أبوعكاشة الأثري
03-27-2008, 10:15 PM
الشيخ الفوزان معقباً على د. يماني: استعراض صفات الرسول صلى الله عليه وسلم للاقتداء به أمر طيب ولكن تخصيص ما ذكرت لا وجه له
27/03/2008 04:20:39 م
نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر في يوم الأربعاء 11-3-1429هـ مقالاً للدكتور محمد عبده يماني يحث فيه على الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - مجاراة للمبتدعة الذين أحدثوا هذا الاحتفال من غير دليل من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله ولا من عمل الصحابة الكرام والقرون المفضلة. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وفي رواية: (وكل ضلالة في النار).
قال الدكتور: كان يفرح بيوم مولده ويقول: (هذا يوم ولدت فيه) وكان صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم، وكذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم ومَن جاء بعدهم)، وأقول تعقيباً عليه:
أولاً: قوله: (كان يفرح بيوم مولده). من أين يثبت لنا الدكتور أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - كان يفرح في هذا اليوم. فهذه اللفظة زيادة منه، وإنما الذي كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصيام فقط. ولكن كأن غرض الدكتور من هذه اللفظة تبرير الاحتفال في يوم المولد؛ لأن الرسول كان يفرح فيه بزعمه.
ثانياً: قوله: وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم، ويقول: (هذا يوم ولدت فيه). لم يكمل الدكتور الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم). والدكتور ذكر الصيام فقط وعلله بالولادة فقط؛ ليصل إلى غرضه وهو تبرير الاحتفال، الاحتفال المبتدع الذي لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله في هذا اليوم.
ثالثاً: قوله: (وكذلك فعل الصحابة ومَن جاء بعدهم). يوهم بأن الصحابة ومَن جاء بعدهم يحتفلون بيوم مولده، وليس الأمر كذلك. ما كانوا يقيمون حفلاً في هذا اليوم.
رابعاً: قوله: (وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم). يريد الدكتور أن يستدل بصيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مشروعية الاحتفال، ولا يتم له هذا الاستدلال؛ لأن الاحتفال بالمولد زيادة على ما كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - والزيادة بدعة محدثة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتصر على الصوم.
ثم قال الدكتور: (ومن هنا فإن من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام وما يماثلها من أصل الدين). وتعقيبنا عليه نقول:
أولاً: (قوله: من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل). هذا الكلام حق، ولكن هل من سنته وسيرته إحياء بدعة الاحتفال بالمولد أو هي زيادة ما أنزل الله بها من سلطان؟ نعم هي زيادة مردودة.
ثانياً: (قوله: ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام). نقول: ليس من سنته ولا من سيرته ولا الطريقة اللائقة به -صلى الله عليه وسلم - الاحتفال بهذه المناسبة، ونحن لا نُحدث شيئاً لم يفعله ولم يأمر به؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، والاحتفال عمل ليس عليه أمره.
ثم قال الدكتور: (فدعونا في هذه المناسبة الطيبة نستعرض نماذج من تلك الأخلاق النبوية الشريفة والصفات الكريمة).
وعليه نقول للدكتور: استعراض صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - للاقتداء به أمر طيب، ولكن تخصيص ذلك بهذا اليوم الذي تعني لا وجه له؛ لأن الواجب أن نفعل ذلك في كل أيام حياتنا، وتخصيص ذلك بيوم معين من غير دليل على التخصيص يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة. فعلى الدكتور - وفقه الله - أن يحث على اتباع السنة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.
د. صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
المصدر : موقع الرسمي للعلامة الفقيه صالح بن فوزان الفوزان
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=91
27/03/2008 04:20:39 م
نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر في يوم الأربعاء 11-3-1429هـ مقالاً للدكتور محمد عبده يماني يحث فيه على الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - مجاراة للمبتدعة الذين أحدثوا هذا الاحتفال من غير دليل من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله ولا من عمل الصحابة الكرام والقرون المفضلة. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وفي رواية: (وكل ضلالة في النار).
قال الدكتور: كان يفرح بيوم مولده ويقول: (هذا يوم ولدت فيه) وكان صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم، وكذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم ومَن جاء بعدهم)، وأقول تعقيباً عليه:
أولاً: قوله: (كان يفرح بيوم مولده). من أين يثبت لنا الدكتور أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - كان يفرح في هذا اليوم. فهذه اللفظة زيادة منه، وإنما الذي كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصيام فقط. ولكن كأن غرض الدكتور من هذه اللفظة تبرير الاحتفال في يوم المولد؛ لأن الرسول كان يفرح فيه بزعمه.
ثانياً: قوله: وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم، ويقول: (هذا يوم ولدت فيه). لم يكمل الدكتور الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم). والدكتور ذكر الصيام فقط وعلله بالولادة فقط؛ ليصل إلى غرضه وهو تبرير الاحتفال، الاحتفال المبتدع الذي لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله في هذا اليوم.
ثالثاً: قوله: (وكذلك فعل الصحابة ومَن جاء بعدهم). يوهم بأن الصحابة ومَن جاء بعدهم يحتفلون بيوم مولده، وليس الأمر كذلك. ما كانوا يقيمون حفلاً في هذا اليوم.
رابعاً: قوله: (وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم). يريد الدكتور أن يستدل بصيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مشروعية الاحتفال، ولا يتم له هذا الاستدلال؛ لأن الاحتفال بالمولد زيادة على ما كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - والزيادة بدعة محدثة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتصر على الصوم.
ثم قال الدكتور: (ومن هنا فإن من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام وما يماثلها من أصل الدين). وتعقيبنا عليه نقول:
أولاً: (قوله: من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل). هذا الكلام حق، ولكن هل من سنته وسيرته إحياء بدعة الاحتفال بالمولد أو هي زيادة ما أنزل الله بها من سلطان؟ نعم هي زيادة مردودة.
ثانياً: (قوله: ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام). نقول: ليس من سنته ولا من سيرته ولا الطريقة اللائقة به -صلى الله عليه وسلم - الاحتفال بهذه المناسبة، ونحن لا نُحدث شيئاً لم يفعله ولم يأمر به؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، والاحتفال عمل ليس عليه أمره.
ثم قال الدكتور: (فدعونا في هذه المناسبة الطيبة نستعرض نماذج من تلك الأخلاق النبوية الشريفة والصفات الكريمة).
وعليه نقول للدكتور: استعراض صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - للاقتداء به أمر طيب، ولكن تخصيص ذلك بهذا اليوم الذي تعني لا وجه له؛ لأن الواجب أن نفعل ذلك في كل أيام حياتنا، وتخصيص ذلك بيوم معين من غير دليل على التخصيص يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة. فعلى الدكتور - وفقه الله - أن يحث على اتباع السنة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.
د. صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
المصدر : موقع الرسمي للعلامة الفقيه صالح بن فوزان الفوزان
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=91