المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طعونات المداخلة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم - مهم-


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
05-10-2008, 10:50 PM
هذا تكملة للسلسلة البرهانية في الرد على المداخلة الحدادية



تخبطات المداخلة في جنس العمل - مهم -
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=12267&highlight=%C7%E1%E3%CF%C7%CE%E1%C9+%E3%E5%E3

طعونات المداخلة في اللجنة الدائمة - مهم -
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=12282&highlight=%C7%E1%E3%CF%C7%CE%E1%C9+%E3%E5%E3

مميـزات وأصول المداخلـة الحداديـة
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=12260



والآن مع موضوع مهم هو الآخر وهو :


طعونات المداخلة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم

سئل فضيلة الشيخ الناقد البصير فالح الحربي – حفظه الله – ما نصه :
سؤال : يمكن شيخنا أنكم تبيِّنُون لنَا الأسباب التي دفعتكم للتحذير من أولئك ؟ .
الجواب : نحن قلنا المنهج ! ، بيَّنتُ أنا لك !! ، يعني مسألة من المسائل التي ذكرتها تكفيك ، مثلا المسائل التي ذكرتها تكفيك :
الطعن في أهل السنَّة ، رميهم بأنهم حدادية ، وأنهم غُلاة ، وأنهم كذا .. هذه تكفيك ! ، فضلاً عن مُنَاصرة أهل الباطل ، مُناصرة أبي الحسن ، الدفاع عنهم ، إثبات سلفيته ، وأنه من أهل السنَّة والجماعة ، فضلا عن الأشياء التي عند أبي الحسن ، هي عندهم من الأصول والتقعيد وحتىَّ الطعن في الصحابة وحتى القدح في أهل السنَّة والجماعة ، والتأصيل على غير أصولهم ، هم على خطّ واحد ، كلهم على خطّ واحد .....الخ
[ شريط الرد على لفيف التمييع ]

مكانة الصحابة عند أهل السنة والجماعة

الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره وإتبع هداه

أما بعد,

أعلم وفقك الله بتوفيقه بأن الله اصطفى لنبيه خير الرجال في زمانهم وجعلهم أعواناً وأصحاباً, فكانوا نعم العون وخير الصحب رضوان الله عنهم جميعاً مّن آمن منهم قبل الفتح أو بعده وكلاَّ وعد الله الحسنى, قال تعالى { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ الله الْحُسْنَى وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.

يقول الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: وقد فسَّر {الحُسْنَى} في الآية بالجنَّة القرطبيُّ والشوكاني والشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفاسيرهم، وقد جاء في السُّنَّة تفسير {الحُسْنَى} في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} بأنَّها الجنَّة، وذلك من حديث صُهيب رضي الله عنه عند الإمام مسلم.أهـ

وقد أجمع أهل العلم على أن الصحابي هو من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه ولو نظره ومات على ذلك.
وقد حكى الإجماع ابن حجر رحمه الله في الإصابة قائلاً:
[وأصحُّ ماوقفتُ عليه من ذلك أنَّ الصحابيَّ مَن لقي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه مَن طالت مجالسته له أو قصُرت، ومن روى عنه أو لَم يروِ، ومن غزا معه أو لَم يغزُ، ومن رآه رُؤيةً ولو لَم يجالسْه، ومَن لَم يرَه لعارضٍ كالعمى, وهذا التعريفُ مَبنِيٌّ على الأصحِّ المختارِ عند المحقِّقين كالبخاري وشيخِه أحمدَ بن حنبل ومن تبعهما]. أهـ

وقد جاء عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله, ما نصه: [وكل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة ، أو رآه فهو من أصحابه ، له من الصحبة على قدر ما صحبه ، وكانت سابقته معه ، وسمع منه ، ونظر إليه نظرة]. أهـ

وقد روى اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن علي بن المديني رحمه الله قوله: [ ومَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه]. أهـ

وفي مجموع الفتاوى نحو هذا عن شيخ الإسلام ابن تيمية: [والصحبة اسم جنس تقع على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم قليلًا أو كثيرًا، لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك، فمن صحبه سنة أو شهرًا أو يوماً أو ساعة أو رآه مؤمنا، فله من الصحبة بقدر ذلك]. أهـ

ولتعلم رحمك الله بأنهم خير الناس وأعلمهم في هذه الأمة فقد أختارهم الله ليصحبوا خاتم النبيين ورسول العالمين ويستحيل أن يأتي ممن بعدهم بخير منهم ولو أتي بكل أنواع الخير, وهذا بأجماع أهل السنة والجماعة من سلفنا الصالح, وذلك بشهادة الشاهد على هذه الأمة نبينا صلى الله عليه وسلم,
أنه صح عنه قوله: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)), كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ (‏(‏يغزو فئام من الناس فيقولون‏:‏ هل فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏)‏‏, فيقولون‏:‏ نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقولون‏:‏ هل فيكم من صحب من صحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقولون‏:‏ هل فيكم من صحب من صحب من صحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم، فيفتح لهم)‏).

