المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درة نادرة في بيان بأن العالم يعتبر عالماً بعلمه لا بسنه - فوزي بن عبدالله الحميدي


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
09-16-2007, 01:11 AM
درة نادرة في بيان بأن العالم يعتبر عالماً بعلمه لا بسنه ( نسخة مزيدة )


درة نادرة في بيان بأن العالم يعتبر عالماً بعلمه سواء كان صغيراً في السن أم كبيراً، فيطلق عليه اسم العالم فهذا هو الفهم الصحيح عند العلماء أهل السنة والجماعة

فمن عُرِفَ بعلمِهِ، واستفاد من مشايخِهِ، ولازم بطلب علمِهِ، وعَمل بعلمِهِ، وكتب بقلمِهِ، فهو العالم بعلمِهِ، وإن كان صغيراً في سِنِّهِ...

وهذا من لَدُنْ زمن الصحابة (رضي الله عنهم)، هلم جرَّا لا ينكر ذلك إلا جاهل.

وإليك أقوال العلماء في ذلك:

قال الحافظ ابن عبد البر (رحمه الله) في التمهيد (ج3ص150): ((إن العلماء لم يزالوا يتناظرون، ولم يزل منهم الكبير – يعني العالم - لا يرتفع على الصغير -يعني العالم - ، ولا يمنعون الصغير – يعني العالم - إذا علم أن ينطق بما علم، ورُبّ صغيرٍ في السنِّ كبيرٌ في عِلْمِهِ، والله يمن على من يشاء بحكمته، ورحمته )).اهـ

فقوله (رحمه الله): ((ورُبّ صغيرٍ في السنِّ كبيرٌ في عِلْمِهِ)).فهذا واضح بأن الصغير في السن يطلق عليه اسم العالم لعلمه بالكتاب والسنة، ولا يلزم أن يكون كبيراً في السن، ففهم هذا.([1])

وقال الحافظ ابن رجب (رحمه الله) في الفرق بين النصيحة والتعيير (ص26): ((فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم، وفضلهم، يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً – يعني العالم في ذلك العهد-، ويوصون أصحابهم، وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم... )).اهـ

وقوله رحمه الله: ((وإن كان صغيراً....)). فهذا يوضح بأن الصغير من العلماء فإن كان يتكلم بالحق فالسلف من الكبار يأخذون الحق منه دون النظر إلى صغر سنه أو كبره. ([2])

وللعلم لا يتكلم في زمن السلف إلا أهل العلم كبارهم وصغارهم فتنبه.

ولذلك يجب طاعته في الحق وإن كان صغيراً لما يحمله من العلم كما أمر الله تعالى في كتابه فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.سورة النساء، آية: (59).

قال العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) في العلم (ص17): ((إن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[سورة النساء، آية: (59) ]، فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء، والحكام، والعلماء وطلبة العلم )).اهـ

وقال الحافظ السجزي (رحمه الله) في الرسالة (ص220): (( فالمتبع للأثر يجب تقدمه وإكرامه، وإن كان صغير السن غير نسيب، والمخالف له يلزم اجتنابه، وإن كان مسناً شريفاً)).اهـ

فالعلماء هم فقهاء الإسلام ، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعُنوا بضبط قواعد الحلال والحرام. ([3])

فيعرف العبد بأنه من العلماء بالعلم صغيراً كان أم كبيراً.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج11ص43): (( ومن له في الأمة لسان صدق عام، وشهدت له الأمة ([4]) بالعلم فهو عالم ([5]) ، وإذا ظهر على إنسان بحيث يُثني عليه، ويُحمد في جماهير أجناس الأمة، فهولاء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى)).اهـ

وعلى ذلك السلف الصالح رضي الله عنهم، فكانوا يستشرون العالم الصغير في أحكام الدين لأنه يعتبرونه من العلماء ، ولم يشترطوا كبر السن.

وإليك الدليل:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال: عمر: إنه من حيث علمتهم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم فما رأيت أنه دعا في يومئذ إلا ليريهم قال: ما تقولون في قول الله تعالى: ( إذا جاء نصر الله والفتح ).

فقال بعضهم: أمرنا بحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقال: لا ، قال: فما تقول ؟ قلت: هو إذا جاء نصر اله والفتح – وذلك علامة أجلك – فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً، فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول )). ([6])

قلت: هكذا كان السلف يعظمون العالم ولو كان صغير السن، ولله الحمد والمنة.

إن هذا الفهم السامي من السلف الصالح هو الذي يجب أن يسود العالم الإسلامي إذا أريد لهذه الأمة أن تتوحد كلمتها، وألا تكون شيعاً وأحزاباً كما هو مشاهد والله المستعان.

فعلى الناس أن يوفوا حق العلماء سواء كانوا كباراً في السن أو صغاراً من التوقير والاحترام وغير ذلك ، والرجوع إليهم فإنهم الحصن الحصين إن شاء الله تعالى.

ومن الناس من الحزبيين والمذبذبين من ينكر ذلك، ولا وجه لإنكاره، لأن يحمله ذلك الحسد، وأكل البغض قلبه على أهل العلم كبارهم وصغارهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولله درُّ القائل:

قُلْ لِمَنْ لا يَرَى المُعَاصِرَ شيئاً * ويَرَى للأَوَائِـلِ التَّقْدِيَما

إنّ ذَاكَ القَدِيمَ كانَ حَـدِيثاً * وَسَيبقى هَذَا الحديثُ قَدِيماً

كتبه

فوزي بن عبد الله بن محمد

الحميدي الأثري

يوم الأربعاء 27/6/1426هـ



لتحميل المقال:

http://www.sheikfawzi.net/download/1136113175.doc

[1]) وإن كان العلماء يتفاوتون في العلم إلا أنهم يطلق عليهم اسم العالم كبارهم وصغارهم.

[2]) ولذلك كان العلماء في عهد النووي يطلقون عليه العالم مع صغر سنه، ومع كثرة العلماء في عهده، بل ومات صغيراً، وكذلك يطلقون على ابن حجر ذلك عندما كان عالماً صغيراً إلى أن كَبُرَ.

[3]) انظر إعلام الموقعين لابن القيم (ج1ص9). فمن كان عارفاً بنصوص الوحيين فهو العالم، صغيراً كان في السن أم كبيراً.

[4]) من العلماء الربانيين وطلبة العلم المتمكنين.

[5]) ولم يذكر أحد من أهل العلم بأنه لا بد أن يكون العالم كبير السن لا قديماً ولا حديثاً.

[6]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج7ص73).

ابومحمد الجزائري
08-15-2008, 07:31 PM
يرفع رفع الله قدر علمائنا اهل السنة والجماعة كبارا كانوا في السن اوصغارا.امين.

12d8c7a34f47c2e9d3==