، مشغول...)اهـ ([8]).
وقال أيضا:
(قرأت البخاري مرة واحدة، فمن كثرة التكرار كدت أحفظ كثير من الأحاديث، وأعرف إذا مر بي حديث سلمة بن الأكوع، يعني لو قرأ إنسان حديث سلمة بن الأكوع أعرف أن هذا نبرات سلمة بن الأكوع وأسلوبه ومنهجه، أسلوب عمر بن الخطاب، أسلوب عائشة، وطلعت بثمرة أن عمر وعائشة هؤلاء من الأدباء الكبار في الأدب وفي العقل، يعلم الله، تعرف هذا من كلامهم رضوان الله عليهم، فتمر عليه مرة واحدة، فيه بركة، أنا يسهل عليّ حفظ الحديث أكثر من القرآن، ولله الحمد، وإن كنت لست بحافظ، ما أحفظ شيء، لكن ما أعطيها عناية، مشغول، عوائل، وأحداث الساعة والمشاكل والابتلاء بشيء من علم الواقع، كما يقال، فهذه محنة، فلا تمتحنوا عن حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام) اهـ ([9]).
قلت: لقد صرَّح الشيخ -كما ترى- بأنه لم يقرأ صحيح البخاري إلا مرة واحدة! وأنه كاد أن يحفظ كثيراً من الأحاديث من كثرة التكرار! فكيف يحفظ من كثرة التكرار، وهو لم يقرأ صحيح البخاري إلا مرة واحدة؟ هذا مما يصعب فهمه!
وذكر عن نفسه أمراً عجيبا في قدرته على معرفة راوي الحديث من الصحابة بمجرد سماع المتن، وأنه يعرفه إذا كان من رواية سلمة بن الأكوع، أو عمر، أو عائشة، رضي الله عنهم، وذلك من خلال نبراتهم! وأساليبهم! ومناهجههم! ولا أدري كيف يتمكن الشيخ من معرفة صحابي الحديث وهو غير حافظ! ثم كيف يستطيع أن يميز بذوقه بين الأحاديث التي يرويها عدد من الصحابة بألفاظ متقاربة، وربما باللفظ نفسه بلا اختلاف؟ فلا شك أن هذا من العجائب!
ثم إن في كلام الشيخ مشكلة كبيرة إذ جعل للصحابة نبرات وأساليب ومناهج في رواية الحديث، وكأنها من وضعهم وتأليفهم! فهل يجهل الشيخ -وهو أستاذ في الحديث- أن الصحابة رضي الله عنهم ما هم إلا رواة ونقلة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هم أوثق الرواة وأثبت النقلة؟
لقد اعترف الشيخ بضعفه في العلم، مبينا أسباب ذلك، منها: كبر سنه، وخرف عقله، وإصابته بمرض السكري، ونسيانه، وعدم حفظه، وانشغاله بعوائله، وأحداث الساعة، ومشكلات الواقع...
أخطأ الشيخ في بعض أسماء الرواة في محاضرة له، ثم قال:
(أنا أقول لكم هكذا لأن عقلي خرف أنسى، والمفروض عليّ أن أحفظ هذه الأسماء وما أغلط فيها، لأني التحقت بمدرسة الحديث وأنا كبير في السن، ومشغول بعوائل وكذا، لكني عرفت منهجهم، فأنا أدلكم على الطريق، ما أقدر أسير فيه، لكن أعرف أن هذا الطريق هو الصحيح)اهـ([10]).
وأحيانا يتيه الشيخ أثناء المحاضرة لتشوش فكره بسبب إصابته بمرض السكري، فقد قال في تلك المحاضرة:
(ما أدري يا إخوتاه، أنا مشوش ما أدري والله، فين وقفت معكم؟ وما أدري، فين أرجع؟ أخبروني فين ذهبت؟ سامحوني، رأسي فيه سُكَّر) اهـ ([11]).
** الحواشي :
([6]) شريط: (الاعتصام بالكتاب والسنة - جيزان).
([7]) انظر على سبيل المثال: شريط (توجيهات عامة).
([8]) شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).
([9]) شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).
([10]) شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).
([11]) شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).