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الله نظر في قلب محمد فوجد قلبه خير قلوب العباد، فاصطفاه لرسالته، ثم نظر في قلوب الناس بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح. أهـ

وقد أكد هذه الخيرية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى بعدهم من التابعين وتابعي التابعين مصداقاً لقوله تعالى { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ },
فهذا أويس بن عامر التابعي الجليل بل قد رجح أهل العلم على أنه أفضل التابعين لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكره لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأوصاه به وبأن يطلب منه أن يستغفر له وهو عمر الفاروق رضي الله عنه, ومع ذلك فأهل العلم لم يقدموا أويس على أدناهم صحبة رضوان الله عنهم, وقد صنف السلف أويساً على أنه سيد العباد بعد الصحابة كما حكى ذلك الشاطبي في الأعتصام.

وجاء عن الشافعي في رسالتة البغدادية بعد أن بين مكانة الصحابة, قال رحمة الله:[وقد أدَّوْا إلينا سُنَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهَدُوه والوحْيُ ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاماً وخاصاً وعَزْماً وإرشاداً، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد ووَرَعٍ وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به].أهـ

وقال أبا عبد الله احمد ابن حنبل رحمه الله: [فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة ، أفضل لصحبتهم من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير]. أهـ

وهذا الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله:
قال في مقدَّمة رسالته:[وأنَّ خيرَ القرون القرنُ الذين رأوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، وأفضل الصحابة الخلفاءُ الراشدون المهديّون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكر أحدٌ من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ بأحسن ذكرٍ، والإمساك عمَّا شجر بينهم، وأنَّهم أحقُّ الناس أن يُلتمس لهم أحسن المخارج، ويُظنَّ بهم أحسنَ المذاهب]. أهـ

كذلك قال الإمام ابن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي رحمه الله:
قال في كتابه الجرح والتعديل: [فأمَّا أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحيَ والتنزيلَ، وعرفوا التفسيرَ والتأويلَ، وهم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ لصحبة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ونصرتِه وإقامةِ دينه وإظهارِ حقِّه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوةً، فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلَّغهم عن الله عزَّ وجلَّ، وما سنَّ وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدّب، ووعَوْه وأتقنوه، ففقهوا في الدين، وعلموا أمرَ الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاهدتهم منه تفسيرَ الكتاب وتأويله، وتلقّفهم منه واستنباطهم عنه، فشرَّفهم الله عزَّ وجلَّ بما مَنَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إيَّاهم موضع القدوة, فكانوا عدولَ الأمَّة وأئمَّةَ الهدى وحججَ الدِّين ونقلةَ الكتاب والسنة]. أهـ

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآخر آية في سورة الحجر قوله تعالى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }:فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله وأعرفهم بحقوقه وصفاته, وما يستحق من التعظيم, وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة.أهـ


ولابد أن تعرف أرشدك الله الى الحق, عِظم هؤلاء الرجال كما سماهم الله من فوق سبع سماوات بقوله سبحانه { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }, فهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وذبوا عنه كل أذى الى أن نصره الله وأمكنه من نشر دعوة التوحيد ورسالة الاسلام, ثم أكملوا المسير من بعده على خير وجه, فهم السابقون شهود هذه الرسالة وحملتها رضي الله عنهم وأرضاهم كما قال تعالى وكفى بالله قيلا { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلاَْوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } وقال عز من قائل { لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ أَعَدَّ الله لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}.يقول ربنا العليم الحكيم { رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } ويقول سبحانه { وَأُولَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }

فمن يستطيع الطعن فيهم بعد هذه الشهادة, ومن يذمهم بعد هذا المدح الرباني!!؟
ولكن للأسف تجد بعض المتعالمين اليوم يغفلون أو يتغافلون عن هذا القدر العظيم وهذا المنزلة الجليلة لهؤلاء العظام رضوان الله تعالى عنهم, فيقدحون في صحابة رسول الله تلميحاً لا تصريحاً بل وبعضهم تصريحاً ويحتج بأنهم ليسوا سواء وهم والله سواء في محبتنا لهم والإمساك عما شجر بينهم وذكرهم بالخير والترضي عليهم أذا ذُكروا, بل وفي أخذ العلم عنهم لان العدالة تقاس بهم فكلهم عدول وهذا بإجماع أهل العلم, ولم يخالف إلا شرذمه من أهل السوء.

