المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غـــــــــــض البــــــــــــــــــصر


كيف حالك ؟

ام الطيب
01-01-2004, 05:01 PM
غض البصر
من اغاثة اللهفان
من
مصايد الشيطان
للامام
أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية
قال تعالى (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)). فجعل الزكاة بعد غص البصر وحفظ الفرج.
ولهذا كان غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد, عظيمة الخطر جليلة القدر: إحداها :حلاوة الايمان ولذته والتى هي احلى واطيب والذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى . فإن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه , والنفس مولعة بحب النظر إلى الصور الجميلة, والعين رائد القلب .
فيبعت رائده لنظر ما هناك ,فإذا أخبره بحسن المظور إليه وجماله , تحرك اشتياقا إليه وكثيرا مايتعب ويتعب رسوله ورائده , كما قال:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ****لقلبــــــــــك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذى لا كلــــــــه قـــــادر ****عليه , ولا عن بعضه أنت صابر
فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والارادة, فمن أطلق لحظاته دامت حسراته. فإن النظر يولد المحبة . فتبدا علاقة يتعلق بها القلب بالمنظور إليه.ثم تقوى فتصير صبابة . ينصب إليه القلب بكليته. ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب كلزوم الغريم الذي لا يفارق غريمه . ثم يقوى فيصير عشقا . وهو الحب المفرط. ثم يقوى فيصير شغفا . وهو الحب الذي قد وصل إلى شغاف القلب ودخله. ثم يقوى فيصير تتيما .والتتتيم التعبد ومنه تيمه الحب إذا عبده . وتيم الله عبد الله .فيصير القلب عبدا لمن لا يصلح ان يكون هو عبدا له. وهذا كله جناية النظر. فحينئد يقع القلب في الاسر فيصير أسيرا بعد أن كان ملكا , ومسجونا بعد ان كان مطلقا يتظلم من الطرف ويشكوه . والطرف يقول: أنا رائدك ورسولك ,وانت بعثتني . وهذا إنما تبتلي به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له فإن القلب لابدله من التعلق بمحبوب .فمن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلا بد أن يتعبد قلبه لغيره . قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام :( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) فامراة العزيز لما كانت مشركة وقعت فيما وقعت فيه , مع كونها ذات زوج , ويوسف عليه السلام لما كان مخلصا لله تعالى نجا من ذلك مع كونه شابا عزبا غريبا مملوكا.
الفائدة التانية:- في غض البصر : نور القلب وصحة الفراسة . قال أبو شجاع الكرماني : (( من عمر ظاهره باتباع السنة , وباطنه بدوام المراقبة, وكف نفسه عن الشهوات , وغض بصره عن المحارم , واعتاد اكل الحلال لم تخطئ له فراسة)) وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به , ثم قال بعد ذلك (إن في ذلك لايات للمتوسمين) , وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة , وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم ( الله نور السموات والارض) .
وسر هذا أن الجزاء من جنس العمل . فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من جنسه ماهو خير منه , فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه , فراى به مالم يره من اطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى . وهذا امر يحسه الإنسان من نفسه فإن القلب كالمراة , والهوى كالصدا فيها . فاذا خلصت المراة من الصدا انطببعت فيها صور الحقائق كما هي عليه . وإذا صدئت لم تنطبع فيها صور المعلومات . فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون .
الفائدة الثالثة :- قوة القلب وثيابه وشجاعته , فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة , كما اعطاه بنوره سلطان الحجة , فيجمع له بين السلطانين , ويهرب الشيطان منه , كما في الاثر(( إن الذي يخالف هواه يفرق بين الشيطان وظله )) ولهذا يوجد في المتبع هواه من دل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه , فإنه سبحانه جهل العز لمن أطاعه والدل لمن عصاه. قال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) وقال (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم تاتعلون إن كنتم مومنين ) وقال تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أى من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله : بالكلم الطيب , والعمل الصالح . وقال بعض السلف ((الناس يطلبون العز بابواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله)) وقال الحسن ((وإن هملجت بهم البراذين , وطقطقت بهم البغال إن ذل المعصية لفي قلوبهم , أبى الله عز وجل إلا أن يدل من عصاه , وذلك أن من أطاع الله تعالى فقد والاه. ولايدل من والاه ربه , كما فى دعاء القنوت ((أنه لا يذل من واليت ولايعز من عاديت)) .

ريحان السلفية
01-01-2004, 05:08 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

الكاسر
01-01-2004, 06:09 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

رحــيق السلفية
01-01-2004, 11:21 PM
جزاك الله خيرا مصراته وبارك الله فيك

ام الطيب
01-02-2004, 02:20 PM
واياكم وفيكم الله بارك

أبو حمزة السلفي
01-03-2004, 02:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله اريد تصحيحا للاية الكريمة كتبها مصرانة بدون قصد
(ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم تاتعلون إن كنتم مومنين ) (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مومنين ) وبارك الله فيك على الموضوع

ذياب عبد المنعم
01-03-2004, 09:11 PM
جزاك الله خيرا وزوجك بكرا........................لكن اخطأت في كتابة الاية "ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون"راجعها وحياكم الله

12d8c7a34f47c2e9d3==