* * *

ضابط المحدث والفقيه بين الأمس واليوم

لقد صار الإنسان يسمى محدث الديار، وعالم الأمة، وإمام الأئمة، ومجدد الدين، والفقيه الملهم ، إذا حفظ على الناس بضعة أحاديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم، يموه بها على الناس ، فيكسو الحقَّ ثوب الباطل ، والباطل ثوب الحق .
بينما كان الإنسان في عصور العلم الذهبية لا يسمى محدثاً – مع أنه قرأ البخاري، ومسلماً ، وسنن أبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، ومسند أحمد ، البيهقي – إلاَّ إذا ولج الجمل في سم الخياط ، كما قاله الإمام تاج الدين السبكي في كتابه " معيد النعم ومبيد النقم " . قال : وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال ، والعالي والنازل، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون ، وسمع الكتب الستة ، ومسند أحمد ، والبيهقي ، ومعجم الطبراني ، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية ، هذا أقل درجاته فإذا سمع ما ذكرناه ، وكتب الطباق ، ودار على الشيوخ ، وتكلم في العلل ، والوفيات ، والمسانيد ، كان في أول درجات المحدثين، ثم يزيد الله من يشاء ما شاء .ا هـ .
فإذا كان هذا حدَّ المحدث عند المتقدمين ، فما هو حد الحجة ، أو أمير المؤمنين في الحديث ، وماذا يقول أدعياء العصر حينما يجعلون من أنفسهم حكماً " على " و " بين " أولئك العظماء وضابط الفقيه كضابط المحدث إن لم يكن أشدَّ .
فما كان الناس في الماضي يطلقون كلمة الفقيه على كل عارف لمسائل الفقه ، حافظٍ لمتونه ، قادرٍ على البحث عن الفتوى، وإنما كانوا يطلقون الفقيه على من عرف طرق الاستنباط، وتمرس بها ، وعرف كيف يستعمل الأدلة ويرجح بينها ، وعرف الأشباه والنظائر والفروق والموانع ، وأتقن الفقه وقواعده وأصوله وعرف مواطن الخلاف والوفاق ، وتمرس بلغة العرب شعرِها ونثرها .
فإذا بلغ الإنسان هذا فإنه يكون قد وصل إلى أول درجات الفقه ، ثم يزيد الله بعد ذلك من يشاء ما يشاء .
وإذا كان هذا ضابط الفقيه،فما هو ضابط مجتهد الفتوى،أو مجتهد المذهب،أو المجتهد المطلق .
إنه للأمر الذي خفي عن الأذهان ، وغاب عن الواقع ، والذي يجب أن يعرفه أهل العصر للتمييز بين العالم والجاهل ، والحق والباطل .
ومن أراد فهم هذا فليسمع قول أمير المؤمنين في الحديث الإمام أحمد بن حنبل : (( كانت أقضيتنا بأيدي أصحاب أبي حنيفة ما تنزع ، حتى جاء الشافعي فنزعناها منهم ))، وقوله : ((لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث )) .
وقد لامه بعض أصحابه في تتبع مجالس الشافعي ، وتركه لمجلس شيخه ابن عيينة ، فقال له : إنك إن فاتك حديث بإسناد عالي أدركته بإسناد نازل ، ولكن إن فاتك عقل هذا أخشى أن لا تدرك عقلاً كعقله .
وأنا لا أريد بهذا الكلام أن أتكلم عن مناقب الإمام الشافعي ، فهو واحد من مجهدي هذه الأمة رضوان الله عليهم أجمعين، وإنما أريد أن يفهم بعض من دقَّ عليه الفهم الفرقَ بين المحدث والعالم الفقيه .
لقد نادي إمام الحرمين الجويني– رحمه الله – تلميذه حجة الإسلام الغَزاليَّ في يوم من الأيام حينما كان في طلبه للعلم عند إمام الحرمين، ناداه بقوله: يا فقيه، فتمعَّر وجه الغزالي ، وبدا عليه عدم الرضا ، كأنه تقالّ هذه الكلمة عليه ، وأدرك أستاذه هذا وأراد أن يعرفه بالواقع أنه مازال دون هذا اللقب ، وأنه إنما خلعه عليه تفاؤلاً منه لطالبه ، لما كان يرى فيه من أمارات النجابة ، وعلامات النبوغ ، فأخذ بيده ، وقاده إلى غرفة كبيرة ، وأمره بفتح بابها ، وإذا بها مملوءة بآلاف المجلدات ، فقال له : ما قيل لي يا فقيه حتى حفظت هذا كله .
أما اليوم ، فقد تبدلت المعايير وتغيرت المفاهيم ، وصار الإنسان – كما ذكرت – يسمى محدث الديار، وربما زيد له في الألقاب، وهو من أسوأ الناس حفظاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،مع جهل مطبق بأبسط قواعد الاجتهاد والاستنباط .


