المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( من روائع حياة السلف الصالح ، هؤلاء الرجال الأفذاذ )))


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
08-17-2007, 12:38 AM
الأولى :

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسمرُ ذات ليلة عند ابي بكر، ويتفاوضان في أمر المسلمين، وكنت معهما، ثم خرج رسول الله وخرجنا معه، فاذا رجل قائم يصلي بالمسجد نتبينه فوقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمع اليه، ثم التفت الينا وقال من سره ان يقرأ القرآن رطباً كما انزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد...) ثم جلس عبدالله بن مسعود يدعو فجعل الرسول (عليه الصلاة والسلام) يقول له سل تعطه.. سل تعطه)
ولقد بلغ من علم عبدالله بن مسعود بكتاب الله انه كان يقول: والله الذي لا اله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله الا وانا اعلم اين نزلت واعلم فيم نزلت، ولو اعلم ان احداً اعلم مني بكتاب الله تناله المطيُ لأتيته.
الفاروق يسأل... وعبدالله بن مسعود يجيب
لم يكن عبدالله مبالغاً فيما قاله عن نفسه، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلقى قافلة في سفر من اسفاره، والليل مخيم يحجب الركب بظلامه، وكان في الركب عبدالله بن مسعود، فامر عمر رجلاً ان يناديهم: من اين القوم؟ فاجابه عبدالله: من الفج العميق.
فقال عمر: اين تريدون؟
فقال عبدالله: البيت العتيق.
فقال عمر: ان فيهم عالماً... وامر رجلاً فناداهم: اي القرآن اعظم؟ فاجابه عبدالله: ((الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم))
قال: نادهم اي القرآن أحكم؟ فقال عبدالله ((ان الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى)).
فقال عمر: نادهم اي القرآن أجمع؟ فقال عبدالله (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)).
فقال عمر: نادهم اي القرآن أخوف؟ فقال عبدالله (ليس بأمانيكم ولا اماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً)).
فقال عمر: نادهم اي القرآن أرجى؟ فقال عبدالله (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً، انه هو الغفور الرحيم)).
فقال عمر: نادهم أفيكم عبد الله بن مسعود؟! قالوا: اللهم نعم.

الثانية :

لم يكن عبدالله بن مسعود قارئاً عالماً عابداً فقط وانما كان -مع ذلك- قوياً حازماً مجاهداً مِقداماً اذا جد الجد.
فيكفيه انه اول مسلم على ظهر الارض جهر بالقرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم): فقد اجتمع يوماً اصحاب رسول الله في مكة، - وكانوا قلة مستضعفين- فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهم اياه؟!
فقال عبدالله بن مسعود: انا أسمعهم اياه.
فقالوا: انا نخشاهم عليك، انما نريد رجلا له عشيرة، تحميه وتمنعه منهم اذا اراده بشر، فقال: دعوني فان الله سيمنعني ويحميني...
ثم غدا الى المسجد حتى اتى مقام ابراهيم في الضحى، وقريش جلوس حول الكعبة، فوقف عند المقام وقرأ :بسم الله الرحمن الرحيم- رافعاً صوته- ((الرحمن* علم القرآن* خلق الانسان* علمه البيان...)).
ومضى يقرؤها، فتأملته قريش وقالت: ماذا قال ابن أم عبد؟!
تبا له... انه يتلو بعض ما جاء به محمد...
وقاموا اليه واخذوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ماشاء الله ان يبلغ، ثم ذهب الى اصحابه والدم يسيل منه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك.
فقال : والله ما كان اعداء الله اهون في عيني منهم الآن، وان شئتم لاغادينهم بمثلها غداً قالوا. لا، حسبك، لقد اسمعتهم ما يكرهون.

منقول للفائدة

12d8c7a34f47c2e9d3==