أبوعبدالله السلفي
09-10-2008, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد
أيها الإخوة بارك الله فيكم : بالأمس كتب " خير الدين " و يكتب " إياد أبو دورين " ، بالأمس كتب " خير الدين " وحذف وفيه دلالات جهل والله المستعان . أما اليوم فإن مقال " إياد أبو دورين " يحمل دلالات أخطر من الجهل ، فالجاهل يتعلم ويعرف ، أما المتعصب فماذا تكون حاله إن لم يدركه الله برحمته ؟
ولي - إن شاء الله - وقفات مع ما كتبه " إياد أبو دورين " ، وسأنقل ابتداء ما كتبه ثم سأعلق عليه :
بسـم الله الرحمـن الرحيـم
هذا العنوان الذي وجدته في المستنقع الآسن(1) ، ووضعوا رابطاً لسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ (2) ولكنه مبتور (3) ، وأنا أعتقد أن هناك ضرب علي الحدادية(4) فبتروا التسجيل .
فهل تستطيع الحدادية أن تنزل السؤال مع الجواب كاملاً بدون بتر لجواب سماحة الشيخ (5) ؟
أم أن الأوامر من فالح الحربي قد جاءت(6) ؟
إليكم رابط السؤال والجواب المبتور من هنا (7)
1- لن أرد على طعنه ، فسيتبين الحق إن شاء الله .
2- وهل هذا المستنقع الآسن هو الذي يحوي كلام سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وغيره من العلماء كالعلامة الفوزان والغديان . ؟
3- انظر إلى جزمه بأنه مبتور - ولا حول ولا قوة إلا بالله - ، وأنا أجزم بأنه لم يتوثق من بتره على أي حال ، وإنما يظن أن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ سيوافق أهواءه هو وشيخه ، فصار بدلا من أن يعرض كلام شيخه على من هم أعلم منه ويعرضه على الدليل من باب أولى ، صار يعرض كلام المشايخ على كلام شيخه ، فما وافق هواه هو وشيخه فهو الصحيح ، وأما غير ذلك فهو المبتور والمتلاعب به والله المستعان . وعلى أي حال " البينة على اليمين على من أنكر " فأنت من ادعيت البتر وأنت من تلزمك البينة لا نحن - هداك الله ووفقك للخير - .
4- أبشر فسترى الضرب على " الحدادية " زعمت .
5- وهذا ما سنفعل إن شاء الله ، ثم ماذا ستفعل أنت هل ستقر وترجع للحق ؟ أم تعاند . أسأل الله لك الهداية .
6- ستعرف جواب سؤالك ، على أي ليست هناك أوامر ولا شيء ولله الحمد ، ونحن لما سمعنا أقوال الشيخ فالح ، عرضناها على الأدلة وعلى أقوال العلماء ، لا كما فعلتم - ولله الحمد - ، فأين هي الأوامر .؟
7- في النهاية وقبل أن أنقل لك السؤال والجواب كاملا لتقر عينك ، سأخبرك بأمر عظيم ، هل تعلم أنكم وقعت في التقليد المذموم الذي يرمى به الشيخ فالح ظلما ويرمى به السلفيين ؟ ، وهل تعلم أنك أقررت بخطأك من حيث لا تعلم ؟ سأبين لك :
1- وقوعك في التقليد المذموم يدل عليه ، أنك جزمت ببتر كلام الشيخ ، بمجرد مخالفته لمن تقلده : الشيخ ربيع المدخلي ومن على شاكلته . فمال شيخك غفل عنك وعن تقليدك المذموم وجاء يرمي السلفيين به ؟
2- أنت جزمت بأن الكلام مبتور وهذا دليل على أنه لا يوافق ما تعتقده أنت وما تقلده هوى أو جهلا ، وإلا لو جاء موافقا لاعتقادك لما قلت أنه مبتور كما أسلفت .
وأخيرا فإن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، أفتى بهذه الفتوى في برنامج نور على الدرب يوم الثلاثاء تاريخ 10 - 8 - 1429 هـ : وهذا نصها كاملا ولا بتر فيه ولله الحمد :
"
سؤال من أبي عبدالرحمن من الرياض يقول فيه سماحة الشيخ كيف يرد على من استدل بحديث البطاقة وحديث لم يعمل خيرا قط على أن العمل ليس داخلا في مسمى الإيمان أو أنه شرط كمال للإيمان على أن جزاكم الله عنا خير الجزاء ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه أبدا دائما إلى يوم الدين وعلى آله وعلى صحابته أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
في أول هذه الحلقة قرأ هذا السؤال - سمعتموه - يستدل بعضهم يقول إن الأعمال ليست من مسمى الإيمان وليست الأعمال شرطا لصحة الإيمان فقد يصح الإيمان وإن لم يكن عمل وإن تنزلنا قلنا هي شرط كمال ..صفة كمال ونحو ذلك .
