المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعيير بالذنوب والمعاصي والكبائر من خصال أهل البدع والفجار والمفلسين من الحجة


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
10-18-2007, 07:20 PM
قال الإمام بن القيم - رحمه الله - : ( وأيضا ففي التعيير ضرب خفي من الشماتة بالمعيّر ، وفي الترمذي أيضا مرفوعا : (( لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك )) ، ويحتمل أن يريد أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه ، وأشد من معصيته ، لما فيه من صولة الطاعة ، وتزكية النفس ، وشكرها ، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب ، وأن أخاك باء به .
ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع ، والإزراء على نفسه والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس ، خاشع الطرف ، منكسر القلب ، أنفع له وخير من صولة طاعتك ، وتكثرك بها والاعتداد بها ، والمنة على الله وخلقه بها .
فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله وما أقرب هذا المدل من مقت الله .
فذنب تُذَّل به لديه أحب إليه من طاعة تُدل بها عليه ، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا ، فإن المعجب لا يصعد له عمل ، وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدل ، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين ، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ، ولا تشعر ، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو ، ولا يطالعها إلا أهل البصائر ، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر ووراء ذلك مالا يطلع عليه الكرام الكاتبون ......
فإن الميزان بيد الله ، والحكم لله ، فالسوط الذي ضرب به هذا العاصي بيد مقلب القلوب .....
ولا يأمن كرات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله ، وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به وأقربهم إليه وسيلة : { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } ، وقال يوسف الصديق : { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } ) . اهـ

وجاء في كتاب ( أصول الجدل والمناظرات ) ما نصّه : ( من أعظم آفات المناظرات أن بعض المتناظرين يسعى في تتبع عورات مخالفه قبل مناظرته لعله يعيره بها ويشيعها طلبا لقهره والظهور عليه ، أو يتتبعها بعض انقضاء المناظرة تشفيا لنفسه ) اهـ .

وجاء فيه أيضا : ( وهذا البعض الذي يسعى في إسقاط مخالفه بتتبع عوراته ، [ لعله يظفر بزلة أو معصية أو فلتة فيطيرها حتى لا يقبل الناس منه صرفا ولا عدلا ، فيه نزعة رافضية من حيث لا يشعر ] ، فإن الرافضة لا يقبلون الحق والدين إلا من معصوم ولا يرون إلا إمامة المعصوم ، والمؤمن يستر والفاجر يهتك ويُـعيّر ، بل إن تعيير المسلم بذنب أعظم ذنبا من ذنبه ) اهـ .

وجاء فيه أيضا : ( واعلم أن الكلام الذي يدخل في باب النصيحة إنما هو في الأخطاء والضلالات والأهواء التي تنسب إلى الشرع ، وهذا الذي لم يؤثر عن أئمة الإسلام غيره ، [ أما الكلام في أعراض الناس ومعاصيهم فهذا لا يفعله إلا من رق دينه وقل أدبه وذهب ورعه ] ) اهـ .

وجاء فيه أيضا : ( وقد ابتليت السنَّة ببعض المنتسبين إليها فيجتهد في إشاعة معاصي أهل السنَّة وقد سلم من شره أهل البدع ، فقرّت بذلك عيون المبتدعة وفرحوا بذلك أيما فرح ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ) اهـ .

وجاء فيه أيضا : ( وإشاعة معاصي أهل السنَّة إعانة لأهل البدع في الاستطالة على السنَّة وأهلها ، وربما اغتر بعض من لا خبرة له بأحوال المتبدعة بظاهر حالهم واعتقد صلاحهم لما عاب عنه سوءاتهم ، وما يظهرونه من ورعهم وزهدهم والمصطنع الكاذب ، فنقول لهذا المسكين : البدعة والفواحش متلازمان ، قال شيخ الإسلام بن تيمية : فإن البدع في الدين سبب الفواحش وغيرها من المنكرات ........ وهذه شهادة خبـير بأحوال المبتدعة عارف بأحوالهم وحقائقهم ) . اهـ

