مشاهدة النسخة كاملة : تفسير وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُولئكَ هُمُ الكَافِرُونَ /الجامي
قاسم علي
11-04-2007, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تبارك وتعالى : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُولئكَ هُمُ الكَافِرُونَ }الشيخ العلامة الجليل محمد أمان الجامي يرحمه اللهسؤال :
يقول السائل نرجو تفسير قوله تبارك وتعالى : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُولئكَ هُمُ الكَافِرُونَ } ( سورة المائدة : الآية : 44 ) ، وقول ابن عباس : " كفر دون كفر " .
الجواب :
هذه الآية الكريمة { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُولئكَ هُمُ الكَافِرُونَ } جاء وصفهم بأنهم كافرون وبأنهم ظالمون وبأنهم فاسقون يحكى عن ابن عباس أنه قال : إن ذلك كفر دون كفر .
أولا / ينبغي التثبت عن صحة هذا الأثر عن ابن عباس ، وعلى فرض صحته يحمل على طائفة من طوائف بني آدم التي ذكرها أهل العلم عند تفسير هذه الآية لأن الذي يحكم بغير ما أنزل الله سواء كان ذلك قانونا مستوردا أو قانون يضعه أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بلساننا وينتسبون إلى ديننا أو كان ذلك من سواليف شيوخ أهل البادية من حكم بغير ما أنزل الله لا تخلوا حاله من ثلاثة حالات :
الحالة الأولى : أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقد أن هذا الذي حكم به خير وأحسن مما أنزل الله واعدل مما أنزل الله أو مساوي على الأقل لما أنزل الله وليس ما أنزل الله خير منه وأحسن وأنسب للناس من وصل لهذه الدرجة فكفره كفر بواح خارج عن الملة ولو لم يصدر الحكم بمجر هذا الاعتقاد يكفر .
الحالة الثانية : إنسان حكم بغير ما أنزل الله من القوانين الوضعية المستوردة أو المحلية ولكنه يعتقد من صميم قلبه أن ما أنزل الله خير وأحسن وأرحم للعباد ولكنه جارى الوضع القائم وجامل وداهن ولم يجرؤ على مخالفة الوضع القائم هناك وضميره من داخله يؤنبه لأنه يؤمن أن ما أنزل الله خير وأعدل هذا كفره ، كفر دون كفر وعلى هذا يحمل كلام ابن عباس .
الحالة الثالثة : إنسان اجتهد ليحكم بما أنزل الله ، قاضي اجتهد ليصدر الحكم بما أنزل الله فاجتهد فأخطأ فحكم بغير ما أنزل الله خطأ هذا خطأه مغفور له ويؤجر على اجتهاده .
هكذا ذكر كثير من أهل العلم هذه الأقوال أو هذه الأحوال الثلاثة عند تفسير هذه الآية وأقرب مرجع استحضره الآن شرح العقيدة الطحاوية إن لم تخني ذاكرتي هذا التفصيل موجود في شرح العقيدة الطحاوية فليرجع إلى ذلك طلاب العلم .
تفريغ محاضرة المستقبل لهذا الدين ، لمحمد أمان الجامي رحمه الله
متبع السنة
11-05-2007, 11:53 PM
الله أكبر هذا تفصيل السلف والأثر الذي عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح قد تلقته الأمة بالقبول إلا الخوارج المارقة كفانا الله شرهم فليس عندهم إلا كفر أكبر وظلم أكبر وفسق أكبر .
السني1
11-06-2007, 08:02 AM
أخي متّبع السنة حفظك الله
لا تجازف في رمي الأحكام
وأسانيد الأثر لا تخلوا من مقال فمن كان لديه القدره في البحث وترجح له ضعف الأثر بعد إستفراغ وسعه فلا يعد خارجيا كما تقول
كذلك على فرض التسليم بصحته يضل الخلاف بين أهل العلم قائما على فهم مدلوله
فمن كبار علماء أهل السنة من يرى صحة الأثر ويحمله على المسألة والمسألتان ونحوها كسماحة الشيخ محمد بن براهيم آلشيخ رحمه الله ومنهم من يحمله على إطلاقه كسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
متبع السنة
11-06-2007, 02:20 PM
الأخ السني 1 وفقه الله .
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ذكر في كلامه على هذا الأثر أن العلماء تلقته بالقبول والمفسرون من أهل السنة يستدلون به في تفاسيرهم المعتمدة وقال إنه مايذهب لتضعيفه إلا أحد رجلين جاهل وهذا يعلم فيرجع للحق أو صاحب هوى نسأل الله أن يكفي المسلمين شره (شريط التعليق على فتنة التكفير للمحدث الألباني).
