المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان النكير على من وصف الليبيين والجزائريين بالحمير


كيف حالك ؟

أبو عاتكة الميمون
08-24-2008, 04:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
((الجزائريّون والليبيّون [حمير]!! إلا من رحم الله، مع السلامة)) اهـ
بهذا الكلام الفجّ المليء بالظلم والبغي والجرأة على حدود الله= أنهى متكلّم مرموق مكالمةً بالهاتف، تفوح من نبراتها نشوة النصر على الخصم، وإفحامِ العدوّ، أو هكذا فهمتُ أنا من طريقة كلامه.
ولكأني بك قد تسارع إلى وهْمك أن هذا المتكلّم غِرٌّ مُفْرَغٌ من كل مروءة وحياء وعقل ورزانة وفضيلة، أو أنه فاسق أطلق لسانه في أعراض المسلمين بالثلب والعيب؛ لا يرقب فيهم إِلاً ولا ذمّة!!
فاعلم أن وهْمك وهَم، فما المتكلّم بهذا إلا شيخ جليل موقّر (!)، طالما هتف الجزائريون والليبيون باسمه أنه الشيخ المبجّل، والعالم المفضَّل، والعلامة المقدَّم، بل نحله بعضهم لقبَ الإمام الأوحد، حُسنَ ظنٍّ، وغرارةً تليق بكرم المؤمن النقيِّ القلب، السليمِ الصدر.
إنه الشيخ ((عبيد الجابريّ )) الحربيّ (!) نسباً، المدنيّ إقامةً، السلفيّ منهجاً وإمامة!!1 ، المدرّس بالجامعة الإسلامية سابقاً –كما ارتضى هو أن يقال عنه-، والمقصود بالجامعة: المعهد الثانوي أو المتوسط فقط، فالشيخ يمنعه تواضعه من التدريس بكليات هذه الجامعة، أو في أقسام الدراسات العليا، وفي صبية المعهد بركة!!
إلى هنا قاد الشيخَ الجليل علمُه، وأدبه، وخوفه، وورعُه، فرمى أهل الجزائر وليبيا -على تعاقب عصورهم ودهورهم- بأنهم شرذمةٌ من الحُمُر العجماء التي لا تعقل؛ خلا طائفة أدركها الله بعنايته، فاستوى خَلْقُها، واستقامت أخلاقها، لتصيرَ طائفةً من البشر تُرضي الشيخ وتنال سروره.
ولمّا روجِع الشيخُ الجليل في هذا الذي قال= أكّد مقالته، ولم ينكل عن الإقرار بها، وبرّرها بأنه لم يأت ((لنا)) –كذا قال- بالمشاكل غيرُهم!!
نعم... والله حُقّ لك أيها الشيخ أن تقول ذلك، وأمثالَه وأضعافَه، فمَن هؤلاء الليبيون والجزائريون؟ أليسوا عالةً على علمك وتربيتك وجهادك ونصرتك؟، جاءوا (لكم) بالمشاكل؛ افتعلوها من عند أنفسهم، وتلقّفوها من آبائهم وأمهاتهم، وليست هي بضاعتكم رُدّت إليكم!!
لقد كان المتّصل بالشيخ رجلاً جزائرياً مُلئ من أخمص قدمه حتى مشاشه: جهلاً وقِحةً وسوءَ أدب، فلما أغضب الشيخ ببعض القول لم يذهب غيظ الشيخ إلا بأن رماه بهذه المقالة، مقابلةً للهجاء بالهجاء، ومعاملةً للظالم بـ(المثل)!!.
ولقد والله كاد قلبي يتفطّر لِما فاه به الشيخ المذكور، غافلاً عن مراقبة ربّه، معرضاً عنه، ناسياً إحاطته به وقربَه منه، وقدرتَه على أخذه، فلو أن هذا المتصل أساء إليه وأغضبه، أكان يسوغ له أن يرمي بهذا القول المستهجَن كلَّ أهل بلده في القديم والحديث؟
أما علم الشيخ أن في هؤلاء علماء أكابر لا يساوي علمُه مع علمهم شيئا؟، أغاب عنه أن فيهم عبّاداً وزهّاداً وصالحين؟ أما خطر بقلبه أن فيهم من لو أقسم على الله لأبرّه، ولو استنصره على من ظلمه لنصره؟
ثم... ها أنا أسلِّم بأن الجزائريين كلَّهم من أولهم إلى آخرهم حُمُرٌ تنهق 2؛ لا تردّ جواباً، ولا تعقل خطاباً، خلا طائفةٍ رضي عنها الشيخ، فماله وللّيبيين؟؟ ما الذي استخرج ذكرَهم من شفتيه؟ آلنصح للأمة، والشفقة عليها؟ أوليس الليبيون والجزائريون هم الذين أشاعوا ذكرك؟ ونوّهوا باسمك؟ فوالله لقد رأينا أهل بلدك لا يعرفونك إلا النادر جدّاً منهم، وأما الجزائريون واللييون فالصغير منهم والكبير يعرفك ويجلّك، قد غرّهم بك من صدّرك لهم، ونصبك مرجِعاً لهم، بعد ذهاب الأكابر، وبزوغ الفتن، واختلاط الأمور، فدانوا الله بحبك وولائك، ينزّلون عليك وعلى أمثالك قول الله تعالى: (فسئلوا أهل الذكر)، فعُرِفتَ بهم وذُكِرت، ولقد كنت –جزاك الله خيراً- عبداً شكوراً!!.
