المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنبيه على شركيات وطوام عقدية عند الأمير عبد القادر الجزائري


كيف حالك ؟

عبد الحق آل أحمد
10-03-2007, 07:37 PM
التنبيه على شركيات وطوام عقدية
عند
الأمير عبد القادر الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أخي الفاضل؛ لا يخفى عليك ما لهذه الشخصية من ظهور و بروز ضمن الساحة التاريخية، وما تحتله من صدارة ومكانة، وليس في أوساط المسلمين فحسب بل الكثير من الكفار يعتبرون شخصية الأمير عبد القادر الجزائري شخصية متميزة ومثالية، لما حواه من فكر التسامح الديني والأخوة الإنسانية في زعمهم.ولطالما صورة له الصور و شيدة له التمثيل و النصب التذكارية، وسميت باسمه الثانويات و المدارس و الجامعات، وكذا المساجد والله المستعان.
وقد كنت فيما مضى ممن اغتر بزيه العربي الإسلامي إلى حين سماعي كلمة سريعة لأحد الدعاة قال عن هذا الأمير بأنه صوفي أو شيء من هذا، فقررت البحث عن ترجمته و التنقيب عن صحة معتقده على قلة في اليد و المراجع، وبعد مضي فترة من الزمن ليست بالقليلة يسر الله-جل في علاه- لي بعضها فتصفحته على وجه السرعة؛ لأن غايتي النصح و التنبيه والوقت ثمين وأشرف من أن يبذل في تتبع زبالات أفكار المدسوسين من قبل أعداء الإسلام و المنحرفين فكريا عن عقيدة السلف الصالح، اللهم إلا من باب النصيحة و التحذير إن كان ممن له شهرة ويخشى من التأثر به مثل هذا الأمير الجزائري، خاصة مع الترويج له ضمن المقررات المدرسية في مادة التاريخ وغيرها وهذا يكفي في تأكيد التحذير وإلى بيان بعض انحرافاته العقيدة –باختصار-:

[دعوته للأخوة مع النصارى الكفار]

ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري:(( لو أصغى إلي المسلمون و النصارى، لرفعت الخلاف بينهم، ولصاروا إخوانا، ظاهرا و باطنا، ولكن لا يصغون إلي)).اهـ من [ذكرى العاقل و تنبيه الغافل:ص/107]
وكلام الأمير عبد القادر هذا فيه مخالفة صريحة لقول الله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء. الآية
وقوله سبحانه: لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله.الآية.

[تنقل الأمير من الإسلام إلى دين اليهود و النصارى وهذه ردة صريحة]

ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري كما في [المواقف:م1/ص20]:
فطورا تراني مسلما أي مسلم//زهودا نسوكا خاضعا طالبا مدا
وطورا تراني للكنائس مسرعا//وفي وسطي الزنار أحكمته شدا
وطورا بمدارس اليهود مدرسا//أقرر توراة و أبدي لهم رشدا

وهذه الأبيات فيها ردة صريحة عن دين الإسلام بالتنقل منه إلى سائر الأديان المحرفة من يهودية و نصرانية.
قال الله سبحانه وتعالى: إن الدين عند الله الإسلام.الآية
وقال سبحانه: ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.الآية
وقال جل في علاه:و من يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم وساءت مصيرا.الآية
وقال تعالى: أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات و الأرض طوعا وكرها و إليه يرجعون. الآية.


[الأمير يشرك بالله العظيم شركا واضحا جليا]

ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري مستغيثا و مناديا و داعيا غير الله جل وعلا مشركا به كما في[الديوان:ص152، والمواقف:م2/ص942]:
يا سيدي رسول الله يا سندي//ويا رجائي ويا حضني ويا مددي
ويا ذخيرة فقري يا عياذي يا//غوثي ويا عدتي للخطب و النكد
يا كهف ذلي ويا حامي الدمار ويا//شفيعنا في غد أرجوك يا سندي
إن أنت راض فيا فخري ويا شرفي//ماذا علي إذا واليت من أحد

وفي هذه الأبيات يظهر الشرك الظاهر الجلي من هذا الأمير الجزائري، بصرفه دعاء الاستغاثة و رجاء العبادة لغير الله جل وعلا مناديا رسول الله-صلى الله عليه و سلم- بهما وقد وصف الله جل وعلا في محكم التنزيل فاعل ذلك بالكفر فقال جل في علاه: ومن يدعوا مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون. الآية.