[منقول]

* * *

بعض آداب المحدث
مقام التحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامٌ عظيم له حرمته وهيبته ، وذلك لما فيه من الخلافة والنيابة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ حديثه ، ولذلك ذكر أهل العلم آداباً خاصة بالمحدث وطالب الحديث ، وصنفوا في ذلك المصنفات ، ومن أجمع من ألف في ذلك على جهة الاستقلال الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الماتع " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ، وتطرق لها المصنفون بعده في مباحث علوم الحديث .
فمن تلك الآداب التي ينبغي للمحدث أن يراعيها الاعتناء بتصحيح النية وإخلاصها ، وتطهير القلب من أغراض الدنيا كحب الشهرة والرئاسة والمناصب ، بل يجب أن يكون أكبر همه نشر حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، والتبليغ عنه مبتغياً الأجر والثواب من الله عز وجل ، وقد كان كثير من المحدثين يمتنعون عن التحديث في بعض الأوقات لعدم استحضار النية والإخلاص ، يقول سفيان الثوري رحمه الله قلت لحبيب بن أبي ثابت : حدِّثْنا ، قال : حتى تجيء النية ، وكان حماد بن زيد رحمه الله يقول : " أستغفر الله إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء " .
ومن الآداب أن لا يجلس للتحديث إلا إذا تأهل ، واحتيج إلى علمه وما عنده ، سواء أكان في سن مبكرة أم متأخرة ، وضابط ذلك ما قاله الإمام ابن الصلاح : " أنه متى احتيج إلى ما عنده استحب له التصدي لروايته ونشره في أي سن كان " .
ومن الآداب كذلك أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه إما لكبر سن أو تقدم في العلم وهو من أخلاق العلماء ، وقد كان إبراهيم النخعي والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء توقيراً وإجلالاً للشعبي ، وإذا طُلب منه علمٌ يعلمه عند غيره ممن هو أعلى منه أو أرجح ، ينبغي أن يرشد الطالب إليه ، فالدين النصيحة .
ومن الآداب أن يوقر المجلس وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيستحب له إذا أراد حضور مجلس التحديث أن يتطهر ، ويتطيب ، ويستاك ويسرح لحيته ، ويتمكن من جلوسه بوقار وهيبة ، وقد كان الإمام مالك يفعل ذلك فقيل له ، فقال : " أحب أن أعظمَ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحدثَ إلا على طهارة متمكناً، وكان يكره أن يحدث في الطريق أو هو قائم ، وروي عن عدد من المحدثين أنهم كانوا يكرهون التحديث على غير طهارة .
وسئل سعيد ابن المسيب عن حديث وهو مضطجع في مرضه ، فجلس وحدث به ، فقيل له : وددت لك أنك لم تتعنَّ! فقال : كرهت أن أُحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجع .
ومن الآداب الإنصات والسكينة وخفض الصوت في مجلس الحديث ، وإذا رفع أحد صوته فينبغي للمحدث أن يزجره ، فقد كان الإمام مالك يفعل ذلك ويقول : قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض } (الحجرات 2) ، فمن رفع صوته عند حديثه فكأنما رفع صوته فوق صوته .
وينبغي للمحدث أن يقبل على الحاضرين ، وأن يتجنب الإغراب والإبهام ، فيفتتح مجلسه ويختمه بحمد الله تعالى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعاء يليق بالحال ، وذلك بعد قراءة قارىء حسن الصوت شيئاً من القرآن ، ويتأنى في قراءة الحديث ، فلا يسرده سرداً يمنع البعض من فهمه ، فقد كان الإمام مالك لا يستعجل ويقول: " أحب أن أتفهم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتقول عائشة رضي الله عنها كما في البخاري (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه ) ، وفي رواية ( لم يكن يسرد الحديث كسردكم ) .
ويحسن بالمحدث الثناء على شيخه حال الرواية بما هو أهله كما فعل جماعات من السلف ، ويخصه بالدعاء ، كقول عطاء :حدثني الحبر البحر يعني ابن عباس ، وقول مسروق : حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة ، يعني عائشة رضي الله عنها ، وقول شعبة : حدثني سيد الفقهاء أيوب ، وقول وكيع : حدثني سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث .
وينبغي للمحدث أن يمسك عن التحديث إذا خشي التخليط بهرم أو خرف أو عمى ، وذلك يختلف باختلاف الناس .
هذه بعض آداب المُحَدِّث ، وهي آداب يحتاج إليها كل من يتصدر مجالس العلم ، أو يتصدى للتدريس ، وهناك آداب تخص طالب الحديث والمستمع ، ومن يحضر مجالس العلم تأتي تباعاً في موضوع لاحق إن شاء الله تعالى .


