بن حمد الأثري
10-23-2007, 12:52 PM
علم الشيخ ربيع المدخلي وخُلُقه
2 - فصل في غروره بنفسه
للشيخ ربيع المدخلي عبارات تدل على غروره بنفسه، وثقته الزائدة بكتبه وآرائه، وإليك أخي القارئ بعض النماذج من أشرطته:
فقد وصف كتابه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) بأنه منهج الله الحق! وأنه لا يجوز أن يتخلف عن تأييده الشيخ ابن باز أو الألباني -رحمهما الله- أو الفوزان أو غيرهم!
سئل الشيخ ربيع: (هل صحيح أن كتابكم "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" قد أقره سماحة الشيخ ابن باز - حفظه الله ([14]) - نرجوا التوضيح)؟
فأجاب قائلا:
(هذا الكتاب وغيره، ما من كتاب ألفته إلا وأعطيت منه نسخاً لكبار العلماء ولزملائي ولتلاميذي، هذي عادتي منذ بدأت أكتب، يعني بعد الماجستير والدكتوراه، الرد على الغزالي، والرد على أبي غدة، والرد على المودودي، والرد على سيد قطب، إلى آخره، ومنها منهج النقد، أرسله إلى العلماء، إذا عندي أخطاء، لست معصوماً، فيصححوا أخطائي، فما أجد منهم إلا الموافقة، ولله الحمد، فلما ألفت هذا الكتاب أرسلته إلى الشيخ ابن باز والفوزان والألباني والعباد ومحمد أمان، وما أدري أظن أعطيت المشايخ الذين معي، لا أذكر الآن، أعطيتهم، والذي ما أعطيته قبل أن يطبع وصله بعد أن طبع، وما نرى منهم إلا التأييد، وكيف لا يأيدونه وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهو منهج الله الحق؟ وكيف يتخلف ابن باز عن تأييده أو الفوزان أو الألباني أو غيره؟ كيف يتخلف عن كتاب هو منهج أهل السنة والجماعة الحق؟ هذا منهج أهل السنة والجماعة في النقد، هو الجرح والتعديل نفسه) اهـ ([15]).
هكذا يصف الشيخ ربيع كتابه هذا، ويستبعد تخلف العلماء عن تأييده، سواء من وصله الكتاب قبل الطبع أو بعده! لأن من خالف ربيعا في كتابه فقد خالف منهج الله الحق! ولذا لا يجوز للعلماء أن يتخلفوا عن تأييده!
ويبالغ الشيخ في تزكية نفسه، فيقول:
(فأنا، يا إخوة -إن شاء الله- من أشد الناس تمسكاً بمنهج السلف الصالح واتباعاً لهم واقتفاءً لآثارهم، وهذه كتبي موجودة، إقرؤوها ترون...) اهـ ([16]).
ويزعم الشيخ أن أهل المدينة -وهو بلا شك في مقدمتهم- أشد الناس على أهل البدع، فقال:
(ما أحد واجه أهل البدع مثل أهل المدينة في كتاباتهم ومحاضراتهم من خمسة عشر سنة، فوجدوا أن أشد الناس على أهل البدع هم أهل المدينة) اهـ([17]).
وهذا مما يسهل منازعة الشيخ فيه، فعلماء الرياض وسائر ديار نجد أشد وأسبق وأشهر من غيرهم في التصدي لأهل البدع على اختلاف أصنافهم، من رافضة وإباضية وصوفية ومعتزلة وأشاعرة وعقلانية، فضلا عن الاتجاهات القومية والعلمانية والحداثية والشيوعية، والحركات التنصيرية والماسونية اليهودية، ودروسهم ومحاضراتهم وكتبهم وفتاواهم ورسائلهم كثيرة ومشهورة، وفي مقدمتهم في هذا العصر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، والشيخ عبد الرحمن الدوسري، والشيخ حمود بن عبدالله التويجري، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهم الله- والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ عبد الله بن جبرين -حفظهما الله-، ومن أهل مكة: الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله- والشيخ سفر الحوالي -حفظه الله-، ولا ننكر الجهود الكبيرة والمشهورة لأهل المدينة كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد العزيز بن صالح -رحمهما الله- والشيخ عبد العزيز القارئ -حفظه الله- وغيرهم من العلماء والأساتذة.