[الأمير يشيد بشيخه الملحد الزنديق محي الدين بن عربي ويجعله خاتم ورثة النبي صلى الله عليه و سلم]

ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري في[المواقف:م2/ص872]:
((فمن الأقطاب من يكون على قدم عيسى و موسى و نوح و إبراهيم و صالح وغيرهم من الأنبياء، وليس في الأقطاب من هو على قدم محمد-صلى الله عليه سلم-بأن يكون وارثا له-صلى الله عليه و سلم-وإنما يكون على قدمه بعض الأفراد، والشيخ الأكبر محي الدين منهم، وهو خاتمهم، فليس بعده وارث محمدي)).اهـ

ومن المعلوم أن بن عربي محي الدين كافر زنديق لما تفوه به و خطه في كتبه من كفريات و شركيات واضحة لدى كل موحد مسلم سلفي، وحتى في عصر الأمير انتشر تكفيره وتبري علماء أهل السنة و الجماعة منه وممن والاه فكان هذا الأمير يحرق كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -كما تواتر عنه ذلك- بسبب الإختلاف العقدي بينه وبينهم وكذا رد شيخ الإسلام على هذا الزنديق الملحد بن عربي.
ثم إن الأمير عبد القادر متأثر به إلا النخاع فكيف لا يحرق كتب من ردة عنه وهو المستفيد منه إما من روحانياته، وإما من كتبه في الكتب، كما خرف وذكر في مواقفه.
فاللهم عفوك وغفرانك من تسطيري لهذه الكفريات و الخرافات.وبك وحدك أستعين.

[الأمير يبالغ في مدح شيخه محمد الفاسي الصوفي بأوصاف لا تليق إلا بذي الجلال و الإكرام كالمنقذ و المغيث و المجير و المحيي-تعالى الله عما يقوله هذا الملحد-]

ـ قال الأمير عبد القادر الجزائري في[الديوان/ص201]:
عيادي ملاذي وعمدتي ثم عدتي//وكهفي إذا أبدى نواجذه الدهر
غياثي من أيدي العداة و منقذي//منيري مجيري عندما غمني الغمر
ومحي رفاتي بعد أن كنت رمة//وأكسبني عمرا لعمري هو العمر

وهذه الأوصاف التي مدح بها شيخه الصوفي محمد الفاسي كلها مستمدة-عند الأمير-من رسول الله -صلى الله عليه و سلم- تعالى الله عما يقوله هذا الخرافي المشرك، حيث قال كذلك في [الديوان/ص203-204]:
حريص على هدي الخلائق جاهدا // رحيم بهم خبير له القدر
كساه رسول الله ثوب خلافة // له الحكم و التصريف و النهي و الأمر
وقيل له:إن شئت قل: قدمي علا // على كل فضل أحاط به العصر

ختاما

أقسم بالله العظيم ذي الجلال و السلطان أن أقوال هذا الأمير الجزائري لتكاد السموات يتفطرن منها و تنشق لها الأرض وتخر لها الجبال هدا، لما حوته وتضمنته من هدم أصل الدين وقاعدته وهو توحيد رب العالمين.
وبعد هذا هل يعقل من مسلم –فضلا عن سلفي- أن يدافع عن هذه الشخصية الملحدة المشركة بالله تعالى ولو في الجانب الثوري، كادعائهم وقوفه وثورته في وجه الاستعمار الفرنسي؟؟ والحقيقة أنه عميل عندهم بدليل النياشين والصلبان المعلقة على بدلته و اعتزازه بها وكذا انسحابه من قلب المعارك وتسليم نفسه، وما موالاته القولية للنصارى الكفار فيما سبق ذكره إلا خدمة وأي خدمة للاستعمار الفرنسي الكافر.
هذا آخر ما أردت التنبيه عليه على وجه السرعة و الاختصار، خاصة مع كثرة التطبيل و الترويج له وتغرير الشباب و النشء به وربطهم بهذه المثاليات التي من شأنها أن تخلخل عقيدتهم الصافية وتزرع فيهم أفكار منحرفة بالية، قررت المساهمة بما سبق، وحسبي الله ونعم الوكيل وعلى الله قصد السبيل.