[منقول ]

* * *

حد الحافظ والمحدث والمُسْنِدِ
( من كتاب تدريب الراوي للسيوطي )

الثانية : في حد الحافظ والمحدث والمسند .
أعلم أن أدنى درجات الثلاثة ، المسنِد بكسر النون ، وهو من يروي الحديث بإسناده ، سواء كان عنده علم به أو ليس له إلا مجرد رواية ، وأما المحدث فهو أرفع منه .
قال الرافعي وغيره : إذا أوصى للعلماء لم يدخل الذين يسمعون الحديث ، ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة والمتون ، لأن السماع المجرد ليس بعلم . وقال التاج بن يونس في « شرح التعجيز » : إذا أوصى للمحدث تناول من علم طرق إثبات الحديث وعدالة رجاله ، لأن من اقتصر على السماع فقط ليس بعالم . وكذا قال السبكي في « شرح المنهاج » .
وقال القاضي عبد الوهاب : ذكر عيسى بن أبان عن مالك أنه قال : لا يؤخذ العلم عن أربعة ؛ ويؤخذ عمن سواهم : لا يؤخذ عن مبتدع يدعو إلى بدعته ، ولا عن سفيه يعلن بالسفه ، ولا عمن يكذب في أحاديث الناس ، وإن كان يصدق في أحاديث النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ولا عمن لا يعرف هذا الشأن ، قال القاضي : فقوله ولا عمن لا يعرف هذا الشأن ، مراده إذا لم يكن ممن يعرف الرجال من الرواة ، ولا يعرف هل زِيد في الحديث شيء أو نقص ؟ . وقال الزركشي : أما الفقهاء فاسم المحدث عندهم لا يطلق إلا على من حفظ سند الحديث ، وعلم عدالة رجاله وجرحها ، دون المقتصر على السماع .
وأخرج ابن السمعاني في « تاريخه » بسنده عن أبي نصر حسين بن عبد الواحد الشيرازي قال : العالم الذي يعلم المتن والإِسناد جميعاً ، والفقيه الذي عرف المتن ولا يعرف الإِسناد ، والحافظ الذي يعرف الإِسناد ولا يعرف المتن ، والراوي الذي لا يعرف المتن ولا يعرف الإِسناد .
وقال الإِمام الحافظ أبو شامة : علوم الحديث الآن ثلاثة ، أشرفها حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها ، والثاني حفظ أسانيده ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها ، وهذا كان مهما وقد كفيه المشتغل بالعلم بما صنف فيه وألف فيه من الكتب ، فلا فائدة إلى تحصيل ما هو حاصل . والثالث جمعه وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيه ، والرحلة إلى البلدان ، والمشتغل بهذا مشتغل عما هو الأهم من العلوم النافعة ، فضلاً عن العمل به الذي هو المطلوب الأصلي ، إلا أنه لا بأس به لأهل البطالة لما فيه من بقاء سلسلة الإِسناد المتصلة بأشرف البشر .
قال : ومما يزهد في ذلك أن فيه يتشارك الكبير والصغير ، والفدم والفاهم ، والجاهل والعالم . وقد قال الأعمش : حديث يتداوله الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ . ولام إنسان أحمد في حضور مجلس الشافعي وتركه مجلس سفيان بن عيينة ، فقال له أحمد : اسكت فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول ولا يضرك ، وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده . اهـ .
قال شيخ الإِسلام : وفي بعض كلامه نظر ، لأن قوله : وهذا قد كفيه المشتغل بما صنف فيه قد أنكره العلامة أبو جعفر بن الزبير وغيره ، ويقال عليه : إن كان التصنيف في الفن يوجب الاتكال على ذلك وعدم الاشتغال به ، فالقول كذلك في الفن الأول ، فإن فقه الحديث وغريبه لا يحصى كم صنف فيه ، بل لو ادعى مدع أن التصانيف فيه أكثر من التصانيف في تمييز الرجال ، والصحيح من السقيم لما أبعد ، بل ذلك هو الواقع . فإن كان الاشتغال بالأول مهماً فالاشتغال بالثاني أهم ، لأنه المرقاة إلى الأول ، فمن أخل به خلط السقيم بالصحيح ، والمعدل بالمجرح ، وهو لا يشعر .
