المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدفاع النفيس في الردّ على سلالة أهل التلبيس


كيف حالك ؟

أبو عبد القهار
07-08-2008, 12:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد اطلعت على كلام بعض المشاركين في هذا المنتدى، حول الإرجاء ورمي فضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس الجزائري حفظه الله به زورًا وبهتانًا، مما جعلني أوقن أن هؤلاء لا يعرفون الإرجاء وحقيقته، ومن جهة أخرى لو طابقنا بين أقوال أهل العلم التي أتوا بها وبين فتوى الشيخ فركوس حول "دخول الأعمال في مسمى الإيمان"، وما جاء في كتابه "مجالس تذكيرية على مسائل منهجية" لوجدنا أن لا اختلاف ولا تعارض بينها.

هذا، وإني وجدت في موقع فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله ردًا من طرف أحد أعضاء إدارة موقعه المبارك، بعنوان: "الدفاع النفيس في الردّ على سلالة أهل التلبيس"، وهذا نص الرد، آملا أن يقرأ بتمعن وبإنصاف ودون استعجال.

"الدفاع النفيس في الردّ على سلالة أهل التلبيس"
بقلم أبي معاذ عبد الله غول
عضو إداري في الموقع

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، وسلّم تسليما، أمّا بعد:

فقد اطّلعت على موضوع في شبكة الأثري على الانترنت، عنون له مسوِّد سطوره بـ: "اللجنة الدائمة تردّ على الشيخ محمد علي فركوس"، فوجدت كاتبه الذي لم يفصح عن شخصه -جُبْنًا- قد لبّس فيه، وصاحَبَ تلبيسَه سوءُ أدب مع أهل العلم الذين أمَرَنا الشرع الحنيف أن نوقِّرهم ونعرف لهم فضلهم وسابقتهم، حيث قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منّا من لم يوقِّرْ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقَّه".

وهذا الداء العُضال -لعمر الله- من دواهي هذا العصر الذي نطق فيه الأصاغر متطاولين على كبرائِهم وفضلائهم، ومحاولين إسقاطهم بزعزة الثقة بينهم وبين أمَّتِهم، وهيهات هيهات أن يستطيعوا...

كناطحٍ صخرةً يومًا ليُوهِنَها * فلَمْ يَضِرْها وأَوْهَى قرنَهُ الوَعِلُ.

وما أُرَى إلا أنّ هذا الُمتَسَتِّر وراء المواقع قد جنىَ على نفسه وأوبقها، فيصدق عليه حينئذ المثل العربي القديم: "على نفسها جنَتْ بَراقِشُ"، لأنه كالباحث عن حَتْفِه بظِلْفه، فالله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

أقول: قد قرأت ذالكم المقال وما فيه من تلبيس وسوء أدب مع والدنا وشيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى، لعلّي أظفر بشيء ذي بال يُؤْبَهُ له، وله ثقل في ميزان البحث لعلمي، فلم أعثرْ من ذلك على شيء، فرفعت قلم الدفاع بحق إن شاء الله تعالى -والله يدافع عن الذين آمنوا- لإِخْرَاصِ تلك الألسن الجائرة، وكسر تلك الأقلام الحائرة، لعلها تَرْعَوِي عن باطلها، وتستفيق من غفلتها، وسيكون هذا الدفاع بتوفيق الله تعالى في النقاط الآتية: -فاللَّهُمّ سدّد الرميّة، واهد المتستّر قبل المنيّة-:

أولا: إنّ القارئ لعنوان تلك المسوَّدة ليظنّ من أوّل وهلة أنّ اللجنة الدائمة -حفظها الله تعالى- قد أفردت شيخنا أبا عبد المعز -حفظه الله تعالى- بالردّ، وأن الكلام الموجود في فتواها منصبّ أصالةً عليه، والحقيقة أن الأمر على خلاف ذلك، وأن ذلك الظن ليس كما هنالك، بل إنّ هذا المتستّر قد أسْقَطَ -بفهمه السقيم- كلام اللجنة الدائمة على جواب لشيخنا في أحد مجالسه العلمية.