وكتبه/ عبد الحق آل أحمد
سائلا الله تعالى عظيما الأجر و الثواب في ما سطرت من صواب ونحن في بداية العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وكان الأصل بتاريخ 12/محرم/1428 من هجرة نبينا عليه الصلاة و السلام، وتم تبييضه على المسودة اليوم بتاريخ:21/رمضان/1428هـ بدولة الجزائر الحبيبة.

بوعائشة
10-04-2007, 11:59 AM
أحسنت وبارك الله فيك أخينا عبدالحق على هذا الموضوع المهم ، ولأول مرة أسمع هذا الكلام الخطير عن عبدالقادر الجزائري

أخي لو تكرمت هل عندك معلومات عن منهج عمر المختار

salafi
10-05-2007, 01:35 AM
أحسنت وبارك الله فيك أخينا عبدالحق على هذا الموضوع المهم ، ولأول مرة أسمع هذا الكلام الخطير عن عبدالقادر الجزائري
إن شاء الله لا يدافع عنه الجزأرة المتمرجئة في الجزائر لأنهم يدافعون عن كل رمز من رموز الجزائر زعموا كما دافعو عن إبن باديس .
أخي لو تكرمت علينا بالرد على جاهل متعالم ظهر مؤخرا في الجزائر عبر جريدة الشروق بمقالته السيئة و هو المدعو شمس الدين صاحب الجمعية الخيرية سابفا بحي بلوزداد .
لأن و مع الأسف علماؤنا ! لا يهمهم حماية دعوة الشيخ محمد إبن عبد الوهاب و الدفاع عنها و لسان حالهم هو أن الردود تقسي القلوب و الدليل إذا تصفحت مجلتهة الإصلاح لا تجد للشيخ محمد إبن عبد الوهاب أثرا فيما أعلم .
و الله أعلم

عبد الحق آل أحمد
10-09-2007, 03:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المكرم بو عائشة: وفيكم بارك الله، ومعذرة ليست لدي معلومات أو مراجع عن عقيدة عمر المختار الليبي -إن كان هو- ولو يسر الله لي بعض كتبه ربما أفيدك بشيء لكن الذي يتناقل عنه أنه صوفي ، والله أعلم.
أخي المكرم سلفي: وإياكم على حسن خطابكم وثقتكم بأخيك، ثم إن الشيخ عبد الحميد بن باديس و البشير الإبراهيمي رحمهما الله يثنيان على الأمير المشرك عبد القادر الجزائري الماسوني خاصة في الجوانب السياسية و النزعة القومية و والثورية وهذا دال على هشاشة وضعف عقيدتهما غفر الله لهما، ومما يدل على ذلك كذلك ضعف دعوة رجال الجمعية إلى توحيد العبادة و الأسماء و الصفات حيث انخرط الكثير من المتصوفة و بعض رجال الطرقية المبتدعة وكانوا ممن أسسوا قانونها ولكن تبرأ منهم بن باديس لموالاتهم الإستعمار وقد صرح في غير ما موضع في كتاب : ( الآثار) ، وقد يكون للشيخ بن باديس بعض العذر من جهة عدم اطلاعه على كتب هذا المشرك للظروف و الملابسات في ذلك الوقت و الظرف بالذات ، لكن لا يعذر في ظني معاصر أثنى عليه لثناء بن باديس أو غيرهدون تمحيص لأقواله وهو يسمع عنه أنه صوفي.
والمهم أخي أن الشيخ بن باديس ورجال الجمعية عندهم الكثير من الأخطاء العقدية حتى تأويل بن باديس لبعض الصفات على طريقة الأشاعرة وغير ذلك مما دونته في بحث وجيز بعنوان (التنبيه على بعض الأخطاء العقدية عند بن باديس و بعض رجال الجمعية)يسر الله لي إكماله، وهو على غير منهج الأخت أم أيوب الجزائرية وفقها الله لمرضاته وقد استفدت من بحثها وبينت فيه خطأ الشيخ بن باديس في ثناءه على عبد القادر الأجزائري و محمد المختار الليبي.
أما "شمس الدين" -والأولى أن يسمى "هادم السنة و الدين"-فقد قرأت له قديما كلاما في جريدة الأسبوع العربي طعن فيها في إمام أهل السنة و الجماعة البربهاري - رحمه الله - فسقط من اهتماميحيث ظننته يؤثر بمقالاته على إخواني السلفيين فلم أعد أتابع مقالاته المفسدة الفاسدة كبعض من ينتسب للسلفية ، لأنه في العقيدة يوافق المبتدعة و يدافع عنهم و يطعن في أهل السنة و له كلام في ولي الأمر بما يوافق مذهب الخوارج وتارة يتناقض وأخرى يطعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية السنية..الخ
المهم الرجل من خلال تتبعي لبعض مقالاته ظهر لي أنه من صنف السفهاء و أهل الأهواء الذين إذا سُكت عنهم ماتوا مع مرور الأيام ، فلذى اكتفيت بالتحذير ممن تأثر بفتاويه العقيدية الفاسدة وهم قلة والحمد لله لأن الرجل يتكلم في جريدة مطمورة و هومطمور ، ومعذرة على الإسترسال. والله أعلم