قال : فالحق أن كلا منهما في علم الحديث مهم ، ولا شك أن من جمعهما حاز القدح المعلى مع قصور فيه إن أخل بالثالث ، ومن أخل بهما فلاحظ له في اسم الحفاظ ، ومن أحرز الأول وأخل بالثاني كان بعيداً من اسم المحدث عرفاً ، ومن يحرز الثاني وأخل بالأول لم يبعد عنه اسم المحدث ، ولكن فيه نقص بالنسبة إلى الأول ، وبقي الكلام في الفن الثالث ، ولا شك أن من جمع ذلك من الأولين كان أوفر سهماً وأحظ قسماً ، ومن اقتصر عليه كان أخس حظاً وأبعد حفظاً ، ومن جمع الثلاث كان فقيهاً محدثاً كاملاً ، ومن انفرد باثنين منهما كان دونه ، ، إلا أن من اقتصر على الثاني والثالث فهو محدث صرف ، لاحظ له في اسم الفقيه ، كما أن من انفرد بالأول فلاحظ له في اسم المحدث ، ومن انفرد بالأول والثاني فهل يسمى محدثاً ؟ فيه بحث . اهـ .
وفي غضون كلامه ما يشعر باستواء المحدث والحافظ ، حيث قال : فلا حظ له في اسم الحافظ والكلام كله في المحدث ، وقد كان السلف يطلقون المحدث والحافظ بمعنى ، كما روى أبو سعد السمعاني بسنده إلى أبي زرعة الرازي : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يعد صاحب حديث .
وفي « الكامل » لابن عدي من جهة النفيلي ، قال : سمعت هشيماً يقول : من لم يحفظ الحديث فليس هو من أصحاب الحديث .
والحق أن الحافظ أخص ، وقال التاج السبكي في كتابه « معيد النعم » : من الناس فرقة ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر في « مشارق الأنوار » للصاغاني . فإن ترفعت إلى « مصابيح البغوي » ، وظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين ، وما ذلك إلا بجهلها بالحديث ، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب وضم إليهما ، من المتون مثليهما لم يكن محدثاً ، ولا يصير بذلك محدثاً حتى يلج الجمل في سم الخياط ، فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث على زعمها اشتغلت بـ « جامع الأصول » لابن الأثير ، فإن ضمت إليه « علوم الحديث » لابن الصلاح أو مختصره المسمى « بالتقريب والتيسير للنووي » ونحو ذلك ، وحينئذ ينادى من انتهى إلى هذا المقام : محدث المحدثين وبخاري العصر ، وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة ، فإن من ذكرناه لا يعد محدثاً بهذا القدر ،
وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال والعالي والنازل ، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون ، وسمع الكتب الستة ، و « مسند » أحمد بن حنبل ، و « سنن البيهقي » ، و « معجم الطبراني » ، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية . هذا أقل درجاته ، فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والمسانيد كان في أول درجات المحدثين ، ثم يزيد اللّه من يشاء ما يشاء .
وقال في موضع آخر منه : ومن أهل العلم طائفة طلبت الحديث وجعلت دأبها السماع على المشايخ ومعرفة العالي من المسموع والنازل . وهؤلاء هم المحدثون على الحقيقة ، إلا أن كثيراً منهم يجهد نفسه في تهجي الأسماء والمتون وكثرة السماع من غير فهم لما يقرءونه ، ولا تتعلق فكرته بأكثر من أني حصلت « جزء ابن عرفة » عن سبعين شيخاً ، و « جزء الأنصاري » عن كذا كذا شيخاً ، و « جزء البطاقة » ، و « نسخة أبي مسهر » ، وأنحاء ذلك ، وإنما كان السلف يستمعون فيقرءون فيرحلون فيفسرون ، ويحفظون فيعملون ، ورأيت من كلام شيخنا الذهبي في وصية لبعض المحدِّثين في هذه الطائفة : ما حظ واحد من هؤلاء إلا أن يسمع ليروي فقط ، فليعاقبن بنقيض قصده وليشهرنه اللّه بعد ستره مرات ، وليبقين مضغة في الألسن ، وعبرة بين المحدثين ثم ليطبعن اللّه على قلبه ؛ ثم قال : فهل يكون طالب من طلاب السنة يتهاون بالصلوات أو يتعانى تلك العادات ؟ . وأنحس منه محدث يكذب في حديثه ويختلق الفشار ، فإن ترقت همته المفتنة إلى الكذب في النقل والتزوير في الطباق فقد استراح ، وإن تعانى سرقة الأجزاء وكشط الأوقاف فهذا لص بسمت محدث ، فإن كمّل نفسه بتلوّط أو قيادة ، فقد تمت له الإِفادة ، وإن استعمل في العلوم فقد ازداد مهانة وخبطاً ، إلى أن قال : فهل في مثل هذا الضرب خير ؟ لا أكثر اللّه منهم . اهـ .
ولبعضهم :

