المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التمسك بالتقويم الهجري للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله


كيف حالك ؟

أبوالفاروق العنزي الآثري
01-28-2008, 10:16 AM
التمسك بالتقويم الهجري للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله

التمسك بالتقويم الهجري للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بأذنه وسرجاً منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإننا في هذه اليوم أو في اليوم الذي بعده ندخل عاماً جديداً إسلامياً هجريا ابتداء عقد سنواته من اجل مناسبة في الإسلام ألا وهي هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي ابتداء بها تكوين هذه الأمة التي ابتداء بها تكوين هذه الأمة الإسلامية في بلد إسلامي مستقل يحكمه المسلمون ألا وهو المدينة النبوية التي استقر فيها الإسلام واستقام فيها عوده حتى فتح الله به بلدان كثيرة جدا ولم يكن التاريخ السنوي لم يكن التاريخ السنوي معمولاً به في أول الإسلام حتى كانت خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففي السنة الثالثة أو الرابعة كتب إليه أبو موسى الأشعري إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم فقيل أنه بعضهم قال أرخوا كما تأرخ الفرس أرخوا كما تأرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده فكره الصحابة ذلك فقال آخرين أرخوا كما تأرخ الروم ولكنهم كرهوا ذلك أيضاً لأن الفرس والروم ليسوا من المسلمين الفرس عباد النيران والروم نصارى أصحاب صليب فكره الصحابة رضي الله عنهم أن يوافقوا هؤلاء و هؤلاء ثم قال بعضهم أرخوا من مولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال آخرون أرخوا من مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وقال قوم آخرون أرخوا من مهاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال عمر رضي الله عنه الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا منها فأرخوا من الهجرة واتفقوا على ذلك أن تكون أول السنوات الإسلامية هي السنة الأولى هي السنة الأولى من الهجرة واتفقوا على ذلك ولكنهم تشاوروا من أي شهر يكون ابتداء السنة فقال بعضهم من رمضان لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن وقال آخرون من ربيع الأول لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وعلى وسلم فيه المدينة مهاجرا ولكن عمر وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وهم الخلفاء الثلاثة أفضل الأمة بعد أبي بكر رضي الله عنه اتفقوا على أن يكون ابتداء السنة من المحرم لأنه شهر حرام لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام أركان دينهم والذي كان فيه بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم والعزيمة على الهجرة فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام أيها المسلمون سمعتم ما عان المسلمون السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار في التحري عن ابتداء التاريخ والتقويم الإسلامي العربي ورأيتم اختلافهم واستقرارهم على هذا الرأي الحميد وهذا يدل على أنه يجب على المسلمين أن يعتنوا بتاريخهم وأن يعتنوا بتقويمهم وأن لا يكونوا أذناب لغيرهم يؤرخون بتاريخ غيرهم فإن هذا بلا شك من الذل والخنوع وإن من المؤسف حقاً أن يعدل أكثر المسلمين اليوم عن التاريخ الإسلامي الهجري إلى تاريخ النصارى الميلادي الذي لا يمت إلى دين الإسلام بصلة ولئن كان لبعضهم إي لبعض هؤلاء المسلمين الذين كانوا يؤرخون بالتاريخ الميلادي لئن كان لبعضهم شبهة من العذر حين استعمر بلادهم النصارى وأرغموهم على أن يتناسوا تاريخهم الإسلامي الهجري فليس لهم الآن أي عذر في البقاء على تاريخ النصارى الميلادي لأن الله تعالى بنعمته أزال عنهم كابوس المستعمرين وظلمهم وغسمهم ولقد سمعتم ولقد