محمد بن أبي بكر
02-17-2008, 09:47 PM
قال محمد بن سعيد أرسلان
في يوم الأربعاء 17 من رجب 1428هـ، ضمن دروس شرح مجموع الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، في سياق شرح الرسالة التدمرية من المجلد الثالث:
والإرجاء في اللغة التأخير، ومنه سميت المرجئة لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان، وهذه البدعة من البدع الاعتقادية مما ينبغي على طلاب العلم أن يحيطوا به علماً، بدعة الإرجاء. فإن كثيراً من الناس يرمي بها من لا تكون فيه، كما رمي بذلك الشيخ الإمام العلامة الشيخ ناصر رحمة الله عليه، ظلماً وعدوانا، قال الشيخ صالح لما نقل إليه أن بعضهم من أهل التهور والتعسف والسير على غير سبيل يتهم الشيخ الألباني رحمة الله عليه بالإرجاء، قال الذي يتهم الشيخ بالإرجاء إما أنه لا يعرف الإرجاء أو لا يعرف الشيخ، وأقول أو لا يعرفهما معاً، فلا بد من معرفة هذا، لأنه سيمر عليك إن نظرت في كتب السالفين من الصالحين سيمر بك وصف للإمام أبي حنيفة ولشيخه حماد بالإرجاء، ولكثير من الفقهاء، فيما يسمى بمرجئة الفقهاء، فهل هذا هو الإرجاء المذموم الذي يقع عليه ما يقع من الذم أو ليس هو إلم تعلم علم هذه البدعة الاعتقادية فقد تتورط في شيء من الإرجاء أو تتورط في نفي الإرجاء عن مرجئ أو تتورط في وصف من ليس مرجئاً بأنه مرجئ إلى غير ذلك من التخبيط، وأنت خبير وعليم بأن طالب العلم الآن يكون في بداية الطلب وهو إمام، وقوله القول وفصله الفصل وحكمه الحكم، فما أكثر ما رمي من العلماء الأعلام بفرى وهم خلو منها، الإرجاء في اللغة التأخير، ومنه سميت المرجئة لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان ويجعل شيخ الإسلام المرجئة ثلاثة أصناف، الأول: - هذا كلامه في مجموع الفتاوى في الجزء السابع، يقول المرجئة ثلاثة أصناف، الأول:- الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يقول هو المعرفة فقط كالجهم، كجهم بن صفوان وأبي الحسين الصالحي، منهم من يدخل فيه أعمال القلوب أو بعضها كالمحبة لله والخضوع له، وهم أكثر فرق المرجئة، كما قد ذكر ذلك أبو الحسن الأشعري وذكر أقوالهم في كتابه مقالات الإسلاميين، هذا كلام شيخ الإسلام، و أما الثاني من تلك الأصناف من المرجئة من يقول هو مجرد قول اللسان، الإيمان مجرد قول اللسان، هذا قول الكرامية، وأما الصنف الثالث من يقول هو تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو المشهور عن بعض أهل الفقه مثل حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة وغيرهما، من يقول هو – أي الإيمان – تصديق القلب وقول اللسان، ويشير شيخ الإسلام حول هذه القضية إلى ثلاثة أمور مهمة، الأول: كما ذكر ذلك أيضاً في ذات المجلد أن في بعض كلام الرادين على المرجئة وصفهم بأنهم يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب، يقول: في بعض كلام الرادين على المرجئة، وصفهم بأنهم - أي بأن المرجئة يقولون – لا يضر مع الإيمان ذنب، وهذا قد يكون قول غاليتهم، ولكن ما علمت معيناً – بصوت فخم جهوري – أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعينون قائله، يعني يقول لا أعرف في الدنيا – بصوت جهوري قوي فيه حدة – من يقول لا يضر مع الإيمان ذنب، يقول الشيخ، شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في المجلد السابع صفحة إحدى وثمانين بعد المئة، من طبعة الرياض، يقول: في بعض كلام الرادين على المرجئة، وصفهم بأنهم - أي بأن المرجئة يقولون – لا يضر مع الإيمان ذنب، قال: وهذا قد يكون قول غاليتهم، لكن ما علمت معيناً – بصوت فخم جهوري – أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعينون قائله..
والثاني من الأمور المهمة: أن الخلاف بين أبي حنيفة وبقية أهل السنة خلاف لفظي، وإلا فالجميع متفقون على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد، فيقول: أبو حنيفة: الخلاف بينه وبقية أهل السنة خلاف لفظي، والجميع متفقون على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد، ولم يقل لا هو ولا من يسمى بمرجئة الفقهاء أنه لا يضر مع الإيمان ذنب.