قال ابن عبد البر في التمهيد: [ولا فرق بين أن يُسمِّي التابعُ الصاحبَ الذي حدَّثه أو لا يُسميه في وجوب العمل بحديثه؛ لأنَّ الصحابةَ كلَّهم عدولٌ مرضيُّون ثقاتٌ أثباتٌ، وهذا أمر مجتمعٌ عليه عند أهل العلم بالحديث]. أهـ

وقال القرطبي في تفسيره: [فالصحابة كلُّهم عدولٌ، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخِيرتُه من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنَّة والذي عليه الجماعة من أئمَّة هذه الأمَّة، وقد ذهبت شِرذمةٌ لا مبالاة بهم إلى أنَّ حالَ الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم!!]. أهـ

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: [واتَّفق أهلُ السنَّة على أنَّ الجميعَ عدولٌ، ولَم يخالف في ذلك إلاَّ شذوذ من المبتدعة]. أهـ

وقال أبو عمرو بن الصلاح في علوم الحديث: [ للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي أنَّه لا يُسأل عن عدالة أحدٍ منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه؛ لكونهم على الإطلاق
معدَّلين بنصوص الكتاب والسنة إجماع من يُعتدُّ به في الإجماع من الأمَّة, ثمَّ إنَّ الأمَّةَ مجمعةٌ على تعديلِ جميع الصحابة، ومَن لابس الفتنَ منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتدُّ بهم في الإجماع؛ إحساناً للظَّنِّ بهم، ونظراً إلى ما تمهّد لهم من المآثر، وكأنَّ الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماعَ على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، والله أعلم].أهـ

وقال النووي في شرحه على مسلم: [ولهذا اتَّفق أهلُ الحقِّ ومن يُعتدُّ به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم، رضي الله عنهم أجمعين].أهـ
ونقل الخطيب عن الحسين بن إدريس قال: [وسألتُه يعني محمد بن عبد الله بن عمار: إذا كان الحديثُ عن رجلٍ من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أيكون ذلك حجَّة؟ قال: نعم! وإن لَم يسمِّه؛ فإنَّ جميعَ أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كلّهم حجّة].أهـ

وقد ثبت عن جمع من أهل السنة حجية قول الصحابي أذا لم يخالفة صحابي أخر, ويقدمون قول الخلفاء الراشدين وعلماء الصحابة في حال الاختلاف ما لم يخالف النص من الكتاب أو السنة, لقوله صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)) وقوله عليه الصلاة والسلام: ((واهْتَدُوا بهَدْي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عَبْد)) وهو ابن مسعود رضي الله عنه, وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((عبدالله رجل صالح لولا أن يقوم من الليل)) فما ترك قيام الليل رضي الله عنه, وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام دعاءه لابن عباس رضي الله عنهما: ((اللهم علمه الحكمه وتأويل الكتاب)) فلذلك يقدم فهم ابن عباس في تفسير القرآن فهو ترجمان القرآن كما وصفه بذلك ابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.
فكيف لا يكون قولهم حجه وهم شهدوا المشاهد مع النبي عليه الصلاة والسلام وسمعوا القرآن غضاً طرياً بصوت رسول الله عليه الصلاة والسلام, بل هم العرب الاقحاح أهل اللغه الأصليين الذين نزل القرآن بلغتهم المتداوله ذلك الوقت, وقد ظهرت فئة من أهل الضلال هذه الأيام يقولون بل ويدعون الى مراجعة جميع أقوال الصحابة ولم يستثنوا أحداً منهم ساء ما يقولون!!

يقول الشافعي في رسالتة البغدادية: [فآراؤهم لنا أحمد، وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا، ومَنْ أدركنا ـ من التابعين أو تابعيهم ـ ممن يرضى أو حكى لنا عنه ببلدنا صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا، أو قول بعضِهم إن تفرقوا، وهكذا نقول، ولم نخرج عن أقاويلهم، وإن قال أحدهم ولم يخالفه غيره أخدنا بقوله].أهـ

قال البر بهاري رحمه الله في شرح السنة:
[فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل].أهـ

وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يؤكد هذا القول في مجموع الفتاوى بقوله: [فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته, كان تلقيه عنهم أعظم، وما يحسن فيه هو من الفضائل الدينية، المأخوذة عن الأنبياء؛ ولهذا كان من يخالف ذلك هو من المبتدعة.]أهـ
ويقول رحمه الله في موضع أخر من الفتاوى:
[فمن جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء أو طريق أحد من العباد والنُسَّاك أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ، ضال مبتدع].أهـ