عبد لله مقصر
10-09-2007, 05:25 PM
الأخ عبد الحق جعلنا الله وإياه من أنصار الهدى والحق

لدي وقفتان مع ما سطرته في مقالك :

الوقفة الأولى: فيما يخص الأمير عبد القادر الصوفي االاتحادي الماسوني!

قلتَ بارك الله فيك: (كادِّعائهم وقوفه وثورته في وجه الاستعمار الفرنسي؟؟ )
وفي الحقيقة أن ثورة الأمير عبد القادر ومعاركه التي خاضها ضد الفرنسيين لا ينكرها إلا مكابر، وهي حق مثل ما أنكم تنطقون!
ولكن يقال: إنَّ هذا كان في بداية أمره، وقبل أن يبتليَه الله عز وجل بكتب ابن عربي الحلولي الاتحادي، حيث انكب على دراستها، وتأثر بما فيها من كفر وحلول واتحاد وأنَّه لافرق بين دين الإسلام وغيرهامن الأديان إذ كل معبود في الوجود حق، فلا يفرقون بين الخالق والمخلوق، فكل ماتراه عينك هو الله عندهم! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وهذه هي عقيدة وحدة الوجود.
فآل به الأمر أن ترك الجهاد - لعدم جدواه عنده - واستسلم للفرنسيين، فأسروه فترة في قصر لامبواز بفرنسا، ثم أرسلوه إلى الشام حيث بلغت بدعته في قلبه مداها فصار يتتبع كتب شيخ الإسلام ويشتريها بأثمان باهظة ليحرقها!!!

الوقفة الثانية:

قولكم عن الشيخ عبد الحميد ابن باديس: (وقد يكون للشيخ بن باديس بعض العذر من جهة عدم اطلاعه على كتب هذا المشرك للظروف و الملابسات في ذلك الوقت و الظرف بالذات).
وهذا اعتذار وجيه ومعتبر، وسأسوق لكم نصين لعالمين جليلين يؤيدان هذا الكلام:
الأول: للإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/343) في ترجمة الحسين بن منصور الحلاج المصلوب على الزندقة حيث قال:
((كما كان جماعةٌ في أيَّام النبي صلى الله عليه وسلم منتسبون إلى صُحْبَتِه، وإلى مِلَّتِهِ، وهم في الباطن مِنْ مَرَدَة المنافقين، قد لا يَعْرِفُهُمْ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، ولا يَعْلَمُ بهم؛ قال الله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ).
فإذا جَازَ على سيِّدِ البَشَرِ أنْ لا يَعْلَمَ ببَعْضِ المنافقين - وهُمْ مَعَهُ في المدينة سنواتٍ- فبالأَوْلَى أنْ يخْفَى حَالُ جمَاعَةٍ من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام، بَعْدَهُ - عليه السلام - على العلماء من أمَّتِه)).

الثاني: للإمام ابن كثير في البداية والنهاية (10/23) في ترجمة خالد القسري وفي معْرِض كلامِه على ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد حيث قال:
((لأنَّ صاحِبَ "العقد" كان فيه تشيُّعٌ شنيعٌ، ومُغَالاَةٌ في أهل البيت، ورُبَّمَا لا يَفْهَمُ أحَدٌ مِنْ كَلاَمِهِ ما فيه مِنَ التشيُّع، وقد اغْتَرَّ به شيْخُنا الذَّهبيُّ فمَدَحَه بالحِفْظِ وغَيْرِه)).

والله تعالى أعلم...

عبد الحق آل أحمد
10-21-2007, 06:25 PM
أخي "عبد الله المقصر " تشكر على التعقيب .

12d8c7a34f47c2e9d3==