ثانيا: قال في مسوّدته: "...أوردها فركوس (المنكوس)"، هذا سوء أدب لا يليق بمن يكتب في المنتديات الإسلامية وينسب نفسه للأثر، بَلْهَ الأخلاق الإسلامية الفاضلة الّتي نَدَبَنَا الشرعُ إليها، ويشتدّ الأمر سُوءًا إذا كان في حقّ الفضلاء والعلماء، ولكن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، ومن أعياه طلب العلم، وتحقيق مسائله، ومكابدة الليالي للنظر في كتبه، واستثقل ثني الركب بين يدي أهله، لَمَزَهُمْ، ولقّبهم بما لا يليق، كشأن آبائه السالفين، الطاعنين في رؤوس أهل السنة.

وإنّي مذكرك بقول الله تعال: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]، فماذا تجيب وأنت بين يدي الله تعالى في عرصات يوم القيامة، وهو سائِلُكَ عن هذه الكلمة (المنكوس)، والتي حذرك منها في قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ [الهُمَزَة:1]، وفي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]، فتبْ إلى الله قبل أن تلقاه، أوَمَا قرأتَ قول ابن عساكر رحمه الله تعالى: "اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] [المجموع، للنووي:1/589]، أنسيتَ هذا الأثر أيّها الأثريّ -زُورًا -، أم تناسيته،

فإنْ لَمْ تكنْ تدري فتلك مصيبةٌ * وإنْ كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ..

إلىَ الديّانِ يومَ الحقِّ نَمْــضِي * وعند الله تجتمــع الخصــومُ.

ثالثا: قال المتستر-جُبْنا-: "...وشيخه (الناصح الصادق) ربيع بن هادي المدخلي..." وهذا أيضا من جنس ما قبله فيه احتقار وازدراء لأهل العلم ، وإجحاف لمنزلتهم، وسوء أدب في مخاطبتهم، فالشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى، من علماء الأمة الذين أثنى عليهم أساطين أهل العلم في هذا الزمان، أمثال الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان والشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله، وأسكنهم الفردوس الأعلى، وكفى بشهادة هؤلاء الأئمة الفضلاء شهادة، حقّا وعدلا، وراجع -غير مأمور- رسالة: "الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع" جمع خالد بن ضحوي الظفيري (الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة) ، فارْبأْ بنفسك، وكفَّ عظمة لسانك عن إذاية الفضلاء.

رابعا: قال مسوّد الأوراق: "... وهو من بين الذين عينهم ربيع بن هادي المدخلي (الناصح الصادق) علماء في الجزائر..."، أقول: هل يضيرك وصف الشيخ ربيع حفظه الله لشيخنا أبي عبد المعز حفظه الله بأنه "عالم" ؟، وهل تجد في نفسك حرجا من سماعها؟ وهي شهادة بحقّ إن شاء الله تعالى، فهذه دروسه وفتاواه، وكتبه ومقالاته، قد طار بها الركبان، وانتشرت في كل مكان،واستفاد منها القاصي والداني، والموافق والمخالف، ومن اطّلع عليها أقرّ له بالعلم والفضل، ولا سيما في تأصيل المسائل وتقعيدها، وربطها بكتاب الله ، وسنة رسوله، وقواعد الشرع، فلا يذكر مسألة إلا ويسندها إلى كتاب أو سنة أو قاعدة شرعية، ولا يزال ناشرا للعلم، مفيدا للطلبة،داعيا إلى الله بلسانه، وقلمه، وأخلاقه، وماله، في كل أوقاته، وليس الخُبْر كالخَبَر، فماذا قدّمت لهذا الدين أيها الأثري -زورا-، أأعياك طلب العلم، والسهر في تحقيق مسائله، حتى صرت لامزا لأهله، واقعا في أعراضهم من وراء مواقع الإنترنت، فارْجِعْ إلى رشدك، وتُبْ إلى ربّك.