والثالث من الأمور المهمة، أن أصل نزاع الفرق من الخوارج والمعتزلة والجهمية وغيرهم في الإيمان أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً لا يتبعض إذا زال بعضه زال جميعه، وإذا ثبت بعضه صبت جميعه. الخوارج والمعتزلة قالوا الطاعات كلها من الإيمان فإذا ذهب بعضها ذهب بعض الإيمان فإذن ذهب سائره، فحكموا بأن صاحب الكبيرة ليس معه شيء من الإيمان، ولذلك يكفرون بارتكاب الكبائر، هذا يقوله الخوارج والمعتزلة، يقولون الطاعات كلها من الإيمان، فإذا ذهب بعضها ذهب بعض الإيمان، فذهب سائره، يعني فذهب باقيه، فحكموا أن صاحب الكبيرة ليس معه شيء من الإيمان، وقالت المرجئة والجهمية ليس الإيمان إلا شيئاً واحداً، لا يتبعض إما مجرد تصديق القلب عند الجهمية أو تصديق القلب واللسان عند المرجئة، قالوا لأنا إذا أدخلنا فيه الأعمال صارت جزءاً منه، فإذا ذهبت ذهب بعضه فيلزم إخراج ذي الكبيرة من الإيمان، وهو قول المعتزلة والخوارج
-----------------------
التعليق:
وقع بن أرسلان في أكثر من خطأ عقدي كما قد غلط نفس غلطة الحداد في فهمه لكلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، وهذا بيان شيء من ضلالته:
1- قوله: سيمر بك وصف للإمام أبي حنيفة ولشيخه حماد بالإرجاء، ولكثير من الفقهاء، فيما يسمى بمرجئة الفقهاء، فهل هذا هو الإرجاء المذموم الذي يقع عليه ما يقع من الذم أو ليس هو!!
---------------------------
أقول: وهذا معلوم بطلانه فالأئمة لم يزالوا يحذرون من الإرجاء ولا يرون شيئاً منه غير مذموم! ولا يستغرب أن يصدر هذا من بن أرسلان لأنه لم يقله إلا حمية لزعيم حزبه، أعني الألباني وبمثل ذلك وأسوء قد قال من قبل ربيع والحلبي وثلتهما من مرجئة العصر..
2- زيادته على قول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بقوله: يعني يقول لا أعرف في الدنيا
---------------------------
أقول: وهذا خطأ آخر، حيث أن عدم علم الشيخ بمعين ينسب إليه المقولة لم يرد به إلا بيان عدم رجحان ثبوت هذا الكلام عن أي من رؤوس المرجئة المعروفين، وهذا لا ينفي اعتقاده وعلمه بأن من المرجئة - كما نقل إليه- من يقول بذلك، ويدل على ذلك قوله رحمه الله: "وهذا قد يكون قول غاليتهم".. فمن هذا نفهم أن هذه الكلمة من شيخ الإسلام رحمه الله لم تكن منه رحمه الله إلا تبعاً لأمانته العلمية في النقل ومن ثم ليس كما ظن هذا الضال من أنه دليل على أن شيخ الإسلام يرى ألا أحد من (المرجئة) في الدنيا يرى أنه لا يضر مع الإيمان ذنب!
3-قوله ناقلاً: "والثاني من الأمور المهمة: أن الخلاف بين أبي حنيفة وبقية أهل السنة خلاف لفظي"
---------------------------
أقول: وهذا من موافقاته للحداد ومن عدم أمانته في نقل مذهب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في تقرير هذه المسألة، فشيخ الإسلام بن تيمية لطالما في مسائل الاعتقاد ربط بين الشيء ولازمه إما نفياً أو إثباتاً أو تقريراً أو تفنيداً أو إلزاماً وإسكاتاً كما فعل ذلك في إلزامه للجهمية المرجئة.. هذا ومن تلك المسائل التي علق فيها حكمه على «اللازم» هذه المسألة أعني الكلام عن الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء، فمما قد قرره في موضع آخر في نفس مجموع فتاواه في الإيمان أن لازم هذا النزاع اللفظي نزاع معنوي كبير يتعلق بالوعد والوعيد في الآخرة وأحكام الإنسان في الدنيا ومعاملاته.. والعجيب حقاً أن هذا التوضيح من شيخ الإسلام كان في بداية المجموع الذي نقل منه بن أرسلان ولكن بن أرسلان بتر هذا النقل المهم - جهلاً أو مكراً- ليدافع عن فكر شيخه الذي يتعصب له لا أكثر ومن هنا اقتصر على ما اقتصر عليه في نقله..
