الصارم المنكي
02-29-2008, 04:07 PM
أيها الأخوة الأكارم أحذركم من هذا المتعالم المدعو: عبد العزيز الريس، فقد بلغ من التمادي في الباطل، والدعوة إلى مذهب الإرجاء مبلغاً أغاظ كل غيور على عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً.
ولا أريد أن أحشد لكم أقول السلف في التحذير من الإرجاء وذمه والتشنيع على أهله فاشتهارها يغني عن ذكرها في هذه العجالة، ولعلي أن أشير إلى بدعتين عظيمتين تمس أصل الإسلام وقواعده العظام، تصدى لنشرها هذا المتعالم:
البدعة الأولى: زعمه الفاسد أن العلم بمعنى الشهادتين ليس شرطاً للدخول في الإسلام، بل يكتفى بمجرد النطق. وقد شهد عليه جمع من أهل العلم بأنه يقول ذلك ولا يبالي، بل ناقشه في هذه المسألة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع في هذه المسألة مرتين، ومن أراد التأكد فليسأل الشيخ –حفظه الله-.
وقد أشار جمع من أهل العلم إلى أن هذا هو قول غلاة المرجئة، قال النووي-رحمه الله- عند تعليقه على أحد أبواب صحيح مسلم،(باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادة، بل لا بد من استيقان القلب) قال:(( وفى هذا دلالة ظاهرة لمذهب أهل الحق أنه لا ينفع اعتقاد التوحيد دون النطق ولا النطق دون الاعتقاد بل لا بد من الجمع بينهما)) وقال القرطبي-رحمه الله-: (((باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادة، بل لا بد من استيقان القلب) هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كاف في الإيمان، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده، بل هو مذهب معلوم الفساد في الشريعة لمن وقف عليه، ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح، وهو باطل قطعاً)).
وقال النووي-رحمه الله عند شرحه لقول النبي :((من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة)) قال:(( وفى قوله: (وهو يعلم) إشارة إلى الرد على من قال من غلاة المرجئة أن مظهر الشهادتين يدخل الجنة وان لم يعتقد ذلك بقلبه وقد قيد ذلك في حديث آخر بقوله : (غير شاك فيهما) وهذا يؤكد ما قلناه، قال القاضي: وقد يحتج به أيضا من يرى أن مجرد معرفة القلب نافعة دون النطق بالشهادتين لاقتصاره على العلم، ومذهب أهل السنة أن المعرفة مرتبطة بالشهادتين، لا تنفع إحداهما ولا تنجى من النار دون الأخرى، إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها بل اخترمته المنية)).
وقال شيخ الإسلام-رحمه الله-:(( وآخر الأقوال حدوثا في ذلك قول الكرامية إن الإيمان اسم للقول باللسان وإن لم يكن معه اعتقاد القلب وهذا القول أفسد الأقوال)).
وأكتفي بما ذكر من الأقوال وإلا فهي كثيرة جدا.
وأما عن منشأ الضلال في هذه المسألة فهي عدم جمع الأدلة في مسألة ما يدخل به في الإسلام، وذلك أن الدخول في الإسلام قد يكون دخولاً حكمياً وقد يكون دخولاً حقيقياً، والثاني يتضمن الأول، بمعنى: أن من حكمنا بإسلامه لا يلزم أن يكون مسلماً إسلاماً صحيحاً نافعاً عند الله، بخلاف من دخل بالإسلام دخولاً صحيحاً فذلك يتضمن أن تجرى عليه أحكام الإسلام من عصمة الدم والمال ونحوه.
والفرق بين الحكمي والحقيقي إنما يكون بالاعتقاد الباطن، فمن نطق بالشهادتين عالماً بمعناهما حكم بإسلامه ظاهراً وباطنا، ومن نطق بهما ولم يعلم ما دلتا عليه ، حكمنا بإسلامه ظاهراً لا باطنا، بمعنى أن نطقه لا ينفعه عند الله، ولو أظهر شيئاً مما يناقضهما علمنا أنه لم يكن معتقداً فلم يدخل في الإسلام أصلاً.
قال ابن القيم-رحمه الله-:((الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح، وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته، فلا ينفع ظاهر لا باطن له، وإن حُقن به الدماءُ، وعصم به المالُ والذرية. ولا يجزئ باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف وهلاك.فتخلف العمل ظاهراً مع عدم المانع دليلٌ على فساد الباطن وخلوه من الإيمان)).
وقال ابن كثير-رحمه الله-:(( ومنها ما قال الشافعي إنما منع رسول الله من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم لأن ما يظهرونه يجب ما قبله ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل) ومعنى هذا: أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهرا فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدار الآخرة وإن لم يعتقدها لم ينفعه جريان الحكم عليه في الدنيا وكونه كان خليط أهل الإيمان)).