إن الذي يروي ولكـنه يجهل ما يروي وما يكتب
كصخرة تنبع أمواهُـهـا تسقي الأراضي وهي لا تشرب
وقال بعض الظرفاء في الواحد من هذه الطائفة :

إن قـليل المعرفة والمخبرة يمشي ومعـه أوراق ومحــبرة
معه أجزاء يدور بها على شيخ وعجوز لا يعرف ما يجوز مما لا يجوز
***
ومحـدث قد صار غـاية علمه أجزاء يرويها عن الدمياطي
وفلانة تروي حديثاً عالياً وفـلان يروي ذاك عن أسباط
والفرق بين غريبهم وعزيزهم وأفصح عن الخيّاط والحنّاط
وأبو فـلان ما اسمه ومن الذي بين الأنام ملقب بسَناط
وعلوم ديـن اللّه نادت جهرة هذا زمان فيه طيّ بساطي
وقال الشيخ تَقِيُّ الدين السُّبكي : إنه سأل الحافظ جمال الدين المِزّي عن حد الحفظ الذي إذا انتهى إليه الرجل جاز أن يطلق عليه الحافظ ؟ قال : يرجع إلى أهل العرف : فقلت وأين أهل العرف ؟ قليل جداً ، قال : أقل ما يكون أن يكون الرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من الذين لا يعرفهم ، ليكون الحكم للغالب ، فقلت له هذا عزيز في هذا الزمان ، أدركت أنت أحداً كذلك ؟ فقال : ما رأينا مثل الشيخ شرف الدين الدمياطي ، ثم قال : وابن دقيق العيد كان له في هذا مشاركة جيدة ، ولكن أين السها من الثرى ، فقلت : كان يصل إلى هذا الحد ؟ قال ما هو إلا كان يشارك مشاركة جيدة في هذا ، أعني في الأسانيد ، وكان في المتون أكثر لأجل الفقه والأصول .
وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس : وأما المحدث في عصرنا فهو : من اشتغل بالحديث رواية ودراية ، وجمع رواة ، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره ، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه ؛ واشتهر فيه ضبطه ، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه ، وشيوخ شيوخه ، طبقة بعد طبقة ، بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله منها فهذا هو الحافظ . وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من قولهم : « كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث في الإملاء » ، فذلك بحسب أزمنتهم . انتهى . وسأل شيخ الإِسلام أبو الفضل بن حجر شيخه أبا الفضل العراقي فقال : ما يقول سيدي في الحد الذي إذا بلغه الطالب في هذا الزمان استحق أن يسمى حافظاً ؟ وهل يتسامح بنقص بعض الأوصاف التي ذكرها المزي وأبو الفتح في ذلك لنقص زمانه أم لا ؟ فأجاب : الاجتهاد في ذلك يختلف باختلاف غلبة الظن في وقت ببلوغ بعضهم للحفظ وغلبته في وقت آخر ، وباختلاف من يكون كثير المخالطة للذي يصفه بذلك . وكلام المزي فيه ضيق ، بحيث لم يسم ممن رآه بهذا الوصف إلا الدمياطي ، وأما كلام أبي الفتح فهو أسهل ، بأن ينشط بعد معرفة شيوخه إلى شيوخ شيوخه ، وما فوق ، ولا شك أن جماعة من الحفاظ المتقدمين كان شيوخهم التابعين أو أتباع التابعين ، وشيوخ شيوخهم الصحابة أو التابعين ، فكان الأمر في هذا الزمان أسهل باعتبار تأخر الزمان ، فإن اكتفى بكون الحافظ يعرف شيوخه وشيوخ شيوخه ، أو طبقة أخرى ، فهو سهل لمن جعل فنه ذلك دون غيره من حفظ المتون والأسانيد ، ومعرفة أنواع علوم الحديث كلها ومعرفة الصحيح من السقيم ، والمعمول به من غيره ، واختلاف العلماء واستنباط الأحكام فهو أمر ممكن بخلاف ما ذكر من جميع ما ذكر ، فإنه يحتاج إلى فراغ وطول عمر ، وانتفاء الموانع .
وقد روى عن الزهري أنه قال : « لا يولد الحافظ إلا في كل أربعين سنة » ، فإن صح كان المراد رتبة الكمال في الحفظ والإتقان ، وإن وجد في زمانه من يوصف بالحفظ . وكم من حافظ غيره أحفظ منه . انتهى .
ومن ألفاظ الناس في معنى الحفظ ، قال ابن مهدي : الحفظ الإِتقان ، وقال أبو زرعة : الإتقان أكثر من حفظ السرد ، وقال غيره : الحفظ المعرفة ، قال عبد المؤمن ابن خلف النسفي : سألت أبا علي صالح بن محمد قلت : يحيى بن معين هل يحفظ ؟ قال : لا ، إنما كان عنده معرفة ، قال : قلت : فعلي بن المديني كان يحفظ ؟ قال : نعم ويعرف .
