عبد الغني الغرباوي
09-22-2008, 06:01 PM
( سلسلة الرد على الفرقة الربيعية ) [01]
تلون "ربيع المدخلي" في مسألة (جنس العمل) وحكم تاركه و أن العمل شرط كمال
وادعاءاته الأخيرة بأنه يقول: تارك جنس العمل كافر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد نُشرت مقالات وكُتبت كتب في نصرة عقيدة أهل السنة و الجماعة -أتباع السلف الصالح- والذب عنها ودفع شبهات كثيرة جلب بها ربيع بن هادي عمير المدخلي وأتباعه من مرجئة العصر كعلي بن حسن الحلبي و غيرهما في مسألة تارك أعمال الجوارح بالكلية المتعلقة بـأصل: ( الإيمان ) وأنه لا يكفر، مؤيدا بهذه الشبه مذاهب أهل الضلال من المرجئة ومن نحا نحوهم كالأشاعرة و بعض الصوفية، فعل هذه الأفاعيل في كتابه "نصيحة أخوية إلى الشيخ فالح الحربي" و "أسئلة و أجوبة على مشكلات فالح" و " كلمة حق حول جنس العمل" و مراجعته و تعليقه على كتاب " دلائل البرهان.." لمسوده "محمد آل شريف" الذي يقول فيه مسألة تكفير تارك أعمال الجوارح بالكلية مسألة خلافية وأنها مسألة اجتهادية بين أهل السنة!!!..ولعمري لقد هدَّ أركان هذا الكتاب وأصله وما بناه عليه صاحبه ؛ عضو هيئة كبار العلماء فضيلة شيخنا العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان - متع الله به ونفعنا بعلمه – كما في كلمته عند شرح كتاب (الموافقات) بتاريخ: 18-04-1927هـ فقال مجيبا على سؤال نصه: ((ظهر في هذه الأيام كتاب فـــي شبكة الإنترنت بعنوان { دلائل البرهان } ، يُقرّرُ فيه كاتبه أن تارك أعمال الجوارح مسألة خلافية بين أهل السنة فلا يجوز الإنكار والتبديع فما قولكم ؟)). فأجاب الشيخ – نفع الله بعلمه -: ((هذا فـــي الواقع هو قول المرجئة، فهذا قول المرجئة الذين يجعلون الأعمال مُـكمـّـلة وليست شرطا في صحة الإيمان؛ يعني يقولون: لو ءآمنا الإنسان بقلبه وماصلـي، ولا صام، ولا اعتمر، ولا حج، وفعل المحرمات فهذا مؤمن تماما ً، وهذا ما هو صحيح)).اهـ و غيرها من المقالات و الكتب السيئة في هذا الباب. هداهم الله للحق و اتباعه..
وفي الوقت نفسه أخفى المدخلي وأتباعه حجج وبراهين أهل السنة وإجماعهم على أن تارك (جنس العمل ) أعمال الجوارح بالكلية كافر، واحتج وشوش على أهل السنة هو وأتباعه بأحاديث صحيحة وأقوال لبعض أهل العلم من المتشابه، وشوشوا على الإجماعات التي ذكرها أهل العلم في المسألة حتى قال صاحب البرهان: إن مسألة ترك أعمال الجوارح بالكلية (جنس العمل) مسألة خلافية.
فماذا فعل ربيع المدخلي وأصحابه في مواجهة هذا المقال:
ذهبوا يقرون و يصادقون و يعلقون و يثنون عليه ويراجعون و بأن المسألة خلافية ولا يعقد عليها الولاء والبراء فلا تبديع فيها.
