المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة الإرجاء خطيرة لذلك يجب على طلاب العلم تنبيه الناس /العلامة الجامي


كيف حالك ؟

هادي بن علي
11-04-2007, 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدة الإرجاء خطيرة لذلك يجب على طلاب العلم تنبيه الناس /العلامة محمد الأمان الجامي رحمه الله

هنا أيضاً عقيدة يجهلها كثير من الناس وهي عقيدة الإرجاء، كأنْ يعتقد كثير من عوام المسلمين يكفي للإيمان أن يقول المرءُ:"لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"، أو أن يزعم أنه مصدق بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يضره بعد ذلك أن يترك الصلاة والصيام وجميع الواجبات وأن يرتكب جميع الموبقات والمعاصي، لا يضره ذلك لأن الإيمان في القلب؛ لأن المؤمن من يقول:" لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" وكفى.. هذا التصور خطأ، بل الإيمان حقيقة مركبة من "القولِ باللسان والعمل بالأركان والاعتقاد بالقلب"، مَنْ زعم أنه مؤمن لأنه مصدق بكل ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنه متلفظ بـ"لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" ثم رأيناه لا يلتزم، لا في المأمورات ولا في المنهيات، هذا ناقص الإيمان، ذهب ثلث إيمانه.

الإيمان يتألف من: "القول باللسان" أي التلفظ بالشهادتين و"التصديق بالجنان" أي القلب و"العمل بالأركان" التصديق الذي في القلب، ما الذي أعلمنا بأنه صادق؟؟، التصديق.. بالقلب يحتاج إلى شاهد وإلى ما يصدقك فِي اعتقادك وفي صحة اعتقادك، ما هو؟؟ التلفظ باللسان قد يقع من المنافق، قد كان المنافقون في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام يقولون:" لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" ويصلون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام لذلك لم يرَ النبي عليه الصلاة والسلام أن يقتلهم لأنهم في الظاهر مع الصحابة، لئلا يُقال إن محمدا يقتل أصحابه، والناس لا يعلمون إلا هذا الظاهر ولكنهم المنافقون كفار في قلوبهم وهم في الدرك الأسفل من النار، إذن التلفظ وحده ودعوى التصديق، إن لم يكن ما يصدق ذلك التصديق لا يُقْبَلْ، ما الذي يصدق التصديق؟؟ "الأعمال"

وإذا حلّت الهداية قلباً ‍
نشطت في العبادة الأعضاء
من رأيته نشيطاً في العمل بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، حريصا على أداء الفرائض والإكثار من النوافل، حريصا على اجتناب المحرمات وعلى أداء الأمانات، دلَّ ذلك على عمران قلبه وأن التصديق الذي في قلبه صادق، ذلك التصديق الصادق الذي في قلبه هو الذي بعثه على العمل، وإذا رأيت إنسانا فاتراً كسولا معرضا يقول: "لا إله إلا الله " ويدعي التصديق؛ لكن لا عمل لا امتثال ولا اجتناب بارد كسول معرض غير مبالٍ وغير متأثر بالمواعظ والتذكير، مَيـِّتُ القلب، هذا لديه إيمانٌ يحفظ ماله ودمه فقط، ليس لديه ذلك الإيمان الذي يُمْدح به ويُشْكر عليه عند الله؛ لأن الله من أسمائه الشكور يقبل القليل ويعطي الكثير.

إذن الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء المذكورة والطريق إلى الإيمان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع أن تعرف الطريق إلى الإيمان إلا بإتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام تحتاج إلى دراسة - العلم قبل القول والعمل- لا يأتي العلم بدون طلب كما لا يأتي الولد بدون الزواج، لابد من أسباب، إذاً لابد من تعلم ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لِتعرف الطريق إلى الإيمان بالله وإلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الإيمان بكتاب الله وإلى الإيمان باليوم الآخر والعمل لذلك.

وأما الاكتفاء بالإيمان التقليدي هذا أمر لا يجدي أبدا واعتقاد كثيرٍ مِن الناس أن الأعمال ليست من الإيمان يسمى عند أهل العلم عقيدة الإرجاء.. الإرجاء معناه التأخير، تأخير الأعمال من مسمى الإيمان وإخراجها من الدين وأنها مِنَ الأمور الثانوية هذا خطأ، إذا كان الأمر كذلك قد فتحنا الباب للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كيف تعاتبهم وتقول لهم:)وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ( (المائدة: 44 ) أي كيف تطبق عليهم هذه الآية؟ الله سماهم كفارا وفساقا وظالمين؛ لكنهم يقولون:"لا إله إلا الله محمد رسول الله" ويدَّعون تصديق ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا كنتَ مقتنعاً بأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان وأنه يكفي للإيمان التلفظ أو التصديق أو هما معا،ً لا سبيل لك أبداً لِتَحْكُمَ على الذين يَحْكُمون بغير ما أنزل الله وعلى الذين يستبيحون الربا وعلى الذين يستبيحون الخمور وغير ذلك، لا سبيل لك لتلومهم ولتحكم عليهم بالكفر والفسوق والظلم؛ لأنك وافقت معهم على الإرجاء.

هذه عقيدة الإرجاء يقع فيها كثير من الناس من حيث لا يشعرون وعقيدة الإرجاء منتشرة حيث تنتشر الأشعرية والماتريدية، لأن الأشاعرة والماتريدية كلهم من المرجئين وهذا الإرجاء منتشر بين عوام المسلمين من حيث لا يشعرون ذلك أنك تعاتب شخصا يترك الصلاة مثلاً أو يتعاطى بعض المحرمات فيقول:"دعني الإيمان هاهنا، الإيمان في القلب" طالما الإيمان في القلب لا يضره أن يترك الصلاة وأن يترك جميع الواجبات وأن يرتكب جميع المحرمات طالما الإيمان في قلبه - في زعمه- هذه هي عقيدة الإرجاء وإن كان القوم القائلين بهذا الإرجاء لا يعلمون معنى الإرجاء ولكن توارثوا هذه العقيدة مع الناس مع أهل الكلام، سَرَتْ إليهم هذه العقيدة - عقيدة الإرجاء - لذلك هي عقيدة خطيرة تُخْرِجُ الأعمال من مسمى الإيمان وتهوِّن على الناس ترك الواجبات وارتكاب الكبائر والمحرمات، لذلك يجب على طلاب العلم تنبيه الناس إلى هذا المعنى وان الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.

لك أن تقول:"أين الدليل في أن الأعمال داخلة تحت مسمى الإرجاء؟ ، لقد تكلمت كثيراً فأين الدليل ؟؟ الدليل بل هناك أدلة من الأدلة:

من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله ألا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) جعل النبي صلى الله عليه وسلم "لا إله إلا الله" أعلى شعبة من شُعَبِ الإيمان، القول باللسان زائد على التصديق، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، إماطة الأذى عن الطريق من أعمال الجوارح ولو رأى إنسان قشرة موز في الطريق فأخذته الرأفة والشفقة على الناس وخاف بأن تسبب هذه القشرة سقوط إنسان و انزلاق أحد بهذا المعنى وبهذه الرحمة وبهذا الاهتمام بالمسلمين، عمل بشعبة من شعب الإيمان وأثيب على ذلك فلو ترك نقص من إيمانه بقدر ما ترك لأنه ترك شعبة من شعب الإيمان، والحياء شعبة من الإيمان الحياء عمل قلبي و"لا إله إلا الله" عمل اللسان وإماطة الأذى عمل الجوارح، إذن هذه الثلاثة كلها عدَّها النبي لا إله إلا الله" من الإيمان.

من القران: يقول الرب سبحانه وتعالى في أوائل سورة الأنفال: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ( (الأنفال:2-4) ارجع إلى الآية وتدبرها، بدأ بإنما )إنما( أداة قصر )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ( خافت ورجت ما عند الله وخافت من عذاب الله هذا عمل القلب، )وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً( أيضا عمل القلب )وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (عمل القلب، )الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( عمل الجوارح، جعلت الآية أعمال القلوب وأعمال الجوارح من حقيقة الإيمان لذلك قال الله تعالى:)أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً( الذين يؤمنون حق الإيمان، الذين يتلفظون :" لا إله إلا الله " يقول :" لا إله إلا الله "صادقا من قلبه ويعتقد ويصدق ما جاء به النبي عليه السلام، يدل على ذلك خوفه من الله إذا ذُكِرَ الله وأن يزداد الإيمان عند تلاوة كلامه والاعتماد على الله دون غيره )وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ( لا على غيره يتوكلون، التوكل لا يكون إلا على الله ثم الذي يدل على صحة هذه الأعمال القلبية أنهم )يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ(كما فرضت وكما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، )وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( هذا الإنفاق تدخل فيه الزكوات الواجبة والانفاقات المستحبة كلها والنفقات كثيرة كلها داخلة في هذا الإنفاق، هذا هو الإيمان كما صورت الآية.

وأنتم ترون أن الآية والحديث يصوران معاً حقيقة الإيمان، وأن الإيمان ليس مجرد تصديق وأن الإيمان ليس مجرد تلفظ بشهادة :" لا إله إلا الله "ولكن الإيمان مُؤَلَّف من هذا وذاك .. وذاك، هكذا صَوَّرت الآية وصور الحديث وهذا المعنى يغيب على كثير من الناس و يقعون في كثير من الإرجاء من حيث لا يعلمون.

الاثري83
11-05-2007, 01:06 AM
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ.
والآن اصبح الذي ينبه على ارجاء القوم بفتاوى علماءنا ويحذر منه يعتبر حدادي شرير مجرم .والله المستعان ونعوذ بالله من الفتن ماظهر منها وما بطن.

السني1
11-06-2007, 08:09 AM
الشيخ الجامي رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى عالم جليل متبحر في عقيدة السلف

وهو بريء من الجاهل المرجيء ربيع المدخلي وفرقته السحابية

البلوشي
11-08-2007, 07:18 PM
رحم الله الشيخ محمد أمان الجامي

12d8c7a34f47c2e9d3==