وصدق الشيخ رحمه الله فأكثر من يستميت في تضعيف هذا الأثر مبتلى بمذهب الخوارج وأذكر منهم على سبيل المثال (سليمان بن ناصر العلوان)ومنهم كثير ممن كتب في هذه المسألة.وأظنك تذكر تلك المناظرة الفاشلة التي قام بها ( العودة )في أحد مجالس ابن باز رحمه الله وهو يريد إلغاء هذا الأثر والاحتجاج بظاهر الآية ولكن الشيخ رحمه الله مصر على ما يعتقده. من أن الحكم بغير ما أنزل الله كبيرة من كبائر الذنوب إلا إذا استحله الحاكم نسأل الله العافية .وقال في آخر مناقشته رحمه الله :لا بد من التفصيل حتى يكون بيننا وبين الخوارج فرق.
(فلست مجازفاً هدانا الله وإياك).
وما حصل الخروج في بعض البلدان الإسلامية ومنازعة الحكام إلا بسبب هذا المذهب الرديء (تكفير الحكام بالحكم بغير ما أنزل الله من غير تفصيل)فطبقوه على الحكام وتعدى ذلك إلى الرعية فلم يسلم من شرهم لا حاكم ولا محكوم .
ودائماً الشيخ فالح حفظه الله ينصح الشباب عموماً بعدم إكثار المناقشة في هذه المسألة المحسومة من عهد الصحابي الجليل ابن عباس ومن تبعه من أئمة العلم والسنة إلى عصرنا هذا .ومن خالف في هذا فإن كان سنياً فإنه يعامل معاملة أهل السنة ويرد عليه كائناً من كان كما قال ابن باز رحمه الله في شريط (الحاكمية).
والله ولي التوفيق.
الاثري83
11-06-2007, 07:51 PM
وهذا رابط له صلة بالموضوع:
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=9692&highlight=%DF%DD%D1+%CF%E6%E4
قاسم علي
11-06-2007, 10:50 PM
سئل الشيخ محمد أمان الجامي يرحمه الله في المحاظرة بعنوان { الحكم بغير ما أنزل الله}
سؤال ما معنى الكفر في قوله تعالى:) َومَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ( (المائدة: 44 ) وما الفرق بين الكفر وبين الظلم وبين الفسق لأن الله وصف الذين يحكمون بغير ما أنزل الله وصفهم بالكفر والفسق والظلم؟؟
الجواب:
أولاً لا فرق بين هذه الصفات لأن الكافرَ ظالمٌ الظلم وضع الشيء في غير موضعه إذا كفر بالله وبرسوله وبدينه فهو ظالم وفي الوقت نفسه فهو فاسق ، الفسق معناه الخروج عن طاعة الله وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لذلك هذه أوصاف كلها تتحد وتتفق وتجتمع فيمن يحكم بغير ما انزل الله فهو كافر ظالم فاسق .
أما معنى الكفر في هذه الآية فيه تفصيل ولابد من ذكر التفصيل أخذاً من كلام أهل العلم وقبل أن أنسى اذكر المرجع لهذا التفصيل لطلاب العلم فلهم أن يرجعوا إلى شرح الطحاوية ثم منه ينطلقون إلى المراجع الأخرى بالتفصيل الذي اذكره وهو:
أولا الحكم بغير ما أنزل الله ليس كما يتصور بعض الناس أن ذلك خاص باستيراد القوانين الأجنبية المقننة من الشرق والغرب والحكم بها في التحليل ، بعضهم يفهم أن المعنى خاص بالحكم بالقوانين الأجنبية والآية أشمل من ذلك بغير ما أنزل الله ، مَنْ حكم بين الناس بالقوانين الأجنبية شرقية أو غربية أو حكم بين الناس بالتحليل والتحريم بالعادات والتقاليد المحلية وبالمواريث الموروثة من الآباء والأجداد عند أهل البادية قد حكم بغير ما أنزل الله لا فرق بين العادات والتقاليد المحلية المخالفة لشريعة الله المواريث المعروفة عند كثير من الناس خصوصا عند أهل البادية وشيوخ البادية الذين يحكمون بها بين الناس بالتحليل والتحريم ، لا فرق بين هذه الأشياء وبين القوانين الوضعية المستوردة من الخارج كلها كفر وفسق وظلم.