وذهبوا ينسبون إلى بعض كبار علماء السنة موافقتهم على هرائهم و أن ربيعا يوافق الشيخ صالح الفوزان في مسألة تارك أعمال الجوارح بالكلية ، بل تعدى إلى ذلك إلى الشيخ ابن باز و الشيخ حافظ الحكمي و الشيخ ابن عثيمين ، وارتكبوا الأفاعيل الشنيعة في حق هؤلاء:
منها: إخفاء كلام الشيخ صالح الفوزان لنصرة مذهب أهل السنة ودحض أباطيل أهل الأهواء و بدعة الإرجاء في كتب عديدة منها: ( أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان و الكفر) جمع الشيخ عبد اللطيف باشميل وقدم له الشيخ العلامة صالح الفوزان و الثاني كلام كالصاعقة في درس مسموع في التعليق على نونية ابن القيم حيث قال : " الظاهر أن للمرجئة مؤسسة سرية تشتغل"، وقال عمن يقول أن الأعمال شرط كمال في الإيمان الواجب أو المتسحب أنه قول الفرقة الخامسة للمرجئة الجديدة أو كما قال نفعنا الله بعلمه ، وذهبوا إلى كلام في غير موضعه يركضون بفتنة التشويش على ركنية عمل الجوارح في الإيمان، ومع أن كلام الشيخ يحمل في طياته ما يدحض تلبيسهم إلا أنهم تجرؤا على إيهام الناس أن الشيخ صالح الفوزان مع ربيع المدخلي وعلى مذهبه، كما علي حسن الحلبي في كذباته العراقية ويكفي الأخير مقولة شيخنا العلامة عبد الله الغديان فيه: (هو الذي يقود مذهب المرجئة في المملكة) ، وأقول : وشتان وشتان بين الرجلين والمذهبين. (ربيع الإرجاء و الفوزان ) ( حلبي الإرجاء و الغديان).
ومنها: إيهام الناس أن العلامة ابن باز يوافق ربيع المدخلي في عدم تكفيره بترك جنس العمل و أن أعمال الجوارح كلها شرط كمال في الإيمان الواجب معتمدين على كلام له يقصد به ترك آحاد و أفراد الأعمال لا جنسها بمعنى كلها، فاقتصروا على نقل هذا الكلام عن الشيخ ابن باز وأخفوا ما نقله الشيخ الدكتور عصام بن عبد الله السناني – حفظه الله تعالى – في كتابه الفذ في بابه (أقوال ذوي العرفان..) عن الشيخ ابن باز في عدة صحائف ضمنها تأصيل الحجج والبراهين على أن تارك جنس العمل كافر وأن جنس العمل لا بد منه عند جميع أهل السنة وأن من قال أعمل الجوارح شرط كمال في الإيمان الواجب فهو قول المرجئة ونقل عن الشيخ ابن باز وغيره من أهل العلم ما فيه الرد على شبهات أهل الإرجاء الذين يقولون إن تارك عمل الجوارح بالكلية لا يكفر وأعمال الجوار كلها شرط كمال في الإيمان.
ومنها: نقلهم لكلام ابن عثيمين حول المسألة الذي ضمنه ترك الخوض في ألفاظ آحاد العمل وجنس العمل ..الخ، لكنهم أوهموا الناس أن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله - يقول بأن الأعمال كلها شرط كمال في الإيمان.
وما لقي هذا التلاعب والتلبيس من ربيع المدخلي إلا التأييد والتباهي بالردود على الشيخ فالح الحربي ومن وافقه في الأصل الأصيل وهو ركنية عمل الجوارح وأن تارك جنس العمل يكفر وأن الأعمال الجوارح ركن وجزء من مسمى الإيمان.
ثم اضطر المدخلي ربيع وأصحابه إلى تغيير لباسهم متظاهرين بأن تارك أعمال الجوارح يكفر، وأن ربيع قرر هذا في دروس عديدة، و لا ندري في أي درس قرر ذلك ؟! هل في شرحه لكتاب ( الإيمان من صحيح البخاري ) و الذي ينضح بالسب والهجاء لأهل الحق مع تقرير عقيدة الإرجاء؟!! أم في دروس (فتح المجيد) و هي قديمة - قبل الذي سبق - تنضح بالخلط و الخبط في مسألة الإيمان و التكفير حتى استدرك عليه بعض الإخوان في تعريفه للإيمان ؟!!
وأنا أسأل ربيعا وأصحابه:
لماذا جلب ربيع المدخلي بتلك الشبه الغليظة التي تنصر أهل البدع من أهل الإرجاء؟!
ولماذا خذل أهل السنة بإخفاء حججهم وبراهينهم وأقوال علمائهم؟!
ونقول لو كان ربيعا المدخلي صادقاً فيما يدعيه الآن من أن تارك جنس العمل كافر وان الأعمال ليست شرط كمال في الإيمان لساق حجج وبراهين أهل السنة وإجماعهم على ذلك في كتاب يوضح فيه عقيدته في المسألة ويرد على خصوم أهل السنة من مرجئة و أشاعرة وغيرهم، كما جرى على ذلك أعلام السنة وكما هو مقتضى العقل والفطرة والعادات البشرية من أن من يؤمن بمذهب أو فكرة فإنما يكرس جهوده في حشد الأدلة التي تنصر مذهبه أو فكرته، ويكر على حجج الخصوم وشبههم بالرد والهدم.