ولكن ينبغي أن تعلم -أخي القارئ- أنه لا يُعرف للشيخ وتلاميذه أي جهود تذكر في مقاومة الروافض الذين يتزايد نشاطهم في المدينة، وكذا الصوفية والأشاعرة، وإذا أردت أن تعرف أخطر أهل البدع عند الشيخ وتلاميذه فهم الجماعات الإسلامية، وليس أولئك الراسخين في بدعهم وطائفيتهم، كما سيأتي تفصيله لاحقا ([18])، وقد صرح الشيخ بذلك مزكيا نفسه بأنه يكافح لوحده، مترفعا عن الدنيا، إذ قال:
(كان عندي طالب متحزب، وأنا أتكلم أحياناً إذا وجدت فرصة في بيان منهج الإخوان المسلمين، أنا سائر على هذا المنهج منذ عام 1400هـ تقريباً، لابد أن أبين للناس ضلال هؤلاء القوم، كنت أكافح، لكن أحس أني وحيد حتى إن الشيخ محمد أمان -الله يحفظه- رأى في المنام أني أسبح في بحر من الماء الصافي العذب، فقالها للشيخ ابن باز فقال الشيخ ابن باز: هذه دنيا، قلت: والله، ما هي الدنيا، هذه، والله، المشاكل التي أسبح فيها لوحدي، أنا أعرف ماذا أعيش) اهـ ([19]).
قلت: الشيخ ابن باز -رحمه الله- إمام معروف بتعبير الرؤى، وقد عبر تلك الرؤيا بالدنيا، أما الشيخ ربيع فيحلف بالله أن تعبيرها ليس كذلك، وأن تعبيرها هو المشكلات التي هو فيها مع الإخوان المسلمين، وهو غير معروف بتعبير الرؤى، فأي التعبيرين أولى بالاعتماد والصحة؟ والظاهر أن الرؤيا قد صدقت على تعبير الشيخ ابن باز -رحمه الله-، وقد يمكن الجمع بين التعبيرين بأنها دنيا تحصل للشيخ ربيع بسبب مشكلاته مع الإخوان!
ويتمادى الشيخ في غروره بنفسه لدرجة أنه يقدم نفسه على الشيخ الألباني، فيزعم أنه في السلفية أقوى منه، فيقول
(ونحن طلاب الشيخ عبد الله القرعاوي عندنا سلفية أقوى من سلفية الألباني، والله، الشيخ عبد الله تعلم المنهج السلفي تماماً حتى ما عرفنا المذاهب أبداً، ما عرفنا إلا كتاب الله وسنة الرسول ومنهج السلف الصالح، فالتقينا بالألباني فإذا نحن في السلفية أقوى منه، علم الله، الشيخ عبدالله وضع سلفية، جاء بسلفية، يعني: هي صميم السلفية، جاءنا الشيخ الألباني يقول: أنا آخذ من لحيتي قليلاً، يجادلنا في هذه القضية من أول يوم، ناقشناه في هذه القضية، فقلنا: لا بد من تطبيق، ولا يجوز الأخذ منها فأنت على غلط، جاءت قضية ثانية وهي الكتابة على القبر طبعاً حنّا متشددين ([20]) فنرى أنه لا يوضع علامة ولا يكتب عليها، طبعاً، الكتابة لها دليل، لكن وضع علامة حجر، يعني قال الشيخ الألباني: الرسول وضع حجراً، سلمنا له بهذا ([21])، وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها، الله أعلم) اهـ ([22]).
ويلحظ من كلامه هذا أنه استدل لمزاعمه في قوة سلفيته بمسألتين أجازهما الشيخ الألباني على حد زعمه، الأولى: الأخذ من اللحية، والثانية: الكتابة على القبر.
فأما تخطئته الألباني في قوله بالأخذ من اللحية ما زاد عن القبضة فهذا غير سائغ، لأنها مسألة اجتهادية عند السلف، على تفصيل مذكور في كتب الفقه والحديث، فبطل استدلاله بهذه المسألة، والحمد لله، ولا ينبغي أن ننكر على الشيخ ربيع في انتقاده وتخطئته الشيخ الألباني في هذه المسألة الاجتهادية، فلم يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض، ولكن الذي يُنكَرُ على الشيخ هو طعنه في سلفية الشيخ الألباني لأنه خالفه في هذه المسألة، ثم إن مسألة الأخذ من اللحية ليست من المسائل الفارقة في الدعوة السلفية.
