المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى في زكاة الفطر /الشيخ المحدث السلفي الأثري ناصرالدين الألباني


كيف حالك ؟

البلوشي
10-11-2007, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى في زكاة الفطر /الشيخ المحدث السلفي الأثري ناصرالدين الألباني يرحمه الله


الذين يقولون بجواز إخراج صدقة الفطر نقوداً هم مخطئون لأنهم يخالفون نَص حديث الرسول عليه السلام الذي يرويه الشيخان في صحيحهما من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقِط، فَعَيَّنَ الرسول عليه السلام هذه الفريضة التي فرضها الرسول عليه السلام إئتماراً بأمر ربه إليه ليس نقوداً وإنما هو طعام مما يقتاته أهل البلد في ذلك الزمان، ومعنى هذا الحديث أنَّ المقصود به ليس هو الترفيه عن الناس الفقراء والمساكين يلبسوا الجديد النظيف و و الخ ..وإنما هو إغنائهم من الطعام والشراب في ذاك اليوم وفي ما يليه من الأيام بعد العيد.
وحين أقول بعد العيد فإنما أعني أن يوم الفطر هو يوم العيد و أما اليوم الثاني والثالث فليسوا من العيد في شيء إطلاقاً، فعيد الفطر هو يوم واحد وعيد الأضحى أربعة أيام، فالمقصود بفرض صدقة الفطر من هذا الطعام المعهود في تلك الأيام هو إغناء الفقراء والمساكين في اليوم الأول من عيد الفطر ثم ما بعد ذلك من أيام طالت أو قصرت، فحينما يأتي إنسان ويقول لا؛ نخرج القيمة هذا أنفع للفقير ...
هذا يخطئ مرتين، المرة الأولى أنه خالف النص والقضية تعبدية هذا أقل ما يقال
لكن الناحية الثانية خطيرة جداً لأنها تعني أنَّ الشارع الحكيم ألا وهو رب العالمين حينما أوحى إلى نبيه الكريم أنْ يفرض على الأمة إطعام صاع من هذه الأطعمة مُشْ داري هو ولا عارف مصلحة الفقراء والمساكين كما عرفها هؤلاء الذين يزعمون بأن إخراج القيمة أفضل .
لو كان إخراج القيمة أفضل لكان هو الأصل وكان الإطعام هو البدل، لأن الذي يملك النقود يعرف أن يتصرف بها حسب حاجته، إن كان بحاجة إلى طعام اشترى طعام، إن كان بحاجة إلى شراب اشترى الشراب، إن كان بحاجة إلى ثياب اشترى ثياب، فلماذا عَدَلَ الشارع عن فرض القيمة أو فرض دراهم أو دنانير إلى فرض ما هو طعام؟؟ إذا له غاية، ولذلك حدد المفروض ألا وهو الطعام من هذه الأنواع المنصوصة في الحديث وفي غيره، فانحراف بعض الناس عن تطبيق النص إلى البديل الذي هو النقد هذا اتهام للشارع بأنه لم يُحسن التشريع لأن تشريعهم أفضل وأنفع للفقير، هذا لو قصده كفر به؛ لكنهم لا يقصدون هذا الشيء، لكنهم يتكلمون بكلام هو عين الخطأ.
إذا لا يجوز إلا إخراج إلا ما نَصَّ عليه الشارع الحكيم، وهو طعام على كل حال.
وهنا ملاحظة لابد من ذكرها، لقد فرض الشارع أنواعاً من هذه الأطعمة لأنها كانت هي معروفة في عهد النبوة والرسالة، لكن اليوم وُجِدَت أطعمة نابت مناب تلك الأطعمة، فاليوم لا يوجد من يأكل الشعير بل ولا يوجد من يأكل القمح والحَب، لأن الحب يتطلب شيء آخر وهو أن يوجد هناك الطاحونة الجاروشة و يتطلب إن وجد مع الجاروشة تنور صغير أو كبير كما هو لا يزال موجوداً في بعض القرى، فلما هذه الأطعمة أصبحت في حكم المتروك والمهجور فيجب حينئذ أن نُخرج البديل من الطعام وليس النقود، لأننا حينما نُخرِجُ البديل من الطعام سِرنا مع الشرع فيما شرع من أنواع الطعام المعروفة في ذلك الزمان، أما حينما نقول نُخرج البديل وهو النقود وَرَدَ علينا أنَّ الشارع الحكيم ما أحسن التشريع لأننا نقطع جميعاً على أنَّ النقود هي أوسع استعمالاً من نوعي الطعام، لكن لما رأينا الشارع الحكيم فرض طعاماً ووجدنا هذا الطعام غير ماشي اليوم، حينئذ لازم نحط طعام بديلوا، بديلوا مثلا الرز، أي بيت يستغني عن أكل الرز؟ لا أحد لا فقير ولا غني، إذا بنطلع بدل القمح نطلع إيه؟ الرز أو بنطلع السكر مثلا أو برٌ... أو نحو ذلك مما هو طعام.
يوجد في بعض الأحاديث الأقط، و الأقط وهو اللي بتسموه إنتو هنا: الجميدي لبن مجمد، نعم ممكن الإنسان يطالع من هذا الطعام لكن حقيقة بالنسبة إلنا نحن في سوريا في العواصم مُش معروف الجميد لكن في كثير من القرى معروف فإذا أخرج الإنسان جميداً لبعض الفقراء والمساكين ماشي الحال تماماً، بس هذا يحتاج إلى شيء من المعرفة إن هذا الإنسان يستعمل جميد وإلا لا فالذي أراه أنه يغلب استعمالوا، كذلك منصوص في بعض الأحاديث التمر لكن أعتقد أن التمر في هذه البلاد لا يكثر إستعمالوا كما يستعمل في السعودية مثلا فهناك طعام ومغذي وربما يعني ويقيتهم و يغنيهم عن كثير من الأطعمة.
المهم الواجب إبتدأً وأصالةً شيء من هذه الأنواع المنصوصة في نفس الحديث ولا يخرج إلى طعام آخر كبديل عنه إلا إذا كان لا يوجد حوله فقراء ومساكين يأكلون من هذا الطعام الذي هو مثلاً كما قلنا الأقط الجميد أو التمر كذلك الزبيب مثلا الزبيب، عندنا يؤكل لكن ما هو إيش الطعام اللي بيدخر ويقتاتون به فالأحسن فيما نعتقد والله اعلم هو إخراج الأرز ونحو ذلك مثل ما قلنا البرمز و الفريكة فهذه أقوات يأكلها كل الطبقات من الناس
سلسلة الهدى والنور لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( شريط رقم 274 الدقيقة : 55 )

ابوخالد الاثري
10-12-2007, 05:43 PM
جزاك الله خيرا اخي البلوشي وبارك فيك

ورحم الله الامام المحدث محمد ناصر الدين الالباني رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى آمين

البلوشي
10-18-2007, 05:44 PM
أمين أمين أمين

وياك أخي الكريم ابوخالد الأثري

12d8c7a34f47c2e9d3==