أبوالفاروق العنزي الآثري
10-28-2007, 04:23 AM
الصوم والإفطار برؤية الهلال أو إكمال العدة لا بالحساب 27/10/2007 06:01:41 م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: ففي كل سنة يحصل عند دخول شهر رمضان وخروجه لغطٌ من بعض الكتَّاب في الصحف حول دخول الشهر وخروجه، ويقدمون هذا اللغط قبل دخول الشهر أو خروجه بأن الهلال يُرى أو لا يُرى، اعتماداً على اختلاف أهل الحساب، لأن الحساب عمل بشري يخطئ ويصيب ولا يمكن أن يتفق الحاسبون فيما بينهم ولو اتفقوا، فعملهم عمل بشري يخطئ ويصيب ويدخله الجهل، وقد لا يوجد حاسبون في بعض الأوقات أو بعض الجهات، فلذلك لم يكلنا الله إلى أنفسنا بل ربط الحكم بعلامة ظاهرة يراها العالم والجاهل والحاسب وغيره، وهي في كل وقت وفي كل زمان، وهي رؤية الهلال فقال صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)، وفي رواية: فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، فعلق صلى الله عليه وسلم الصوم والإفطار بعلامتين واضحتين لا ثالثة لهما: الرؤية أو إكمال العدة. وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} فالأمر واضح والحمد لله والدين يسر. ولكن هناك جماعة من الإخوة - هداهم الله- ممن يتعاطون الحساب الفلكي يريدون أن يحولوا المسلمين عما تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاهم به في أمر الصيام والإفطار إلى العمل بالحساب الفلكي وترك العمل بالرؤية الشرعية. وهذا إحداث في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضاً منهم من يصغى إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب: من أن الهلال يُرى أو لا يُرى ويبني على ذلك إما في باطنه، وإما في باطنه وظاهره، حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب: إنه يُرى أو لا يُرى فيكون ممن كذب بالحق لما جاءه.. إلى أن قال رحمه الله: فإننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز. والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث. إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه. فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم. انتهى كلامه -رحمه الله- (مجموع الفتاوى 25-131-132). وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين). ومن هذا يتبين أن المعول عليه في إثبات الصوم والفطر وسائر الشهور هو الرؤية أو إكمال العدة، ولا عبرة شرعاً بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاءً بإجماع أهل العلم المعتد بهم ما لم تثبت رؤيته شرعاً. وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات. ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله وقوله مردود لأنه لا كلام لأحد مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مع إجماع السلف). انتهى. (من مجمع فتاوى ومقالات 15-110). ثم لو فرضنا أنه لو حصل خلاف بالعمل بالحساب أو برؤية الهلال بين العلماء وصدر الأمر من ولي الأمر باعتماد الرؤية وجب العمل بذلك والسمع والطاعة جمعاً للكلمة. ولأن حكم الحاكم يرفع الخلاف كما هي القاعدة عند العلماء، فكيف والأمر مقصور على الرؤية الشرعية دون الحساب. فعلى الإخوة الذين يتحمسون للعمل بالحساب في دخول شهر رمضان وخروجه وفي بداية شهر ذي الحجة أن يتقوا الله ولا يشوشوا على الناس ويسيئوا الظن بالقضاة ويجهلوهم ويسيئوا الظن بالذين رأوا الهلال وقد قيل: ما راء كمن سمعا.
قد يقول قائل لماذا الناس يعتمدون على الحساب في مواقيت الصلاة ولا يعتمدونه في دخول الشهر وخروجه؟ والجواب عن ذلك أن نقول الاعتماد في مواقيت الصلوات الخمس على العلامات التي ذكرها الله بقوله: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الفجر يدخل وقتها بطلوع الفجر، وصلاة الظهر يدخل وقتها بزوال الشمس، وصلاة العصر يدخل وقتها بمساواة ظل الشاخص له، وصلاة المغرب يدخل وقتها بغروب الشمس، وصلاة العشاء يدخل وقتها بمغيب الشفق الأحمر، وهي علامات بارزة يراها الناس بأعينهم لا بالحساب فقط.
هذا ما أردت التنبيه عليه وأرجو من إخواني الفلكيين أن لا يشوشوا على الناس ويجعلوا أنفسهم عرضة لكلام الناس فيهم إذا رأوا اختلاف قولهم عن الواقع. والله الهادي إلى سبيل الحق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل وصحبه.
منقول من موقع الشيخ حفظه الله تعالى .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=61
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: ففي كل سنة يحصل عند دخول شهر رمضان وخروجه لغطٌ من بعض الكتَّاب في الصحف حول دخول الشهر وخروجه، ويقدمون هذا اللغط قبل دخول الشهر أو خروجه بأن الهلال يُرى أو لا يُرى، اعتماداً على اختلاف أهل الحساب، لأن الحساب عمل بشري يخطئ ويصيب ولا يمكن أن يتفق الحاسبون فيما بينهم ولو اتفقوا، فعملهم عمل بشري يخطئ ويصيب ويدخله الجهل، وقد لا يوجد حاسبون في بعض الأوقات أو بعض الجهات، فلذلك لم يكلنا الله إلى أنفسنا بل ربط الحكم بعلامة ظاهرة يراها العالم والجاهل والحاسب وغيره، وهي في كل وقت وفي كل زمان، وهي رؤية الهلال فقال صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)، وفي رواية: فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، فعلق صلى الله عليه وسلم الصوم والإفطار بعلامتين واضحتين لا ثالثة لهما: الرؤية أو إكمال العدة. وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} فالأمر واضح والحمد لله والدين يسر. ولكن هناك جماعة من الإخوة - هداهم الله- ممن يتعاطون الحساب الفلكي يريدون أن يحولوا المسلمين عما تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاهم به في أمر الصيام والإفطار إلى العمل بالحساب الفلكي وترك العمل بالرؤية الشرعية. وهذا إحداث في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضاً منهم من يصغى إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب: من أن الهلال يُرى أو لا يُرى ويبني على ذلك إما في باطنه، وإما في باطنه وظاهره، حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب: إنه يُرى أو لا يُرى فيكون ممن كذب بالحق لما جاءه.. إلى أن قال رحمه الله: فإننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز. والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث. إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه. فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم. انتهى كلامه -رحمه الله- (مجموع الفتاوى 25-131-132). وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين). ومن هذا يتبين أن المعول عليه في إثبات الصوم والفطر وسائر الشهور هو الرؤية أو إكمال العدة، ولا عبرة شرعاً بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاءً بإجماع أهل العلم المعتد بهم ما لم تثبت رؤيته شرعاً. وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات. ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله وقوله مردود لأنه لا كلام لأحد مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مع إجماع السلف). انتهى. (من مجمع فتاوى ومقالات 15-110). ثم لو فرضنا أنه لو حصل خلاف بالعمل بالحساب أو برؤية الهلال بين العلماء وصدر الأمر من ولي الأمر باعتماد الرؤية وجب العمل بذلك والسمع والطاعة جمعاً للكلمة. ولأن حكم الحاكم يرفع الخلاف كما هي القاعدة عند العلماء، فكيف والأمر مقصور على الرؤية الشرعية دون الحساب. فعلى الإخوة الذين يتحمسون للعمل بالحساب في دخول شهر رمضان وخروجه وفي بداية شهر ذي الحجة أن يتقوا الله ولا يشوشوا على الناس ويسيئوا الظن بالقضاة ويجهلوهم ويسيئوا الظن بالذين رأوا الهلال وقد قيل: ما راء كمن سمعا.
قد يقول قائل لماذا الناس يعتمدون على الحساب في مواقيت الصلاة ولا يعتمدونه في دخول الشهر وخروجه؟ والجواب عن ذلك أن نقول الاعتماد في مواقيت الصلوات الخمس على العلامات التي ذكرها الله بقوله: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الفجر يدخل وقتها بطلوع الفجر، وصلاة الظهر يدخل وقتها بزوال الشمس، وصلاة العصر يدخل وقتها بمساواة ظل الشاخص له، وصلاة المغرب يدخل وقتها بغروب الشمس، وصلاة العشاء يدخل وقتها بمغيب الشفق الأحمر، وهي علامات بارزة يراها الناس بأعينهم لا بالحساب فقط.
هذا ما أردت التنبيه عليه وأرجو من إخواني الفلكيين أن لا يشوشوا على الناس ويجعلوا أنفسهم عرضة لكلام الناس فيهم إذا رأوا اختلاف قولهم عن الواقع. والله الهادي إلى سبيل الحق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل وصحبه.
منقول من موقع الشيخ حفظه الله تعالى .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=61