المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهرولة صفة لله -جلا وعلا- نمررها كما جاءت (العلامة الأثري صالح اللحيدان)


كيف حالك ؟

قيصر العراقي
11-20-2007, 11:43 PM
هذه مكالمة هاتفية أجريت مع شيخنا الوالد العلامة صالح اللحيدان -حفظه الله- فيها فتاوى علمية ، ومن بين هذه الفتاوى :
مسألة الهرولة وقرر فيها الشيخ -حفظه الله - ما قرره أهل السنة والجماعة بكون الهرولة صفة للرحمن وأنها تمرر كما جاءت في النصوص الشرعية.

بوعائشة
11-21-2007, 10:06 AM
الله أكبر على كلام العلامة السلفي صالح اللحيدان حفظه الله من كل سوء وبيانه لعقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة ، وجزاك الله خير أخي قيصر العراقي على هذا المجهود المثمر وبارك الله فيك ونفع بك الأسلام والمسلمين .

محمد الصميلي
11-21-2007, 08:23 PM
بارك الله فيك أخي وهذا هو الذي عليه ثلة من العلماء واطمأن القلب لإعتقاده واعمل به ، لكن هل بدع أحد من العلماء الأكابر من قال بأن الهرولة ليست بصفة ؟

قيصر العراقي
11-21-2007, 11:48 PM
حول حديث ((.....من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً......))
[[يقول العلامة ابن باز في رده على العلوي المالكي الضال حين أول صفة الهرولة فرد عليه الامام فقال:
ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى......وقولهم :ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس :هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل.]]
من كتاب فتاوى نور على الدرب/ -العقيدة- الجزء الأول
صفحة76
من أجوبة سماحة الشيخ :عبدالعزيز ابن باز رحمه الله

سؤال/ لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح سيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي حديثأ قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً,وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة))رواه البخاري
فقال المعلقان في تعليقهما عليه:أن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه,فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه,وأحسن إليه بالكثير,وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي,ولامشي,ولاهرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ماقلاه في المشي والهرولة موافق لما قال سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءْت,وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولاهرولة فنرجو منكم ايضاحها والله الموفق؟

الجواب:الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فلا ريب أن الحديث ((المذكور)) صحيح فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال((:يقول الله عزوجل:من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً,ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عزوجل, وأنه بالخير الى عباده أجود, فهو أسرع إليهم بالخيروالكرم والجود ,منهم في أعمالهم,ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
ولامانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح, فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه,ولم يسألوا عنه,ولم يتأولوه ,وهم صفوة الأمة وخيرها, وهم أعلم الناس باللغة العربية ,وأعلم الناس بما يليق بالله ومايليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول, وأن يحمل على خير المحامل, وأن هذه الصفة تليق بالله لايشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره, وليس مشيه كمشيه, ولاهرولته كهرولته ,وهكذا غضبه, وهكذا رضاه, وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش, وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليله, كلها صفات تليق بالله جل وعلا, لايشابه فيها خلقه.
فكما أن استواءه على العرش, ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل, ومجيئه يوم القيامة, لايشابه استواء خلقه ولامجيء خلقه ولانزول خلقه, فكهذا تقربه إلى عبادة العابدين له والمسارعين لطاعته,وتقربه إليهم لايشابه تقربهم,وليس قربه منهم كقربهم منه,وليس مشيه كمشيهم,ولاهرولته كهرولتهم(بل هو شيئ) يليق بالله لايشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات, فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزوجل.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى, وأنه لايعلم كيفية صفاته إلاهو, كما أنه لايعلم كيفية ذاته إلاهو, فالصفات كالذات, فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك, فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الايمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها, وأنها لاتشابه صفات الخلق, كما قال عز وجل(قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا احد)وقال عزوجل(فلاتضربوا لله الأمثال أن الله يعلم وأنتم لاتعلمون)وقال سبحانه(ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
فرد على المشبهة بقوله:(ليس كمثله شيئ)وقوله(فلاتضربوا الامثال)ورد على (المعطلة)بقوله:(وهو السميع البصير)وقوله: (قل هو الله أحد*الله الصمد)( وإن الله عزيز حكيم)وقوله:}(إن الله سميع بصير)وقوله (إن الله غفور رحيم),(إن الله على كل شيئ قدير)إلى غير ذلك.
فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ماأثبته الله لنفسه إثباتاً بلا تمثيل, ونفي مانفاه الله عن نفسه, وتنزيه الله عما نزّه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكمالك بن أنس, والأوزاعي, والثوري, والشافعي, وأحمد, وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام, يقولون أمروها كما جاءت واثبتوها كما جاءت, من غير تحريف, ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل .
وأما ماقاله المعلقان في هذا(علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح, ولكن مقتضى هذا الحديث أنة سبحانه إسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم, ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, من غير ان يشابه خلقه في شيئ من ذلك,فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غيرتحريف ,ولاتعطيل,ولاتكييف, ولاتمثيل.
وقولهم :ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس :هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل, وعدم التكييف, وعدم التمثيل ,والتحريف, فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, ولايتعرض لها بتأويل ولابتحريف ولابتعطيل, بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه, وكما خاطبنا بها, إثباتا يليق بالله لايشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيئ منها, كما نقول في الغضب, واليد والوجه, والاصابع, والكراهه, والنزول, والاستواء, فالباب واحد, وباب صفات باب واحد .انتهى كلامه رحمه الله