لو كان ربيعا يؤمن حينذاك بأن تارك جنس العمل كافر وأن أعمال الجوارح ليست شرط كمال في الإيمان لحشد أدلة أهل السنة وحججهم لنصرة مذهبهم الحق ولدحض أباطيل أهل البدع من المرجئة وشبهاتهم، هذا ما يقتضيه العقل والفطرة والعادات البشرية.
وما أشبه حال المدخلي بحال الجاحظ حيث افتخر به وبمصنفاته عبدالله بن أحمد الكعبي(1) زعيم الكعبية من المعتزلة، فكشف أبو منصور البغدادي زيف هذه الدعاوى التي أُضْفِيت على الجاحظ ومصنفاته، فقال في كتابه الفرق بين الفرق (ص161-162) :
" وقد افتخر الكعبي بالجاحظ وزعم أنه من شيوخ المعتزلة وافتخر بتصانيفه الكثيرة وزعم أنه كناني من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
فيقال له إن كان كنانياً كما زعمت فلم صنفت(2) كتاب " مفاخر القحطانية على الكنانية وسائر العدنانية " ؟ وإن كان عربياً فلم صنف كتاب " فضل الموالي على العرب " ؟ (1) وقد ذكر في كتابه المسمى " مفاخر قحطان على عدنان " أشعاراً كثيرة من هجاء القحطانية للعدنانية ومن رضى بهجو آبائه كمن هجا أباه.
وقد أحسن جحظة في هجاء ابن بسام الذي هجا أباه فقال :
من كان يهجو أباه فهجوه قد كفـاه
لو أنه من أبيــه ما كان يهجو أباه.
وأما كتبه المزخرفة فأصناف : منها كتاب في حيل اللصوص وقد علَّم بها الفسقة وجوه السرقة(2).
ومنها كتابه في " غش الصناعات " وقد أفسد به على التجار سلعهم، ومنها كتابه في "النواميس " وهو ذريعة للمحتالين يجتلبون بها ودائع الناس وأموالهم
ومنها كتابه في " الفتيا" وهو مشحون بطعن أستاذه النظام على أعلام الصحابة.
إن عملك هذا –أي حشد الشبه على أن تارك جنس العمل لا يكفر وأن أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان - ليشبه عمل الجاحظ الذي يفاخر به الكعبي والذي يعلم الفساق طرق السرقات، والتجار طرق الغش والخداع، وأنت تعلم المرجئة و الصوفية و الأشاعرة وأشباههم كيف يقذفون بالشبه لأتباعهم من أهل الضلال فيزيدونهم ضلالاً وشكاً في عقيدة السلف الصالح ويزيدون حرباً لأهل السنة الذين يعظمون أعمال الجوارح كلها .
ولربيع المدخلي نظائر من هذه التلونات سأبين بعضها في مقالات مستقبلية إن شاء رب البرية، مثل : تلونه في قضية التقليد، وتراجعاته فيها ثم ينتهي به المطاف إلى الادعاء بأنه لا ينهى عنه وأن من انتقده في تخبطاته هو المخالف.
وكتلونه في موضوع ( الجرح و التعديل وعلاقته بالرواية ) وموضوع (تبديع سفر الحوالي) حيث ادعى أنهم إخوان ولا يبدعه ورد على ابن عمه (محمد المدخلي) بخلاف واقعه وما يسير عليه مع أتباعه.
فما أكثر تلونه وتقلباته وبأمثاله ينكب أهل السنة و السلفييون، ولقد – والله – نكبت به الدعوة السلفية ومزق أهلها في كل مكان بتأصيلاته الفاسدة وتلبيساته الماكرة وفتنته الهائجة خاصة في شمال إفريقيا و بعض بلاد أوروبا.
وإني أكرر تحذيري الجاد من سماع أشرطته وقراءة ما انتقد الشيخ فالح الحربي عليه وكذا الشيخ فوزي الحميدي وفق الله الجميع لسلوك مناهج الحق واتباع الهدى إن ربنا لسميع الدعاء.