فإن قيل: لم يقصد الشيخ بكلامه العلماء والصالحين والزهاد والعبّاد...؟ وإنما أراد من انتسب منهم إلى السلفية، واعتزى إلى السنة –حسبُ-!!
قلت: فتلك والله الحالقة؛ حالقة الدين، فإن هؤلاء هم خير أهل تلك البلاد وبركتها، وهم –على ما فيهم من نقص- نورُها وبقيةُ الأمل فيها، ولكنهم عند الشيخ منبع المشاكل –على حدّ قوله-، فما كانت الدعوة السلفية تعرف المشاكل حتى خلق الله هذا الشعب الجزائري والليبي؛ فاختلقوا لها ما يفسدها، واستحدثوا لها ما يشوّه بهاء صورتها.
لا أيها الشيخ! الجزائريون والليبيون عرفوا السلفية قبل أن يعرفوك ويعرفوا من إذا ذُكِروا ذُكِرت، عرفوها على صفائها وحقيقتها، من مشايخ الزمان وأئمته الأكابر؛ الألباني على رأسهم، ثم ابن باز وابن عثيمين، ومقبل الوادعي، ومن احتذى حذوهم، رحمهم الله وغفر لهم وجزاهم عن نصحهم لأمة نبيهم خير الجزاء.
نعم، عرفوا السلفية من هؤلاء؛ نقيةً من كل بدعة، صافيةً من كل شائبة، عرفوا العقيدة والعمل، ومكارم الأخلاق والزهد والورع، وعاشوا على ذلك والدعوة إليه، حتى رحل أولائك الأكابر، وأفضَوا إلى ما قدّموا، وترقّب العقلاء الفتن بموتهم، فعندئذ ظهرت أياديكم البيضاء على الدعوة السلفية في كل مكان؛ أنت وأصحابك، فنُسي ذكر أولائك ونُحِلتم ألقابَهم، وادّعيتم مآثرهم، وتربعتم على عرش الخلافة الذي غصبتموه مـن بعدهم!!.
فهذا حال الأمة في عهدكم، احصدوا نتاج زرعكم، واجنوا ثمار غرسكم، لقد هدمتم ما بنوه، ونسختم ما أحكموه، وفرّقتم ما جمعوه، لأنكم تصدّرتم لما لم تحسنوا مسالكه، ولم تقفوا على حقيقته.
فما تغير الليبيون والجزائريون، ولا تغير ولاؤهم للسنة وأهلها، ولكن تغير الرؤوس المتبوعون، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
وإني لأحسب بعد هذا أنه يقوم ليناقشني حول مقالة هذا الشيخ ويتكلف لها المخارج= واحد من جنودكم، فيفضح نفسه بـ(إرواء غليل)3 يبقى عاراً على الدعوة وأهلها حتى يتبرؤوا منه، يزعم فيه صحة ما قاله شيخه وردّده، وأن الله جل ذكره قال (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)...إلخ، فلهذا وأمثاله أقول:
1- هبْني وقفت بين يدي شيخك هذا، فناديته: ((أيها الحمار إلا أن يرحمك الله...)) !، ما كنتَ وشيخَك فاعلَين؟
2- هب أن أحداً من أهل العلم والفضل في ذينك البلدين قام على الملأ فقال: ((السعوديون حمير إلا من رحم الله))، ما كنتَ أنت وشيخك وأصحابك فاعلِين؟!
3- ثم أين أجد لهذا الشيخ العفّ اللسان سلفاً في مثل هذا اللفظ الذي ضنّ به على أهل البدع، ورمى به خير أهل الملة في تلك البلاد؟!!
ولعلّ قائلاً آخر يقول –كما تعودنا أن نسمع-: ما أنت إلا حزبيٌّ متستّر، أو مبتدع تحادّ أولياء الله وتعادي العلماء....إلخ، فهذه هي حزبيتكم التي ربّيتم عليها أتباعكم، فمن دقّ لكم الطبول فهو السلفي الرّضا، ومن أنكر مخالفتكم لدين الله فهو حزبيّ مبتدع!!
الحمد لله الذي هدانا للحق، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فنحن سلفيون وإن رغمت أنوف، وحصرت صدور...
السلفية دين الله وقد عرّفَناه، ونسأل الله الثبات، ولو كان يجوز لي الأسى على ما فات لأسوت على أيام شغلتها بالدفاع عنك أيها الشيخ وعن أصحابك، وكم رُميتُ وأمثالي من البسطاء لأجلك بألقاب السوء، ولم أكن أدري أننا والبهائم العجماء سواء؟!! فلا أُراني أهلا للدخول في جملة من استثنيت، فإنما يستثنى من تحزب لكم، وهتف بأسمائكم!
وها أنا أدعوك أيها الشيخ إلى التوبة؛ شفقةً عليك، فالآجال تدنو، و"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين".
إلى ديّان يوم الدّين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم

كتبه: عبد الإله العربي (الليبي) السلفي، ليلة الاثنين 10/6/1428 هـ

--------------------------------
الهوامش:
1 - (دعوى إذا حققتها ألفيتها ألقاب زور لفقت بمحال)، وكما قيل: (ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد)
2- نستغفر الله ونعوذ به من الجهل.
3- قد كتب "أسامة عطايا" (إرواء الغليل في الذب عن إمام الجرح والتعديل الشيخ ربيع)، وهو فضيحة صلعاء، ملأها بما سيسأله الله عنه يوم القيامة، ولا أستبعد أن يكتب هو أو غيره –اليوم- إرواءً آخر في الذب عن الإمام الآخر، فما أكثر العطشى إلى مثل هذه التفاهات!

بن حمد الأثري
08-24-2008, 11:16 AM
مشكور وما قصرت أخي الكريم والرد في ملف ( بدف ) في المرفقات .

* * *
وللمزيد :
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=13622&highlight=%C3%ED%E4+%C3%E4%CA%E3+%E3%CF%C7%CE%E1%C 9

http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=13565&highlight=%C3%ED%E4+%C3%E4%CA%E3+%E3%CF%C7%CE%E1%C 9

أبوعلي الشمالي
08-25-2008, 08:49 PM
مقال رائع بمعنى الكلمة

بو زيد الأثري
08-25-2008, 11:31 PM
صدقت أخي الكريم إيش دخل الليبيين في الموضوع !!!!!!

هذا يدل بأن الجابري وأعوانه ومن على شاكلته بأنهم يرمون الكلام جزافا بدون تقيد بأدب الحوار وطول اللسان على القذف الناس بظلم ....

هكذا أصبح حالك يا عبيد الجابري ؟!!!
الله المستعان

12d8c7a34f47c2e9d3==