المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج الخوارج في إنكار المنكرات-فضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن غصون رحمه الله تعالى


كيف حالك ؟

أبوالفاروق العنزي الآثري
08-07-2007, 03:09 PM
منهج الخوارج في إنكار المنكرات

فضيلة الشيخالعلامة/ صالح بن غصون رحمه الله تعالى


سؤال:
في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهراتوالأغتيالات ، والمسيرات وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي.

أ- نرجو بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاقالبدع المذمومة والوسائل الممنوعة؟
ب- نرجو توضيح المعاملة الشرعية لمنيدعو إلى هذه الأعمال، ومن يقول بها ويدعو إليها؟

الجواب:
الحمد الله : معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عزجل ،ولكن الله جلا وعلا قال في محكم كتابه العزيز{ أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن} ولما أرسل عزوجل موسى وهارون إلى فرعون قال:{ فقولا لهقولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى} والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحكمة وأمر بأنيسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في سورة العصر بسمالله الرحمن الرحيم { والعصر إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات* وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} فالداعي إلى الله عزوجل والآمر بالمعروف والناهي عنالمنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحملماقد يسمع أو ماقد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أنيسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج _ هذه أصل دعوة الخوارج،هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالفمعتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ففرق بين دعوةأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر وبالتحلي واحتسابالأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، هذا أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.

والأولى الذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذ بالله ، ولواجتمع أهل بلد واحد على الخير واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.

لكن أهل البلدالآن أحزاب وتشيع، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم علىبعض، هذا مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث ومسلك مثلما تقدم أن جاء عن طريق الذين شقوا العصاوالذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وأهلبيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهمالذين فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضاً حتى الذين يقول بهاويتبناها ويحسنها فهذا سيئ المعتقد ويجب أن يبتعد عنه.

وأعلم والعياذ بالله أن شخصٌ ضارٌ لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم والكلمة الحق أن يكون المسلم عاملبناء وداعي للخير وملتمس للخير تماماً ويقول الحق ويدعو بالتي هي أحسن وباليينويحسن الظن بإخوانه ويعلم أن الكمال منالٌ صعب وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليهوسلم وأن لوذهب هؤلاء لم يأتي أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودين سواء منهمالحكام أو المسؤلين أو طلبة العلم أو الشعب، لو ذهب هذا كله، شعب أي بلد. لجاء أسوءمنه فإنه لايأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلىدرجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات، هذا إنسان ضال،هؤلاء هم الخوارج هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم هذه مقاصد المناوئين لأهلالسنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع. أنتهى كلامه رحمه تعالى



[مجلة سفينة النجاة العدد الثاني يناير 1997]


التوقيع
(دعوتنا السلفيةالمباركةأخراج الناس من البدعة والشرك وأدخالهم في السنة}



الذين يحاولون أن يسيئوا إلى رجال العلم أو إلى جهة تخدم العقيدة مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا شك أن هذا ينتج عن أمرين لا ثالث لهما إما جهل وعمالة للغير وإما عدم وجود إيمان في قلوب هؤلاء الناس فيجري عليهم ما يجري على غيرهم فيجب أن يقولوا الحق أو يصمتوا فإن قالوا حقًا يناقشون وإن قالوا باطلاً يعاقبون .
نايف بن عبدالعزيز آل سعود

12d8c7a34f47c2e9d3==