لماذا ؟ قالوا إن معنا حديثا واضحا " قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي يؤتى به يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر فيقال له أتنكر من هذا شيئا قال لا فيقال أظلمتك ملائكتي الكرام الكاتبون فيقول لا فيظن الرجل أنه هلك فيقال لا ظلم فتؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فوضعت البطاقة في كفة والسجلات في كفة قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يدخل مع اسم الله شيء "" وحديث الشفاعة يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان أو لم يعملوا خيرا قط "
فيقولون هذا دليل على أنه يمكن إيمان وإن لم يكن عمل، نقول : يا أخي هذه شبه واهية واستدلالات خاطئة لا حجة فيها ولا معول عليها ، أئمة السنة والجماعة أجمعوا على أن الإيمان .. على أن الأعمال والإيمان شيء واحد وأن الأعمال شرط لصحة الإيمان وأنه لا يمكن أن يصح إيمان بلا عمل فأي عمل خال من الإيمان فلا اعتبار له أي إيمان خال من العمل فلا اعتبار لذلك الإيمان لأن الله جل وعلا ما ذكر الإيمان إلا مقرونا بالعمل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات "الآية فما ذكر الله الإيمان وحده ، " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا " وقال الله : " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون "
فانظر يا أخي حكم عليهم بالتقوى والصدق بعد سياق تلك الأوصاف العظيمة، ثم اقرأ" قد أفلح المؤمنون " هل سكت؟ لا . جاء السياق ما توقف " الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " فيا أخي : صفات المؤمنين هكذا لم يذكر الله إيمانا مجردا من عمل أبدا كل لفظ إيمان في القرآن مقرون بالعمل لأنه لا انفكاك بين العمل والإيمان والذين يحبون أن يجردوا الإيمان من الأعمال ويزعمون أن الأعمال لا اعتبار لها مع الإيمان وأنها مزيد كمال فقط فهذا قول خاطئ ولا نقول شرط لصحة الإيمان (1) نقول الأعمال جزء من الإيمان والإيمان مركب من اعتقاد و عمل ونطق فهو جزء من الإيمان الإيمان مركب من الاعتقاد والنطق والعمل معا فلا إيمان بلا عمل ولا إيمان بلا نطق ولا إيمان بلا اعتقاد وأما حديث البطاقة وأمثاله ، فليس معناه أن هذه سجلات ليس فيها خير هو له ذنوب لكن مع ذنوبه هو يشهد أن لا إله إلا الله حقا أي شهادة صدق علم معناها وعمل بمقتضاها ولم يأتي بما يضادها وأيضا من اللازم لهذه الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله أن يكون الشاهد لها عاملا بمقتضاها أما حديث لم يعملوا خيرا قط فإن هذه المطلقة نحملها على المقيدة ولهذا في الحديث فإن – يعني إخبار ( أو هكذا ظننت ) - الله حرم على النار من قال لا إله خالصا من قلبه وفي رواية غير شاك ولا مرتاب فالنصوص المطلقة تحمل على النصوص المقيدة ولا يجوز لنا أن نأخذ طرفا وننسى الطرف الآخر ."
1- قال الشيخ عصام بن عبد الله السناني في كتابه النافع أقــوال ذوي العـــرفـــــان في أن أعمـال الجــوارح داخلة في مسمى الإيمــان ص17
.................
* قول محدث في مسألة الإيمان :
وفي عصرنا هذا مع الأسف وجد قول غريب محدث من قبل بعض أهـل السنة السلفيين ، خالفوا فيه أهل السنة في باب العمل ومنزلته من الإيمان ، فجمع قائلوه بين مذهب الجماعة ومذهب مرجئة الفقهاء ؛ حين نصوا على إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما هو قول الجماعة ، ثم تناقضوا بإخراجه ؛ حين أثبتوا إمكان وجود إيمان في القلب ولـو لم يظهـر أي عمـل على الجوارح ؛ [ لأنهم يقولون : العمل شرط صحة للإيمان ، وبعضهم يقول شرط كمال ] (4)
------------------------
(4) زيادة بقلم الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله"أ.هـ. ومراد الشيخ أن الشرط خارج عن ماهية الشيء والعمل جزء من الإيمان لا خارج عنه ، ومن أطلق من علمائنا أنه شرط صحة فمراده أنه لا يصح الإيمان إلا به كما وقع في بعض كلام سماحة الشيخ ابن باز تنزلاً مع السؤال حين قال مرة : إنه شرط صحة ، لكن قال مرة عند التحقيق :" لا ، هو جزء ، ما هو بشرط ، هو جزء من الإيمان" كما سيأتي في فتاواه.