وقال العراقي-رحمه الله-:((استدل بهذا الحديث -حديث: أمرت أن أقاتل الناس- وما كان مثله الكرامية وبعض المرجئة على أن الإيمان هو الإقرار باللسان دون عقد القلب، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يعتبر سوى ذلك.
وجواب الجماعة عنه أنه إنما علقه بالقول لأنه الذي يظهر وترتب عليه الأحكام، وأما الاعتقاد بالقلب فلا سبيل لنا إلى معرفته، لكنه لا يصير في الباطن مسلما بدونه، ولو اعترف لنا باعتقاده حكمنا بكفره، ومن أقوى ما يرد به على هؤلاء إجماع الأمة على إكفار المنافقين وإن كانوا قد أظهروا الشهادتين، قال الله تعالى:(ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله) إلى قوله:(وتزهق أنفسهم وهم كافرون) ومما يرد عليهم قوله في الرواية الأخرى في صحيح مسلم:(ويؤمنوا بي وبما جئت به) وأيضا فلفظ الرواية الأخرى في الصحيح:(حتى يشهدوا) والشهادة لا بد فيها من مواطأة القلب للسان بدليل تكذيب الله تعالى للمنافقين في قولهم:(نشهد إنك لرسول الله))
تنبيه: هناك كثير من الأدلة على فساد هذا القول، وكثير من أقوال السلف ترده وتبين أنه من أفسد الأقوال، وأنه قول المرجئة بل غلاتهم، ضربت عنها صفحاً خشيت الإطالة، وأرجوا من جميع الإخوة أن يتفاعلوا مع هذا الموضوع الذي عم وطم، بل أصبح يقول بموجب هذا القول الفاسد كثير من طلبة العلم الذين تأثروا بهذا المتعالم، إحساناً للظن به، واعتقادا أن ما يقوله هو قول السلف، وهو وإن كان أحسن في جانب فقد أساء في جوانب، وإن كان يرد على الخوارج فقد نصر قول المرجئة، والبدعة لا ترد ببدعة.
وسأذكر البدعة الثانية في وقت لا حق وأحاول تفنيدها.
أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يرفع راية الحق في كل مكان، كما أسأله أن يهدي ضال المسلمين وأن يبصرهم بدينهم واعتقاد سلفهم الصالح، أن ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
[/size]
ولا أريد أن أحشد لكم أقول السلف في التحذير من الإرجاء وذمه والتشنيع على أهله فاشتهارها يغني عن ذكرها في هذه العجالة، ولعلي أن أشير إلى بدعتين عظيمتين تمس أصل الإسلام وقواعده العظام، تصدى لنشرها هذا المتعالم:
البدعة الأولى: زعمه الفاسد أن العلم بمعنى الشهادتين ليس شرطاً للدخول في الإسلام، بل يكتفى بمجرد النطق. وقد شهد عليه جمع من أهل العلم بأنه يقول ذلك ولا يبالي، بل ناقشه في هذه المسألة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع في هذه المسألة مرتين، ومن أراد التأكد فليسأل الشيخ –حفظه الله-.
وقد أشار جمع من أهل العلم إلى أن هذا هو قول غلاة المرجئة، قال النووي-رحمه الله- عند تعليقه على أحد أبواب صحيح مسلم،(باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادة، بل لا بد من استيقان القلب) قال:(( وفى هذا دلالة ظاهرة لمذهب أهل الحق أنه لا ينفع اعتقاد التوحيد دون النطق ولا النطق دون الاعتقاد بل لا بد من الجمع بينهما)) وقال القرطبي-رحمه الله-: (((باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادة، بل لا بد من استيقان القلب) هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كاف في الإيمان، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده، بل هو مذهب معلوم الفساد في الشريعة لمن وقف عليه، ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح، وهو باطل قطعاً)).
وقال النووي-رحمه الله عند شرحه لقول النبي :((من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة)) قال:(( وفى قوله: (وهو يعلم) إشارة إلى الرد على من قال من غلاة المرجئة أن مظهر الشهادتين يدخل الجنة وان لم يعتقد ذلك بقلبه وقد قيد ذلك في حديث آخر بقوله : (غير شاك فيهما) وهذا يؤكد ما قلناه، قال القاضي: وقد يحتج به أيضا من يرى أن مجرد معرفة القلب نافعة دون النطق بالشهادتين لاقتصاره على العلم، ومذهب أهل السنة أن المعرفة مرتبطة بالشهادتين، لا تنفع إحداهما ولا تنجى من النار دون الأخرى، إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها بل اخترمته المنية)).
