المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أصول سيد قطب الباطلة المخالفة لأصول السلف الصالح ... الحلقة الثانية والأخيرة


كيف حالك ؟

محب الأثري
12-26-2003, 08:10 PM
الحلــــــــــــقة الثانيــــــــــــــــــة


رابعاً : قال :" ( والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً وما ينتهي به إلى الاطمئنان .
إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة ولا يحول بينه وبينه إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه ، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد حلاوة القرآن ، ووجد في إيقاعاته(1) المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان .)

ثم علق هنا في حاشية (ص 1475 ) بقوله : وهنا تعرض قضية :" الإيمان يزيد وينقص ، وهي قضية من قضايا الفرق وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي والفراغ من الاهتمامات العلمية الجادة ، فلا ندخل الآن نحن فيها" :

وعليه في هذا المقطع مآخذ :

1- هو يقول بأن القلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيمانا فهل هو يؤمن بأن الإيمان يزيد ؟ وإذا كان هذا هو واقعه فبماذا يزيد هل هو يزيد بتلاوة القرآن فقط أو هو يزيد بالطاعات كلها من ذكر الله وصلاة وصيام وصدقة وبر وإحسان إلى غير ذلك من الطاعات وتفقهٍ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اقتصاره على آيات القرآن يثير الريبة في موقفه .

2- بعد تقريره لمذهب الخوارج وبعد هذه الفقرة المحيرة التي أسلفناها يقول : وهنا تعرض قضية الإيمان يزيد وينقص وهي قضية من قضايا الفرق وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي ...الخ .


يأتي بهذا الكلام المموه الذي يشعر القارئ الساذج أنه يحارب علم الكلام والجدل ولو كان صادقا في حرب علم الكلام .فلماذا لا نجده دائما إلا من حزب أهل الكلام بل من غلاة هذا الحزب من معتزلة وجهمية وخوارج وفلاسفة الصوفية وغيرهم في تعطيل صفات الله والقول بخلق القرآن والقول بأزلية الروح وتهوينه أو إنكاره لمعجزات الرسول وإنكاره للميزان وطعنه في بعض الرسل، وطعنه في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا نجده إلا في الضفة المحاربة لأهل السنة والجماعة ،فهل يصدق بعد كل هذا في ذمه للكلام وأهله وقد أخذ بأخطر وأشد نتائجه ،ومنه ما قرره هنا في قضية زيادة الإيمان ونقصانه وتكفيره لمن لم يتمتع بجملة الصفات التي فسرها هنا ،ثم توج بحثه بهذا التمويه الذي سار عليه في كثير من مواقفه التي ينحاز فيها إلى أصول الضلال ويقررها ،ثم يعقب بمثل هذا التمويه الخادع ووالله لو كان صادقاً في حربه لعلم الكلام وأهله لما اختار إلا منهج أهل الحق ودعم أصولهم وهدم أصول أهل الباطل، ولكنه مكر أهل الضلال والزيغ ولا ينطلي هذا المكر إلا على من هان عليه الحق الذي أهانه سيد وأهان أهله كثيراً وكثيراً وكرم الباطل وأصوله وزخرفه وشاده .

3- إن من أهداف سيد قطب - بعد انحيازه إلى أهل الضلال في أصولهم وتطبيقاتهم – إسكات أهل الحق بل إرهابهم . كما هو عادته التي عرفناها بالدراسة والاستقراء فانظر إليه هنا كيف يشدد ويؤكد مذهب الخوارج في التكفير ثم يسلق أهل السنة ومنهجهم بقوله :" ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير " فمتى حارب هذا الرجل التأويل ووصفه بالتمييع وكيف يفعل ذلك وهو من أشد حملة لواء التأويلات الباطلة الغليظة .

وانظر إليه هنا مرة أخرى كيف يؤكد باطله بإرهاب أهل الحق والسنة فيقول :"هنا تعرض قضية الإيمان يزيد وينقص وهي قضية من قضايا الفرق ، وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي ، والفراغ من الاهتمامات العلمية الجادة ، فلا ندخل نحن فيها .

فماذا يريد هذا الرجل بهذا الكلام ؟ الذي يتظاهر فيه بالتنـزه عن مذاهب الفرق وعن الكلام هل يريد أن ينضم إلى أهل السنة والجماعة في ذم الفرق الضالة وذم مناهجهم الفاسدة وأصولهم الباطلة ومنها علم الكلام .
الجواب : لا وألف لا والأدلة كثيرة على ما أقول بل أنه والله لقد زاد أصولاً فاسدة تشيد مذاهب أهل الباطل كما بينت ذلك في كتابي " نظرات في كتاب التصوير الفني لسيد قطب " .

