المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحكام الاعتكاف من كتاب مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستنقع


كيف حالك ؟

البلوشي
09-19-2008, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

باب الاعتكاف
تعريفه : لزوم مسجد لطاعة الله عز وجل .

مسألة : لو اعتكف في مصلى أو بيت أو مدرسة فهل يصح؟

لا لأن الله جعل محل الاعتكاف المسجد، قال تعالى : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد

مسألة : هل ينافي روح الاعتكاف أن تعتكف في المسجد لطلب العلم؟
طلب العلم من طاعة الله، لكن الاعتكاف يكون في الطاعات الخاصة : كالصلاة والذكر... ولا بأس بحضور درس أو درسين في يوم أوليلة ولو كنت معتكفا؛ لأن هذا لا يؤثر على الاعتكاف، لكن إن دامت مجالس العلم، وصار المعتكف يطالع دروسه، ويحضر الجلسات التي تشغله عن العبادة الخاصة فهذا فيه نقص، أما القليل فلا بأس.

مسألة : الاعتكاف في المساجد الثلاثة أفضل؛ لأن الصلاة فيها أفضل.
مسألة : هل يجوز الاعتكاف في غير رمضان؟
بعض أهل العلم على أنه لا يصح لأننا نقول : الأحكام الشرعية تتلقى من فعل النبي، ولم يعتكف الرسول
في غير رمضان إلا قضاء، وكذلك ما علمنا أحداً من أصحابه اعتكفوا في غير رمضان إلا قضاء. ولما استفتاه عمر بأنه نذر أن يعتكف ليلةً أو يوماً وليلة في المسجد الحرام فقال :أوف بنذرك [متفق عليه]. لكنه لم يشرع ذلك لأمته شرعاً عاماً بحيث يقال للناس : اعتكفوا في رمضان وفي غيره فإنه سنة.
والذي يظهر للشيخ : أن من اعتكف في غير رمضان فإنه لا ينكر عليه لإذنه لعمر، ولو كان هذا النذر مكروهاً أو حراماً لما أذن له. لكن لا نطلب من الناس أن يعتكفوا في كل وقت، بل نقول : هدي النبي خير الهدي، ولو كان يعلم أن الاعتكاف في غير رمضان بل العشر الأواخر له مزية وأجر لبينه لأمته.
ثم إنه اعتكف العشر الأول، ثم العشر الأوسط، ثم لما قيل له إنها في الأواخر لم يعتكف في السنة التي تليها إلا في العشر الأواخر. لذا فمن اعتكف في غير رمضان فإنه لا يُبَدَّع ولا ننهاه عن ذلك، بل هو مستأنس بما ورد من إذنه لعمر.

مسألة : هل يصح الاعتكاف بلا صوم؟ قولان :
الأول : لا، لأنه لم يعتكف إلا بصوم إلا ما كان قضاء . الثاني : يصح لحديث عمر بن الخطاب. ولأنها عبادتان منفصلتان فلا يشترط للواحدة وجود الأخرى. وهو الراجح.
لكن يجب الجمع بينهما إذا نذرهما معاً (أي نذر الصوم مع الاعتكاف).

مسألة : لا بد أن يعتكف في مسجد تقام فيه الجماعة؛ لأنه إذا اعتكف في مسجد لا تقام فيه الجماعة : فإنه إما أن يترك الجماعة، وإما أن يكثر الخروج من المسجد، وهذا ينافي الاعتكاف. إلا إذا كان الاعتكاف بين الصلاتين فلا يشترط هذا.

مسألة : المرأة، ومن لا تجب عليه الجماعة : لا يشترط أن يكون اعتكافهم في مسجد تقام فيه الجماعة. واعتكاف المرأة مقيد بأن لا يكون اعتكافها فتنة.

مسألة : لا يصح اعتكاف المرأة في مصلى بيتها لأنه ليس بمسجد.

مسألة : من نذر أن يعتكف في مسجد من المساجد في أي بلد : لم يلزمه أن يعتكف فيه، وكذلك الصلاة إلا المساجد الثلاثة. إلا إذا كان ما عينه فيه مزية شرعية على غيره لأن النذر يجب الوفاء به، ولا يجوز العدول إلى ما دونه. فمثلاً : نذر أن يعتكف في جامع لا يجوز العدول عنه إلى غير جامع، لكن مثلاً لو نذر أن يعتكف في المسجد الحرام لم يجز له العدول عنه إلى مسجد المدينة لأنه أفضل. ومن نذر الاعتكاف في المسجد النبوي، جاز له الاعتكاف في المسجد الحرام، ولم يجز في الأقصى وهكذا.

مسألة : متى يدخل المعتكف، ومتى يخرج منه؟
يدخل المعتكف ليلته الأولى، ويخرج منه بعد غروب شمس آخر يوم. مثلاً : الاعتكاف في العشر الأواخر : يدخل بعد غروب شمس ليلة عشرين، ويخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم.

مسألة : لا يلزم تتابع الاعتكاف إلا إذا نذر معيناً ، مثال : قال : الأسبوع القادم علي نذر أن أعتكفه، لزم التتابع، أما إن قال : عشرة أيام مثلاً لم يلزم .
متى يجوز أن يخرج من معتكفه؟
إذا كان هناك حاجة ملحة لا بد منها ( الأكل، الشرب، قضاء الحاجة).
أما ما لا يجوز الخروج لأجله : كعيادة المريض، وشهود الجنازة، فلا يخرج إليها إلا إذا اشترط ذلك ابتداء، وهذا قياساً على قوله حجي واشترطي. [متفق عليه]
أما إن كان هذا المريض له حق عليه ويتوقع موته مثلاً، وتعتبر عدم زيارته له من قطيعة الرحم؛ صار هذا لابد منه.

مسألة : يفسد اعتكافه بوطئه لزوجته في فرجها : لقوله تعالى :ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد. أما إن وطئ في غير الفرج فلا يفسد إلا أن ينزل.

مسألة : لو اشترط عند دخوله المعتكف أن يجامع أهله فلا يصح؛ لأنه محلل لما حرم الله، وكل شرط أحل ما حرم الله فهو باطل.
ويستحب للمعتكف :
1- اشتغاله بالقرب لا بالعلم إلا شيئاً نادراً يفوته إن لم يبادر في هذا الوقت فيكون الاشتغال به أفضل من الاعتكاف حينئذ.
2- اجتناب ما لا يعنيه من قول وفعل ؛ لقوله
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. [الترمذي وابن ماجة والحديث صحيح بشواهده]

مسألة : هل يجوز أن يزور المعتكف أحد من أقاربه يتحدث إليه ساعة من زمان؟
نعم، لما ورد في البخاري ومسلم أن صفية بنت حيي زارت النبيفي معتكفه، وتحدثت إليه ساعة. ولما يحصل به من الألفة. وهذا من مقاصد الشرع.

منقول من كتاب مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستنقع للشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

12d8c7a34f47c2e9d3==