وقال شيخ الإسلام-رحمه الله-:(( وآخر الأقوال حدوثا في ذلك قول الكرامية إن الإيمان اسم للقول باللسان وإن لم يكن معه اعتقاد القلب وهذا القول أفسد الأقوال)).
وأكتفي بما ذكر من الأقوال وإلا فهي كثيرة جدا.
وأما عن منشأ الضلال في هذه المسألة فهي عدم جمع الأدلة في مسألة ما يدخل به في الإسلام، وذلك أن الدخول في الإسلام قد يكون دخولاً حكمياً وقد يكون دخولاً حقيقياً، والثاني يتضمن الأول، بمعنى: أن من حكمنا بإسلامه لا يلزم أن يكون مسلماً إسلاماً صحيحاً نافعاً عند الله، بخلاف من دخل بالإسلام دخولاً صحيحاً فذلك يتضمن أن تجرى عليه أحكام الإسلام من عصمة الدم والمال ونحوه.
والفرق بين الحكمي والحقيقي إنما يكون بالاعتقاد الباطن، فمن نطق بالشهادتين عالماً بمعناهما حكم بإسلامه ظاهراً وباطنا، ومن نطق بهما ولم يعلم ما دلتا عليه ، حكمنا بإسلامه ظاهراً لا باطنا، بمعنى أن نطقه لا ينفعه عند الله، ولو أظهر شيئاً مما يناقضهما علمنا أنه لم يكن معتقداً فلم يدخل في الإسلام أصلاً.
قال ابن القيم-رحمه الله-:((الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح، وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته، فلا ينفع ظاهر لا باطن له، وإن حُقن به الدماءُ، وعصم به المالُ والذرية. ولا يجزئ باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف وهلاك.فتخلف العمل ظاهراً مع عدم المانع دليلٌ على فساد الباطن وخلوه من الإيمان)).
وقال ابن كثير-رحمه الله-:(( ومنها ما قال الشافعي إنما منع رسول الله من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم لأن ما يظهرونه يجب ما قبله ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل) ومعنى هذا: أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهرا فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدار الآخرة وإن لم يعتقدها لم ينفعه جريان الحكم عليه في الدنيا وكونه كان خليط أهل الإيمان)).
وقال العراقي-رحمه الله-:((استدل بهذا الحديث -حديث: أمرت أن أقاتل الناس- وما كان مثله الكرامية وبعض المرجئة على أن الإيمان هو الإقرار باللسان دون عقد القلب، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يعتبر سوى ذلك.
وجواب الجماعة عنه أنه إنما علقه بالقول لأنه الذي يظهر وترتب عليه الأحكام، وأما الاعتقاد بالقلب فلا سبيل لنا إلى معرفته، لكنه لا يصير في الباطن مسلما بدونه، ولو اعترف لنا باعتقاده حكمنا بكفره، ومن أقوى ما يرد به على هؤلاء إجماع الأمة على إكفار المنافقين وإن كانوا قد أظهروا الشهادتين، قال الله تعالى:(ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله) إلى قوله:(وتزهق أنفسهم وهم كافرون) ومما يرد عليهم قوله في الرواية الأخرى في صحيح مسلم:(ويؤمنوا بي وبما جئت به) وأيضا فلفظ الرواية الأخرى في الصحيح:(حتى يشهدوا) والشهادة لا بد فيها من مواطأة القلب للسان بدليل تكذيب الله تعالى للمنافقين في قولهم:(نشهد إنك لرسول الله))
تنبيه: هناك كثير من الأدلة على فساد هذا القول، وكثير من أقوال السلف ترده وتبين أنه من أفسد الأقوال، وأنه قول المرجئة بل غلاتهم، ضربت عنها صفحاً خشيت الإطالة، وأرجوا من جميع الإخوة أن يتفاعلوا مع هذا الموضوع الذي عم وطم، بل أصبح يقول بموجب هذا القول الفاسد كثير من طلبة العلم الذين تأثروا بهذا المتعالم، إحساناً للظن به، واعتقادا أن ما يقوله هو قول السلف، وهو وإن كان أحسن في جانب فقد أساء في جوانب، وإن كان يرد على الخوارج فقد نصر قول المرجئة، والبدعة لا ترد ببدعة.
وسأذكر البدعة الثانية في وقت لا حق وأحاول تفنيدها.
أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يرفع راية الحق في كل مكان، كما أسأله أن يهدي ضال المسلمين وأن يبصرهم بدينهم واعتقاد سلفهم الصالح، أن ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
[/size]