ومما روي في قدر حفظ الحفاظ ، قال أحمد بن حنبل : انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث ، وقال أبو زرعة الرازي : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ، قيل له وما يدريك ؟ قال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب .
وقال يحيى بن معين : كتبت بيدي ألف ألف حديث .
وقال البخاري : أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، ومائتي ألف حديث غير صحيح .
وقال مسلم : صنفت هذا المسند الصحيح من ثلثمائة ألف حديث مسموعة . وقال أبو داود : كتبت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته كتاب « السنن » .
وقال الحاكم في « المدخل » : كان الواحد من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث ، سمعت أبا جعفر الرازي يقول : سمعت أبا عبد اللّه بن وارة يقول : كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور ، فقال رجل من أهل العراق : سمعت أحمد بن حنبل يقول : صح من الحديث سبعمائة ألف وكسر ، وهذا الفتى ، يعني أبا زرعة ، قد حفظ سبعمائة ألف ، قال البيهقي : أراد ما صح من الأحاديث ، وأقاويل الصحابة والتابعين .
وقال غيره : سئل أبو زرعة عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث ، هل يحنث ؟ قال : لا ، ثم قال : أحفظ مائة ألف حديث كما يحفظ الإِنسان سورة قل هو اللّه أحد ؛ وفي المذاكرة ثلثمائة ألف حديث ، وقال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ : كان أبو زرعة يحفظ سبعمائة ألف حديث ، وكان يحفظ مائة وأربعين ألفاً في التفسير والقرآن .
قال الحاكم : وسمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد يقول . أحفظ لأهل البيت ثلثمائة ألف حديث ، قال : وسمعت أبا بكر يقول : كتبت بأصابعي عن مطين مائة ألف حديث ، وسمعت أبا بكر المزني يقول : سمعت ابن خزيمة يقول : سمعت علي بن خَشرم يقول : كان إسحاق بن راهويه يملي سبعين ألف حديثٍ حفظاً .
وأسند ابن عدي عن ابن شُبْرُمة عن الشعبي قال : ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ، فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال : تعجب من هذا ؟ قلت نعم . قال ما كنت لأسمع شيئاً إلا حفظته ، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث ، أو قال أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي .
وأسند عن أبي داود الخفاف قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول : كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي ، وثلاثين ألفاً أسردها . وأسند الخطيب عن محمد بن يحيى بن خالد قال : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها ، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي ، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة .
وقال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : قال أبي لداود بن عمرو الضبي وأنا أسمع : كان يحدثكم إسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه ؟ قال نعم ، ما رأيت معه كتاباً قط ، قال له لقد كان حافظاً ؟ كم كان يحفظ ؟ قال شيئاً كثيراً ، قال أكان يحفظ عشرة آلاف ؟ قال عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف ، فقال أبي هذا كان مثل وكيع .
وقال يزيد بن هارون : أحفظ خمسة وعشرين ألف حديث بإسناده ولا فخر ، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث . وقال يعقوب الدورقي : كان عند هشيم عشرون ألف حديث . وقال الآجري : كان عبيد اللّه بن معاذ العنبري يحفظ عشرة آلاف حديث .