سمعتم ما قيل من أن الصحابة رضي الله عنهم كرهوا التاريخ بتاريخ الفرس والروم أيها المسلمون إن التاريخ وإن التقويم شعار الأمة فإذا تناست الأمة هذا الشعار فهو تناسي لشخصياتها ومقوماتها التاريخية أيها المسلمون إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلامياً هجريا شهوره الشهور الهلالية التي قال الله عنها في كتابه المبين:(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ) هذه الشهور الأثنى عشر هي الشهور التي جعلها الله التي جعلها الله تعالى مواقيت للعالم كلهم قال الله تعالى :(يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ) ( قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ) أي الناس إنها مواقيت للناس كلهم بدون تخصيص لا فرق بين عرب وعجم وذلك لأنها علامات محسوسة ظاهرة كل أحد يعرف بها دخول الشهر وخروجه فمتى رؤى الهلال من أول الليل دخل الشهر الجديد وخرج الشهر السابق قال الله عز وجل:(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ) إن هذه الشهور المبنية على أمر محسوس ليست كالشهور الإفرنجية شهوراً وهمية غير مبنية على مشروع ولا معقول ولا محسوس بل هي شهور اصطلاحية مختلفة بعضها يبلغ واحد وثلاثين يوما وبعضها لا يبلغ تسعة وعشرين يوما وبعضها بين ذلك ولا يعلم لهذا الاختلاف لا يعلم لهذا الاختلاف سبب حقيقي معقول أو محسوس أو ديني ولهذا طرحت في الآونة الأخيرة طرحت مشروعات لتغير هذه الأشهر على وجه منضبط لكنها عورضت، عورضت من قبل من عورضت من قبل الأحبار والرهبان من قبل العلماء والعباد من النصارى فتأمل تأمل أيها المسلم كيف يعارض رجال دين اليهود والنصارى العباد منهم والعلماء في تغير أشهر وهمية مختلفة إلى اصطلاح اضبط لأنهم يعلمون لأنهم أعني الأحبار والرهبان يعلمون ما لذلك من خطر ورجال دين الإسلام ساكتون بل مقرون لتغير التوقيت بالأشهر الإسلامية بل الأشهر العالمية التي جعلها الله مواقيت للعباد حيث عدل عنها كثير من المسلمين إلى التوقيت بالشهور الإفرنجية وقد سئل الأمام أحمد رحمه الله فقيل له إن للفرس أياماً وشهوراً يسمونها بأسماء لا تعرف فكره ذلك أشد الكراهة وروي عن مجاهد أنه كان يكره أن يقال أذارماه وإن من دواعي السرور والغبطة أن كانت المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في هذه المملكة التي نسأل الله أن يحرسها بدينه نسأل الله أن يحرسها بدينه وأن يحرس دينه بها كانت المادة الأولى أن دينها الإسلام ودستورها كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولغتها هي اللغة العربية أما المادة الثانية وكانت هي المادة الثانية للعناية بها أن عيد الدولة هما عيد الفطر والأضحى وتقويمها هو التقويم الهجري وهذا ولله الحمد دليل ظاهر على تمسك هذه الدولة على تمسك هذه الدولة بمادة عزها وكرامتها وهي التمسك بدين الإسلام وكون النظام مبيناً على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومحو جميع الأعياد الوثنية إلا أن عيد الأضحى وعيد الفطر وهما العيدان الإسلاميان هما عيد الدولة وكذلك في التقويم تقويمها هو التقويم الهجري فنسأل الله تعالى أن يزيدها ولاتها تمسكاً بدين الله وأن يزيد رعيتها تمسكاً بدين الله أيها المسلمون إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلاميا هجريا ليس من السنة أن نحدث عيداً لدخوله وليس من السنة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة إنما هي أمر عادي وليس أمراً تعبديا وليست الغبطة ليست الغبطة بكثرة السنين كم من إنسان طال عمره وكثرت سنواته ولكنه لم يزدد بذلك إلا بعداً من الله إن أسوأ الناس وشر الناس من طال عمره وساء عمله ليست الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله عز وجل فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه شر لمن أمضاه في معصية الله والتمرد على طاعته إن علينا أيها المسلمون أن نستقبل أيامنا وشهورنا وأعوامنا بطاعة الله ومحاسبة أنفسنا وأصلاح ما فسد من أعمالنا ومراقبة من ولانا الله عليه من الأهل من زوجات وأولاد بنين وبنات وأقارب فاتقوا الله عباد الله وقوموا بما أنتم به معنيون وعنه يوم القيامة تسألون:( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) قوموا بذلك على الوجه الأتم الأكمل أو على الأقل بالواجب وأعلموا أيها المسلمون أن أعضائكم وأن جنوبكم ستكون عليكم يوم القيامة بمنزلة الخصوم يوم يختم على الأفواه وتكلم الأيدي والأرجل بما كسب الإنسان قال الله تعالى : (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ*وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال عز وجل: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) عباد الله اتقوا الله عز وجل وأعلموا أن كل عام يجد يعد المرء نفسه بالعزيمة الصادقة بل كل عام يجد يعد المرء نفسه بالعزيمة الصادقة والجد ولكن تمضي عليه الأيام وتنطوي الساعات وحاله لم تتغير إلى أصلح فيبؤ بالخيبة والخسران ثم لا يفلح ولا ينجح فاغتنموا الأوقات عباد الله بطاعة الله وكونوا كل عام أصلح من العام الذي قبله فإن كل عام يمر بكم يقربكم من القبور فإن كل عام يمر بكم يقربكم من القبور عاما ويبعدكم عن القصور عاما يقربكم من الانفراد بأعمالكم ويبعدكم من التمتع بأهليكم وأولادكم وأموالكم عباد الله والله ما قامت الدنيا إلا بقيام الدين ولا نال العزة والكرامة والرفعة إلا من خضع لرب العالمين ولا دام الأمن والطمأنينة والرخاء إلا باتباع منهج المرسلين ولئن استمرت زهرة الدنيا مع المعاصي والانحراف إن ذلك لاستدراج يعقبه الإهلاك والأتلاف فاعتصموا بطاعة الله اعتصموا بطاعة الله عن عقوبته وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد يا منان يا بديع السماوات والأرض يا حي يا قيوم نسألك اللهم أن تجعل عامنا هذا وما بعده عام أمن وطمأنينة عام علم نافع وعمل صالح عاماً تصبغ به علينا النعم وتدفع به عنا النغم عاماً ترزقنا فيه شكر نعمتك وحسن عبادتك عاماً تصلح به ولاة أمورنا ورعيتنا عاماً تيسرنا فيه للهدى وتيسر الهدى لنا عاماً تجتمع فيه القلوب على طاعتك عاماً تجتمع فيه قوة الشباب وحكمة الشيوخ إنك على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاماً لمن أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ البدر وأنور وسلما تسليماً كثيرا
أما بعد
فقد استمعتم في الخطبة الأولى إلى أنه لا ينبغي لنا ونحن مسلمون لنا سلف صالح من هذه الأمة أن نؤرخ بالتاريخ الميلادي التاريخ الميلادي الذي أرخ به اليهود والنصارى وذلك لأن للمسلمين شخصيتهم البارزة المتميزة عن غيرهم التي مضى عليها أسلافهم من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والأئمة المهديين وإلى وقت قريب فأهل الشام في كتب الفقهاء وغير الفقهاء إلى عصر قريب لا يؤرخون إلا بالتاريخ الهجري وكذلك أهل العراق وكذلك أهل مصر وكذلك أهل اليمن وكذلك أهل الجزيرة كل هؤلاء لا يعرفون التاريخ الميلادي ولكن التاريخ الميلادي عرف حين استعمر النصارى جزء كبيراً من بلاد المسلمين في المشرق والمغرب فلهذا انصاع المسلمون لهذا الاستعمار لهذا الاستعمار العسكري الذي يتضمن الاستعمار الفكري فكانوا يؤرخون بالتاريخ الميلادي ولكن كما قلنا في الخطبة إنه لا عذر للمسلمين اليوم حين استقلوا ولله الحمد وانفصمت عرض الاستعمار في بلادهم أن يبقوا على هذا التاريخ النصراني الميلادي لأن التاريخ الإسلامي الهجري الذي سنه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أولى بالإتباع لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ولئن المسلمون بالتاريخ الميلادي النصراني الذي ليس مبنياً ليس مبنياً على ليس مبنياً على مآثر إسلامية فلقد ابتلي بعضهم بالضعف الشخصي حين صاروا الآن يكتبون باللغة اللاتينية اللغة الإنجليزية فوصف الدواء لا يكون إلا باللغة الإنجليزية حتى أنه لربما يغلط المريض فيأكل من الدواء ما يضره أو يقصر من الدواء عن ما لا ينفعه ولقد بلغنا أنه توجد لافتات على بعض الدكاكين والمتاجر باللغة الإنجليزية ليس فيها حرف واحد من اللغة العربية وسبحان الله هل كانت بلادهم الآن بلاد أوربية هل هي قطعة من مدن البلاد الغربية إننا أمة إسلامية أمة عربية يجب أن نفتخر بما من الله به علينا من الإسلام وأن نكون أمة ذات شخصية منفردة متميزة بما تتميز به في دينها وإسلامها كيف نخنع حتى تكون لافتات دكاكيننا ومتاجرنا باللغة الإنجليزية التي لا يعرفها أكثر من يشتري من هذه المتاجر نعم لو أن الإنسان فتح متجراً في بلد غربي ليس فيه من يعرف العربية لكان معذوراً أن يجعل لافتات تجارته باللغة الإنجليزية أما والبلاد أكثرهم لا يعرفون اللغة الإنجليزية أكثر الذين يأخذون من هذه المتاجر لا يعرفون اللغة الإنجليزية فيا سبحان الله كيف تكون اللافتات باللغة الإنجليزية أيها المسلمون إنه ينبغي أن تكون لنا شخصية فريدة شخصية قائمة بذاتها ليست تبعاً لأحد ولسنا نحارب بذلك كل ما يأتي من غيرنا إذا كان صالحا لكننا نحارب من يأتي من غيرنا ليمحو شخصيتنا أيها المسلمون إن المسلمين أمة إسلامية تتميز بدينها تتميز بلغتها تتميز بتاريخها تتميز بعاداتها إنها أمة مستقلة يجب أن لا تكون ذنباً لغيرها كما من الله عليها بدين قال الله عنه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) إن الإسلام يعلو ولا يعلا ويجب على أمة الإسلام أن تعلو ولا تعلا هذا هو واجبها لو كانت تريد العزة والكرامة نسأل الله تعالى أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد تعز فيه تعز فيه على غيرها وتنتصر بها على غيرها نسأل الله تعالى أن يهيئ لها أمر رشد يعز فيه أهل طاعة الله ويذل فيه أهل معصية الله أيها المسلمون أعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي الاجتماع على دينكم أن لا تتفرقوا أن تكونوا أمة واحدة قلب واحد وهدف واحد وعمل واحد مبني على الإخلاص لله والإتباع لرسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيه فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر فقال:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وأتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح رعيتهم اللهم أصلح شبابهم وشيوخهم وكهولهم وذكورهم وإناثهم يا أرحم الراحمين اللهم أنصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم أنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم يا منان يا بديع السماوات والأرض نسألك اللهم أن تنزل بالصرب الظالمين بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم أشدد وطأتك بهم اللهم عليك بهم اللهم عليك بهم اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم إنا نسألك أن تجعلهم عبرة للناس في الذل والخذي والعار يا أرحم الراحمين اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام يا منان يا بديع السماوات والأرض يا حي يا قيوم نسألك أن تنصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم على أعدائهم اللهم أمنحهم نقاب أعدائهم وأورثهم ديارهم ونسائهم وأموالهم وذرياتهم إنك على كل شئ قدير اللهم أقر أعيننا اللهم أقر أعيننا بنصرهم وعزهم وأقر أعيننا بذل أعدائهم يا رب العالمين اللهم أذل كل عدو للمسلمين اللهم أذل كل عدو للمسلمين اللهم أذل كل عدو للمسلمين اللهم أهدى المسلمين لأقرب الطرق إليك يا رب العالمين اللهم أنصرهم على عدوهم بمنك وكرمك يا حي يا قيوم ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

للاستماع للخطبة / للحفظ


المصدر: www.ibnothaimeen.com

عسلاوي مصطفى أبو الفداء
01-28-2008, 01:36 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==