وقال بن فرحون المالكي : ( اعلم وفقنا الله وإياك أن المراء والجدال يورث العداوة والبغضاء ويبعث على كشف العورات والحمية ) . اهـ

وقال أبو حامد الغزالي : ( المناظر لا ينفك عن طلب عثرات أقرانه وتتبع خصومه ، حتى إنه قد يُخبر بورود مناظر إلى بلده فيطلب من يخبره بواطن أقواله ويستخرج بالسؤال مقابحه حتى يعدها ذخيرة لنفسه في إفضاحه وتخجيله إن أمست إليه الحاجة ، حتى إنه ليستكشف عن أحوال صباه وعن عيوب بدنه فعساه يعثر على هفوة أو على عيب به من قرع أو غيره ، ثم إذا أحس بأدنى غلبة من جهته عّرض به إن كان متماسكاً ... ) .

وقال أبو عبد الله بن بطة : ( ولقد شهدت بعض المتصدرين في جامع المنصور ، فتناظر أهل مجلسه بحضرته فأخرجهم غيظ المناظرة وحميّة المخالفة إلى أن قذف بعضهم زوجة صاحبه وولده ، فحسبك بهذه الحال بشاعة وشناعة على سفه الناس وجهلهم ) .

وقال بن فرحون مالكي : ( كمثل الذباب الذي لا يقدح على المواضع السليمة من الجسد ولا يترك عليها ويقع على الجروح فينكيها ) .

وقال الحافظ بن رجب الجنلبي - رحمه الله - مبيناً مفاسد ظهور عورات العصاة : ( فإن ظهور عوراتهم هن في الإسلام ) اهـ .

وقال إمام أهل السنَّة والجماعة في عصره أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري - رحمه الله - في ( شرح السنَّة ) ما نصّه :
( [ 149 ] - إذا رأيت الرجل من أهل السنَّة ردئ الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاصي ضالاً وهو على السنة فاصحبه ، واجلس معه ، فإنه لا يضرك معصيته ، وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة متقشفا محترقا بالعبادة صاحب هوى ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمعه كلامه ، ولا تمش معه في الطريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته ، فتهلك معه .
ورأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى ، فقال : (( يا بني من أين جئت ؟ )) ، قال : من عند فلان ، قال : يا بني ، لأن أراك خرجت من بيت خنثى أحب إلـيَّ من أن أراك تخرج من بيت فلان وفلان ، ولأن تلقى الله يا بني فساقا سارقا خائنا ، أحب إلى من أن تلقاه بقول فلان وفلان )) .
ألا ترى أن يونس بن عبيد قد علم أن الخنثى لا يضل ابنه ، وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفر ) . اهـ
وذكر محقق الكتاب نقلين هـما :
قال الإمام الشافعي - رحمه الله - : ( لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى ) اهـ .

وقال الإمام أحمد - رحمه الله - : ( قبور أهل السنَّة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من من الزهاد حفرة ، فُسَّاق أهل السنَّة أولياء الله ، زهاد أهل البدعة أعداء الله ) . اهـ

وقال إمام الحرم المكي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد : ( إن سوء أدب الأدب في الجدل والمناظرة يسوغ لأصحابه استحلال أعراض المسلمين .... فيتحول الاهتمام إلى تتبع الزلات وتلمس العثرات ) . اهـ

يرجع لمذكرتي : ( الـرد على الـمميع المفسد ولد العربي الخرازي الجزائري - الحلقة الثانية )
http://alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=855

ابو العبادلة الاثري
10-19-2007, 12:33 AM
احسن الله اليك وبارك فيك واثابك موضوع تبارك الله ورحم الله العلامة ابن القيم رحمة واسعة

شكيب الأثري
10-25-2007, 08:29 PM
للرفـــــــــــع

12d8c7a34f47c2e9d3==