* * *
فهل المدخلي محدث حقا وهل تتوفر فيه شروط المحدث ؟ ، مع ما فيه من الدجل والكذب المعروف عنه ؟! بل هل يصح أن يطلق عليه إمام الجرح والتعديل كما توجه صغاره ؟! وقد بين علماؤنا هذا الدجل ؟!
وراجع هذا الرابط أسفله للمزيد من البيان

http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=13412&highlight=%C8%ED%C7%E4+%DF%D0%C8+%C5%E3%C7%E3+%C7% E1%CF%DF%CA%E6%D1

بن حمد الأثري
10-26-2008, 11:36 AM
** للرفع وبيان الكذب المدخلي الربيعي **

ابوبشار الاثري
10-26-2008, 01:19 PM
اللهم اني ابرى اليك من هذا اللهم اني ابرى اليك من هذا
من تكلم في ربيع قصم الله ضهره ان كان معاند وان كان جاهل يتعلم
لماذا ياايها الرويبضه لم تتكلمو عليه في حياه الائمه الاربه
ابن باز والعثيمين والالباني والوادعي لماذا
لكن اذا صفي لكم الجو لجاتو الى البذائه ووالله لهذا المنتدى اشد بذائه ودناءه

أبو عبدالعزيز السلفي
10-26-2008, 01:56 PM
يا أبو بشار الأثري

لا تكن أحمقاً

وافتح عينيك جيداً

ربيع يخالف علماء الأمة ( الفوزان والغديان وآل الشيخ وفالح وغيرهم) - حفظهم الله جميعاً وجعلهم شوكة في حلوق المبتدعة - في الإيمان

ثم تقول من تكلم في ربيع قصم الله ضهره

فهل هؤلاء معاندون؟

هل هؤلاء جهال؟

اتق الله في نفسك فسوف تحاسب على ما تقول

حسبنا الله ونعم الوكيل

بو زيد الأثري
10-26-2008, 04:33 PM
يا جويهل أبوبشار هذه حماقة منك ومن أمثالك
أما رهبانكم هذا المدخلي كان متخفيا تحت عباءة السلفية في ذاك الزمن وأما الآن ظهر بحقيقته الإخوانية وطعنه في أهل السنة ودفاعه عن عقيدة الارجاء ....
افتح عينيك يا غافل !!!!!!!

متبع السنة
10-26-2008, 06:02 PM
نسأل الله أن يهديك يا أبا بشار للحق فالمدخلي ليس بمعصوم خطئه مردود عليه ويجب أن يُحذر .والعلماء وفقهم الله ردوا على ربيع أخطاءه.

بن حمد الأثري
06-19-2011, 12:25 AM
للرفـــــــــــع

12d8c7a34f47c2e9d3==