وإذن فالأمر أمر تمويه، الهدف منه أن تؤخذ عقائده الفاسدة ومقرراته الباطلة بالتسليم الخانع الذي لا يطلب أصحابه دليلاً ولا برهاناً لأن البحث عن الأدلة والبراهين لرد الباطل يكون في نظر سيد قطب من قضايا الفرق وعلم الكلام ،ومن الترف العقلي الفارغ من الاهتمامات العلمية الجادة ،فمن أراد الاهتمامات العلمية الجادة فعليه أن يحذو حذو سيد قطب في مقرراته الجادة التي زخرت بها كتبه من تعطيل صفات الله والقول بالحلول ووحدة الوجود ،ووحدة الفاعلية ،والقول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة، وإنكار المعجزات المحمدية إلا القرآن، والقرآن نفسه في نصوصه عبارة عن مسرحيات وتمثيليات ممزوجة بالتصوير الفني ،وصخب الموسيقى، لأن الدين والفن صنوان عنده ،وتكفير الأمة بالجهل والظلم.

فهذه هي الاهتمامات العلمية التي يجب أن يهتم بها شباب الأمة وما خالف ذلك فهو من الترف العقلي والفراغ من الاهتمامات الحادة ولو كان ذباً عن القرآن والسنة وذباً عن مقام النبوة وذباً عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

4- وأخيراً نقول إن أهل السنة والجماعة وأئمتهم ،هم الذين حاربوا علم الكلام وأهله بصدق ،وألفوا في ذمه المؤلفات وحاربوا التأويلات المميعة التي يدين بها سيد قطب وأسلافه من الجهمية والخوارج والروافض.

وهذه أمور معلومة مشهورة وليست من الترف العقلي ولا من الفراغ من الاهتمامات الجادة ،وإنما هي اهتمامات جادة وجهاد عظيم للحفاظ على دين الله الحق ،وأمر بمعروف ونهي عن منكر .
الأمور التي ميز الله بها هذه الأمة .

ومن هؤلاء المجاهدين بعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان مالك والشافعي والأوزاعي والسفيانان والحمادان ،و الإمام أحمد بن حنبل، ومدرسته ومنها البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومن سار على نهجهم كالدار قطني وعبد الغني المقدسي ،وابن تيمية وتلاميذه وابن عبد الوهاب وتلاميذه إلى يومنا هذا .

ومن مؤلفاتهم في حرب البدع ومنها علم الكلام :
خلق أفعال العباد للبخاري ،والسنة لعبد الله بن أحمد والسنة لابن أبي عاصم ،والسنة للخلال، والشريعة للآجري ،والإبانتان لابن بطة ،وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللألكائي، وذم الكلام للهروي ،والحجة للأصفهاني .ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية الكثيرة الغزيرة ،ومؤلفات تلاميذه ابن القيم وابن عبد الهادي وغيرهما . وغير ذلك من المؤلفات العظيمة التي يعلو بها الحق ويدحض به الباطل الذي سار عليه أسلاف سيد قطب ومنه علم الكلام الذي يتظاهر سيد قطب بكراهته ويبتلع لبه الخبيث المهلك . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون .
إننا نطالب أنصار سيد قطب بتقوى الله ومراقبته في دين الله وفي شباب الأمة فيحذروا الشباب من كتبه المليئة بالأخطار والمخاطر وأن يسلكوا سبيل السلف الصالح في مواقفهم من أهل البدع بكل صراحة وشجاعة وأن يبتعدوا عن التمويه وشهادات الزور لهذا الرجل بأنه مجدد و و و و .
والابتعاد عن الغلو فيه وإنزاله فوق منزلته التي يستحقها ،مما سبب الفتن وضياع الشباب وإستهانهم بالحق ،وعدم الغيرة على أهله وأئمتهم الذين داس كرامتهم سيد قطب وظلمهم وافترى عليهم ،وعلى رأسهم موسى وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

ألا إنه يجب أن يدرك أنصار سيد قطب – إن كان بقي لديهم شئ من احترام أهل السنة ومنهجهم وعقيدتهم أن المعركة حول سيد قطب وعقيدته ومناهجه لا تختلف عن المعارك التي قامت بين أهل السنة وبين خصومهم من جهمية ومعتزلة وخوارج وصوفية بل هي أشبه ما تكون بالمعركة حول الحلاج وابن عربي وأمثالهم .

وإن منهج السفسطات والكبر والمكابرات الذي ارتكبه الذابون عن ابن عربي وحزبه هو نفس المنهج الذي يسلكه الذابون عن سيد قطب وكلهم لهم نصيب من قول الله تعالى :( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله ) .

فوالله ما عندهم من الحجج والبراهين شئ إلا المكابرات والمغالطات والسفسطات ، ألا فليتقوا الله في أنفسهم وفي الإسلام وفي شباب الأمة المخدوعين .

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك إنك سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


--------------------------------------------------------------------------------
1) أي الإيقاعات الموسيقية .

12d8c7a34f47c2e9d3==