وأخيرا هذا هو الملف الصوتي للبرنامج كاملا :
نور على الدرب ، سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53461)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد
أيها الإخوة بارك الله فيكم : بالأمس كتب " خير الدين " و يكتب " إياد أبو دورين " ، بالأمس كتب " خير الدين " وحذف وفيه دلالات جهل والله المستعان . أما اليوم فإن مقال " إياد أبو دورين " يحمل دلالات أخطر من الجهل ، فالجاهل يتعلم ويعرف ، أما المتعصب فماذا تكون حاله إن لم يدركه الله برحمته ؟
ولي - إن شاء الله - وقفات مع ما كتبه " إياد أبو دورين " ، وسأنقل ابتداء ما كتبه ثم سأعلق عليه :
بسـم الله الرحمـن الرحيـم
هذا العنوان الذي وجدته في المستنقع الآسن(1) ، ووضعوا رابطاً لسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ (2) ولكنه مبتور (3) ، وأنا أعتقد أن هناك ضرب علي الحدادية(4) فبتروا التسجيل .
فهل تستطيع الحدادية أن تنزل السؤال مع الجواب كاملاً بدون بتر لجواب سماحة الشيخ (5) ؟
أم أن الأوامر من فالح الحربي قد جاءت(6) ؟
إليكم رابط السؤال والجواب المبتور من هنا (7)
1- لن أرد على طعنه ، فسيتبين الحق إن شاء الله .
2- وهل هذا المستنقع الآسن هو الذي يحوي كلام سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وغيره من العلماء كالعلامة الفوزان والغديان . ؟
3- انظر إلى جزمه بأنه مبتور - ولا حول ولا قوة إلا بالله - ، وأنا أجزم بأنه لم يتوثق من بتره على أي حال ، وإنما يظن أن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ سيوافق أهواءه هو وشيخه ، فصار بدلا من أن يعرض كلام شيخه على من هم أعلم منه ويعرضه على الدليل من باب أولى ، صار يعرض كلام المشايخ على كلام شيخه ، فما وافق هواه هو وشيخه فهو الصحيح ، وأما غير ذلك فهو المبتور والمتلاعب به والله المستعان . وعلى أي حال " البينة على اليمين على من أنكر " فأنت من ادعيت البتر وأنت من تلزمك البينة لا نحن - هداك الله ووفقك للخير - .
4- أبشر فسترى الضرب على " الحدادية " زعمت .
5- وهذا ما سنفعل إن شاء الله ، ثم ماذا ستفعل أنت هل ستقر وترجع للحق ؟ أم تعاند . أسأل الله لك الهداية .
6- ستعرف جواب سؤالك ، على أي ليست هناك أوامر ولا شيء ولله الحمد ، ونحن لما سمعنا أقوال الشيخ فالح ، عرضناها على الأدلة وعلى أقوال العلماء ، لا كما فعلتم - ولله الحمد - ، فأين هي الأوامر .؟
7- في النهاية وقبل أن أنقل لك السؤال والجواب كاملا لتقر عينك ، سأخبرك بأمر عظيم ، هل تعلم أنكم وقعت في التقليد المذموم الذي يرمى به الشيخ فالح ظلما ويرمى به السلفيين ؟ ، وهل تعلم أنك أقررت بخطأك من حيث لا تعلم ؟ سأبين لك :
1- وقوعك في التقليد المذموم يدل عليه ، أنك جزمت ببتر كلام الشيخ ، بمجرد مخالفته لمن تقلده : الشيخ ربيع المدخلي ومن على شاكلته . فمال شيخك غفل عنك وعن تقليدك المذموم وجاء يرمي السلفيين به ؟
2- أنت جزمت بأن الكلام مبتور وهذا دليل على أنه لا يوافق ما تعتقده أنت وما تقلده هوى أو جهلا ، وإلا لو جاء موافقا لاعتقادك لما قلت أنه مبتور كما أسلفت .
وأخيرا فإن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، أفتى بهذه الفتوى في برنامج نور على الدرب يوم الثلاثاء تاريخ 10 - 8 - 1429 هـ : وهذا نصها كاملا ولا بتر فيه ولله الحمد :
"
سؤال من أبي عبدالرحمن من الرياض يقول فيه سماحة الشيخ كيف يرد على من استدل بحديث البطاقة وحديث لم يعمل خيرا قط على أن العمل ليس داخلا في مسمى الإيمان أو أنه شرط كمال للإيمان على أن جزاكم الله عنا خير الجزاء ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه أبدا دائما إلى يوم الدين وعلى آله وعلى صحابته أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
في أول هذه الحلقة قرأ هذا السؤال - سمعتموه - يستدل بعضهم يقول إن الأعمال ليست من مسمى الإيمان وليست الأعمال شرطا لصحة الإيمان فقد يصح الإيمان وإن لم يكن عمل وإن تنزلنا قلنا هي شرط كمال ..صفة كمال ونحو ذلك .