ويقول ابن القيم رحمه الله واصفاً الصحابة الكرام:
[فهم بَرْكُ الإسلام وَعِصَابة الإيمان، وعَسْكر القرآن، وجند الرحمن، أولئك أصحابه صلى الله عليه وسلم، ألْيَنُ الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأحسنها بياناً، وأصدقها إيماناً، وأعمها نصيحةً، وأقربها إلى الله وسيلة]. أهـ
ويقول رحمه الله أيضاً:
[فإنهم إنما استحقوا منصب الإمامة والاقتداء بهم بكونهم هم السابقين، وهذه صفة موجودة في كل واحد منهم، فوجب أن يكون كل منهم إماماً للمتقين كما استوجب الرضوان والجنة, فمستندهم في معرفة مُرَاد الرب تعالى من كلامه ما يشاهدونه من فعل رسوله وهديه الذي هو يفصل القرآن ويُفَسره، فكيف يكون أحد من الأمة بعدهم أوْلى بالصواب منهم في شيء من الأشياء؟ هذا عين المحال, فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو مَنْ قلدناه أسْعَدَ بالصواب منهم في مسألة من المسائل؟ ومَنْ حَدَّث نفسه بهذا فليعزلها من الدين والعمل، والله المستعان]. أهـ

فهذا رداً جامعاً بليغ من الفهامة ابن القيم رحمه الله على كل من يدّعي بأنه لا يحتج بقولهم ولا يعتبر فهمهم خير من فهم غيرهم, أو من يقول نحن رجال وهم رجال فشتان بينهم رضوان الله وتعالى عنهم وبين باقي الرجال.

فاستمسك رعاك الله بقول أسلافنا الصالحين في هذا الأصل ألا وهو مكانة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأنهم بلغوا ما سمعوا على أكمل وجه, فواجبنا تجاههم الإقتداء بهم والترضي عليهم والأحتجاج بفهمهم والسير على سبيلهم الذي هو سبيل المؤمنين المذكور في القرآن العظيم.

وخير ما أختم به في بيان هذا الأصل قول شيخ الإسلام وعلامة الزمان ابن تيمية الحراني ففي قوله في هذا الأصل عصمة من كل زله, يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى عن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وواجبنا نحوهم:
[ومن أصول أهل السنة والجماعة‏,‏ سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏,‏
وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏(‏لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهالا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه‏)‏‏.‏
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع، من فضائلهم ومراتبهم، فيفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر ـ وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ـ‏:‏ ‏(‏اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏)‏، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة‏.‏
ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، كالعشرة، وكثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة‏.‏
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وعن غيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي رضي الله عنهم, كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة, وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله‏.‏
ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غَدِير خُمّ‏:‏ ‏(‏أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي‏)‏، وقال ـ أيضًا ـ للعباس عمه ـ وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ـ فقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي‏)‏، وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم‏)‏‏.‏
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية‏.‏
والصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‏)‏‏.‏
ويتبرؤون من طريقة الروافض، الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب، الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل،
ويمسكون عما شجر بين الصحابة.ويقولون‏:‏ إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون‏]. أهـ

وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة ومن تبع هداه وأقتفى أثره وسلم تسليماً كثيراً
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

[ منقول ]



-يتبع-

بن حمد الأثري
05-10-2008, 11:01 PM
عبد المالك رمضاني الجزائري

قال الأخ ( سيف الإسلام ) وهو يخاطب عبد المحسن العباد في رده القوي :
( وإذا كان صاحب"خرافة حركي" يطالب بحفظ أعراض أهل السنة، فإننا نطالبه بحفظ أعراض صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال في شريط " وصية النبي - صلى الله عليه وسلم- حديث العرباض بن سارية ": ومع ذلك ثبته الله (يعني: أبا بكر) وصار الصحابة رضي الله عنهم بعد أن كانوا كالنعاج !!صاروا كالأسود بخطبة أبي بكر عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم " ).

[ كتاب : العُدَّة في الجَمعِ بَيْنَ الرِّفِقِ والشَّدَّةِ ]

ومن هنا صوت الجزائري : http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=277

-يتبع-

بن حمد الأثري
05-10-2008, 11:20 PM
ربيع المدخلي منظر المرجئة الجدد والقائد الأعلى للحدادية

قال المدخلي في مناقشة دارت بينه وبين بعض طلبة العلم في الإمارات في بيته بمكة بتاريخ 25 جمادى الآخر 1426هـ في مسألة وقوعه في الإرجاء فغضب وقال: (( الله مرجئ ؟!، والرسول مرجئ ؟!، والصحابة مرجئة ؟!!!!)).اهـ

