المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((هل العبرة بالكثرة والقلة )) رد علمي على مقولة المداخلة حنا كثره -- اقوال أهل الأثر.


كيف حالك ؟

أبوالفاروق العنزي الآثري
01-31-2008, 01:18 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
يااخي القارئ تأمل جيداً كلام المداخله (( حنا كثره؟! )) والكثره مذمومة في كتاب الله جل وعلا قال تعالى:
(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)
ويقول سبحانه تعالى
(ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
ويقول سبحانه وتعالى
(ولكن أكثر الناس لايعلمون) ويقول سبحانه وتعالى(وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنآ أكثرهم لفسقين)
ويقول الله سبحانه وتعالى
( وقليل من عبادي الشكور) .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم . [ بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .قيل وما الغرباء يا رسول الله قال:
الذ ين يصلحون إذا فسد الناس ـ رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد " ، والحديث أورده الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد – باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ، ثم قال في مسائله: "الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة ".
ياأخي القارئ نضع بين يديك أقوال و أثار أهل الأثر في الكثره والقلة :وقال ميمون بن مهران قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: الجماعة ما وافق الحق وإن كانت وحدك، وقال نعيم بن حماد إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ. ذكره البيهقي وغيره.
عن عمرو بن ميمون الأودي: قال قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوقع حبه في قلبي، فلزمته حتى واريته في التراب بالشام، ثم لزمت أفقه الناس بعده عبد الله بن مسعود فَذُكر يوماً عنده تأخير الصلاة عن وقتها فقال: ((صلوا في بيوتكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة)) فقلت له : وكيف لنا بالجماعة؟ فقال لي : (( يا عمرو بن ميمون إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة ، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك)).أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ص 160) وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (1/61)
وقال أحد السلف رحمه الله:عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول.
قال أبو شامة: ((وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة؛ فالمراد به لزوم الحق وإتباعه وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف كثيراً؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة رضي الله عنهم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل)).[((الباعث على إنكار البدع والحوادث)) (ص : 22)]
وقال إسحاق بن راهوية رحمه الله: (( لو سألت الجهال عن السواد الأعظم لقالوا جماعة الناس، ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وطريقه فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة)) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/239).
قال الشاطبي رحمه الله: (( فانظر حكايته تتبين غلط من ظن أن الجماعة هي جماعة الناس وإن لم يكن فيهم عالم وهو فهم العوام لا فهم العلماء؛ فليثبت الموفق في هذه المزلة قدمه لئلا يضل عن سواء السبيل، ولا توفيق إلا بالله)). [الاعتصام : (2/267)]
وقال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان (1/70) :
وكان محمد بن أسلم الطوسي الإمام المتفق على إمامته مع رتبته أتبع الناس للسنة في زمانه حتى قال: "ما بلغني سنة عن رسول الله إلا عملت بها ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكبا فما مكنت من ذلك"
فسئل بعض أهل العلم في زمانه عن السواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث: "إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم"، فقال: محمد بن أسلم الطوسي هو السواد الأعظم.
وصدق والله فإن العصر إذا كان فيه عارف بالسنة داع إليها فهو الحجة وهو الإجماع وهو السوار الأعظم وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتبع سواها ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا
وقال أيضاً رحمه الله في إعلام الموقعين( 3/398) :
واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق , وإن كان وحده وإن خالفه أهل الأرض .
وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم فقال : أتدري ما السواد الأعظم هو محمد بن أسلم الطوسي وأصحابه . فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هم الجمهور !!، وجعلوهم عيارا على السنة ، وجعلوا السنة بدعة والمعروف منكراً ، لقلة أهله وتفردهم في الأعصار والأمصار ، وقالوا من شذ شذ الله به في النار ، وما عرف المختلفون أن الشاذ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم فهم الشاذون ، وقد شذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة ، ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده هو على الحق فلم يتسع علمه لذلك فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل فلا إله إلا الله ، ما أشبه الليلة بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم ، مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي .
وقال رحمه الله : لا يوحشنك من قد أقر على نفسه هو وجميع أهل العلم أنه ليس من أولي العلم ، فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ، طالب للدليل ، محكم له ، متبع للحق حيث كان وأين كان ، ومع من كان ، زالت الوحشة وحصلت الألفة ولو خالفك ، فإنه يخالفك ويعذرك ، والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك ، أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة ، وسيرته الذميمة فلا تغتر بكثرة هذا الضرب فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم ، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم أ.هـ
{الاحتجاج بما عليه الأكثر دون نظر الى مستنده}
/شرح مسائل الجاهليه: لفضيلة الشيخ صالح الفوزان
(أن من أكبر قواعدهم : الاغترار بالأكثر,ويحتجون به على صحة الشيء,ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله ,فأتهم بضد ذلك ,وأوضحه في غير موضع من القرآن) الشرح
من مسائل الجاهلية:أنهم يستدلون بالأكثرين على الحق ,ويستدلون بالأقلين على غير الحق, فما كان عليه الاكثر عندهم فهو
الحق ,وما كان عليه الأقل فهو غير حق,هذا هو الميزان عندهم في معرفة الحق من الباطل . وهذا خطأ, لأن الله جل وعلا
يقول :(وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون إلا الضن وإن هم إلا يخرصون) ويقول سبحانه وتعالى
(ولكن أكثر الناس لايعلمون) ويقول سبحانه وتعالى(وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنآ أكثرهم لفسقين) الى غير ذلك.
فالميزان ليس هو الكثره والقله, بل الميزان هو الحق , فمن كان على الحق -وإن كان واحداً- فإنه هو المصيب , وهو الذي
يجب الاقتداء به,وأذا كانت الكثرة على باطل فإنه يجب رفضها وعدم الاغترار بها, فالعبرة بالحق , ولذلك يقول العلماء :الحق
لايعرف بالرجال,وأنما يعرف الرجال بالحق . فمن كان على الحق فهو الذي يجب الاقتداء به.
والله جل وعلا- فيما قص عن الامم- أخبر أن القله قد يكونون على الحق , كما قال تعالى (ومآ ءامن معه الا قليل ) وفي
الحديث- الذي عرضت فيه الامم على النبي صلى الله عليه وسلم رأى النبي ومعه الرهط, والنبي معه الرجل , والرجلان,
والنبي وليس معه أحد. فليست العبرة بكثرة الاتباع على المذهب أو على القول , وأنما العبرة بكونه حقاً او باطلاً, فما كان حقاً-
وإن كان عليه أقل الناس ,أو لم يكن عليه أحد ,مادام أنه حق - يتمسك به فإنه هو النجاة. والباطل لا يؤيده كثرة الناس أبداً,
هذا ميزان يجب أن يتخذه المسلم دائماً معه.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ) وذلك حين يكثر الشر والفتن والضلال, فلا يبقى
على الحق الا غرباء من الناس ونزاع من القبائل , يصبحون غرباء في المجتمع البشري, والرسول صلى الله عليه وسلم
بعث والعالم كله يموج في الكفر والضلال , ودعا الناس ,فاستجاب له الرجل والرجلان ,الى أن تكاثروا . وكانت قريش -
وكانت الجزيره كلها , وكان العالم كله- على الضلال .والرسول صلى الله عليه وسلم وحده يدعوالناس . والذين أتبعوه قليل
بالنسبه للعالم.
فالعبرة ليست بالكثرة, العبرة بالصواب وإصابة الحق . نعم, إذا كانت الكثرة على صواب فهذا طيب , ولكن سنة الله جل
وعلا أن الكثرة تكون على الباطل (ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (وأن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله)(شرح مسائل الجاهلية: محمد عبد الوهاب) المسألة الخامسة/ شرح الشيخ صالح الفوزان/ص60
جمع وإعداد : الراجي عفو ربه (( أبوالفاروق العنزي الأثري))

قاسم علي
01-31-2008, 08:20 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==