أعد المقال
عبد الغني السلفي
في 19/رمضان/1429هـ
تلون "ربيع المدخلي" في مسألة (جنس العمل) وحكم تاركه و أن العمل شرط كمال
وادعاءاته الأخيرة بأنه يقول: تارك جنس العمل كافر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد نُشرت مقالات وكُتبت كتب في نصرة عقيدة أهل السنة و الجماعة -أتباع السلف الصالح- والذب عنها ودفع شبهات كثيرة جلب بها ربيع بن هادي عمير المدخلي وأتباعه من مرجئة العصر كعلي بن حسن الحلبي و غيرهما في مسألة تارك أعمال الجوارح بالكلية المتعلقة بـأصل: ( الإيمان ) وأنه لا يكفر، مؤيدا بهذه الشبه مذاهب أهل الضلال من المرجئة ومن نحا نحوهم كالأشاعرة و بعض الصوفية، فعل هذه الأفاعيل في كتابه "نصيحة أخوية إلى الشيخ فالح الحربي" و "أسئلة و أجوبة على مشكلات فالح" و " كلمة حق حول جنس العمل" و مراجعته و تعليقه على كتاب " دلائل البرهان.." لمسوده "محمد آل شريف" الذي يقول فيه مسألة تكفير تارك أعمال الجوارح بالكلية مسألة خلافية وأنها مسألة اجتهادية بين أهل السنة!!!..ولعمري لقد هدَّ أركان هذا الكتاب وأصله وما بناه عليه صاحبه ؛ عضو هيئة كبار العلماء فضيلة شيخنا العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان - متع الله به ونفعنا بعلمه – كما في كلمته عند شرح كتاب (الموافقات) بتاريخ: 18-04-1927هـ فقال مجيبا على سؤال نصه: ((ظهر في هذه الأيام كتاب فـــي شبكة الإنترنت بعنوان { دلائل البرهان } ، يُقرّرُ فيه كاتبه أن تارك أعمال الجوارح مسألة خلافية بين أهل السنة فلا يجوز الإنكار والتبديع فما قولكم ؟)). فأجاب الشيخ – نفع الله بعلمه -: ((هذا فـــي الواقع هو قول المرجئة، فهذا قول المرجئة الذين يجعلون الأعمال مُـكمـّـلة وليست شرطا في صحة الإيمان؛ يعني يقولون: لو ءآمنا الإنسان بقلبه وماصلـي، ولا صام، ولا اعتمر، ولا حج، وفعل المحرمات فهذا مؤمن تماما ً، وهذا ما هو صحيح)).اهـ و غيرها من المقالات و الكتب السيئة في هذا الباب. هداهم الله للحق و اتباعه..
وفي الوقت نفسه أخفى المدخلي وأتباعه حجج وبراهين أهل السنة وإجماعهم على أن تارك (جنس العمل ) أعمال الجوارح بالكلية كافر، واحتج وشوش على أهل السنة هو وأتباعه بأحاديث صحيحة وأقوال لبعض أهل العلم من المتشابه، وشوشوا على الإجماعات التي ذكرها أهل العلم في المسألة حتى قال صاحب البرهان: إن مسألة ترك أعمال الجوارح بالكلية (جنس العمل) مسألة خلافية.
فماذا فعل ربيع المدخلي وأصحابه في مواجهة هذا المقال:
ذهبوا يقرون و يصادقون و يعلقون و يثنون عليه ويراجعون و بأن المسألة خلافية ولا يعقد عليها الولاء والبراء فلا تبديع فيها.