وقال أيضاً وهو يذم الاشتغال بالسياسة : ( والله كان صحابة فقهاء ، في أمور السياسة ما ينجحون ، ما يستطيعون في الإذاعة ، والإشاعة ، يقعون في فتنة ، قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة ، فتنة ، ليش ؟! ما هم مثل أبي بكر ، مثل عمر ، مثل علي هولاء وقعوا ! ) .(1) اهـ
فهل هذا الكلام يليق أن يطلقه على الصحابة الكرام بأنهم ( ما ينجحون في السياسة ... ولا يستنبطون في الإذاعة ... ويقعون في فتنة ... قضية الإفك طاح فيها كثير(2) من الصحابة فتنة ... ) .
وهو يعلم عن أكثر زلاته هذه ولم يرجع ولم يتب عنها إلى الآن !!!.
طعنه في عبدالله بن عمر ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود ، وغيرهم من الصحابة –رضي الله عنهم- أجمعين ، بأنهم لا يصلحون للسياسة وغير ذلك .
وقال أيضاً : ( كان عبدالله ، وأُبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود، وغيرهم، وغيرهم من فقهاء الصحابة وعلمائهـم ما يصلحون للسياسة !!! ، معاوية ما هو عالم(3) ، ويصلح أن يحكم الدنيا كلها ، وأثبت جدارته وكفاءته ، المغيرة بن شعبة مستعد يلعب بالشعوب على إصبعه دهاءً ، ما يدخل في مأزق إلا ويخرج منه ، عمرو بن العاص أدهى منه )(4).اهـ
وقال أيضاً – وهو يقلل من شأن العلم بالسياسة - : ( خالد يصلح للقيادة ، ما يصلح للسياسة ، وأحياناً يلخبط )(5) . اهـ
هكذا يطعن في خالد بن الوليد –رضي الله عنه- بأنه لا يصلح للسياسة ، وكيف يصلح للقيادة ولا يصلح للسياسة ؟!! .
فالقائد لا بد أن يعرف في السياسة، وإلا كيف يسوس الناس .
وقوله في كتاب ( التعصب الذميم وآثاره ، ص 31 - ط/دار السلف ) ، وهو يصف ما جرى بين الغلام المهاجري ، والغلام الأنصاري –رضي الله عنهم- وقد استنجد كل منهما بقومه ، فقال أحدهما : يا للمهاجرين ، وقال الآخر: يا للأنصار ، فقال المدخلي : ( لفظ الأنصار ؛ لفظ ممدوح ، ولفظ المهاجرين كذلك ، وأثنى الله على المهاجرين والأنصار لجميل صنعهم ، وكمال أفعالهم، وقوة إيمانهم، لكنها لما استغلت عصبية؛ سماها -صلى الله عليه وسلم- دعوة الجاهلية ) ، فقال : ( إنها منتنة ) فاللفظ الشريف إذا استُغل لغرض دنيء ؛ يكون ذماً لقائله ، ويدخل هذا اللفظ الإسلامي في إطار آخر ، هو إطار الجاهلية ( أبدعوى الجاهلية ) ؟! ماذا قالوا ؟ ( يا للمهاجرين ، يا للأنصار ) ولكن ما هو الحافز الدافع إليها ؟ التعصب والعنصرية ، فالرسول سماها جاهلية ، ووصفها بأنها منتنة ، ودعا إلى الألفة والمحبة والتناصر على الحق ) .(6) اهـ
وهذا أيضاً موجود في شريط بهذا الاسم ، وجه (أ) ، ولعل الكتاب مفرغ منه ، مع شيء من التعديل ، إلا أن في الشريط زيادة ، وهي : ( لكن ما هو الحافز ؟ كلمة حق ، أُريد بها باطل ، والدافع إليها التعصب ... ) . اهـ
وفي الشريط " مرحباً يا طالب العلم " (ب) وقد أُلِحْقَ به كلام المدخلي ، حيث قال : (الرسول الكريم يحذر يا أخوتاه من التعصب إلى القبائل والعشائر، يا للأنصار وقال واحد: ويا للمهاجرين، الأنصار لفظ شريف ، ورد في كتاب الله وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم - ، والمهاجرين، كذلك ، لكن لما استغلت هاتين اللفظتين في الدعوة إلى الهوى والباطل؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( أبدعوى الجاهلية ) ؟! . اهـ
فتأمل يا طالب الحق ، كيف أن المدخلي لم يتأدب مع الصحابة الكرام .
وقال أيضا : ( فإذا أساء الظن كل من معاوية وعليّ بخصمه، فليس من هذا المنطلق ولا من هذا الاصطلاح، الذي لم يكن قد مجد في عهدهما ) . اهـ
الشاهد من قوله : ( فإذا أساء الظن ) ، فهذه الكلمة فيها قلة أدب مع الصحابة الكرام، يجب التراجع عنها .(7)
وقال أيضاً – وهو يذكر أن فرقة عليّ –رضي الله عنه- أقرب الطائفتين إلى الحق ، وأن طائفة معاوية فيها مجتهدون مخطئون ، ثم قال: ( انطلقت ألسنة الفريقين باللعن والتكفير ، وقد تخلل الطائفتين أهل أغراض وأهواء ، مما زادت الفتنة والمواقف إذكاءً ) . اهـ
فنريد منك أولاً إثبات لعن وتكفير الصحابة الكرام، وثقات التابعين بَعْضهم بعضاً !!!
لأن قوله: ((انطلقت ألسنة الفريقين باللعن والتكفير))، فالسياق يشير إلى أن اللعن والتكفير إنما وقعا من الصحابة الكرام، وثقات التابعين، لا من المنافقين الذين يتخللون الصفوف، فإن هؤلاء يكيدون للجميع .(8)
وقال أيضاً عن كعب بن مالك وصاحبيه –رضي الله عنه - : ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أحسنَ الظنّ بهم لأنهم متهمون في هذا الحالة ، وقد يكونون متهمين بالنفاق))(9).اهـ
هكذا المدخلي يرمي – والعياذ بالله – الصحابة –رضي الله عنهم- بالنفاق ، ويفتري على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يحسن الظنّ بهم .
فلم يعلم عن الصحابة الكرام إلا خيراً ، فأين الأتهام بالنفاق وغير ذلك يا ربيع ؟!! اللهم سلم سلم .(10)