محمد الصميلي
11-22-2007, 07:42 PM
تدبر أخي أن الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله تعالى-عد قول من قال ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس من اقوال أهل البدع لأن الأصل عندهم التأويل الفاسد ، ولم يبدع من قال انها ليست بصفة كبعض العلماء لأن التأويل هنا سائغ لقرينة في الحديث وهذا قول بعض علماء السنة، والله أعلم.

البلوشي
11-22-2007, 07:48 PM
بارك الله فيك وحفظ الله العلامة صالح اللحيدان

الاثري83
11-22-2007, 10:14 PM
تدبر أخي أن الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله تعالى-عد قول من قال ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس من اقوال أهل البدع لأن الأصل عندهم التأويل الفاسد ، ولم يبدع من قال انها ليست بصفة كبعض العلماء لأن التأويل هنا سائغ لقرينة في الحديث وهذا قول بعض علماء السنة، والله أعلم.
من من العلماء قال بأنها ليست صفة .؟.وما هو تفسيرهم ؟
افهم من كلامك اخي محمد ان هذا الاختلاف في تفسير هذه الصفة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
اليس كذلك؟.

محمد الصميلي
11-24-2007, 06:49 PM
من من العلماء قال بأنها ليست صفة .؟.وما هو تفسيرهم ؟
افهم من كلامك اخي محمد ان هذا الاختلاف في تفسير هذه الصفة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
اليس كذلك؟.

نعم أخي فهمك الذي أردت ، وارجع لشرح شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى- في كتاب التوحيد من صحيح البخاري الشريط رقم(08)تجد ما يزيل الإشكال ، وللشيخ فالح كلام يفهم منه ما فهمت، والله الموفق.

الاثري83
11-24-2007, 07:37 PM
نعم أخي فهمك الذي أردت ، وارجع لشرح شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى- في كتاب التوحيد من صحيح البخاري الشريط رقم(08)تجد ما يزيل الإشكال ، وللشيخ فالح كلام يفهم منه ما فهمت، والله الموفق.
ليس عندي الشريط مع الاسف اخي محمد.

الاثري83
11-24-2007, 07:45 PM
ليس عندي الشريط مع الاسف اخي محمد.
واين اجد كلام الشيخ فالح - حفظه الله -.
"فمعليش اخي فانا اريد ان اتعبك شوي لتكون الفائدة كاملة ولك الاجر كاملا - ان شاء الله " وذلك بانزال كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - وكلام الشيخ فالح في هذه القضية .وشكرا.ووفقك الله .

