المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا شرّح ابن عثيمين أوضاع الجهاد بالأدلة البيّنة


كيف حالك ؟

أبوالفاروق العنزي الآثري
02-16-2008, 02:21 AM
نظراً لكثرة الخلط في مفهوم الجهاد الشرعي؛ ونظراً لخوض الكثيرين فيه ممن لا يحسن العلم الشرعي وليس من أهله، فقد رأيت من المناسب إيراد كلام أحد أهل العلم الأكابر وهو صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ مع شيء من التعليق والتوضيح لكلام فضيلته، وسأقوم بعد ذلك بالتعريج على أهم الشبهات في هذا الشأن:

النصّ الأول

قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن نصرة إخواننا المستضعفين في البوسنة والهرسك:

(ولكن أنا لا أدري: هل الحكومات الإسلامية عاجزة؟ أم ماذا؟ إن كانت عاجزة فالله يعذرها. والله يقول "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله". فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم). المصدر:

("الباب المفتوح" 2/284 لقاء 34 سؤال 990).

يستفاد من هذا النقل

أن التارك للجهاد مع العجز معذور،

وأننا لا نُلام في ترك الدفاع عن المسلمين المستضعفين في حالة كوننا عاجزين عن معاونتهم.


النصّ الثاني

قال ـ رحمه الله ـ عن الجهاد:

(إذا كان فرض كفاية أو فرض عين؛ فلا بد لـه من شروط. من أهمها: القدرة، فإن لم يكن لدى الإنسان قدرة فإنه لا يلقي بنفسه إلى التهلكة). المصدر:

("الباب المفتوح" 2/420 لقاء 42 سؤال 1095).

يستفاد من هذا النقل:

أن الجهاد يشترط له القدرة، حتى ولو كان فرض عين، وأن جهاد الدفع ـ مع أنه فرض عين ـ إلا أنه يقيد بالقدرة.

النصّ الثالث

قال ـ رحمه الله ـ جواباً عن السؤال التالي: ما رأيكم فيمن أراد أن يذهب إلى البوسنة والهرسك؟ مع التوضيح:

(أرى أنه في الوقت الحاضر لا يذهب إلى ذلك المكان، لأن الله عز وجل إنما شرع الجهاد مع القدرة؛ وفيما نعلم من الأخبار ـ والله أعلم ـ أن المسألة الآن فيها اشتباه من حيث القدرة. صحيح أنهم صمدوا ولكن لا ندري حتى الآن كيف يكون الحال! فإذا تبيّن الجهاد واتّضح؛ حينئذٍ نقول: اذهبوا).

المصدر:

(الشريط رقم 19 من أشرطة "الباب المفتوح" من الموقع الإنترنتي الرسمي للشيخ الدقيقة 26 الثانية 3).

يستفاد من هذا النقل

أن جهاد الدفع يشترط فيه القدرة، وأن الحكم الشرعي يتعلّق بالقدرة، حتى ولو أظهر المسلمون صموداً وتماسكاً أمام العدو، وأنه لا تكون مناصرة المسلمين ومساعدتهم إلا حيث كان لدى المسلمين القدرة على تلك المناصرة، وإلا فإن الذهاب مع العجز إنما يزيد عدد الهلكى من المسلمين، وأن الجهاد لا يكون إلا حيث تتضح فيه صورة الجهاد. النصّ الرابع

قال ـ رحمه الله:

(ولهذا لو قال لنا قائل الآن: لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة. الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ. ما تفيد شيئاً. فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟

ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا! كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله عز وجل. ويأباه شرعه. لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به عز وجل "اعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، هذا الواجب علينا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة ، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى.

المصدر:

(شرح كتاب الجهاد من بلوغ المرام الشريط الأول الوجه أ).

يستفاد من هذا النقل

أن حكمة الله وشرع الله يرفضان دخول المسلمين في قتال عدوّ لا طاقة لهم به، إن الواجب على العاجز الإعداد لا الجهاد، إن العدة ليست هي السلاح فحسب، فالسلاح سلاحان: مادي وإيماني، إن الإعداد الإيماني أوجب من الإعداد المادي، وأن الدعوة للقتال مع وجود العجز إنما هي ضرب من ضروب الحماقة.

النصّ الخامس

قال ـ رحمه الله:

(فالقتال واجب، ولكنه كغيره من الواجبات لا بدّ من القدرة. والأمة الإسلامية اليوم عاجزة. لا شكّ عاجزة، ليس عندها قوة معنوية ولا قوة مادية. إذاً يسقط الوجوب عدم القدرة عليه "فاتقوا الله ما استطعتم"، قال تعالى: "وهو كره لكم").

المصدر:

(شرح "رياض الصالحين" 3/375 أول كتاب الجهاد ط المصرية).

يستفاد من هذا النقل

أن الجهاد ـ كغيره من الواجبات الشرعية ـ لا بدّ له من القدرة، إن الأمة الإسلامية اليوم عاجزة بلا شك، إن عجز الأمة الإسلامية من الجهتين: المادية والمعنوية، وأن وجوب الجهاد يسقط عن الأمة لعدم القدرة.

النصّ السادس

قال ـ رحمه الله:

(لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار، حتى ولا جهاد مدافعة).

المصدر:

("الباب المفتوح" 2/261 لقاء 33 سؤال 977).

يستفاد من هذا النقل

صراحة اشتراط القدرة على جهاد الدفع، والتأكيد على عجز الأمة الإسلامية عن مواجهة الكفار.


النصّ السابع

قال ـ رحمه الله:

(إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه، لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة). المصدر:

(مجموع فتاوى الشيخ 18/388)

يستفاد من هذا النقل

أن الجهاد بالسيف متعذّر في العصر الحاضر، أن لهذا التعذّر أسباباً على رأسها: الضعف المادي، والمعنوي، وعدم قيامنا بأسباب النصر الحقيقية، ودخول ولاة الأمور في العهود والمواثيق التي تقتضي الكفّ عن الأعداء، أنه يجب الالتزام بميثاق ولي الأمر، وأنه لا جهاد إلا جهاد العلم والدعوة.

بالله عليكم،

ماذا يقول أرباب الحماسة ودعاة الجهاد عن أي طالب علم أو داعية يقرر مثل كلام الشيخ ابن عثيمين؟ ألا تجدونهم يصفونه بأبشع الأوصاف؛ من الجبن والخيانة والعمالة والخبث والتخذيل .. إلخ؟




المقال منقول
--------------------------------------------------------------------------------

قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ـ عليه رحمة الله ـ :

فإنَّ جُنْدَ الله هُمُ الغَالِبُونَ بِالحُجَّة واللّسَانِ كَمَا هُمْ غَالِبُونَ بِالسَّيْفِ والسِّنَانِ ولكِنَّ الخَوْف عَلى المُوَحِّد الَّذي يَسِيْر فِي هَذَا الطَِّريْق بِلا سِلاح .

12d8c7a34f47c2e9d3==