الحواشي مع التعليقات :
1) شريط مسجل له بعنوان (الشباب ومشكلاته) وجه(ب).
2) وهذا القول ليس بصحيح، بل وقع بعض الصحابة –رضي الله عنه- في قصة الإفك وهم على عدد الأصابع، إذاً لا يجوز التعبير بكثرة وقوع الصحابة في قصة الإفك.
3) تصريحه بأن معاوية –رضي الله عنه- ليس بعالم قول باطل، فقد قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: (أنه فقيه).
انظر فتح الباري لابن حجر (7/103) فهذا ابن عباس –رضي الله عنه- يصرح بأن معاوية –رضي الله عنه- فقيه أي عالم.
4) شريط مسجل له بعنوان ( العلم والدفاع عن الشيخ جميل ) وجه (ب).
5) شريط مسجل له بعنوان ( العلم والدفاع عن الشيخ جميل ) وجه (ب).
6) فهذا كلام قبيح في حق الصحابة الكرام برميه لهم بأبشع الألفاظ والعياذ بالله.
7) إلى الآن لم يتراجع عن زلاته الخطيرة مع علمه بأكثرها وإلى الله المشتكى.
8) والمدخلي يعالج أخطاء المخالف أحياناً بغلو في الألفاظ، وبتفريط في الرد، فمن هو الغالي، ومن هو الحدادي؟!!!
9) فهذا من أقبح أنواع السب والشتم لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- الكرام .
10) وهذا الاتهام الشنيع وقع فيه أيضاً تلميذه عبيد الجابري حيث قال عن كعب بن مالك وصاحبيه: (لأنهم لو ماتوا على حالهم لماتوا مهجورين ضالين مضلين )؟!! وقال: ( لو مات – يعني كعب – لمات مهجوراً ضالاً مضلاً) ؟!! من شريط مسجل بصوته بعنوان: (اتحاف البشر بشرح حديث حذيفة).


[ من مذكرة ( الشواهد الواضحة في كشف فتن ربيع المدخلي في أصول الدين )]


-يتبع-

بن حمد الأثري
05-10-2008, 11:34 PM
علي حسن وسليم الهلالي

قال الشيخ الناقد البصير فالح الحربي وهو يناقش علي حسن وسليم الهلالي :
( فأولئك طعنوا كذلك في الصحابة ، علي حسن عبد الحميد طعن في الصحابة في بعض كتبه ، سليم الهلالي طعن في بعض كتبه ، -حتى إنه في كتاب- لو رجعتم إلى كتابه في ( الجماعات ) رأيتم ماذا يتكلم عن السلفية وماذا يقول عنهم ، وكذلك في ( لماذا اخترت السلفية ؟ ) تجده يطعن في الصحابة فيقول عن الصحابة أنهم خوارج ، وأن نصوص الخوارج تنطبق عليهم ، وأنَّ الذين اجتمعوا على معاوية عام الجماعة هم الخوارج ، بينما الخوارج مارقة كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( يمرقون على حين فرقة )) ؛ وأنهم : (( يقتلهم أولى الطائفتين بالحق )) ، والذين اصطلحوا على معاوية بعد تنازل الحسن ، اجتمعت كلمة المسلمين وهو ما أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله : (( نعم ، وفيه دخن )) يعني خير وفيه دخن ، وسأل حذيفة عن دخنه فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الفتن المعروف ، حديث حذيفة .
كلهم الذين حصل بينهم القتال والفتنة فمنهم الصحابة ومنهم صُلحاء الأمَّة ، وليس منهم الخوارج ؛ الخوارج يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد )) ، (( من لقيهم منكم فليقتلهم فإن في قتلهم أجرا ممن قتلهم )) وهكذا .
ثم يقول : بأن أولئك يعني الخوارج أهل البدع ، وأهل الفرق لم يأت في الإسلام تكفيرهم فجعل الصحابة من الفرق ، ومن أهل الفرق وحاشاهم ، قد أَجْمَعَت الأمَّة على أن الصحابة حتى فيما جرى بينهم لا يُفسَّقُون بالإجماع !! .
أُمُورٌ يا أخي :
مساوئ لو قُسِمنَ على الغواني لــما أمهرن إلا بالطلاق
فما تتسع هذه اللحظات لذكر ما عند هؤلاء الذين ينتسبون إلى .. يُقدِّمون أنفسهم أنهم علماء ، ويزعمون أن ما يطرحونه وما يقولونه حتى من هذا الزور والبهتان ، والظلم إنه هو السلفية ! .
يأتي على حسن عبد الحميد ويقول : ( نجتنب بدع الصحابة ، ونجتنب أخطاء الصحابة فيما أخطئوا فيه وابتدعوا فيه لا نتابعهم فيه ) !! .
هذا خلاف ، لأن الصحابة ما إبتدعوا وحاشاهم ! أن يقول شخص عن الصحابة -رضوان الله عليهم- أنه ابتدع ، وكما قلتُ لك إن الأمَّة مُجمِعة ، وذكر هذا شيخ الإسلام وغيره أن الصحابة لا يَفسُقُون حتى في القتال الذي حصل في الفتنة والبغي .
فإن ابن عقيل ومن قال بقوله عندما رأى أنه يقال عن البغاة أنهم فُسَّاق قال : أجمعت الأمَّة أنه هذا لا يُقال عن الصحابة ، وذكر الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويأتي علي حسن عبد الحميد ويقول ما قال ، ويأتي سليم الهلالي يجعل الصحابة من الخوارج المارقة الذين قال عنهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( يمرقون من الإسلام )) ، (( يخرج من ضئضئ هذا أناس يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه حتى يعود السهم إلى ... )) ، فما يتسع الوقت لذكر ضلالات هؤلاء ، نحن لا نتكلّم من فراغ ، وإذا سكتنا –والله- إنها لخيانة للإسلام وخيانة لإخواننا !! ) .