وأما جواز الكتابة على القبر، فهو غير متأكد من نسبته إلى الشيخ الألباني، لأنه قال: (وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها)، ولا أظنه يخفى على الشيخ كتاب "أحكام الجنائز" للألباني، وقد عقد فيه فصلا فيما يحرم عند القبور، ومنه الكتابة على القبر ([23])، فكيف يجيز الشيخ لنفسه أن يبني مزاعمه أنه في السلفية أقوى من الألباني على ظنون خاطئة؟ وهل هذا منهج سلفي في الحكم على العلماء والناس؟ أو هو منهج خلفي يُدرب من خلاله التلاميذ على التجريح والتشكيك في منزلة أهل العلم بلا بينة ولا برهان؟ الذي يبدو لي أن الشيخ كان يتكلم بما يطرأ على ذهنه بلا علم ولا تروٍّ، أما الألباني -رحمه الله- فهو من أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ونحسبه من الأئمة المجددين في الحديث والدعوة والمناظرة وقمع البدعة، ولا ندعي له العصمة، ولكن شتان بين ربيع والألباني، بل لا مقارنة بينهما
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فهذه أمثلة من أشرطة الشيخ ربيع تدل على غروره الشديد بنفسه، ولو كان الشيخ علامة زمانه ثم اغتر بنفسه لقيل غرّه علمه، ولكن أن يكون ضعيفا في العلم -كما عرفنا في الفصل السابق- ثم يغتر ويتعالى، فهذا شأنه كشأن العائل المستكبر! نسأل الله العافية والسلامة.
الحواشي :
([14]) كان ذلك في حياة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
([15]) شريط: (صفات الأبرار).
([16]) شريط: (صفات الأبرار).
([17]) شريط: (غربة التوحيد والسنة).
([18]) انظر: الباب الخامس.
([19]) شريط: (ندوة حول التنظيمات والجماعات).
([20]) هل يفهم منه أن الأخذ بالسنة وإنكار الكتابة على القبر تشدد؟ وأن الألباني متساهل؟
([21]) وهذا دليل على أن الشيخ الألباني أقوى في السلفية من الشيخ ربيع.
([22]) تكلم الشيخ ربيع بهذا الكلام في أوائل شريط: (مناظرة عن أفغانستان)، ويباع هذا الشريط لدى تسجيلات منهاج السنة بالرياض، وقد قامت بحذف هذا المقطع من الشريط مؤخرا! وعندي كلا النسختين الكاملة والناقصة من التسجيلات نفسها.
([23]) انظر: (أحكام الجنائز) ص 260.
[منقول]
2 - فصل في غروره بنفسه
للشيخ ربيع المدخلي عبارات تدل على غروره بنفسه، وثقته الزائدة بكتبه وآرائه، وإليك أخي القارئ بعض النماذج من أشرطته:
فقد وصف كتابه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) بأنه منهج الله الحق! وأنه لا يجوز أن يتخلف عن تأييده الشيخ ابن باز أو الألباني -رحمهما الله- أو الفوزان أو غيرهم!
سئل الشيخ ربيع: (هل صحيح أن كتابكم "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" قد أقره سماحة الشيخ ابن باز - حفظه الله ([14]) - نرجوا التوضيح)؟
فأجاب قائلا:
(هذا الكتاب وغيره، ما من كتاب ألفته إلا وأعطيت منه نسخاً لكبار العلماء ولزملائي ولتلاميذي، هذي عادتي منذ بدأت أكتب، يعني بعد الماجستير والدكتوراه، الرد على الغزالي، والرد على أبي غدة، والرد على المودودي، والرد على سيد قطب، إلى آخره، ومنها منهج النقد، أرسله إلى العلماء، إذا عندي أخطاء، لست معصوماً، فيصححوا أخطائي، فما أجد منهم إلا الموافقة، ولله الحمد، فلما ألفت هذا الكتاب أرسلته إلى الشيخ ابن باز والفوزان والألباني والعباد ومحمد أمان، وما أدري أظن أعطيت المشايخ الذين معي، لا أذكر الآن، أعطيتهم، والذي ما أعطيته قبل أن يطبع وصله بعد أن طبع، وما نرى منهم إلا التأييد، وكيف لا يأيدونه وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهو منهج الله الحق؟ وكيف يتخلف ابن باز عن تأييده أو الفوزان أو الألباني أو غيره؟ كيف يتخلف عن كتاب هو منهج أهل السنة والجماعة الحق؟ هذا منهج أهل السنة والجماعة في النقد، هو الجرح والتعديل نفسه) اهـ ([15]).
هكذا يصف الشيخ ربيع كتابه هذا، ويستبعد تخلف العلماء عن تأييده، سواء من وصله الكتاب قبل الطبع أو بعده! لأن من خالف ربيعا في كتابه فقد خالف منهج الله الحق! ولذا لا يجوز للعلماء أن يتخلفوا عن تأييده!