[الأول] أما معنى الكفر إن حكم الإنسان بهذه الأشياء معتقدا أنها كالحكم الذي أنزله الله في كتابه وأرسل به رسوله هذه الأشياء مساوية لحكم الله أو أحسن منها وأنسب في هذا الوقت كما يقول بعض الملاحدة من العلمانيين بأن الشريعة الإسلامية غير صالحة في هذا الوقت لحل المشاكل المعقدة المعاصرة بل لابد من استيراد أحكام وضعية مرنة وضعها رجال درسوا أحوال المجتمع في الوقت الحاضر وخففوا الأحكام الشرعية وجعلوها مناسبة للناس ليس فيها قطع اليد ولا قص الرقبة ولا ضرب الظهور ولكنها سجون وغرامات مالية وأعمال شاقة هذه أنسب في الوقت الحاضر من شريعة الله أو على الأقل متساوية فمن اعتقد هذا الاعتقاد فهو كافر كفر بواح خارج من الملة ولو صلى وصام ، ولو اعتقد هذا الاعتقاد وهو في بطن الكعبة فهو كافر.
الثاني وهذا النوع كثير وخصوصا العلمانيون أعلنوا عن علمانيتهم وأن الشريعة الإسلامية غير صالحة في الوقت الحاضر وكل علماني فهو كافر مرتد أينما وقع في الشرق أو في الغرب العلمانية أشد كفرا من اليهودية والنصرانية لأن الإسلام قَدَّرَ لأهل الكتاب كتابهم الأول "توراة وانجيل" وأباح للمسلمين أكل ذبائحهم )وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ( (المائدة: 5 ) بالإجماع المراد بالطعام هنا الذبائح وأحل لنا المحصنات من نسائهم بينما ذبيحة العلماني لا تحل ، المرأة العلمانية لا تحل لمسلم لأنهم مرتدون ، المرتدون والمجوس والوثنيون لا فرق بينهم وبين الهندوس والبوذيين من الذين يؤمنون بالأديان الأرضية وليست لهم أديان سماوية هؤلاء كلهم كفار يعاملون معاملة أشد من معاملة اليهود والنصارى في الإسلام، فلنعلم أن العلمانيين مرتدون كفار ولنعلم معنى العلمانية ، العلمانية كفر بجميع الأديان وعدم التقيد بأي دين يسمون "حرية" حرية البهائم.
النوع الثاني أو الفريق الثاني فريق حكم بغير ما انزل الله وهو يعتقد أن ما أنزل الله هو الحق وهو الصدق وهو الصواب وهو الموافق وهو الذي فيه الرحمة ؛ لكنه جارى الوضعي وجامل وحكم بغير ما أنزل الله معتقدا بأنه مذنب وظالم ومخطئ هذا لا يَخْرُجُ مِنَ الملة كفره كفرٌ دون كفرٍ ودائما اضرب مثلا لهذا بشرب الخمر والسرقة الذين يسرقون ويشربون ويقعون في الفواحش وهم يعتقدون أنهم مخطئون ومذنبون ولم يستحلوا هذه الجرائم كفرهم كفر دون كفر ليس كفرا بواحا لذلك يجب أن نفهم معنى قوله عليه الصلاة والسلام:( لا يسرق السارق حين يسرق ولا يزني الزاني حين يزني هو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) معنى ذلك نفي كمال الإيمان لا نفي أساس الإيمان ما لم يستحل الخمر والسرقة والشرب وغير ذلك من الجرائم التي ذُكِرَت في هذا الحديث وغيره أي كفر عملي غير اعتقادي كذلك أما لو شرب الخمر وارتكب الفاحشة وسرق واستحل ذلك وخرج على تعاليم الإسلام يكفر كفرا بواحا كذلك من يحكم بغير ما أنزل الله كالأشياء التي مَثَّلْنَا بها إن كان بهذا الاعتقاد كفره كفر دون كفر .
وهناك فريق ثالث ابتلي إنسان مؤمن يحاول أن يحكم بما أنزل الله ولكنه يعيش في جوٍّ جاهلي اجتهد أن يخالف تلك الجاهلية ويحكم بما أنزل الله ولكنه اخطأ فحكم بغير ما أنزل الله قال أهل العلم هذا يؤجر على اجتهاده وذنبه وخطأه مغفور له ؛ ولكن لا ينبغي لطالب علم مسلم إذا تعلم ورجع إلى تلك البلدان التي تحكم بالقوانين لا يجوز له أن يتولى وظيفة القضاء وكل وظيفة فيها إصدار الحكم ، الوظائف السياسية الدستورية لا يجوز له أن يتولاها فإنْ تولاها فهو الذي عرض نفسه للحكم بغير ما أنزل الله.
هذا بعض ما ذكره أهل العلم عند هذه الآية وبالله التوفيق.
Powered by vBulletin® Version 4.1.12 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir