المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علماء ينتقدون "عويل" بعض الأئمة في دعاء القنوت


كيف حالك ؟

قاسم علي
10-08-2007, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

علماء ينتقدون "عويل" بعض الأئمة في دعاء القنوت
عبدالعزيز المقحم
الرياض: الوطن

الدعاء عبادة جليلة، وفي العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم يكثر المسلمون من الدعاء، والصلاة والاستغفار وطلب العتق من النار، ويكثرون من العبادات اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا جاء العشر الأواخر من شهر رمضان كان يشد مئزره، والاجتهاد في العبادة والإكثار منن الدعاء وطلب العفو والمغفرة في هذه الأيام المباركة التي فيها ليلة خير من ألف شهر أمر مهم.
ولكن هناك بعض الأئمة ممن يسرفون في تطويل القنوت وهناك الصريخ والعويل والتشنجات، بل هناك من يصاب بحالة التشنج ويقع في المسجد ويهرع إليه المصلون، ومن الدعاء من يجعل وقت القنوت أكثر من وقت الصلاة، ومن يبتدع عبادات السجع، ومن يتغنى بالدعاء ناهيك عن التكرار، ويؤلفون أدعية لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يتلذذون بالدعاء على الغير بهلك الحرث والنسل، وتيتم أطفالهم وترمل نسائهم وأن يجعل ما يملكون غنيمة للمسلمين.
ولا يلتزم هؤلاء بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت ويضربون بالتعليمات الخاصة بالالتزام بالشرع والسنة في الصلاة عرض الحائط، وهو الأمر الذي تؤكد عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
المسألة ليست جديدة وتثار كل عام والتنبيه على هؤلاء الأئمة يتم باستمرار والتأكيد عليهم بالالتزام ومع ذلك تستمر الظاهرة!.
الالتزام بكتاب الله
أستاذ الثقافة الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن المقحم يقول: إننا جميعاً أئمة ومأمومين يجب علينا الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح، يقول المولى عز وجل "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً"، وقال صلى الله عليه وسلم: بادروا بالأعمال خصالاً ستاً أي اعملوا الصالحات قبل أن تدهمكم الخصال الستة: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم (الرشاوي) واستخفاف بالدم (كثرة القتل)، ونشئاً (أي ناشئة) يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم.
وسياق الصحابيين الكريمين للحديث أعجب، فعابس رضي الله عنه حين رأى أناسا يتحملون من الطاعون فقال: ما لهؤلاء يتحملون من الطاعون؟! يا طاعون خذني خذني إليك (مرتين) فقيل له أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا يتمنين أحدكم الموت قال فذكره. وقال مثل ذلك ابن عوف بن مالك رضي الله عنه فقيل له أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما عمر المسلم كان خيرا له فقال: ولكني أخاف ستاً فذكرها.
وإذا الطاعون أحب إلى الصحابيين الكريمين من هؤلاء.. الطاعون.. أحب وأهون منهم سبحان الله والله أكبر هل يعلم هؤلاء المقصودون بهذه الحقيقة النبوية؟! وهل منهم أحد يخاف على نفسه أن يكون منهم؟!
أم تراهم أخذوا دينهم من الجماهير والمعجبين (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون)؟!
لقد كان عبدالله بن المبارك يسمي هؤلاء: القراء المبتدعة ويقول أنتم تقرؤون للناس ولا تقرؤون لله. وقال صلى الله عليه وسلم: (أكثر منافقي أمتي قراؤها (الصحيحة- 750).
وقال صلى الله عليه وسلم (إنكم أصبحتم في زمان: كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم، وسيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، العلم فيه خير من العمل) (الصحيحة- 3189).
والذي لا يحلف بغيره إن كثيراً من (قراء التراويح) ليرفع صوته بالقرآن على صوت المؤذن بالأذان ويصيح صياحاً لا يصيحه الغريق ولا النذير ولا الخائف دعك من المصلي الخاشع الباكي! وقد رأيت في الرياض ومكة من يسكر أذنيه إذا صاح أولئك القراء بالقرآن وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن أول من تسعره عليهم النار ثلاثة: المجاهد والمنفق وقارئ القرآن. يدعي قارئ القرآن فيعرفه الله نعمه فيعرفها فيقال ما عملت؟ فيقول قرأت القرآن وأقرأته فيك فيقول الله كذبت، وتقول الملائكة كذبت إنما قرأت ليقال: قارئ وقد قيل ثم يؤمر به فيلقى في النار وكذلك المجاهد والمنفق. أما قول الله تعالى (الذين هم في صلاتهم خاشعون) فقد أبعدنا عنها أمرا بعيداً هذه السماعات التي ضجت منها الأرض والسماء والصراخ والعويل أبعد شيء عن الخشوع والانكسار وإني أذكركم محذراً ومنذراً مرحلة قادمة سيهرع إليها قراء المزامير (كما في الحديث) وهي التباكي فإنهم ينتظرون من يبدأ فتطير به التسجيلات ويمتلئ مسجده من النساء والصبيان وقد يغريه بذلك من يظن به الخير إذا فعله (وأكثر منافقي أمتي قراؤها) فيتتابعون -بالياء- فيها وفي البخاري ومسلم أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس.
دعاء القنوت
أما دعاء القنوت فالبعد فيه عن السنة أشد منه في قراءة القرآن والصراخ فيه وقلة الأدب أنكى وأمر ووالله لو دخل أحدهم على رئيس مركز شرطة بمكة المكرمة أو قاض بالرياض أو رئيس بلدية في مدينة أخرى سائلاً متضرعاً لم يرفع صوته أمامه كما يرفعه حين يسأل الله ويتضرع إليه!.
ولاشك أن هذا الصراخ والحراج من الاعتداء في الدعاء فالله تعالى يقول (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) ومقابلة التضرع والخفية بالاعتداء ظاهرة في الأمة.
أما حديث (من لم يتغن بالقرآن فليس منا) فلا شك أنه لا يراد به تزيين القراءة للناس لأن ذلك عين الرياء والسمعة نعوذ بالله ولأنه يخالف لفظ الحديث الصحيح المتقدم في ذم من (يقدمونه ليغنيهم) ثم ليس كل المسلمين ولا أكثرهم يحسن الصوت ولا يحسن القراءة بل منهم من يقرأ القرآن (يتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران) فكيف يعطى أجران ونقول ليس منا لأنه يتتعتع فيه وهو عليه شاق.
لكن المعنى الصحيح والله أعلم أن التغني هنا بمعنى الاستغناء وهو معنى صحيح ومعروف عند العرب، قال أبو عبيدة هذا فاش في كلام العرب تقول تغنيت بمعنى استغنيت وكان سفيان بن عيينة رحمه الله يحمل الحديث على هذا المعنى ولا يحمله على الصوت.
وأما إعجاب كثير من الجماهير بقارئ ما فلأجل القرآن العظيم ومعانيه وألفاظه التي تقشعر منها الجلود وتلين لها القلوب بدليل كثرة القراء بل ما من قارئ خرج إلا له معجبون كثير فليتهون على نفسه من غرنة نفسه الأمارة بالسوء. فإن لم يهونها بذلك فليعلم أنه ما برز للناس أحد في كل فن إلا كثر حوله المعجبون والمعجبات والمطبلون والمطبلات ولينظر إلى المغنين والممثلين واللاعبين وأنواع المشاهير بل هناك ملايين تطوف حول الموتى عند قبورهم وليقل: أطرق كرى.. إن النعام في القرى.
وقال الدكتور المقحم: خلصونا وطهروا مساجدنا من هذه المنكرات والحرج قال الله تعالي لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: (طهرا بيتي) وتطهيره بإزالة كل ما حرمه الله وكرهه وإقامة ما شرعه وأحبه وبقية المساجد له تبع والله الرحمن المستعان، فضلاً عن تطويلهم الشديد في القنوت. فيأتون فيه بدعاء القنوت ودعاء الكرب ودعاء المبتلى ودعاء الغائب ودعاء الزواج ودعاء السفر ودعاء زيارة المقابر ودعاء الاضطجاع ولم يبق إلا أن يأخذ أحدهم كتاب الأذكار فيقرأه كله في ليلة.
مخالفة الآداب
جريدة الوطن الجمعة 23 رمضان 1428هـ الموافق 5 أكتوبر 2007م العدد (2562) السنة

12d8c7a34f47c2e9d3==