ويبالغ الشيخ في تزكية نفسه، فيقول:
(فأنا، يا إخوة -إن شاء الله- من أشد الناس تمسكاً بمنهج السلف الصالح واتباعاً لهم واقتفاءً لآثارهم، وهذه كتبي موجودة، إقرؤوها ترون...) اهـ ([16]).
ويزعم الشيخ أن أهل المدينة -وهو بلا شك في مقدمتهم- أشد الناس على أهل البدع، فقال:
(ما أحد واجه أهل البدع مثل أهل المدينة في كتاباتهم ومحاضراتهم من خمسة عشر سنة، فوجدوا أن أشد الناس على أهل البدع هم أهل المدينة) اهـ([17]).
وهذا مما يسهل منازعة الشيخ فيه، فعلماء الرياض وسائر ديار نجد أشد وأسبق وأشهر من غيرهم في التصدي لأهل البدع على اختلاف أصنافهم، من رافضة وإباضية وصوفية ومعتزلة وأشاعرة وعقلانية، فضلا عن الاتجاهات القومية والعلمانية والحداثية والشيوعية، والحركات التنصيرية والماسونية اليهودية، ودروسهم ومحاضراتهم وكتبهم وفتاواهم ورسائلهم كثيرة ومشهورة، وفي مقدمتهم في هذا العصر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، والشيخ عبد الرحمن الدوسري، والشيخ حمود بن عبدالله التويجري، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهم الله- والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ عبد الله بن جبرين -حفظهما الله-، ومن أهل مكة: الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله- والشيخ سفر الحوالي -حفظه الله-، ولا ننكر الجهود الكبيرة والمشهورة لأهل المدينة كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد العزيز بن صالح -رحمهما الله- والشيخ عبد العزيز القارئ -حفظه الله- وغيرهم من العلماء والأساتذة.
ولكن ينبغي أن تعلم -أخي القارئ- أنه لا يُعرف للشيخ وتلاميذه أي جهود تذكر في مقاومة الروافض الذين يتزايد نشاطهم في المدينة، وكذا الصوفية والأشاعرة، وإذا أردت أن تعرف أخطر أهل البدع عند الشيخ وتلاميذه فهم الجماعات الإسلامية، وليس أولئك الراسخين في بدعهم وطائفيتهم، كما سيأتي تفصيله لاحقا ([18])، وقد صرح الشيخ بذلك مزكيا نفسه بأنه يكافح لوحده، مترفعا عن الدنيا، إذ قال:
(كان عندي طالب متحزب، وأنا أتكلم أحياناً إذا وجدت فرصة في بيان منهج الإخوان المسلمين، أنا سائر على هذا المنهج منذ عام 1400هـ تقريباً، لابد أن أبين للناس ضلال هؤلاء القوم، كنت أكافح، لكن أحس أني وحيد حتى إن الشيخ محمد أمان -الله يحفظه- رأى في المنام أني أسبح في بحر من الماء الصافي العذب، فقالها للشيخ ابن باز فقال الشيخ ابن باز: هذه دنيا، قلت: والله، ما هي الدنيا، هذه، والله، المشاكل التي أسبح فيها لوحدي، أنا أعرف ماذا أعيش) اهـ ([19]).
قلت: الشيخ ابن باز -رحمه الله- إمام معروف بتعبير الرؤى، وقد عبر تلك الرؤيا بالدنيا، أما الشيخ ربيع فيحلف بالله أن تعبيرها ليس كذلك، وأن تعبيرها هو المشكلات التي هو فيها مع الإخوان المسلمين، وهو غير معروف بتعبير الرؤى، فأي التعبيرين أولى بالاعتماد والصحة؟ والظاهر أن الرؤيا قد صدقت على تعبير الشيخ ابن باز -رحمه الله-، وقد يمكن الجمع بين التعبيرين بأنها دنيا تحصل للشيخ ربيع بسبب مشكلاته مع الإخوان!