خامسا: إن شيخنا أبا عبد المعز حفظه الله ذكر الكلام الذي نقله المتستر في معرض الدفاع عن الإمام الألباني رحمه الله عند اتِّهامه بفِرْية الإرجاء التي هو منها بَرَاء، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وعقيدة الألباني يعرفها طلاَّب العلم من كونها عقيدة سلفية فلماذا هذا التهويش؟!
سادسا: إن هذا المتستِّر مع جبنه وتلبيسه حرف النص، ولم يضبط جواب الشيخ، بل أسقط منه عبارة كاملة وهي: "عند أهل السنة والجماعة" وذلك عند قول الشيخ: "فإنه لا يساورنا شك أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة..." فلا ندري الدوافع من وراء هذا الإسقاط؟!!

سابعا: ليت مسوِّد تلك السطور الذي أتعب نفسه في سماع شريط الشيخ، ونقله للقرّاء، كان طالبا للعلم، واستفاد من الشريط الذي سمعه، ونقل الجواب كاملا للقراء ليستفيدوا منه، ولا سيما النصيحة التي جاءت في آخر الجواب وهي قول الشيخ: "... وأخيرا، فإنّ الواجب توقير العلماء، لكونهم ورثة الأنبياء، مع اقتران توقيرهم بالمحبّة الصادقة لأهل العلم، والعدل، والتقوى، والإخلاص، وتحسين الظنّ بهم، وإنزالهم المنازل الجديرة بهم، مع عدم اعتقاد العصمة فيهم، فإنّ ذلك إحدى علامات أهل السنة، وهي حبّهم لأئمة السنة وعلمائها، وأنصارها، وأوليائها، وأما علامة أهل البدع، فهي الوقيعة في أهل الأثر..."، وجواب الشيخ هذا مكتوب ومطبوع ضمن كتابه الموسوم بـ"مجالس تذكيرية على مسائل منهجية"، وهي من منشورات دار الإمام أحمد بمصر.


ثامنا: عقيدة شيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- في مسألة الإيمان لا تختلف عما تقول به اللجنة الدائمة الموقرة -حفظها الله- في المسألة المثارة من قبل، فقد جاء في فتواه -على موقعه- جواب صريح يحمل معتقده في مسألة العمل من مسمى الإيمان، فقد ورد عليه السؤال الآتي: ما هو القدر المجزئ من الإيمان الذي يستحق صاحبه دخول الجنة؟ أهو قول واعتقاد فقط؟ وإن كان قولا واعتقادا وعملا فما هو القدر المجزئ من العمل؟ وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وجزاكم الله خيرا.

فأجاب -حفظه الله-: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فبغض النظر عن حكم تكفير تارك الصلاة من عدم تكفيره، فإنّ جنس العمل عند أهل السنة والجماعة هو من حقيقة الإيمان وليس شرطا فقط، فالإيمان هو: قول ، وعمل، واعتقاد، لا يصح إلاّ بها مجتمعة، ولذلك كان الإمام الشافعي-رحمه الله- يرى عدم تكفير تارك الصلاة مع حكايته الإجماع أنّه لا يجزئ إيمان بلا عمل، والفرق مع الخوارج والمعتزلة الذين يقررون أنّ الإيمان: قول وعمل واعتقاد أنّ الإيمان -عندهم- يزول بزوال العمل مطلقا بخلاف أهل السنة ففيه من الأعمال ما يزول الإيمان بزواله سواء كان تركا -كترك الشهادتين وجنس العمل اتفاقا، أو ترك الصلاة على اختلاف بين أهل السنة أو كان فعلا كالذبح لغير الله والسجود للصنم...- والعمل في هذا القسم شرط في صحته، وفيه من العمل ما ينقص الإيمان بزواله ولا يزول كليا، أي: يبقى معه مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق مثل الذنوب دون الكفر، فالعمل في هذا القسم شرط في كماله.

وعليه، فخلو إيمان القلب الواجب من جميع أعمال الجوارح ممتنع وغير متصور، وضمن هذا التقرير يصرح ناشر مذهب السلف شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بقوله: "إنّ جنس الأعمال من لوازم الإيمان، وإنّ إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزءا من الإيمان"(۱).

والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمّـد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الجزائر في:09 ربيع الأول 1426ﻫ

الموافـق لـ: 18 أفـريـل 2005م


هذا نصّ فتوى شيخنا -حفظه الله تعالى-، وهي موافقة بحمد الله تعالى لما تقول به اللجنة الدائمة خلافا لما يدّعيه المتستِّر، فلماذا إذا، هذا التلبيس والتشويش، وما هي دوافعه؟ والجواب نتركه للقارئ اللبيب، ومن أراد معرفة عقيدة الشيخ ومنهجه، فليقرأ كتبه وفتاواه، وليستمع إلى أشرطته، وليتصفح موقعه على الإنترنت ، فسيجدها إن شاء الله عقيدة سلفية ومنهجا مبنيا على الوسطية والاعتدال فلله الحمد والمنة.

هذا، وأخيرا ننصح مسوّد تلك السطور، ومن على شاكلته من المرجفين الخائضين في الفتن وأخبار السوء، بأن يتوبوا إلى الله تعالى، وأن يكفُّوا غَرْبَ ألسِنَتِهِم، وضراوةَ أقلامهم عن أهل العلم والفضل، وأن يسلكوا طريق طلب العلم، ومجالسة أهله المتحقِّقين منه، فإن ذلك هو المنهج القويم، والهدي المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، ومن سلك غير مسلك العلماء العاملين أوقعه في مزالق الهالكين، تلك المنازل التي لا ينبغي لمسلم أن يرضى عنها، ولا يكون معينا عليها، ولا يروجها، قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: «إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِى الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا». وَقَالَ مَرَّةً «أَنْكَرَهَا». « كَمَنْ غَابَ عَنْهَا وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا»(٢).

والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمـد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

كتبه: أبو معاذ عبد الله غول

-كان الله له-


الجزائر في: 26 محرم 1427ﻫ

الموافـق لـ: 25 فبراير 2006م


--------------------------------------------------------------------------------
١- مجموع الفتاوى (7/616).
٢- أخرجه أبو داود (4347) في باب "الملاحم" من حديث العرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4345).

بن حمد الأثري
07-08-2008, 12:49 PM
??????????????

سيف المسلول
07-08-2008, 04:18 PM
سئل فركوس المرجئي :
سؤال : لقد تطاول بعض المشتغلين بالعلم على أهل العلم و تجاسروا بالذات على الشيخ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى – ووصفوه هو و تلاميذته بالإرجاء لمخالفته لهم في حكم تارك الصلاة و لتصريحه بأن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال عند أهل السنة فهل يجوز شرعا أن يوصف المخالف في هتين المسألتين من كلا الجانبين بالإرجاء افيدونا زادكم الله من فضله و سدد خطاكم ؟
الجواب : ....... المسألة الثانية التي تفضلتم بها و هي المتعلقة بشرطية الأعمال من المسائل التي و صف فيها ظلما و عدوانا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – بالإرجاء في شرطية الأعمال هل هي شرط صحة أو شرط كمال ؟ فإنه لا يساور لا شك ان الإيمان يتمثل في تصديق بالقلب و إقرار او النطق باللسان و عمل بالجوارح و الأركان و أهل السنة يختلفون مع المرجئة سواء جهمية المرجئة وهم الذين يعتقدون أن الإيمان هو المعرفة أو الكرامية وهم القائلون الإيمان قول باللسان دون القلب أو مرجئة الفقهاء وهم الذين يقصرون الإيمان على إعتقاد بالقلب و قول اللسان وهذه الأصناف الثلاثة للمرجئة أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان و أكيد أن هذا المذهب أو هذه الفرقة الضالة ليست على نهج السنة و اهلها في إدخال الأعمال في دائرة الإيمان و من هنا يظهر جليا أن الشيخ الحافظ محمد ناصر الدين الألباني و إن جعل العمل شرط كمال على الوجوب في الإيمان إلا أنه لم يخرج العمل عن مسمى الإيمان(1) بل متى ترك العمل فإن إيمانه ناقص ويأثم ويستحق العقاب والعذاب إلا أنه لا يخلد في النار الإيمان عنده يزيد و ينقص ولا ريب أن هذا مخالف تماما لقول المرجئة ( 2) من ناحية أنهم يعتقدون أن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مستكمل الإيمان و يرون أن تارك العمل كعامل و مقترف السيئات و الموبقات فجميعهم إيمانهم واحد على أصلهم بمعنى أن الإيمان على أصلهم أنه لا يزيد ولا ينقص ولا يخفى أن هذا المذهب لا يقول به الشيخ الألباني – رحمه الله – ولا غيره من أهل السنة أبدا ذلك بأن من قال أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية و أنه إعتقاد و قول وعمل فقد برئ من الإرجاء كله أو أوله و آخره كما قال نقل عن الإمام أحمد بن حنبل و البربهاري و غيرهم من أهل السنة ثم إن الشيخ الألباني – رحمه الله – لم ينفرد بهذا القول أي بأن الأعمال كمالية دون سائر أهل السنة أجمعين و إنما في مقالة أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه الإيمان و كذلك ما ورد عن الحافظ بن رجب في فتح الباري ما فيه إشارة إلى هذا القول ( 3 ) بل هو مقتضى مذهب كل من لم يكفر تارك الصلاة فمقتضى كلام القائلين بعدم تكفير تارك الصلاة يلزم منه ما يلزم قول الشيخ الألباني فيما ذهب إليه و على رأسهم أئمة كبار من أهل السنة و الجماعة و عليه يلزم إطلاق هذا الوصف عليهم جميعا و هذا باطل بلا ريب لذلك الواجب توقير العلماء....) .

[ نهاية الشريط الأول من سلسلة ( مسائل مهمة ضمن توجيهات سلفية ) ]
-----------------------------
1 ) - العلماء قد خطأوا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في قوله أن الأعمال شرط كمال أن هذا قول المرجئة و لم يخرجوه من دائرة أهل السنة و الجماعة .
وقوع الشيخ الألباني في الإرجاء حقيقة يا أهل سحاب ولو أكثرتم الصياح. (http://http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=12474&highlight=%C7%E1%C3%E1%C8%C7%E4%ED)
سماحة المفتي يخطأ الشيخ الألباني رحمه الله (http://http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=10429)
العلامة الشيخ عبد الله الغديان يخطأ الألباني رحمه الله (http://http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=10250)
العلاَّمةُ الفَوْزانَ (لا نقول الألباني مرجيء ، ولكن نقول أخطأ في هذه المسألة ) (http://http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=11646&highlight=%C7%E1%C3%E1%C8%C7%E4%ED)
2 ) - قال فركوس مهوس المرجئي [ بل متى ترك العمل فإن إيمانه ناقص ويأثم ويستحق العقاب والعذاب إلا أنه لا يخلد في النار الإيمان عنده يزيد و ينقص ولا ريب أن هذا مخالف تماما لقول المرجئة ] هذا دليل بأنه يرى عدم دخول الأعمال عن مسى الإيمان .
فما قولك يا أبو عبد القهار، أليس هذه عقيدة المرجئة ؟
3 ) - و هذا كذب على أهل السنة و الجماعة ، و قد رد هذه الفرية كبار العلماء أمثال سماحة المفتي و الشيخ عبد الله الغديان و الشيخ صالح فوزان و الشيخ فالح الحربي و الشيخ عبد العزيز الراجحي فجزاهم الله خيرا .

12d8c7a34f47c2e9d3==