والحمد لله رب العالمين
فرغت من تحرير هذا الرد ليلة الإثنين
الموافق للحادي عشر من شهر صفر لعام 1429 للهجرة النبوية الشريفة
محمد بن أبي بكر
في يوم الأربعاء 17 من رجب 1428هـ، ضمن دروس شرح مجموع الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، في سياق شرح الرسالة التدمرية من المجلد الثالث:
والإرجاء في اللغة التأخير، ومنه سميت المرجئة لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان، وهذه البدعة من البدع الاعتقادية مما ينبغي على طلاب العلم أن يحيطوا به علماً، بدعة الإرجاء. فإن كثيراً من الناس يرمي بها من لا تكون فيه، كما رمي بذلك الشيخ الإمام العلامة الشيخ ناصر رحمة الله عليه، ظلماً وعدوانا، قال الشيخ صالح لما نقل إليه أن بعضهم من أهل التهور والتعسف والسير على غير سبيل يتهم الشيخ الألباني رحمة الله عليه بالإرجاء، قال الذي يتهم الشيخ بالإرجاء إما أنه لا يعرف الإرجاء أو لا يعرف الشيخ، وأقول أو لا يعرفهما معاً، فلا بد من معرفة هذا، لأنه سيمر عليك إن نظرت في كتب السالفين من الصالحين سيمر بك وصف للإمام أبي حنيفة ولشيخه حماد بالإرجاء، ولكثير من الفقهاء، فيما يسمى بمرجئة الفقهاء، فهل هذا هو الإرجاء المذموم الذي يقع عليه ما يقع من الذم أو ليس هو إلم تعلم علم هذه البدعة الاعتقادية فقد تتورط في شيء من الإرجاء أو تتورط في نفي الإرجاء عن مرجئ أو تتورط في وصف من ليس مرجئاً بأنه مرجئ إلى غير ذلك من التخبيط، وأنت خبير وعليم بأن طالب العلم الآن يكون في بداية الطلب وهو إمام، وقوله القول وفصله الفصل وحكمه الحكم، فما أكثر ما رمي من العلماء الأعلام بفرى وهم خلو منها، الإرجاء في اللغة التأخير، ومنه سميت المرجئة لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان ويجعل شيخ الإسلام المرجئة ثلاثة أصناف، الأول: - هذا كلامه في مجموع الفتاوى في الجزء السابع، يقول المرجئة ثلاثة أصناف، الأول:- الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يقول هو المعرفة فقط كالجهم، كجهم بن صفوان وأبي الحسين الصالحي، منهم من يدخل فيه أعمال القلوب أو بعضها كالمحبة لله والخضوع له، وهم أكثر فرق المرجئة، كما قد ذكر ذلك أبو الحسن الأشعري وذكر أقوالهم في كتابه مقالات الإسلاميين، هذا كلام شيخ الإسلام، و أما الثاني من تلك الأصناف من المرجئة من يقول هو مجرد قول اللسان، الإيمان مجرد قول اللسان، هذا قول الكرامية، وأما الصنف الثالث من يقول هو تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو المشهور عن بعض أهل الفقه مثل حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة وغيرهما، من يقول هو – أي الإيمان – تصديق القلب وقول اللسان، ويشير شيخ الإسلام حول هذه القضية إلى ثلاثة أمور مهمة، الأول: كما ذكر ذلك أيضاً في ذات المجلد أن في بعض كلام الرادين على المرجئة وصفهم بأنهم يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب، يقول: في بعض كلام الرادين على المرجئة، وصفهم بأنهم - أي بأن المرجئة يقولون – لا يضر مع الإيمان ذنب، وهذا قد يكون قول غاليتهم، ولكن ما علمت معيناً – بصوت فخم جهوري – أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعينون قائله، يعني يقول لا أعرف في الدنيا – بصوت جهوري قوي فيه حدة – من يقول لا يضر مع الإيمان ذنب، يقول الشيخ، شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في المجلد السابع صفحة إحدى وثمانين بعد المئة، من طبعة الرياض، يقول: في بعض كلام الرادين على المرجئة، وصفهم بأنهم - أي بأن المرجئة يقولون – لا يضر مع الإيمان ذنب، قال: وهذا قد يكون قول غاليتهم، لكن ما علمت معيناً – بصوت فخم جهوري – أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعينون قائله..
والثاني من الأمور المهمة: أن الخلاف بين أبي حنيفة وبقية أهل السنة خلاف لفظي، وإلا فالجميع متفقون على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد، فيقول: أبو حنيفة: الخلاف بينه وبقية أهل السنة خلاف لفظي، والجميع متفقون على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد، ولم يقل لا هو ولا من يسمى بمرجئة الفقهاء أنه لا يضر مع الإيمان ذنب.