محمد الصميلي
11-24-2007, 07:52 PM
أخي الأثري83 : إذا كان عندك أشرطة شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ محمد العثيمين- رحمه الله تعالى- فستجد-إن شاء الله تعالى- ما يفيد طالب الحق ويزيل الإشكال الوارد في التبديع.
ولا بأس أن أنقل تفريغ أحد الإخوة للكلام المحال عليه سابقا لعل الله ينفعني به و إياك وسائر طلاب الحق:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمة الله عليه-:
"أما قوله (وإن أتانـي يمشي أتيته هرولة) فهذا أيضاً اختلف فيه العلماء هل هو على حقيقته أو لا ؟ فقيل إنه على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي أما الله عز وجل فإننا لا نعرِف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه، فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال إن الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولابد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بأنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقةً فإذا كان يأتي حقيقة لابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا بأنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يمكن أن نتصورها هي فوق ما يتصور وفوق ما يتكلم به، ولكن هذا القول يخص هذا الحكم، بالعبادات التي يأتي إليها الإنسان مشياً وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم في مكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها.

على القول الثاني نقول هذه من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضائي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات، لأن الإنسان يُسرع إلى العبادة إسراعاً بالبدن وأحياناً يسرع بالقلب فقط وهو ثابت في مكانه ،
فالمهم أن للعلماء في هذه المسألة قولين لعلماء السلف هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنها بعض العبادات إلا أنها تُثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية عن أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل، وكأن شيخ الإسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال، ويؤيد هذا بأنه ليست جميع العبادات تحتاج إلى سعي ومشي وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون ولا عشر العبادات الأخرى يعني أن العبادات التي تحتاج إلى مشي قليلة بالنسبة للعبادات الأخرى، فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات، ونجعل هذا من باب ضرب المثل، وما زال الناس يضربون المثل في هذا يقول: أنا إذا رأيتك تقبل عَلَيَّ فإني سوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشياً أُقبل إليك مسرعاً أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون. وهذا أسلوب عربي معروف، وما زال إلى يومنا هذا، طيب وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة، وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات، وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية".اهـ

الاثري83
11-24-2007, 10:43 PM
جزاك الله خيرا اخي محمد وبارك فيك وزادك فضلا.امين.

أبو حامد السلفي
11-25-2007, 07:04 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد،،،قال الامام مالك رحمه الله: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر
فإن الحق أبلج والباطل لجلج ولكن من الناس من يصم أذنه عن سماع الحق وأتباعه ويستمتع بالتفرد في الرأي المخالف للكتاب والسنة النبوية ومنهج السلف ويدافع عنه، فتراهم يأتون بالدعاوي الباطلة والجهل المطبق وما يقع من شبهات عقلية سقيمة أو علمية واهية أو زلة عالم يذيعونها في أتباعهم ليبرروا واقعهم المخالف، فكان هذا سبباً في وقوعهم في أمور عظيمة، من تأويل لصفات الباري سبحانه وتعالى كصفة الهرولة وغيرها.
لذا فقد أقتبستوا من بحث أحد طلبة العلم السلفيين في إثبات صفة الهرولة لله عز وجل حيث جاء فيه نقل الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى إجماع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة الهرولة لله سبحانه وتعالى وغيرها من الصفات، وأنقل الآن كلام الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله من البحث:
قال رحمه الله في كتابه « النقض على بشر المريسي الجهمي العنيد فيما افتراه على الله عز وجل من التوحيد »(1) (ص121): « وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة(2) والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ».
انتهى المقصود
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(وفق)
...............................
الحاشية:
(1)قال ابن القيم في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص231) : وكتاباه – (أي كتابه الرد على الجهمية والنقض على بشر) - من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظمهما جداً وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما.
(2) قلت: وهو من النقول القديمة عن السلف في إثبات هذه الصفة .

الاثري83
11-25-2007, 01:31 PM
حديث "انا عند ظن عبدي بي "
للعلامة الراجحي - حفظه الله - من موقعه يشرح فيه هذا الحديث:

http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=6&page=Twh00040.Htm&from=doc&Search=1&SearchText=%C7%E1%E5%D1%E6%E1%C9&SearchType=exact&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User&region=

الاثري83
11-25-2007, 03:19 PM
وهذا هو النقل :
حديث: "أنا عند ظن عبدي بي"
7405 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي، حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .


--------------------------------------------------------------------------------

الشرح:

هذا، حديث قدسي من قول الله -تعالى- لفظه ومعناه هذا هو الصواب، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أضافه إلى ربه بقوله: (يقول الله تعالى): فالحديث القدسي هو المنسوب إلى الملك القدوس -سبحانه وتعالى- المطهر المنزه، فهو من قول الله -عز وجل- لفظه ومعناه خلافًا لما قال بعضهم من أن الحديث القدسي معناه من الله، ولفظه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأنه لو كان كذلك لما كان هناك فرق بين الحديث القدسي وبين غيره، لأن الأحاديث كلها وحي من الله، قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ثم أيضًا قوله: إن المعنى من الله، واللفظ من الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتمشى مع مذهب الأشاعرة الذين يقولون: إن الكلام معنى قائم بالنفس.

فالحديث القدسي من كلام الله -عز وجل- لكن يختلف عن القرآن بأمور منها:

أ - القرآن لا يمسه إلا متوضئ، والحديث القدسي يمسه غير المتوضئ.

ب - القرآن يتعبد بتلاوته، والحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، وغير ذلك من الفروق.

قوله: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني): فيه إثبات المعية لله عز وجل معيه خاصة، وهي معية الله -تعالى- مع الذاكرين بتوفيقه وإثباته وتسديده وحفظه، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ فهي معية مع المتقين والمحسنين. وقوله: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ فهي معية مع الصابرين بحفظهم وكلاءتهم وحفظهم وتوفيقهم. وهي غير المعية العامة، التي هي معية الله تعالى مع الخلق كلهم. كما قال تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ مع الخلق بإحاطته ونفوذ قدرته ومشيئته وعلمه وإطلاعه ونفوذ بصره فيهم، فهي تشمل الخلق كلهم، مؤمنهم وكافرهم، فالله -تعالى- معهم بالعلم لا يخفى عليه شيء من عباده. كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فافتتح أول الآية بالعلم وختمها بالعلم، فدل على أن المعية معية العلم والإحاطة، والاطلاع والقدرة والمشيئة.

فيجتمع في حق المؤمن المعية الخاصة والعامة، فهو مع الذاكرين بعلمه وإحاطته وإطلاعه، ومعهم معية خاصة بتوفيقه وإعانته، وينفرد الكافر بالمعية العامة.

قوله: (أنا عند ظن عبدي بي): فيه أنه ينبغي للإنسان أن يحسن ظنه بالله تعالى.

قوله: (فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي..): هذا هو الشاهد إثبات النفس لله تعالى. فهو -سبحانه- يذكر عبده في نفسه إذا ذكره في نفسه، وإذا ذكره عبده في ملأ ذكره في ملأ خير منهم.

قوله: (وإن تقرب إلي شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليّ ذراعًا، تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة): هذه كلها من الصفات الفعلية لله عز وجل. فتقرب الله -تعالى- من العبد إذا تقرب إليه، وذكر الله -تعالى- للعبد إذا ذكره وإتيان الله -تعالى- إلى العبد إذا أتى إليه. هذه كلها من الصفات الفعلية. لكن من ثمراتها أن الله -تعالى- أسرع بالخير إلى العبد وأسرع بالإثابة من فعل العبد للطاعة، فهذه من ثمراتها، وليست هي الصفات. بعض المؤولين كالنووي -رحمه الله- إذا أتى عند مثل هذه الصفات، فسرها فيقول في قوله: (تقربت إليه ذراعا): أي: أن الله تعالى أسرع بالثواب من العبد. والصحيح أن هذا من ثمرات الصفة، وليست هي الصفة.