وذهبوا ينسبون إلى بعض كبار علماء السنة موافقتهم على هرائهم و أن ربيعا يوافق الشيخ صالح الفوزان في مسألة تارك أعمال الجوارح بالكلية ، بل تعدى إلى ذلك إلى الشيخ ابن باز و الشيخ حافظ الحكمي و الشيخ ابن عثيمين ، وارتكبوا الأفاعيل الشنيعة في حق هؤلاء:
منها: إخفاء كلام الشيخ صالح الفوزان لنصرة مذهب أهل السنة ودحض أباطيل أهل الأهواء و بدعة الإرجاء في كتب عديدة منها: ( أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان و الكفر) جمع الشيخ عبد اللطيف باشميل وقدم له الشيخ العلامة صالح الفوزان و الثاني كلام كالصاعقة في درس مسموع في التعليق على نونية ابن القيم حيث قال : " الظاهر أن للمرجئة مؤسسة سرية تشتغل"، وقال عمن يقول أن الأعمال شرط كمال في الإيمان الواجب أو المتسحب أنه قول الفرقة الخامسة للمرجئة الجديدة أو كما قال نفعنا الله بعلمه ، وذهبوا إلى كلام في غير موضعه يركضون بفتنة التشويش على ركنية عمل الجوارح في الإيمان، ومع أن كلام الشيخ يحمل في طياته ما يدحض تلبيسهم إلا أنهم تجرؤا على إيهام الناس أن الشيخ صالح الفوزان مع ربيع المدخلي وعلى مذهبه، كما علي حسن الحلبي في كذباته العراقية ويكفي الأخير مقولة شيخنا العلامة عبد الله الغديان فيه: (هو الذي يقود مذهب المرجئة في المملكة) ، وأقول : وشتان وشتان بين الرجلين والمذهبين. (ربيع الإرجاء و الفوزان ) ( حلبي الإرجاء و الغديان).
ومنها: إيهام الناس أن العلامة ابن باز يوافق ربيع المدخلي في عدم تكفيره بترك جنس العمل و أن أعمال الجوارح كلها شرط كمال في الإيمان الواجب معتمدين على كلام له يقصد به ترك آحاد و أفراد الأعمال لا جنسها بمعنى كلها، فاقتصروا على نقل هذا الكلام عن الشيخ ابن باز وأخفوا ما نقله الشيخ الدكتور عصام بن عبد الله السناني – حفظه الله تعالى – في كتابه الفذ في بابه (أقوال ذوي العرفان..) عن الشيخ ابن باز في عدة صحائف ضمنها تأصيل الحجج والبراهين على أن تارك جنس العمل كافر وأن جنس العمل لا بد منه عند جميع أهل السنة وأن من قال أعمل الجوارح شرط كمال في الإيمان الواجب فهو قول المرجئة ونقل عن الشيخ ابن باز وغيره من أهل العلم ما فيه الرد على شبهات أهل الإرجاء الذين يقولون إن تارك عمل الجوارح بالكلية لا يكفر وأعمال الجوار كلها شرط كمال في الإيمان.
ومنها: نقلهم لكلام ابن عثيمين حول المسألة الذي ضمنه ترك الخوض في ألفاظ آحاد العمل وجنس العمل ..الخ، لكنهم أوهموا الناس أن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله - يقول بأن الأعمال كلها شرط كمال في الإيمان.
وما لقي هذا التلاعب والتلبيس من ربيع المدخلي إلا التأييد والتباهي بالردود على الشيخ فالح الحربي ومن وافقه في الأصل الأصيل وهو ركنية عمل الجوارح وأن تارك جنس العمل يكفر وأن الأعمال الجوارح ركن وجزء من مسمى الإيمان.
ثم اضطر المدخلي ربيع وأصحابه إلى تغيير لباسهم متظاهرين بأن تارك أعمال الجوارح يكفر، وأن ربيع قرر هذا في دروس عديدة، و لا ندري في أي درس قرر ذلك ؟! هل في شرحه لكتاب ( الإيمان من صحيح البخاري ) و الذي ينضح بالسب والهجاء لأهل الحق مع تقرير عقيدة الإرجاء؟!! أم في دروس (فتح المجيد) و هي قديمة - قبل الذي سبق - تنضح بالخلط و الخبط في مسألة الإيمان و التكفير حتى استدرك عليه بعض الإخوان في تعريفه للإيمان ؟!!
وأنا أسأل ربيعا وأصحابه:
لماذا جلب ربيع المدخلي بتلك الشبه الغليظة التي تنصر أهل البدع من أهل الإرجاء؟!
ولماذا خذل أهل السنة بإخفاء حججهم وبراهينهم وأقوال علمائهم؟!
ونقول لو كان ربيعا المدخلي صادقاً فيما يدعيه الآن من أن تارك جنس العمل كافر وان الأعمال ليست شرط كمال في الإيمان لساق حجج وبراهين أهل السنة وإجماعهم على ذلك في كتاب يوضح فيه عقيدته في المسألة ويرد على خصوم أهل السنة من مرجئة و أشاعرة وغيرهم، كما جرى على ذلك أعلام السنة وكما هو مقتضى العقل والفطرة والعادات البشرية من أن من يؤمن بمذهب أو فكرة فإنما يكرس جهوده في حشد الأدلة التي تنصر مذهبه أو فكرته، ويكر على حجج الخصوم وشبههم بالرد والهدم.