[ شريط لفيف التمييع ]

ثم قال فضيلته وهو يناقش علي حسن وسليم الهلالي :
( هذا ومما يدل على جهلكم وسوء معتقدكم، حتى في حق أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنك قلت (في كتابك: إحكام المباني.. ص7): " وما ورد عن الصحابة أو التابعين وصح عنهم ينبغي أن ينظر فيه من وجهين:
الأول: إذا كان بفعله متابعاً للكتاب أو السنة فهو مقبول!.
الثاني: إذا كان بفعله مخالفاً للكتاب أو السنة، أو محدثاً أمراً فهو لا يقبل منه...!". ومع ما في العبارة كلها من الإجمال المحتمل فينبغي ملاحظة عبارة: " أو محدثاً أمراً، ولا يفيدك قولك -كما نشر في الإنترنت- ":معاذ الله أن أطعن في الصحابة..." ، وهو دليل على جهلك وعدم درايتك لما تقول".
وقال صاحبك وشريكك في المنهج والعقيدة والمشرب: سليم الهلالي (كما في شريط لماذا اخترت المنهج السلفي) عندما سئل: " وهذا الأخ يسأل ويقول: المقولة المشهورة: ( إخواننا بغوا علينا) هل كان علي رضي الله عنه يقصد بها الخوارج لما سئل عنهم؛ فكيف نوفق بين هذه المقولة وبين قوله صلى الله عليه وسلم: إنهم كلاب النار، شر الخلق والخليقة.
نرجو البيان جزاكم الله خيراً؟
الجواب:
" نقول: إن علياً رضي الله عنه لما سئل عن الخوارج أكفروا؟ قال: لا . بل من الكفر فروا، إخواننا بغوا علينا، أي هذه فئة باغية، والفئة الباغية أخوة الدين بنص القرآن، وفي سورة الحجرات: { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } وقال تعالى { فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
فجعل الباغي والمبغي عليه إخوة في الدين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحسن رضي الله عليه " ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين من المسلمين دعواهما واحدة"[ هذا السياق فيه نظر، وأحد ألفاظ الحديث في البخاري" ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" – وليس في هذا الحديث: (دعواهما واحدة)-]
إذن كون الخوارج بغاة لا ينبغي أنهم ليسوا إخواننا في الدين، إخوان في الإسلام، وهذا منهج أهل السنة أنهم لا يكفرون الفرق، لكن لا يعني هذا أننا لا نكفرهم لا نبين ضلالهم "