والثالث من الأمور المهمة، أن أصل نزاع الفرق من الخوارج والمعتزلة والجهمية وغيرهم في الإيمان أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً لا يتبعض إذا زال بعضه زال جميعه، وإذا ثبت بعضه صبت جميعه. الخوارج والمعتزلة قالوا الطاعات كلها من الإيمان فإذا ذهب بعضها ذهب بعض الإيمان فإذن ذهب سائره، فحكموا بأن صاحب الكبيرة ليس معه شيء من الإيمان، ولذلك يكفرون بارتكاب الكبائر، هذا يقوله الخوارج والمعتزلة، يقولون الطاعات كلها من الإيمان، فإذا ذهب بعضها ذهب بعض الإيمان، فذهب سائره، يعني فذهب باقيه، فحكموا أن صاحب الكبيرة ليس معه شيء من الإيمان، وقالت المرجئة والجهمية ليس الإيمان إلا شيئاً واحداً، لا يتبعض إما مجرد تصديق القلب عند الجهمية أو تصديق القلب واللسان عند المرجئة، قالوا لأنا إذا أدخلنا فيه الأعمال صارت جزءاً منه، فإذا ذهبت ذهب بعضه فيلزم إخراج ذي الكبيرة من الإيمان، وهو قول المعتزلة والخوارج
-----------------------
التعليق:
وقع بن أرسلان في أكثر من خطأ عقدي كما قد غلط نفس غلطة الحداد في فهمه لكلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، وهذا بيان شيء من ضلالته:
1- قوله: سيمر بك وصف للإمام أبي حنيفة ولشيخه حماد بالإرجاء، ولكثير من الفقهاء، فيما يسمى بمرجئة الفقهاء، فهل هذا هو الإرجاء المذموم الذي يقع عليه ما يقع من الذم أو ليس هو!!
---------------------------
أقول: وهذا معلوم بطلانه فالأئمة لم يزالوا يحذرون من الإرجاء ولا يرون شيئاً منه غير مذموم! ولا يستغرب أن يصدر هذا من بن أرسلان لأنه لم يقله إلا حمية لزعيم حزبه، أعني الألباني وبمثل ذلك وأسوء قد قال من قبل ربيع والحلبي وثلتهما من مرجئة العصر..
2- زيادته على قول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بقوله: يعني يقول لا أعرف في الدنيا
---------------------------
أقول: وهذا خطأ آخر، حيث أن عدم علم الشيخ بمعين ينسب إليه المقولة لم يرد به إلا بيان عدم رجحان ثبوت هذا الكلام عن أي من رؤوس المرجئة المعروفين، وهذا لا ينفي اعتقاده وعلمه بأن من المرجئة - كما نقل إليه- من يقول بذلك، ويدل على ذلك قوله رحمه الله: "وهذا قد يكون قول غاليتهم".. فمن هذا نفهم أن هذه الكلمة من شيخ الإسلام رحمه الله لم تكن منه رحمه الله إلا تبعاً لأمانته العلمية في النقل ومن ثم ليس كما ظن هذا الضال من أنه دليل على أن شيخ الإسلام يرى ألا أحد من (المرجئة) في الدنيا يرى أنه لا يضر مع الإيمان ذنب!
3-قوله ناقلاً: "والثاني من الأمور المهمة: أن الخلاف بين أبي حنيفة وبقية أهل السنة خلاف لفظي"
---------------------------
أقول: وهذا من موافقاته للحداد ومن عدم أمانته في نقل مذهب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في تقرير هذه المسألة، فشيخ الإسلام بن تيمية لطالما في مسائل الاعتقاد ربط بين الشيء ولازمه إما نفياً أو إثباتاً أو تقريراً أو تفنيداً أو إلزاماً وإسكاتاً كما فعل ذلك في إلزامه للجهمية المرجئة.. هذا ومن تلك المسائل التي علق فيها حكمه على «اللازم» هذه المسألة أعني الكلام عن الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء، فمما قد قرره في موضع آخر في نفس مجموع فتاواه في الإيمان أن لازم هذا النزاع اللفظي نزاع معنوي كبير يتعلق بالوعد والوعيد في الآخرة وأحكام الإنسان في الدنيا ومعاملاته.. والعجيب حقاً أن هذا التوضيح من شيخ الإسلام كان في بداية المجموع الذي نقل منه بن أرسلان ولكن بن أرسلان بتر هذا النقل المهم - جهلاً أو مكراً- ليدافع عن فكر شيخه الذي يتعصب له لا أكثر ومن هنا اقتصر على ما اقتصر عليه في نقله..
والحمد لله رب العالمين
فرغت من تحرير هذا الرد ليلة الإثنين
الموافق للحادي عشر من شهر صفر لعام 1429 للهجرة النبوية الشريفة
محمد بن أبي بكر