ويتمادى الشيخ في غروره بنفسه لدرجة أنه يقدم نفسه على الشيخ الألباني، فيزعم أنه في السلفية أقوى منه، فيقول
(ونحن طلاب الشيخ عبد الله القرعاوي عندنا سلفية أقوى من سلفية الألباني، والله، الشيخ عبد الله تعلم المنهج السلفي تماماً حتى ما عرفنا المذاهب أبداً، ما عرفنا إلا كتاب الله وسنة الرسول ومنهج السلف الصالح، فالتقينا بالألباني فإذا نحن في السلفية أقوى منه، علم الله، الشيخ عبدالله وضع سلفية، جاء بسلفية، يعني: هي صميم السلفية، جاءنا الشيخ الألباني يقول: أنا آخذ من لحيتي قليلاً، يجادلنا في هذه القضية من أول يوم، ناقشناه في هذه القضية، فقلنا: لا بد من تطبيق، ولا يجوز الأخذ منها فأنت على غلط، جاءت قضية ثانية وهي الكتابة على القبر طبعاً حنّا متشددين ([20]) فنرى أنه لا يوضع علامة ولا يكتب عليها، طبعاً، الكتابة لها دليل، لكن وضع علامة حجر، يعني قال الشيخ الألباني: الرسول وضع حجراً، سلمنا له بهذا ([21])، وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها، الله أعلم) اهـ ([22]).
ويلحظ من كلامه هذا أنه استدل لمزاعمه في قوة سلفيته بمسألتين أجازهما الشيخ الألباني على حد زعمه، الأولى: الأخذ من اللحية، والثانية: الكتابة على القبر.
فأما تخطئته الألباني في قوله بالأخذ من اللحية ما زاد عن القبضة فهذا غير سائغ، لأنها مسألة اجتهادية عند السلف، على تفصيل مذكور في كتب الفقه والحديث، فبطل استدلاله بهذه المسألة، والحمد لله، ولا ينبغي أن ننكر على الشيخ ربيع في انتقاده وتخطئته الشيخ الألباني في هذه المسألة الاجتهادية، فلم يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض، ولكن الذي يُنكَرُ على الشيخ هو طعنه في سلفية الشيخ الألباني لأنه خالفه في هذه المسألة، ثم إن مسألة الأخذ من اللحية ليست من المسائل الفارقة في الدعوة السلفية.
وأما جواز الكتابة على القبر، فهو غير متأكد من نسبته إلى الشيخ الألباني، لأنه قال: (وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها)، ولا أظنه يخفى على الشيخ كتاب "أحكام الجنائز" للألباني، وقد عقد فيه فصلا فيما يحرم عند القبور، ومنه الكتابة على القبر ([23])، فكيف يجيز الشيخ لنفسه أن يبني مزاعمه أنه في السلفية أقوى من الألباني على ظنون خاطئة؟ وهل هذا منهج سلفي في الحكم على العلماء والناس؟ أو هو منهج خلفي يُدرب من خلاله التلاميذ على التجريح والتشكيك في منزلة أهل العلم بلا بينة ولا برهان؟ الذي يبدو لي أن الشيخ كان يتكلم بما يطرأ على ذهنه بلا علم ولا تروٍّ، أما الألباني -رحمه الله- فهو من أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ونحسبه من الأئمة المجددين في الحديث والدعوة والمناظرة وقمع البدعة، ولا ندعي له العصمة، ولكن شتان بين ربيع والألباني، بل لا مقارنة بينهما
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فهذه أمثلة من أشرطة الشيخ ربيع تدل على غروره الشديد بنفسه، ولو كان الشيخ علامة زمانه ثم اغتر بنفسه لقيل غرّه علمه، ولكن أن يكون ضعيفا في العلم -كما عرفنا في الفصل السابق- ثم يغتر ويتعالى، فهذا شأنه كشأن العائل المستكبر! نسأل الله العافية والسلامة.
الحواشي :
([14]) كان ذلك في حياة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
([15]) شريط: (صفات الأبرار).
([16]) شريط: (صفات الأبرار).
([17]) شريط: (غربة التوحيد والسنة).
([18]) انظر: الباب الخامس.
([19]) شريط: (ندوة حول التنظيمات والجماعات).
([20]) هل يفهم منه أن الأخذ بالسنة وإنكار الكتابة على القبر تشدد؟ وأن الألباني متساهل؟
([21]) وهذا دليل على أن الشيخ الألباني أقوى في السلفية من الشيخ ربيع.
([22]) تكلم الشيخ ربيع بهذا الكلام في أوائل شريط: (مناظرة عن أفغانستان)، ويباع هذا الشريط لدى تسجيلات منهاج السنة بالرياض، وقد قامت بحذف هذا المقطع من الشريط مؤخرا! وعندي كلا النسختين الكاملة والناقصة من التسجيلات نفسها.
([23]) انظر: (أحكام الجنائز) ص 260.
[منقول]