المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيُّها المسلمون!


كيف حالك ؟

حامد الألباني
12-27-2003, 07:44 AM
يَسْخَرُ مِنَ الْجُرُوحِ مَنْ لاَ يَعْرِفُ الأَلَم
الْحَمْدُ لله ، وَالصّلاَةُ وَالسّلاَمُ عَلَى رَسُولِ الله .
أَمّا بَعْدُ :
فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ؛ وَمَا وَصَلُوا إلَيْهِ : مِنْ حَيَاةِ الذُّلِّ ، وَالْقَهْرِ، وَالاِضْطِهَادِ ، وَالاِنْكِسَار ؛ حَتَّى أَضْحَتِ الْمُجْتَمَعَاتُ الْمُسْلِمَةُ تَعِيشُ حَالَةً فَوْضَوِيَّةً عَارِمَة، وَنَفْسِيَّةً مُضْطَرِبَةً مُحَطَّمَة .
أَصْبَحُ الْفَرْدُ فِينَا مَهْزُوماً فِي دَاخِلِهِ ، يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ ، كَالْكُوزِ الْمُجَخِّي ؛ لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً ، وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً ؛ إلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوًى .

تَكَالَبَتْ عَلَيْنَا كُلُّ هُمُومِ الْحَيَاةِ ، وَأَثْقَلَتْ كَوَاهِلَنَا مُتَطَلَّبَاتُهَا ، وَمُغْرَيَاتُهَا ، وَاحْتِيَاجَتُها: مَا بَيْنَ رَغِيفِ الْخُبْزِ الأَسْوَد ، وَلُقْمَةِ الْعَيْشِ الْمَغْمُوسَةِ بِالدُّمُوعِ ، وَالْحَسَرَات ، وَالْوَيْلاَت .

وَمَا كُلُّ ذَلِكَ ؛ إلاَّ لأَنَّنَا اتَّخَذْنَا كِتَابَ اللهِ مَهْجُورَاً ، تَرَكْنَا الْحُكْمَ بِكِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَعَطَّلْنَا حُدُودَ اللهِ فِي الأَرْضِ ، وَاسْتَبْدَلْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسُنَّةِ مَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّة .

ضَلَلْنَا الطَّرِيقَ إلَى الله ؛ عِنْدَمَا عَلَّقْنَا الآمَالَ عَلَى أَبْنَاءِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ ، وَإخْوَانِ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِين - :{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقَاً} ؛ نَعَمْ ؛ فَوَاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُو ! مَا ازْدَدْنَا بِاللُّجُوءِ إلَيْهِمْ ؛ وَالاسْتِعَاذَةِ بِهِمْ : إلاَّ رَهَقَاً وَمَرَضَاً ، وَخَوْفَاً وَجُوعًا ، وَفَسَاداً وَضَيَاعاً .

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! إنْ أَرَدْتُمْ لِلإسْلاَمِ أَنْ تَنْصُرُوا ، وَلِلْعَدُوِّ أَنْ تَكْسِرُوا : فَاللهَ اللهَ ! فِي سِيرَةِ مَرَاحِلِ نَبِيِّكُمُ ؛ الْجِهَادِيَّة ؛ وَالْقِتَالِيَّة ، وَالْبُطُولِيَّة !!!

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! مَا قِيمَةُ أَنْ نَتَغَنَّى بِتَارِيخِ أَجْدَادِنَا وَنَحْنُ نَضْرِبُ الصَّفْحَ عَنْهُمْ ؟!!!
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! امْرَأَةٌ تَنْكَبُّ عَلَى وَجْهِهَا أَمَامَ الْجَمْعِيّاتِ الْخَيْرِيَّةِ الّتي تَأْتِيهَا الْمُسَاعَداتُ بِالْمَلاَيِين ؛ تَصْرُخُ : وَااااااا خُبْزَاه !!! وَااااا طِفْلاَه !!! وَااااااا جُوعَاه ، فَلاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَمْسَحَ عَنْهَا دَمْعَها ، وَأَنْ تَسْتَأْصِلَ شَأْفَةَ حُزْنِهَا !!!
بَيْنَمَا امْرأَةٌ تَصْرُخُ - كَمَا يُرْوَى - : وَامُعْتَصِماَااااه لأَنَّ كَلْبَاً رُومِيّاً اعْتَدَى عَلَى عِرْضِهَا فَيُجَهِّزُهَا الْمعتصِمُ بِجَيْشٍ جَرّار ؛ لِيُبِيدَ الْكُفّار ، وَيَدُوسَ الشَّنَار !!!

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! مَا قِيمَةُ أَنْ نَتَغَنَّى بالسَّلَفِ الصّالِحِ وَنَحْنُ لاَ نَسِيرُ وَفْقَ خُطَاهُمْ ، وَلاَ نَخْطُوا عَلَى ( ثَرَاهُمْ ) .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! نَحْنُ لَمْ نَعْبُدْ مُحَمّداً - عَلَيْهِ السّلاَمُ - حِينَ دَانَتْ لَهُ الْعَرَبُ وَالْعَجَمُ، وَلَمْ نَعْبُدْ أَبَا بَكْرً حِينَ يَجُوسُ خِلاَلَ الدِّيَار ؛ لَمّا مَنَعُوا الدِّرْهَمَ وَالدِّينَار ، وَلاَ عُمَرَ حِينَ فَتَحَ السِّوَار ، وَلاَ صَلاَحَ الدِّينِ حِينَ رَفَعَ الْمَنَار .
لَمْ يَعْظُمُوا فِي قُلُوبِنَا إلاَّ لَمَّا عَظُمُ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَلَمْ يَسْطُرُوا تَارِيخَ الْمَجْدِ إلاَّ حِينَ أَقُامُوا دَوْلَةَ الإسْلاَمِ فِي صُدُورِهِمْ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! أَعْظِمُوا اللهَ فِي نُفُوسِكُمْ ، وَلاَ تُعْظِمُوا طَواغِيتَ الأَرْض بِطُوْلٍ أَوْ بِعَرض ؛ وَتَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِ نَبِيِّكُمْ - قَوْلاً ،وَعَمَلاً ، وَاعْتِقَادَاً- تُنْصَرُوا .
{ وَمَا مُحَمّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِين}.
يَا مَعَشَرَ الْمُرْتَدِّين ! وَيَا شُيوخَ الْمُنَافِقِين !
كُنْتُمُ الْمَاضِي وَنَحْنُ الْحَاضِر ، وَسَتَبْقَوُا الْمَاضِي وَسَيَأْتِي الْحَاضِر !!
لاَ تَفْرَحُوا بِمَوْتِ نَبِيِّنَا ! فَرَايَةُ التَّوْحِيدِ لَنْ تَسْقُطْ !وَحَدُّ السَّيْفِ لَنْ يَبْرُد!
يَا يَهُوْدُ!!
جَنِّدُوْا كُلَّ الْحَقَارَة..
بَدِّلُوا لَوْنَ الْحَضَارَة ..
اسْرِقُوا تَنُّوْرَ خُبْزِي ..
وَاحْرِقُوا بِالنّارِ جِلْدِي ..
وَاقْتُلُوا بِالْحِقْدِ (دُرَّة ) :
لَنْ تَنَالُوا مِنِّي ذَرَّة
أَوْ رَجَاءً بَلْهَ عَبْرَة !
بَلْ (ستبقى) الأَقْصَى (حُرّه)
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ! مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمّداً ؛ فَإنَّ مُحَمّداً قَدْ مَات ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ ؛ فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوت !!!
رَحَلَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيْتُ فِي خَلَفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَب
وَكَتَبَ
حامدٌ الألبانيُّ الْمدخليُّ
- غَفَرَ اللهُ لَهُ -

12d8c7a34f47c2e9d3==