لماذا ؟ قالوا إن معنا حديثا واضحا " قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي يؤتى به يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر فيقال له أتنكر من هذا شيئا قال لا فيقال أظلمتك ملائكتي الكرام الكاتبون فيقول لا فيظن الرجل أنه هلك فيقال لا ظلم فتؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فوضعت البطاقة في كفة والسجلات في كفة قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يدخل مع اسم الله شيء "" وحديث الشفاعة يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان أو لم يعملوا خيرا قط "
فيقولون هذا دليل على أنه يمكن إيمان وإن لم يكن عمل، نقول : يا أخي هذه شبه واهية واستدلالات خاطئة لا حجة فيها ولا معول عليها ، أئمة السنة والجماعة أجمعوا على أن الإيمان .. على أن الأعمال والإيمان شيء واحد وأن الأعمال شرط لصحة الإيمان وأنه لا يمكن أن يصح إيمان بلا عمل فأي عمل خال من الإيمان فلا اعتبار له أي إيمان خال من العمل فلا اعتبار لذلك الإيمان لأن الله جل وعلا ما ذكر الإيمان إلا مقرونا بالعمل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات "الآية فما ذكر الله الإيمان وحده ، " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا " وقال الله : " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون "
فانظر يا أخي حكم عليهم بالتقوى والصدق بعد سياق تلك الأوصاف العظيمة، ثم اقرأ" قد أفلح المؤمنون " هل سكت؟ لا . جاء السياق ما توقف " الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " فيا أخي : صفات المؤمنين هكذا لم يذكر الله إيمانا مجردا من عمل أبدا كل لفظ إيمان في القرآن مقرون بالعمل لأنه لا انفكاك بين العمل والإيمان والذين يحبون أن يجردوا الإيمان من الأعمال ويزعمون أن الأعمال لا اعتبار لها مع الإيمان وأنها مزيد كمال فقط فهذا قول خاطئ ولا نقول شرط لصحة الإيمان (1) نقول الأعمال جزء من الإيمان والإيمان مركب من اعتقاد و عمل ونطق فهو جزء من الإيمان الإيمان مركب من الاعتقاد والنطق والعمل معا فلا إيمان بلا عمل ولا إيمان بلا نطق ولا إيمان بلا اعتقاد وأما حديث البطاقة وأمثاله ، فليس معناه أن هذه سجلات ليس فيها خير هو له ذنوب لكن مع ذنوبه هو يشهد أن لا إله إلا الله حقا أي شهادة صدق علم معناها وعمل بمقتضاها ولم يأتي بما يضادها وأيضا من اللازم لهذه الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله أن يكون الشاهد لها عاملا بمقتضاها أما حديث لم يعملوا خيرا قط فإن هذه المطلقة نحملها على المقيدة ولهذا في الحديث فإن – يعني إخبار ( أو هكذا ظننت ) - الله حرم على النار من قال لا إله خالصا من قلبه وفي رواية غير شاك ولا مرتاب فالنصوص المطلقة تحمل على النصوص المقيدة ولا يجوز لنا أن نأخذ طرفا وننسى الطرف الآخر ."
1- قال الشيخ عصام بن عبد الله السناني في كتابه النافع أقــوال ذوي العـــرفـــــان في أن أعمـال الجــوارح داخلة في مسمى الإيمــان ص17
.................
* قول محدث في مسألة الإيمان :
وفي عصرنا هذا مع الأسف وجد قول غريب محدث من قبل بعض أهـل السنة السلفيين ، خالفوا فيه أهل السنة في باب العمل ومنزلته من الإيمان ، فجمع قائلوه بين مذهب الجماعة ومذهب مرجئة الفقهاء ؛ حين نصوا على إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما هو قول الجماعة ، ثم تناقضوا بإخراجه ؛ حين أثبتوا إمكان وجود إيمان في القلب ولـو لم يظهـر أي عمـل على الجوارح ؛ [ لأنهم يقولون : العمل شرط صحة للإيمان ، وبعضهم يقول شرط كمال ] (4)
------------------------
(4) زيادة بقلم الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله"أ.هـ. ومراد الشيخ أن الشرط خارج عن ماهية الشيء والعمل جزء من الإيمان لا خارج عنه ، ومن أطلق من علمائنا أنه شرط صحة فمراده أنه لا يصح الإيمان إلا به كما وقع في بعض كلام سماحة الشيخ ابن باز تنزلاً مع السؤال حين قال مرة : إنه شرط صحة ، لكن قال مرة عند التحقيق :" لا ، هو جزء ، ما هو بشرط ، هو جزء من الإيمان" كما سيأتي في فتاواه.
وأخيرا هذا هو الملف الصوتي للبرنامج كاملا :
نور على الدرب ، سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53461)