أقـول:
يفهم من كلام الحلبي تجويز ابتداع الصحابة مع أنه لم يقل أحد من أهل السنة بتفسيق أحد منهم فضلاً عن تبديعهم!، ولكن يبدو أن الرجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.
أما صاحبه فإنه قد جعل معاوية ومن في صفه من الصحابة - رضي الله عنهم - خوارج وتعسف في وضع النصوص في غير مواضعها، فقد توهم لجهله أن الآية { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا..} في الخوارج، وقد استدل بها – قبله – عثمان بن منصور وغيره من المبتدعة على أنها في الخوارج فرد عليهم أهل السنة ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله -.
كما توهم – أيضاً - أن حديث "ابني هذا سيد.." في الخوارج كذلك، وهو في الصحابة ومن معهم من أهل السنة من الفريقين فريق علي وفريق معاوية –رضي الله عنهما- وليس المقصود الخوارج؛ فإنهم فئة ثالثة، ولكنه لجهله لم يتصور وجود فئة ثالثة وهم الخوارج المارقة الحرورية، الذين جاءت فيهم النصوص، ومنها كلاب النار، أو كلاب أهل النار، شر الخلق والخليقة ولم يقل علي في هؤلاء: (إخواننا)، ولم يصح ذلك عنه، وإنما قالها فيمن قاتله في الجمل وصفين وهم إخوانه حقيقة، وقد أجمعت الأمة على إيمان البغاة من المسلمين، واختلفت في إسلام الخوارج المارقة، وهذا يدل على تخليط الهلالي وأنه لا يدري ولا يدري أنه لا يدري:
إذا كنت لا تدري وتسأل من درى فكيف إذاً تدري بأنك لا تدري
ومن الدواهي – أيضاً – بسبب جهل الهلالي أنه افترى على أهل السنة والجماعة فرية عظيمة يردها الكتاب والسنة، وما بني عليهما من منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، وهو أن "منهج أهل السنة أنهم لا يكفرون الفرق"؟!
وكثير من الفرق مرقت من الإسلام وكفرها أهل السنة.
ولا شك أن مقالة الهلالي أكثر سوءً من مقالة الحلبي وتشتمل على ما قلناه فيها تجاه الصحابة ومقالة الهلالي أصرح في كونهم من الفرق-حاشاهم-وكما قلنا لم يفسق أحد من الأمة صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فضلاً عما هو فوق ذلك وما من شك _أيضاً _أن هذا يدخل فيما نهى عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من مسبة أصحابه ) .

[ من كتاب : ( البرهان على صواب الشيخ عبد الله الغديان وخطإ الحلبي في مسائل الإيمان) ]


-يتبع-

بن حمد الأثري
05-10-2008, 11:53 PM
عبيد الجابري

قال الجابري عن كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم : ( لأنهم لو ماتوا على حالهم لماتوا مهجورين ضالين مضلين !!! ) . اهـ
وقال أيضاً عن كعب رضي الله عنه عندما شعر بالضيق الشديد بسبب هجر النبي صلى الله عليه وسلم : ( لأنه لو مات لمات مهجوراً ضالاً مضلاً !!! ) . اهـ
[ شريط ( إتحاف البشر بشرح حديث إنا كنا في جاهلية وشر -الوجه الثاني- تسجيلات مجالس الإرجاء بالجزائر العاصمة )]

وقال أيضا عن كعب رضي الله عنه : ( خشي رضي الله عنه أن يموت على الضلالة ) .
[ شريط ( آداب الخلاف )]

ومن هنا المواد الصوتية :
http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=3985
http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=4581


وأثناء ذكر تلك القصة وعند ذكر ما قاله الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه - هو أحد أولئك الثلاثة – من شعوره بالضيق الشديد بسبب هجر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الصحابة لأولئك الثلاثة قال الشيخ عبيد هداه الله للحق وثبته:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( صح عنه أنه هجر كعب بن مالك وصاحبيه رضى الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك وظهرت معصيتهم وخيف عليهم النفاق فهجرهم وأمر المسلمين بهجرهم ).
[ مجموع الفتاوى ، الجزء 24، صفحة 174 ]

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( و لما تاب كعب بن مالك و صاحباه أمر رسو ل الله صلى الله عليه و سلم المسلمين بهجرهم ).
[ مجموع الفتاوى ، الجزء 8، صفحة 323 ]

كيف يكونون ضالين مضلين وهما قد تابا يا عبيد ؟؟!!
أفيكونان ضالين مضلين ويدافع عنهم الصحابة بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟!!

* وقد أجريت مكالمة يوم الثلاثاء 28 / ربيع الثاني /1428 هجرية مع فضيلة الشيخ صالح فوزان - حفظه الله - وسئل عن كلام الجابري حول طعنه في الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه فقال حفظه الله : ( اه اتركوه ، كلام هذا مو صحيح ) .
ومن هنا المادة الصوتية : http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=3981
* وهذه مكالمة أجريت يوم الأحد 09 /ربيع الثاني/1427 هجرية الموافق 07/05/06 م ، مع الشيخ فوزي الأثري حفظه الله ، وقد رد على عبيد الجابري في طعنه للصحابة - رضوان الله عليهم - .
ومن هنا المواد الصوتية :
http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=3982
http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=3983
http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=3984


-يتبع-

بن حمد الأثري
06-22-2011, 11:27 PM
للتذكــــــــــير

12d8c7a34f47c2e9d3==