لو كان ربيعا يؤمن حينذاك بأن تارك جنس العمل كافر وأن أعمال الجوارح ليست شرط كمال في الإيمان لحشد أدلة أهل السنة وحججهم لنصرة مذهبهم الحق ولدحض أباطيل أهل البدع من المرجئة وشبهاتهم، هذا ما يقتضيه العقل والفطرة والعادات البشرية.
وما أشبه حال المدخلي بحال الجاحظ حيث افتخر به وبمصنفاته عبدالله بن أحمد الكعبي(1) زعيم الكعبية من المعتزلة، فكشف أبو منصور البغدادي زيف هذه الدعاوى التي أُضْفِيت على الجاحظ ومصنفاته، فقال في كتابه الفرق بين الفرق (ص161-162) :
" وقد افتخر الكعبي بالجاحظ وزعم أنه من شيوخ المعتزلة وافتخر بتصانيفه الكثيرة وزعم أنه كناني من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
فيقال له إن كان كنانياً كما زعمت فلم صنفت(2) كتاب " مفاخر القحطانية على الكنانية وسائر العدنانية " ؟ وإن كان عربياً فلم صنف كتاب " فضل الموالي على العرب " ؟ (1) وقد ذكر في كتابه المسمى " مفاخر قحطان على عدنان " أشعاراً كثيرة من هجاء القحطانية للعدنانية ومن رضى بهجو آبائه كمن هجا أباه.
وقد أحسن جحظة في هجاء ابن بسام الذي هجا أباه فقال :
من كان يهجو أباه فهجوه قد كفـاه
لو أنه من أبيــه ما كان يهجو أباه.
وأما كتبه المزخرفة فأصناف : منها كتاب في حيل اللصوص وقد علَّم بها الفسقة وجوه السرقة(2).
ومنها كتابه في " غش الصناعات " وقد أفسد به على التجار سلعهم، ومنها كتابه في "النواميس " وهو ذريعة للمحتالين يجتلبون بها ودائع الناس وأموالهم
ومنها كتابه في " الفتيا" وهو مشحون بطعن أستاذه النظام على أعلام الصحابة.
إن عملك هذا –أي حشد الشبه على أن تارك جنس العمل لا يكفر وأن أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان - ليشبه عمل الجاحظ الذي يفاخر به الكعبي والذي يعلم الفساق طرق السرقات، والتجار طرق الغش والخداع، وأنت تعلم المرجئة و الصوفية و الأشاعرة وأشباههم كيف يقذفون بالشبه لأتباعهم من أهل الضلال فيزيدونهم ضلالاً وشكاً في عقيدة السلف الصالح ويزيدون حرباً لأهل السنة الذين يعظمون أعمال الجوارح كلها .
ولربيع المدخلي نظائر من هذه التلونات سأبين بعضها في مقالات مستقبلية إن شاء رب البرية، مثل : تلونه في قضية التقليد، وتراجعاته فيها ثم ينتهي به المطاف إلى الادعاء بأنه لا ينهى عنه وأن من انتقده في تخبطاته هو المخالف.
وكتلونه في موضوع ( الجرح و التعديل وعلاقته بالرواية ) وموضوع (تبديع سفر الحوالي) حيث ادعى أنهم إخوان ولا يبدعه ورد على ابن عمه (محمد المدخلي) بخلاف واقعه وما يسير عليه مع أتباعه.
فما أكثر تلونه وتقلباته وبأمثاله ينكب أهل السنة و السلفييون، ولقد – والله – نكبت به الدعوة السلفية ومزق أهلها في كل مكان بتأصيلاته الفاسدة وتلبيساته الماكرة وفتنته الهائجة خاصة في شمال إفريقيا و بعض بلاد أوروبا.
وإني أكرر تحذيري الجاد من سماع أشرطته وقراءة ما انتقد الشيخ فالح الحربي عليه وكذا الشيخ فوزي الحميدي وفق الله الجميع لسلوك مناهج الحق واتباع الهدى إن ربنا لسميع الدعاء.
أعد المقال
عبد الغني السلفي
في 19/رمضان/1429هـ