وما ذُكر في الحديث صفات فعلية تليق بالله -تعالى- لا نعلم كيفيتها، فنثبت أن الله يذكر العبد إذا ذكره، وأن الله تعالى يتقرب إلى من تقرب إليه، وأنه -سبحانه- يأتي من أتى إليه، وهذه الصفات الفعلية توصف بها نفس الله عز وجل.

ومثل هذا الحديث ، حديث: إن الله لا يمل حتى تملوا هذه صفة لله -عز وجل-، فهو -سبحانه- أثبت أنه لا يمل حتى يمل العبد. وهي صفة ليس فيها نقص، مثل ملل المخلوق، لكن من ثمراتها أن الله -تعالى- يقطع الثواب إذا قطع الإنسان العمل. وأهل التأويل يقولون في قوله: (إن الله لا يمل حتى تملوا) يقولون: المعنى أن الله -تعالى- يقطع الثواب إذا قطع العبد العمل، والصواب أن هذا من ثمرات، وآثار الصفة، وليست هي الصفة.

فائدة:

يثبت لله -تعالى- الإتيان لمن أتى إليه أن من أتى إليه يمشي أتاه هرولة من باب المقابلة، ولا يقال: إن من صفات الله -تعالى- الهرولة ،ولا يقال من صفات الله الماكر، بل يقال: إن الله يكيد من كاده.

فالكمال في المقابلة، فلا يقال من صفات الله -تعالى- أنه يمشي ومن صفاته الهرولة ، بل على لفظ الصفة؛ لأنه لا يشتق من الصفات الفعلية أسماء له سبحانه وتعالى.

فائدة:

تقرب الله -تعالى- من عباده المؤمنين نوعان:

أ - تقرب من الداعين بالإجابة.

ب - تقرب من العابدين بالإثابة.


دليل الأول قوله -تعالى-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .

ودليل الثاني قوله -تعالى-: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ لأنك إذا سجدت عبدت الله واقتربت إليه.

محمد الصميلي
11-25-2007, 08:08 PM
سئل العلامة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد- حفظه الله تعالى- السؤال التالي: نحن نعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن قتيبة ومؤخراًمفتي المملكة العربية السعودية لايرونا أن الهرولة صفةً لله عزوجل فهناك من يقول: (أن من لم يثبت صفة الهرولة يعتبر مبتدعاً) فماهو ردكم؟

فأجاب الشيخ بقوله :لا اللي قال مبتدع هو المبتدع ..اللي قال مبتدع هو المبتدع.. في أمان الله. اهـ

محمد الصميلي
11-25-2007, 08:11 PM
ومما قاله شيخنا العلامة فالح بن نافع الحربي - حفظه الله تعالى - في المسألة:"...ذكرت قول أهل العلم أن منهم من يثبت الحديث على ظاهره ومنهم من يفسره بسياق الحديث ، الحديث نفسه يفسر نفسه ...".اهـ منقول بالمعنى وهو من مكالمة هاتفية.

محمد الصميلي
11-25-2007, 08:21 PM
وبما أن شيخنا محمدا بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فهم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يرجح القول بانها ليست بصفة ينظر كلامه في الأصل وهو كتاب ( بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ) ، لشيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى ، تحقيق الجزء د/ عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى ، طبعة مجمع الملك فهد [1426] . ج (6)، ص(101) .وقد أفادنيه أحد الإخوة جزاه الله خيرا وإن اختلفت معه في المسألة وكذا بعض المسائل الأخرى.والله يوفقنا للصواب.

أبو حامد السلفي
11-26-2007, 04:04 PM
وفي " الجواب المختار لهداية المحتار " (ص24) للشيخ محمد العثيمين قوله : " صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم
والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول ص(466) جـ (5) من مجموع الفتاوى : "

وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عبادهفهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر " ا0هـ

12d8c7a34f47c2e9d3==